الثوار يأسرون 50 عسكريًا والسعودية تقترح تجديد العقوبات على دمشق
|
أحد انفجارات حمص |
أفاد ناشطون سوريون، بمقتل 139 شخصا في تظاهرات جمعة "انتفاضة العاصمتين"، التي دعت إليها المعارضة في إشارة إلى المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية وقوى المعارضة المسلحة في العاصمة السياسية دمشق، والعاصمة الاقتصادية حلب، وذكرت القناة "الإخبارية السورية" الرسمية، أن "انفجارًا دوى في شارع الشوادر في حي الخالدية في حمص"، لافتة إلى أنه "وقع عندما كانت مجموعة إرهابية مسلحة تفخخ الشارع وعددًا من الأبنية التابعة له"، وأشارت إلى أن "الانفجار أسفر عن سقوط عدد كبير من عناصر المجموعة الإرهابية المسلحة بين قتيل وجريح".
فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المجموعات المقاتلة المعارضة أسرت، الجمعة، خمسين عنصرًا من قوات الأسد في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب)، بينهم 14 ضابطًا، في وقت أعلن ضابط منشق عن الجيش السوري أن "80% من الجنود يودون الانشقاق، لكن قيادات الجيش النظامي يفرضون قيودا صارمة لمنعهم من ذلك".
وأعلنت عضو مجلس الشعب السوري إخلاص بدوي انشقاقها بعد وصولها إلى تركيا الخميس، لتكون بذلك أول نائب في البرلمان تعلن انشقاقها عن دمشق، في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوى العالم، من تكرار "الأخطاء" التي ارتكبت في البوسنة خلال التسعينات في سورية.
وفي سياقٍ متصل قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن النظام السوري يستعد للهجوم بالدبابات والمروحيات على حلب، متمنيًا أن يلقى النظام الرد الذي يستحقه من أبناء شعبه.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول تصريحات أردوغان للصحافيين المرافقين له بعد أداء صلاة الجمعة في لندن، أن "النظام (السوري) يستعد لهجوم بالدبابات والمروحيات على وسط مدينة حلب. ليس واضحًا ما الذي سيحصل اليوم وأنا أتابع ووزير الخارجية (أحمد داوود أوغلو) التطورات"، وأضاف "أتمنّى أن يحصل النظام على الرد الذي سيستحقه من أبناء الشعب السوري". وأشار إلى أن مجموعات المعارضة في حلب سيطرت على عدة أحياء في المدينة.
وكشفت تقارير صحافية، أن السعودية قد تطرح مسألة فرض عقوبات على دمشق على بساط مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، بهدف نقل المناقشات بشأن سورية من مجلس الأمن الذي تملك روسيا والصين حق (الفيتو) للاعتراض على قراراته، إلى الجمعية العامة لإظهار عزلة دولية حول موسكو وبكين، فيما أُصيب رقيب في الجيش الأردني إثر اشتباكات مع الجيش السوري الجمعة، مع تبادل لإطلاق النار على الحدود السورية الأردنية ليل الخميس الجمعة، عندما فتحت القوات السورية النار على نازحين سوريين لدى عبورهم إلى الجانب الأدرني، مما أدى إلى مقتل طفل وجرح عدد من النازحين، بالتزامن مع وصول العميد المنشق مناف طلاس إلى أنقرة للقاء داود أوغلو، في حين أبدى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسوس قلقه من تصاعد الأوضاع في سورية ومن قتل السوريين للسورين، وقال إن هدف بعثة المراقبين هو وضع حد لدوامة العنف، بينما غادر فريق المراقبين الدوليين سورية نهائيًا عبر بيروت، وتزامنًا اعتبر رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود، أن "سقوط حكومة الأسد مسألة وقت فقط".
بدأ الجيش السوري النظامي، السبت، في شن هجوم عسكري لاستعادة أحياء يسيطر عليها الجيش السوري الحر في مدينة حلب، وفقا لما أفاد به ناشطون معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 30 قتيلا في مدن سورية عدة، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "يمكننا القول إن الهجوم بدأ، والاشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة، وتدور في أحياء عدة من المدينة".
وأشار إلى "تعزيزات عسكرية للجيش السوري قادمة إلى حي صلاح الدين الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين"، مضيفًا أن "حي صلاح الدين يتعرض للقصف، وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار".
وتحدث عن "سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الأهالي، بعد سقوط قذائف واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية، صباح السبت، استمرت نحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة إلى حي صلاح الدين".
وتابع "شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة أحياء أخرى في المدينة"، كما تحدثت لجان التنسيق المحلية أيضا عن معارك في محيط صلاح الدين جنوب غربي العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وذكر المرصد أن المجموعات المقاتلة المعارضة أسرت، الجمعة، خمسين عنصرا من قوات النظام في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب (شمال غرب)، بينهم 14 ضابطا.
وقال مدير المرصد إن "مقاتلي الكتائب الثائرة أسروا خمسين عنصرا من القوات النظامية بعد اشتباكات استمرت حوالي 12 ساعة وانتهت بتدمير نقطة عسكرية أمنية في معرة النعمان والاستيلاء عليها".
وعلى صعيد متصل، تصاعد المقاومة في شمال غرب سورية، وجدت الحركة المسلحة ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد حلفاء متحمسين للقتال إلى جانبها، هم إسلاميون قدموا من دول عدة عربية وأجنبية للانضمام إلى المعركة، إلا أن هؤلاء بدلاً من تبني شعارات "الثوار" الداعية إلى الديمقراطية وإسقاط النظام، يؤكدون أنهم قدموا إلى سورية "لإسقاط العلويين" الذين ينظرون إليهم على أنهم "كفار".
وأكدت مصادر من الجيش السوري الحر، سيطرته على مخفر المخيم في درعا، فيما أفاد ناشطون بأن قصفًا بالرشاشات والأسلحة الثقيلة يجري على مخيم اليرموك في دمشق، فيما وردت أنباء عن نقل الصليب الأحمر بعض موظفيه الأجانب خارج سورية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن عدد قتلى الجمعة بلغ 139 قتيلا، بعد يوم دموي قُتل فيه 200 شخص، منهم 37 في دمشق وريفها، و32 في حلب، و30 في درعا، و15 في إدلب، و6 في دير الزور، و4 في حماة، و11 في حمص، وقتيل في الرقة. وأفاد ناشطون بانشقاق قائد كتيبة حفظ النظام الثانية في دمشق المقدم عمر الملحم.
تزامنا، دعت النائبة المنشقة عن البرلمان السوري، إخلاص بدوي، جميع زملائها السابقين في البرلمان والجيش العربي السوري إلى الانشقاق عن الأسد، ردا على "المجازر التي ترتكبها القوات الحكومية بحق المدنيين".
وأضافت إخلاص في مؤتمر صحافي عقدته، الجمعة، في أحد الفنادق في مدينة أنطاكية جنوبي تركيا، التي لجأت إليها، الخميس: "على النواب وأفراد الجيش السوري أن ينشقوا عن الأسد لأنهم أقسموا أن يحموا سورية ويدافعوا عن شعبها، لا أن يقتلوه".
وعبرت إخلاص عن "عميق شكرها وامتنانها للنواب العرب لوقوفهم بجانب الشعب السوري"، مناشدة إياهم والمنظمات الدولية إلى بذل المزيد من الجهود لدعم المعارضة والجيش الحر، وأن يتكاتفوا معا جميعا للضغط بشكل أكبر لوقف كل ما يتم في سورية من ظلم ومجازر وقصف.
وأكدت أن الشعب السوري يقوم حاليا بانتفاضة كبيرة، سعيا منه للحصول على الحرية التي تعد مطلبا وحيدا له، لكنه "قوبل برد قاس وعنيف من قبل الدولة ممثلة في النظام السوري، الذي استخدم الحبس والتعذيب والنيران والقصف والقتل لقمع الثورة"، بحسب قولها.
ولفتت إلى "أن الجيش النظامي يستخدم كافة أشكال العنف والأسلحة من دبابات وطائرات ضد الشعب الذي خرج منتفضا للحصول على الحرية والكرامة"، معلنة أنها استقالت من البرلمان السوري الذي وصفته بأنه "مجلس يخدم الأسد وحده ولا يمثل الشعب السوري"، وموضحة أنها من الآن فصاعدا تقف إلى جانب الشعب السوري الذي "يُضرب حاليا بشكل وحشي"، بحسب قولها.
وناشدت إخلاص الشعب السوري أن يثبت على انتفاضته وأن يعتصم بحبل الله الذي بيده كل شيء، موضحة أنها "تؤمن بأن نصر الله سيكون حليف الشعب السوري قريبا جدا".
فيما أكد ضابط انشق عن جيش النظام والتحق بالجيش السوري الحر، لوكالة "الأناضول" التركية، في ريف حلب، أن نسبة كبيرة من جيش النظام السوري قد تصل 80 % يودون الانشقاق.
وأضاف أن العشرين بالمئة المتبقية تعتقد بوجود جماعات مسلحة يعمل النظام على التخلص منها من خلال عملياته العسكرية، وعزا وجود هذه النسبة ممن يصدقون رواية النظام إلى التعتيم الإعلامي الذي تمارسه قوات النظام من خلال قطع كافة وسائل الاتصال والإعلام عن ضباط الجيش السوري، وزرع فكرة وجود جماعات سلفية كالقاعدة وغيرها.
وأشار الثائر إلى وجود إعدامات ميدانية لكل من يرفض أوامر القيادة بإطلاق النار على المدنيين، مؤكدا وقوع حالات كثيرة من الإعدامات، وترسل جثث القتلى إلى ذويهم، حيث يدعي النظام أمام الأهالي سقوط أبنائهم في مواجهات عسكرية مع الجماعات المسلحة.
وعرج على ظروف انشقاقه التي تمت في غضون أربع ساعات قبل شهر، بعد محاولات دامت تسعة أشهر، وقال إن "الانشقاق عن الجيش يترتب عليه تداعيات خطيرة على ذوي المنشق"، مضيفا أن "كل انشقاق داخل الثكنة العسكرية، كان يتبعه جمع لكافة العساكر في الثكنة والطلب منهم بتشديد الحراسة على المعسكر، والتحذير من القيام بمثل هذا التصرف".
وكان قادة المعسكر يقولون إن "من انشق سيواجه عواقب وخيمة جدا، وإن أهاليهم سيلاحقوا، ولن يمر وقت قصير إلا وسيتم اعتقالهم وإعدامهم ميدانيا"، وأضاف أن قائد المعسكر طلب منهم إطلاق النار على زملائهم الذين يحاولون الانشقاق.
وفي معرض حديثه عن التعذيب أوضح الثائر إن "التعذيب لا يستثنى منه أحد، حيث يقوم النظام باعتقال كل من يقع تحت أيديه ويتم تعذيبهم بطرق وحشية جدا لاستخراج المعلومات، ثم يقوم الجيش بقتلهم والتخلص من جثثهم لإخفاء بشاعة التعذيب ومنع خروجه إلى وسائل الإعلام.
وأضاف الثائر أن القادة العسكريين يتعاملون معهم بود شديد، لمحاولة كسب تعاطفهم ومنعهم من الانشقاق، لكن في حال عصيان الأوامر فالأمر يختلف تماما، وهو ما حدث مع الثائر حيث أن "الضابط توعد بتحويله (لفرع الأمن) لمحاكمته بتهمة عصيان الأوامر والتعاون مع الجماعات المسلحة إذا لم يستجب لأوامر الضابط بإطلاق قذائف الدبابة على المدنيين، وهذه تهمة كفيلة بالقضاء على حياته ".
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوى العالم، الخميس، من تكرار "الأخطاء" التي ارتكبت في البوسنة خلال التسعينات في سورية، وذلك خلال زيارة تاريخية إلى سربرنيتسا، حيث لم تتمكن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من منع مذبحة راح ضحيتها ثمانية آلاف من الرجال والأطفال المسلمين.
وخلال الصراع الدائر في سورية أظهر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عجزًا مماثلاً نظرًا إلى انقسامه بين قوى غربية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.
وقال بان بعد أن وضع إكليلاً من الزهور على نصب تذكاري من الرخام الأبيض لضحايا سربرنيتسا "لا أريد أن أرى أيًا ممن سيأتون بعدي وهم يزورون سورية بعد 20 عامًا ويعتذرون عن عدم فعل ما كان يمكن فعله الآن لحماية المدنيين في سورية"، مضيفًا "ينبغي ألا يتكرر ما حدث في سربرنيتسا أبدًا. لا في أي مكان، ولا مع أي أحد".
وجاءت الزيارة - وهي الأولى التي يقوم بها أمين عام للأمم المتحدة إلى سربرنيتسا- ختامًا لجولة لمدة أسبوع قام بها بأن لدول يوغوسلافيا السابقة.
وقال أمام برلمان البوسنة في سراييفو، الأربعاء، حيث لقي عشرة آلاف شخص حتفهم في حصار دام 43 شهرًا "إنه يناشد العالم توحيد الصف و"وقف المذبحة" في سورية".
وفي الوقت نفسه، أبدى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسوس قلقه من تصاعد الأوضاع في سورية ومن قتل السوريين للسورين، وقال إن هدف بعثة المراقبين هو وضع حد لدوامة العنف.
وقال لادسوس في مؤتمر صحافي عقده، الخميس "لا أستطيع القول إن هناك مؤشرات على حل سياسي لإنهاء هذا الوضع، ولا أقول بأن هذا الأمر سوف ينتهي بين ليلة وضحاها لكنه سيظل هدفنا الأول، قتل السوريين للسوريين أمر يجب أن يتوقف" ، وأضاف "التقيت مع شخصيات من الحكومة والمعارضة وإن بعثة المراقبين بقيادة الجنرال با بابكر غاي والأشخاص الذين معه ملتزمون جميعهم بتطبيق المهمة الموكلة إليهم من مجلس الأمن، كما تعلمون هي مهمة قصيرة المدى، وسيتم مراجعتها في منتصف شهر آب/أغسطس المقبل، ولست بصدد الحكم على قرار مجلس الأمن بشأن تحديد مدة عمل البعثة".
وأكد لادسوس أن "الهدف الرئيسي من بعثة الأمم المتحدة يظل المساهمة في وضع حد للعنف، وهذا ما قلته لجميع الأطراف التي حاورتها، وبأن كل الجهود يجب أن تبذل لإنهاء العنف، بأشكاله كافة، بما في ذلك استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل القوات النظامية، هذه هي رسالتنا الدائمة، وهذا هو هدفنا الرئيسي".
ودعا جميع الأطراف للمشاركة في الوصول لحل سياسي، والذي يتمثل في نقاط خطة المبعوث الأممي كوفي أنان الست، مضيفا: "ودعوني أذكركم بأنه ليس هناك خطة بديلة، عليّ أن أقول بأن العنف قد وصل إلى مستويات تدعو للقلق، ومنذ أيام كان حاضرًا هنا في دمشق، واليوم في حلب ودير الزور، لذا سنحاول ما بوسعنا من أجل الوصول إلى حل سياسي، ضمن إطار يضعه السوريون ويقوده السوريون".
ونفى المبعوث الأممي ما أشيع عن وصول عناصر من الأمم المتحدة، قائلاً "كانت هناك إشاعه عن أن ألف قبعة زرقاء كانت تحضر للإرسال إلى سورية، ليس لدي أي معلومات، وعلى كل فإن هذا الموضوع، أنا حسب مستواي الوظيفي، وفي كل الأحوال، فإن قرارًا كهذا أمر عائد لمجلس الأمن أولاً وأخيرًا".
وأوضح لادسوس "الحقيقة التي نعيشها اليوم دوامة من العنف يجب أن تتوقف، نرى كل يوم سوريين يقتلون سوريين، وهذا أمر يدعونا لبالغ القلق، إن عمل مهمتنا محكوم بضوابط وقواعد فرضتها الأمم المتحدة، أي الجمعية العمومية، وباعتقادي فإننا فعلنا ما بوسعنا في إطار هذه القواعد".
وكشفت مصادر أمنية واسعة الإطلاع لـ "العرب اليوم" أن معبر المصنع الذي استعاد حركته العادية بين البلدين على مستوى المدنيين شهد، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، عبورًا كثيفًا للمراقبين الدوليين العاملين في فريق المبعوث العربي والدولي كوفي أنان في دمشق، الذين غادروا سورية في اتجاه بلدانهم عبر لبنان.
وكشفت هذه المصادر أن "أكثر من 90 مراقبًا تركوا سورية عائدين إلى بلادهم عبر مطار بيروت الدولي، وأن فريق المراقبين الأرجنتينيين الذي يبلغ عددهم 20 مراقبًا قد غادروا سورية نهائيًا، الخميس".
تجدر الإشارة إلى أن مطار بيروت قد اعتمد محطة أساسية في تحركات المراقبين الدوليين في سورية، منذ تكليفهم بمهامهم في 21 نيسان/أبريل الماضي، باعتباره المعبر الشرعي والقانوني المعتمد لدى الأمم المتحدة، بالنظر إلى إعتماد المراقبين في سورية على الشؤون اللوجستية التي في حوزة اليونيفيل في لبنان.
ولليوم الثالث على التوالي ومنذ أن سجل رئيس الجمهورية موقفه احتجاجًا على التوغلات السورية على الحدود اللبنانية – السورية، مطلع الأسبوع الجاري، عاشت هذه الحدود نوعًا من الهدوء الذي افتقدته منذ أشهر، ولم تسجل أية عمليات عسكرية.
وعلى خط موازٍ، استعادت المعابر الشمالية والشرقية بين لبنان وسورية حركتها العادية على مستوى خروج ودخول السوريين.
وقالت مصادر الأمن العام إلى "العرب اليوم" "إن حركة العبور عبر العبودية شمالاً شهدت نسبة مرتفعة في عودة السوريين إلى أراضيهم بنسبة تفوق الذين دخلوا إلى لبنان".
وعلى صعيدٍ آخر، وصل العميد السوري المنشق مناف طلاس إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث التقى مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. وذكرت قناة "أن تي في" التركية أن طلاس وصل في زيارة غير معلنة سابقًا إلى أنقرة، للقاء داوود أوغلو على مائدة الإفطار، بحضور رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان.
وكان العميد طلاس قد ظهر للمرة الأولى مساء الثلاثاء، عبر قناة "العربية" من مدينة جدة، وأعلن رسميًا انشقاقه عن نظام الأسد، ثم ظهرت صور له وهو يؤدي مناسك العمرة في مكة.
في السياق ذاته، أوردت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، مقالاً للكاتب لافدي موريس، بعنوان "الرجل الذهبي السابق أحد المنافسين لقيادة سورية"، جاء فيه أن "الجنرال مناف طلاس أحد المقربين لدائرة الأسد صرح في أول مقابلة له، أنه الرجل الأنسب ليحل مكان صديقه القديم بشار الأسد".
وبحسب التقرير فإن طلاس سبق وصرّح أنه "غادر سورية ليقدم المساعدة وليوحد الناس الشرفاء في الداخل والخارج، للتوصل إلى خارطة طريق تخرج سورية من أزمتها"، مضيفا أن "طلاس يتمتع بدعم السعودية، وتراه الولايات المتحدة المرشح الأنسب لتولي زمام القيادة خلال الفترة الانتقالية في سورية".
فيما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، من أن المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد تعوق جهود إنهاء الاحتجاجات المستمرة منذ 16 شهرًا. وقال لافرورف "إن مثل هذه المطالب التي صدرت عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوربية والعربية وتركيا تؤجج العنف"، مؤكدًا زعم موسكو بأن "دعم المعارضة السورية المسلحة يرقى إلى حد دعم الإرهاب".
وأضاف لافروف "نقترح أشياء من شأنها أن تسمح بوقف فوري لإطلاق النار، لكن الجانب الآخر يقول "لا" إما أن يذعن النظام أو سنستمر في دعم القتال المسلح للمعارضة، وهو ما يبرر أعمالاً إرهابية".
ومضى يقول في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصربي فوك جرميتش في موسكو "أي نوع من العمل الإنساني يمكننا الحديث عنه ما دام هذا الدعم مستمرًا، بما في ذلك مبادرات هؤلاء الذين لن يسمحوا لهذه النار بأن تنطفئ، وبدلاً من ذلك ينفخون فيها".
وواجهت روسيا والصين انتقادات حادة من الدول الغربية، لاستخدامهما حق النقض الذي تتمتعان به في مجلس الأمن الدولي، لتعطيل قرارات من شأنها زيادة الضغط على الأسد، لإنهاء العنف الذي أشعلته حملة أمنية ضارية شنتها الحكومة على المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وردت موسكو هذا الأسبوع متهمة الولايات المتحدة بمحاولة "تبرير الإرهاب" ضد الحكومة السورية.
وزاد هذا السجال التوتر المحيط بخلاف دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي، وتأتي فيه روسيا والصين في مواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وقالت واشنطن إنها ستبحث عن سبل للتصدي للأزمة السورية خارج مجلس الأمن.
وفي الوقت ذاته، بث ناشطون معارضون للنظام السوري شريط فيديو على شبكة الإنترنت يظهر حوالى مئة رجل جالسين أرضًا يتحدثون أمام الكاميرا عند إلقاء القبض عليهم من جانب الجيش السوري الحر في مناطق مختلفة من مدينة حلب.
وقال صوت مسجل على الشريط: "قام لواء التوحيد في محافظة حلب في معركة الفرقان بإلقاء القبض على عناصر أمن وضباط وجيش وشبيحة". وقام عدد من هؤلاء بالتعريف عن أسمائهم والمكان الذي أوقفوا فيه.
ووصف الجيش الحر "معركة تحرير حلب"، التي أعلنها في 22 تموز/ يوليو بعد يومين على بدء الاشتباكات في المدينة، بـ"معركة الفرقان".
وأمر صوت الأسرى، الذين ارتدى معظمهم قمصانًا قطنية بيضاء مع سراويل، بالتعريف عن أنفسهم، فقال أحدهم: "أنا العقيد محمد الراشد المحيمد، من مرتبات الجيش الشعبي، الرقة. ألقي القبض علي عندما كنت عائدا من محافظة الرقة على مدخل مدينة حلب".
وقال آخر: "أنا النقيب الإداري فؤاد الحوش، من مرتبات قيادة شرطة محافظة حلب، شرطة الشعار. تم إلقاء القبض علي بعد خروجي من القسم".
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في حلب أن الجيش الحر سيطر بعد معركة قبل يومين على مركز شرطة الشعار في حلب.
وقال ثالث وقد لف رأسه بضمادة: "أنا العقيد علي قاسم من شرطة جرابلس. سلمت نفسي إلى الجيش الحر في قسم الشعار في حلب". ويوضح الرجل الذي يطرح الأسئلة والذي لا يظهر في الفيديو أن ذلك تم "بعد نفاد ذخيرتك؟"، ويومئ الأسير بالإيجاب.
وذكر أحد الرجال أن مركزه في مطار حلب العسكري، وأنه أوقف عند مفرق حي طريق الباب في حلب. وعرف البعض عن انفسهم بأنهم من "الشبيحة"، وقال أحدهم وبدت آثار لكمة على عينه، أنه "قتل أحد المتظاهرين".
وقال آخر: "أنا الشبيح مصطفى عساف، ألقي القبض علي على حاجز للجيش الحر في مساكن هنانو". وذكر عدد من الأسرى أنهم أوقفوا على حواجز للأمن، وقال أحدهم إن العناصر الذين كانوا معه على الحاجز قد قُتلوا، وينهي صاحب الصوت: "هذا مصير كل من يتعاون مع النظام، سيقع في أيدي الجيش الحر".
من جهة أخرى، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم، إن الإدارة الأميركية لن تمنع إسرائيل من مهاجمة قوافل لحزب الله تحمل أسلحة كيماوية سورية إلى لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يوجد مؤخرا تنسيق وثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن طريقة العمل التي يجب اتباعها من أجل إحباط نقل أسلحة كيماوية إلى لبنان من قبل حزب الله، مشيرة إلى أن مسؤولين عسكريين كبار من الجانبين يلتقون ويناقشون ذلك.
وكتبت "معاريف" أنه بسبب الخشية من أن قصف قافلة شاحنات تحمل أسلحة كيماوية في طريقها إلى لبنان، أو في سورية إذا اقتضت الضرورة، قد يؤدي إلى اندلاع حرب، فإن الطرفين يتباحثان بشأن طريقة إحباط عملية النقل بطريقة ذكية وهادئة، بما في ذلك استخدام وحدات كوماندو خاصة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريو الأول لاستخدام الأسلحة الكيماوية هو أن يقوم الرئيس السوري بشار الأسد باستخدامها على نطاق واسع وبكميات كبيرة للقضاء على الانتفاضة بضربة قاصمة، الأمر الذي تنفيه وزارة الخارجية السورية.
أما السيناريو الثاني، الذي وصف بأنه ليس بالضرورة على حساب الأول، فهو أن يحاول حزب الله أو تنظيم القاعدة وضع اليد على مخازن السلاح، الأمر الذي تعتبره إسرائيل تهديدا مباشرا.
وكتبت الصحيفة أيضا أنه بحسب تقديرات مسؤولين في الإدارة الأميركية فإن هناك إمكانية معقولة أن يحصل سيناريو واحد أو الاثنين معا في المدى القريب جداً، وذلك بسبب "التدهور السريع للنظام السوري"، وهو السبب الذي أدى إلى تعزيز التنسيق في هذه المسألة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
دمشق ـ وكالات