|

إذاعى إسرائيلى يتوقع استحواذ "الإخوان" على معظم مقاعد البرلمان


نشر الإذاعى الإسرائيلى الشهير "جاكى خوفى" الحلقة الثالثة من جولته التى قام بها مؤخرا بشوارع القاهرة بإذاعة الجيش الإسرائيلى "كول تساهال" والتى أستطلع خلالها آراء المصريين حول العلاقات بين القاهرة وتل أبيب عقب ثورة 25 يناير.

جاءت الحلقة الثالثة لـ"خوفى" الخبير بالشئون السياسية المصرية مختلفة تماما عما جاء بالحلقتين الأخيرتين، حيث تناول فيها نفوذ حركة "الإخوان المسلمين" بالشارع المصرى عقب تنحى الرئيس السابق "حسنى مبارك ونجاح الثورة فى إسقاطه، قائلا خلا التقرير الذى نشره اليوم، الثلاثاء، على موقع الإذاعة العسكرية: "لقد مر ما يقرب من نصف عام على تدفق المتظاهرين على ميدان التحرير من أجل تغيير النظام فى مصر، لكنه يبدو أنه منذ الإطاحة بمبارك ونجم جماعة الإخوان المسلمين يرتفع يوما تلو الأخر عاليا فى السماء".

وأضاف خوفى أنه ليس هناك شك فى أن الجماعة التى كانت محظورة فى عهد الرئيس السابق ستستحوذ على معظم مقاعد البرلمان المصرى الجديد خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، مضيفا أنه على الرغم من معارضتهم للسلام مع إسرائيل، إلا أنهم قرروا عدم خوض السباق الرئاسى.

وتسأل الإذاعى الإسرائيلى الذى يجيد اللغة العربية بطلاقة بجانب اللهجة العامية المصرية عن السبب وراء قرار الجماعة بعدم خوض انتخابات الرئاسة؟، ولكنه أجاب فى الوقت نفسه بأن السبب يرجع وراء تخوفهم من عدم الفوز بها، وبالتالى انهيار شعبيتهم التى اكتسبوها خلال الفترة القليلة الماضية.

وأضاف خوفى أنه منذ سقوط نظام مبارك والحكومة المصرية والنظام الحالى يستعد لإجراء الانتخابات النيابية فى شهر سبتمبر المقبل، زاعما بأن هناك احتمالا ضعيفا بتأجيل الانتخابات إذا شعر النظام الحالى بأن تزايد شعبية الإخوان ستؤدى لسيطرتهم على المجلس، بالمقارنة بالدور الضعيف الذى تعانى منه الأحزاب والحركات السياسية الأخرى لدى الشارع المصرى.

وأشار الإذاعى الإسرائيلى إلى أن العالم بات يفهم أنه سيكون من المستحيل تجاهل الإخوان المسلمين، وبالفعل بدأت وزارى الخارجية الأمريكية خلال الأسبوع الماضى بالإعلان عن فتح محادثات مع قادة الجماعة التى كانت مكبلة الأيدى فى عصر مبارك، وذلك بالرغم من معارضتها المعروفة بالسلام مع إسرائيل.

وفى المقابل، نقل الإذاعى الإسرائيلى عن أحد أعضاء الجماعة قوله خلال جولته الطويلة التى قام بها فى مصر خلال الأيام الماضية، لكنه لم يكشف عن اسمه ربما لأنه أخذ تصريحات هذا القيادى دون علمه بأنه موفد من إذاعة الجيش الإسرائيلى فى مهمة إعلامية داخل مصر "الإخوان المسلمين لم يقطعوا العلاقات مع إسرائيل فى حال وصولهم للحكم، ولكنها ستقوم بتغيرات جذرية فى العلاقات التجارية معها بما فيها صفقة تصدير الغاز".

وأشار خوفى إلى أنه بعد 8 عقود من كفاح الحركة لدخول البرلمان المصرى بصورة كبيرة تمكنها من استحواذ معظم مقاعده أصبحت لديهم الآن الفرصة سانحة بعد كل هذا النضال، لافتا إلى أن الحركة المعروفة باسم "أم الحركات الإسلامية"، التى تأسست فى عام 1928 تحت فكرة السياسة والدين معا، نجحت فى تأسيس جناح عسكرى خاص بها كافح ضد الملك والانتداب البريطانى فى مصر خلال الأربعينيات من القرن الماضى كما كان له دورا كبيرا فى محاولة اغتيال الرئيس الأسبق "جمال عبد الناصر".

وأضاف القيادى الإخوانى لمراسل إذاعة الجيش الإسرائيلى: "كان أكبر نجاح للحركة ولادة العديد من الحركات لها فى العديد من الدول العربية على أساس مبدئها الذى أسستها فى مصر وأصبح الإخوة أكثر اعتدالا وتركوا الكفاح المسلح سواء فى مصر أو بقية البلدان الأخرى التى انتشروا فيها".

وعقب خوفى على حديث القيادى قائلا: "إن زعيم حركة حماس خالد مشعل لم يترك الكفاح المسلح بالرغم من مرور 80 عاما على تأسيس جماعة الإخوان بالشرق الأوسط".

وأوضح خوفى أن معظم المصريين لا يرون فى الجماعة أنهم إرهابيين، بل هناك تأييد واسع النطاق فى أوساط الجمهور والشارع المصرى لهم، بل يرى البعض أنهم نموذج آخر للمحافظين فى تركيا.

وأوضح القيادى الإخوانى لخوفى قائلا: "على عكس ما يدعى البعض فى جميع أنحاء العالم فنحن لسنا قتلة، بل نريد فقط تطبيق الشريعة الإسلامية على أساس مبادئ الحرية".

وأكد خوفى أن الدكتور "محمد بديع" مرشد الجماعة والذى يعمل طبيبا بيطريا يتنافس فى الانتخابات البرلمانية بقوة، لكنه قرر عدم خوض الانتخابات مرشحا لمنصب الرئيس حتى لا يستفز النظام العسكرى الحاكم، مضيفا أن المرشد لديه مشاكل فى وضع إستراتيجية سياسية جديدة بعد رحيل عدوه التقليدى "نظام مبارك" فى التعامل مع الحركات الحزبية الجديدة وخصوصا مع الشباب الليبراليين الذين يطالبون بالديمقراطية.

وأنهى الإذاعى الإسرائيلى تقريره قائلا: "الإخوان لا يطمحون حاليا لمقعد الرئاسة بقدر حاجتهم لدخول البرلمان للمرة الأولى من الباب الأمامى بنسبة كبيرة حتى يتثنى لهم تعيين وزراء لهم فى الحكومة المقبلة بعد عهد حكومات مبارك وذلك بعد ثمانية عقود من تأسيسها والاضطهاد والعنف التى واجهته طيلة هذه السنوات الطويلة".

وكان قد نشر خوفى حلقته الثانية من تقاريره التى ينشرها بصورة يومية على موقع إذاعة الجيش الإسرائيلى منذ أول أمس تحت عنوان "رحلة طويلة فى مصر" والتى تناولت الأحداث فى "ميدان التحرير" الأخيرة منذ تنحى مبارك.

ونقل خوفى فى الحلقة الثانية له أمس قول أحد شباب ميدان التحرير "كل شىء سيتغير كل شىء على ما يرام وستكون أفضل مما كانت عليه وستنعم مصر بالأمن والكرامة"، مضيفا الشاب المصرى: "لكن قد تأخذ الفترة الحالية وقتا طويلا حتى نتخلص نهائيا من الفساد الذى لا يزال موجودا، بالإضافة للجريمة وأعمال البلطجة والتى نمت فى صفوف النظام القديم".

وأشار خوفى خلال تقريره إلى المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية فى مصر بما فيهم اللواء "عمر سليمان" رئيس المخابرات العامة المصرية سابقا الذى أعلن فى 30 ثانية محو 30 عاما من عهد مبارك خلال خطاب التنحى.

وأوضح الإذاعى الإسرائيلى أن الجميع فى القاهرة يتحدثون عن ثورة شعبية ضد مبارك وضد ابنه جمال الذى كان يهيئ نفسه لوراثة الحكم من والده، لكن تم قطع الطريق عليه وحدثت الثورة التى دعمها الجيش ونجحوا فى التخلص من عائلة مبارك للأبد التى كانت تهيمن على الاقتصاد المصرى.

وأضاف خوفى أن نظام مبارك كان نجح فى أن يسيطر على البلد بقبضة من حديد عن طريق التفرقة بين الفقراء والطبقة البرجوازية وبين المهندسين والعمال، وحتى بين مشجعى كرة القدم بين المنافسين التقليدين النادى الأهلى وغريمه الزمالك.

وأوضح خوفى أن التغيير المطلوب لم يتحقق بعد فلا تزال هناك انتهاكات من جانب الشرطة المصرية ولا تزال الاعتقال قائمة، بل ويعانى مجال السياحة من ضربة قوية ولا تزال الرشوة موجودة فى العديد من الجهات الحكومية ومستوى الجريمة ازداد بشكل كبير، وأن هناك معايير مزدوجة فى التحقيق مع فلول الفساد السابقين، بالرغم من التحقيق مع عمر سليمان وأبناء مبارك أيضا بل مبارك نفسه.

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات