الداعية الإسلامية د. سعاد صالح أؤيد ترشيح نجيب ساويرس لرئاسة الجمهورية
التحاور مع د. سعاد صالح رئيسة قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر.. وعضو الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين أشبه بالسير فى حديقة استبدلت فيها الورود والرياحين بالقنابل والألغام. وحدها تعرف أين.. ومتى.. وفيمن ستنفجر.. وهو ما يمنحها القوة على الصمود فى وجه حملات ضارية ممن ناصبوها العداء بسبب صراحتها الصادمة فى كثير من آرائها كان أقساها «إهدار دمها». محاكمة مبارك وشروط العفو عنه.. الأحزاب النسائية.. السلفيون التعديلات الدستورية.. رئاسة مسيحى لدولة مسلمة.. استقالتها من حزب الوفد.. طلاقها للسياسة.. بعض من محطات ساخنة داخل هذا الحوار المسجل الذى امتد لأكثر من ساعة.
شروط قاسية وضعتها العالمة الجليلة د. سعاد صالح للعفو عن الرئيس السابق حسنى مبارك.. أولها إعادة ما نهبه وسلبه وأن يعفو عنه أمهات وأسر الشهداء.. ومنهم من لم يتقبل العزاء حتى الآن إلى أن تتم محاسبة علنية لكل من تسبب فى الاعتداء على النفس والمال.. معنويا وبدنيا.
المصالحة مشروطة بتراض مجتمعى لاسترداد الحقوق والقصاص.
تستطرد: فئة اعتدت على حقوق الشعب ماليا مثل رجال الأعمال والوزراء.. فإذا ردوا ما أخذوه عنوة من أراض وأموال يمكن أن نقول نعم للمصالحة.
أما الجرائم غير الإنسانية والسياسية فهؤلاء لا ينبغى أن يتم العفو عنهم إطلاقا إلا بعد القصاص العادل.. ومنهم على سبيل المثال حبيب العادلى وزير الداخلية.. أمن الدولة.. مدبرو موقعة الجمل.
تكشف د. سعاد صالح عن أحدث رسالة للدكتوراه عن «ثورة 25 يناير بين القبول والرفض الشرعى» تم تسجيلها بكلية الدراسات الإسلامية بنات الأزهر.. لتكون أول رسالة دينية سياسية تشرف عليها لتواجه بها ما وصفتهم بـ«المتنطعين» ممن نظروا لمن قاموا بهذه الثورة أنها خروج على الحاكم، وهو إثم عظيم تقول تعددت واختلفت الفتاوى الصادرة.. بعضها يسبغ عليها الشرعية الدينية استنادا لقول الله تعالى «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم»، وكثير منها للأسف يحرم هذه الثورة استنادا لنصوص أخرى تم تأويلها.. وتؤكد : لولا ثورة 25 يناير ما كان يمكن لهذه الرسالة أن ترى النور.. فهى على حد تعبيرها أول رسالة علمية لها صبغة دينية سياسية.. بعيدة عن الإخوان المسلمين والسلفيين.. فنحن هنا نتناول الحكم الشرعى لنصوص دينية لا تأول تأويلا دينيا يخدم تيارا بعينه تضيف: اقترحت على باحثة أخرى موضوعا لرسالتها عن «مفهوم الأمن وحاجة المجتمع له»، فالساحة الفارغة حاليا ممن هم مسئولون عن الأمن تستوجب التركيز على حكم الدين فى المتخاذل عن أداء وظيفته فى حماية أمن المجتمع.. لنصل إلى العقوبة التى ينبغى تطبيقها، والتى تتدرج من الخيانة إلى العاصى أو الفاسد.
وترى أن المجتمع بحاجة ماسة فى هذه المرحلة للتوصيف الفقهى الدقيق لحكم الدين فيمن كلفوا بحماية المجتمع حماية تشمل المال والنفس والعرض، ولكنهم تخاذلوا.. فهم فى رأيها «خونة» قولا واحدا.. استنادا للنص القرآنى : «يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون»
تطالب د. سعاد صالح بأن يشمل الانتخاب الرئاسى نائب رئيس الجمهورية.. وتقول : كنت أتمنى ألا يكون الاستفتاء على تعديلات الدستور التى جرت مؤخرا بنعم أولا فقط.. ففى ذلك حجر على الرأى.. كان ينبغى أن نمنح الحق فى قول نعم لبعض المواد.. ولا لبعضها الآخر.. خاصة أنه حتى الآن مازالت لرئيس الجمهورية بنص الدستور سلطات فردية واستبدادية..
وتضيف: مازالت هناك قيود كثيرة تحول دون الموافقة على إنشاء أحزاب على خلفية دينية.. فضلا عن أن التجربة الحزبية فى مصر بكل أسف - وأنا عضو فى واحد منها - هى مجرد أحزاب مهمشة.. بل اتخذت من ثورة 25 يناير «ثوب» حماية لها لتنطلق على الساحة السياسية.
وتحذر صالح من أن نغتر أو تخدعنا الاستقالات والتغييرات التى أعلنت عنها قيادات الحزب الوطنى فى مكتبه السياسى أو أمنائه.
فهؤلاء كما نراهم ذيول تعمل على انتكاسة الثورة.. وهو ما يستوجب حل الحزب الذى أصبح باطلا بسقوط شرعية رئيسه ففقد شرعيته تماما من القاعدة إلى القمة.
* ما تقييمك لتجربة انضمامك لحزب الوفد؟
- فصل الدين عن السياسة دعوة علمانية.. أنا ضدها، فالرسول عليه الصلاة والسلام حينما أنشأ الدولة فى المدينة كان دوره دينيًا سياسيًا.. فهى دولة تقوم على أسس الشورى.. واحترام حقوق الإنسان وغيرها فى الكثير من المبادئ..
فالذين ينادون بالفصل بين الدين والسياسة.. فيما تعلق منه بالعبادة والعقيدة.. وليس الدين المتعلق بالأحكام الشرعية المنظمة للمجتمع.
وتكشف د. سعاد صالح الفقيهة الإسلامية عن معارضتها الشديدة لتعديل المادة الثانية من الدستور التى تنص على أن الإسلام هو المصدر الأساسى للسلطات.
وترى أن فى التعديل إلغاء للهوية الدينية لمصر.. بل يمكن أن يضاف لها مع الالتزام أصحاب العقائد الأخرى بأديانهم، فهم حينما يحتاجون لتطبيق نصوص الشريعة الإسلامية نقول لهم أهلا وسهلا.. ولكن لا نجبرهم عليها.
بدليل أن الأنبا شنودة بعد الحكم بعدم جواز الزواج الثانى للمسيحيين.. لجأ إلى الشريعة الإسلامية ومبادئها.
وتستطرد: الشريعة الإسلامية ليست قطع اليد وليست رجم الزانى أو قتله.. ولكنها وضع أسس عادلة وعامة بشروط قاسية لدرجة تمنع تطبيقها.
وتستشهد قائلة «ادرأوا الحدود بالشبهات».
تضيف: سأقدم استقالتى من عضوية حزب الوفد.. بعد مشاكل تسبب فيها ما صرحت به من ضرورة تنشيط اللجنة الدينية.. كنت أبغى من وراء ذلك تنشيطها إسلاميا ومسيحيًا.. خاصة أننى فى أكثر الندوات التى أقيمها دائما ما أستعين برجل دين مسيحى.. فالأديان كلها مصدرها واحد.. وهو الله سبحانه وتعالى..وأيامها كانوا يطلقون على الإخوان المسلمين الجماعة المحظورة.. بعض الأقباط فى الحزب اعتقدوا أننى قادمة لإحياء نشاط الإخوان المسلمين وهو أمر عارٍ تماما من الصحة.
وتشير إلى أن استقالتها من حزب الوفد التى تعتزم تقديمها بسبب ما تلاقيه من تهميش لدورها دون سبب واضح .
لم تخف الدكتورة سعاد صالح رغم تصالحها النفسى إحساسها بالمرارة من تفضيل قيادات حزب الوفد ترشيح الفنانة سميرة أحمد فى انتخابات مجلس الشعب السابقة.. عن اختيارها.
وتقول: حينما ذهبت لملء استمارة الترشيح كان كلام د. سيد البدوى رئيس الحزب أن الدكتورة سعاد صالح يُسعى إليها.. ولا تسعى إلى أحد.
تقول عن ملابسات انضمامها لعضوية الحزب أنها بعد المناظرة التى تمت بين الرئيسين السابق والحالى لحزب الوفد قررت الانضمام للحزب رغم أن ذلك تم ضد رغبة أولادى.. فهم يفضلون لى الابتعاد عن النشاط السياسى.. والتركيز فى النشاط الدعوى.
* أولادى.. والثورة
ابنى مصطفى نزل ميدان التحرير منذ بداية الثورة ولم يغادر الميدان أكثر من 10 أيام، ومازال يحضر ندوات فى ساقية الصاوى وأماكن أخرى، وأخرى مع الدكتور سليم العوا.. وأنا سعيدة أن هذه الثورة حركت عنده الإيجابية.. الآن أصبح خوف أولادى بعد وفاة والدهم رحمة الله عليه.. من حدوث أى مشكلة تواجهنى قضائيا أو إعلاميا فقد كان زوجى رئيس تحرير جريدة عقيدتى دائما ما يساندنى بما له من فكر أوسع.. الآن من يقف معى بعد الله سبحانه وتعالى إذا ما وقعت فى مشكلة بسبب تسرعى وبكل أسف هو تسرع نتيجة حماسى الشديد لما أطرحه من آراء وقضايا أؤمن بها.
وعودة لمرارة عدم ترشيح الوفد لها فى الانتخابات تقول حقيقة لم أبد رغبة للدكتور البدوى للترشح، ولكننى توقعت أن يبادر بذلك.
ولو طلب منى الترشح كنت سأعتذر عن القبول، ولكننى كنت فى المقابل سأشعر بمكانتى لدى حزب الوفد، ورغم ما اقترحه علىَّ الكثيرون بخوض الانتخابات كمستقلة عن محافظة حلوان وهناك الكثير من الأقباط على صلة شديدة بى ويسألونى فى مشاكلهم، ويقولون لى إننا نلجأ لك قبل أن نلجأ للكنيسة.. لكننى كنت سأكتفى بدورى الدعوى.
الإنضمام وتشدد بحل المشاكل الاجتماعية بنصوص دينية.
* «ارجعوا يا ولاد لبيوتكم.. واتركوا ميدان التحرير» مقولة رددها البعض منسوبة للدكتورة سعاد صالح تنفيها جملة وتفصيلا.. شاكية من معاناتها الشديدة من الافتراء عليها فى الكثير من أقوالها وتصريحاتها، ولهذا قررت مخاصمة الإعلام الصحفى المقروء لتشويه كلامها.
- توضح: على العكس تماما.. لقد ذكرت آية «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا» لدرجة أن آخرين اتهمونى أننى أصبحت من جماعة الإخوان المسلمين.
بل لقد طالبت شيخ الأزهر بالوقوف مع شباب ثورة 25 يناير.. وقلت أهيب بفضيلة الإمام الأكبر أن ينزل الآن وسط الشباب حتى يمنحهم القوة والسند.. وطبعا فى هذا الوقت كانت هناك ذبذبة بين نجاح هذه الثورة من عدمه.
وحول دور الداعية الدينى وعلاقتها بما يعرض فى المجتمع من فنون.. تقول :
من شروط الداعية ألا يعلو فى برج عال وينقطع عن المجتمع الذى يعيش فيه بما به من هموم ومشاكل وظروف.
ثم إننى كإنسان لى متطلباتى الخاصة.. فلى وقت للترفيه.. فلماذا لا أشاهد مسلسلاً من المسلسلات خاصة أننى أعتقد أن بعضها من الدراما الاجتماعية تعيننى كداعية على إظهار مشاكل فى المجتمع لا أعلم عنها شيئًا فمسلسل يسرا عالج أكثر من مشكلة.. «الزواج العرفى - غياب الأبوين عن الأولاد - الإدمان - السكوت عن الحق»
هذه واحدة، الأمر الآخر.. بالنسبة لرأيى فى يسرا..ووصفى لها بالعظمة أنها إسباغ لصفة الله على عبد من عباده أمر اعتذرت عنه.
أما بالنسبة للصلاة فى مسجد سعد الصغير. رغم أننى لا أشاهد أفلامه.. فأنا لا أنزل إلى هذا المستوى إطلاقا.. فإن إقامة الندوة والصلاة فى هذا المسجد بمبادرة شخصية.. نتيجة ما تعرض له من هجوم ورغبة من البعض فى غلقه وجدت أنه علينا أن نفرق بين سعد وفنه وبين هذا المسجد الذى بناه من أجل الله سبحانه وتعالى.. وبصرف النظر عن نيته من وراء ذلك، فنحن لا نفتش عن النوايا سواء بقصد «التطهير» «التوبة» أو غير ذلك.. فأنا لا أحكم إلا بما أمرنا به الله والرسول صلى الله عليه وسلم.
أما تصرفاته فمتروكة لله عز وجل.
فأنا لست رقيبة عليه.
* عن ماذا تعتذر د. سعاد صالح ؟!
- أجابت : أعتذر عن الفتوى التى أجزت فيها ترقيع غشاء البكارة.. وإن تمت بمساعدة ونصيحة زملاء وعلماء.. وتكرر قائلة: أعتذر عنها جدا.. «أنا كنت لمدة 5 سنوات أنظر إلى هذا الموضوع أنه ليس من الغش أو التدليس وبكل أسف بعض العلماء جعلونى أنزلق.. حينما استشرتهم وأتراجع عن هذه الفتوى من خلال هذا الحوار أعتذر بشدة.
* كعضو اتحاد علماء المسلمين : هل تتفقين مع رؤية د. يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد.. أن هناك مدًا شيعيًا يهدد الدولة الإسلامية السنية؟
- تجيب : بالتأكيد كل مذهب من المذاهب من مصلحته زيادة أنصاره فى المقابل يجب أن يكون لدينا وعى.
أولا : نحن لا نكفر الشيعة.. والبعض منهم طوائف مثل «الروافض» الذين يرفضون الصحابة ويكفرونهم ولكن بصفة عامة هم قالوا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة.
وترد على تحذير القرضاوى من مليارديرات الشيعة، وتأثيرها على الأمة السنية قائلة.. تحذير د. القرضاوى من الشيعى المتطرف.. والأمر يتطلب وعيا دون أن تكفرهم.
الخطورة من الفئة الشاذة منهم وتشير إلى أننا أيضا لدينا بعض التيارات فيها خطر على الإسلام.. وبدون ذكر أسماء هناك تيارات تأخذ بنصوص الآيات القرآنية بظواهرها إن كان هذا محرما فهوم محرم.. ممن تربوا ونشأوا فى المملكة العربية السعودية.
هؤلاء هم من حذر الرسول عليه الصلاة والسلام من تشددهم.
فنحن دين وسطى، «وكذلك جعلناكم أمة وسطا».
وقال محمد صلى الله عليه وسلم «عليكم من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا».
فالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين يضم فى أعضائه علماء الشيعة ومنهم الإمام التسخيرى والشيعة المعتدلون فى اليمن على سبيل المثال «الزيديين»
أتباع زيد ابن على معتدلون جدا.. وحينما نقترب من أحكامهم الفقهية نجدها تكاد تقترب من المذهب الحنفى.
هم لا يمثلون خطورة على الدول ذات المذهب السنى على الإطلاق رغم الشواهد التى نراها فى مملكة البحرين د. سعاد صالح .
الأسباب التى أدت لأزمة البحرين، وترى أنها «ثورة ضد الظلم».. «ثورة أغلبية ضد أقلية متحكمة فى خيرات البلاد».
وهذه الأغلبية محرومة من المشاركة السياسية.
* أباغتها.. لو رشح نجيب ساويرس نفسه لرئاسة الجمهورية هل توافقين ؟!
- ردت على الفور: أوافق جدا.. أنا لا أنسى لهذا الرجل دوره الشريف فى مساندة ثورة 25 يناير.. ولم لا طالما اختاره الشعب.. كما أننى مع تولى المرأة لهذا المنصب.
وتزيد النار اشتعالا بتفضيلها أن يتم انتخاب شيخ الأزهر من بين هيئة كبار العلماء.. وتنفعل.. لا ينبغى أن يعين شيخ الأزهر بقرار من رئيس الجمهورية «أبدا.. أبدا».
لا ينبغى أن يحصل الأزهر على ميزانية من الدولة.. فلنا أحقيتنا فى ميزانية منفصلة ممولة من الأوقاف «المنهوبة» إذا ما تم استردادها.. وبالتأكيد كل من وزارة الأوقاف والأزهر لديه سجل بذلك فكما استرد الأقباط أوقافهم.. علينا أن نسترد أوقاف المسلمين.. وبالتالى يصبح الأزهر سلطة مستقلة لا تأخذ مالاً من أحد ليكون بمنأى عن أى توجيه.
* طالبك الشيخ يوسف البدرى بالاستتابة.. فماذا فعلت ؟
- تقول: هؤلاء من نقول عنهم إنهم التيارات التى نخشى على الإسلام منها.
وتستكمل فى الحقيقة الرجل عرض فى برنامج تليفزيونى على الهواء أن يأتى إلى منزلى مع زوجته لكى يتم التصالح.. وأنا الحقيقة بعدما وافقت أولادى - وهم حاليا هم أوليائى بعد وفاة زوجى - رفضوا.. ونصحونى بعدم المصالحة..
ومازالت مصرة أن النقاب عادة وليست عبادة ودليلى أن وزير الأوقاف السابق أصدر كتابًا اسمه «النقاب عادة وليس عبادة»
وأن فتوى المفتى تؤكد نفس المعنى. وبكل أسف حينما أعلنت رأيى تركت وحدى دون أن يقف بجوارى أحد إلا الله سبحانه وتعالى وزوجى رحمة الله عليه.
لا تخفى د. سعاد صالح تأييدها للدعوة بحل المجلس القومى للمرأة.. فهذا المجلس على حد قولها شابته الكثير من الشوائب.. من قياداته إلى أعضائه.
اختصاصاته بقضايا تمس المرأة فى مناحى محددة وغير متصلة لما تعانى منه جميع طوائف الفساد فى مصر امرأة بأوصاف ومكانة اجتماعية معنية بفكر مختلف باستيراد لأفكار قد لا تناسبنا. ومنها على سبيل المثال اتفاقية «السيداو» المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال التمييز بها بنود إيجابية تتفق مع الشريعة الإسلامية.. وأخرى سلبية مثل المساواة التامة بين الرجل والمرأة.
والتكافؤ هو المطلب الأكثر إلحاحا بين المرأة والرجل.
أما الخروج للمرأة كيفما شاءت وعودتها وسفرها حرة أمور لا تستقيم.
* كيف تنادين بقوامة الرجل وسبق أن أفتيت بأنه على الزوج أن يستأذن زوجته قبل سفره ؟!
- تجيب : لو كان السفر طويلا ويؤثر بالضرورة على بيته وزوجته هو أمر واجب. هناك من يسافر بعقد عمل لمدة عام ويترك زوجته وأبناءه أكثر من 10 سنوات ويتزوج هناك وللمرأة غريزتها الإنسانية ماذا تفعل هل تخون؟
* ألا ترين أية إيجابيات للمجلس القومى للمرأة.. أم عليه أن يحل نفسه مثل الحزب الوطنى الديمقراطى؟ ومن يقوم بهذا الدور؟
- تصدمك بإجاباتها.. فتتساءل: لماذا لا نؤسس أحزابا نسائية.. ما هى المشكلة.. حزب مدنى يحترم مقومات ومبادئ المجتمعات الإسلامية وخصوصيات هذه المجتمعات.
لا يخيف د. سعاد صالح أن تؤدى دعوتها لنشر مبدأ إنشاء أحزاب على أسس فئوية كإنشاء حزب للأقباط.. فهى ترى أن الإسلام دين التعددية.. ولا مانع من إقامة أحزاب ذات خلفيات دينية متعددة.
أما إلغاء خانة الديانة من البطاقة القومية فأمر ترفضه بشدة.. منعا للتحايل.. فاحترام عقيدة الآخر لا يجبرنا على إلغاء هذا الإعلان الصريح والواضح عن الديانة التى ينتمى إليها حامل البطاقة.
تضيف : على العكس تماما.. حينما صدر الحكم بوضع «شرطة /» أمام خانة الديانة للبهائيين احترمنا هذا القرار وأسعدنا جميعا.. وإلا ذاب وانصهر الجميع.. الله سبحانه وتعالى حينما تحدث عن العقائد قال فى محكم آياته «صبغة الله التى صبغ الناس عليها» وعلينا ألا نتحلل من هذه الصبغة.. وفى الوقت ذاته نحترم الصبغات الأخرى.
* هل يقلقك تزايد عدد الأحزاب الدينية التى تسعى للحصول على موافقات تأسيسها خلال المرحلة القادمة ؟!
- تقول : لابد أن تتوافق برامج هذه الأحزاب مع المرحلة التى نمر بها.. بالابتعاد عن العصبية والفتنة.
لا نريد تدميراً للوطن
الاختيار للشعب.. أى شخصية مسلمة أو قبطية تتقدم للترشح للرئاسة ستخضع لإرادة الشعب بصرف النظر من ديانتها.
وعن توقع قفز الإخوان المسلمين على مقعد الحكم تقول : لا أرى ذلك من خلال تصريحاتهم.. خاصة أننا أمرنا بالابتعاد عن الظن وسوء الظن.
الحكم السابق جعل من الإخوان أداة لترويع أمن المجتمع رغم ما يقدمونه من خدمات للمجتمع فالكتاب الجامعى الذى يباع بـ 25-30 جنيهًا تبيعه الأخوات المسلمات بـ 150 قرشًا رغم عتابى لهن بضرورة أخذ الإذن من صاحب الكتاب قبل تصويره.. فهذه تعتبر سرقة علمية.. لكن هدفهم الخدمة العامة.
وبالتالى أنا لا أراهم هذه الفزاعة التى روج لها الحكم السابق كثيرا.. بل هم فئة لها اتصال وثيق بفئات الشعب «ياريت» تستطيع باقى الأحزاب أن تفعل مثلهم وتنافسهم فيما يقدمونه من خدمات.
ساويرس يطلق حزب «مصر الحديثة».. ويتعهد بعدم رئاسته
كتب طارق مرسى العدد 4321 - السبت الموافق - 2 أبريل 2011
أعلن المهندس نجيب ساويرس أمس الأول تأسيس حزب سياسي ليبرالي جديد الإعلان تم في نادي جاردن سيتي الذي تملكه عائلة ساويرس عبر مؤتمر دعا فيه مجموعة من الشخصيات العامة والشباب والناشطين السياسيين وصل عددهم لحوالي 250 شخصا منهم الكاتب جمال الغيطاني والأديب يوسف القعيد والشاعر أحمد فؤاد نجم والكاتب وحيد حامد والمخرج مجدي أحمد علي والكاتب محمد سلماوي والكاتبة ماجدة الجندي وجورج إسحاق المنسق العام السابق لحركة كفاية، ود.هدي وصفي وكان اللافت هو حضور وزير التنمية الإدارية السابق د. أحمد درويش.
ساويرس قال إن إقامة المؤتمر لإعلان التأسيس والتشاور حول اسم الحزب وأهدافه الرئيسية وشروط العضوية ووضع المبادئ الأساسية له وقام بإجراء تصويت علي الأسماء المقترحة، فتم الاستقرار علي اسم «حزب مصر الحديثة» وكشف بوضوح أنه لن تكون الأغلبية في هذا الحزب للأقباط، وأنه يرفض المشاركة في أي حزب له أغلبية قبطية لأن الحزب - حسب قوله - يمثل المجتمع المصري الذي يتمتع بأغلبية مسلمة، كما فجر ساويرس مفاجأة بقوله إنه لن يترشح لرئاسة الحزب الآن أو مستقبلا وأنه يطمح أن يكون رئيس الحزب من الشخصيات الشابة.
إلا أن ساويرس كشف أن الغرض من تشكيل حزبه وبعد أن يصل عدد أعضائه إلي 200 ألف عضو مثلا سيدعو إلي تكتل وتحالف مع جميع الأحزاب الليبرالية المدنية حتي يكون لهذا التكتل نصيب مهم في تشكيل البرلمان المقبل.