"ضابط برتبة عنكبوت" رواية ضعيفة تنتقم من ضباط الشرطة
مفردات الاثارة والصدف المتكررة افسدت نية الكاتب
(افكانوا يعبدون الله ؟ نعم هم مازالوا يعرفونه لكن ضابط كان اشد خشية ورهبة بالنسبة لهم فبكل تأكيد ضابط الشرطة هو الاله الظاهر والشئ المقدس فى كل محراب )هذا هو الأساس الذى قامت عليه رواية ( ضابط برتبة عنكبوت ) للكاتب ايهاب عصمت والصادرة مؤخراعن وكالة سفنكس للنشر ,فى 332 صفحة من الحجم المتوسط .الرواية تقتحم عالم ضباط الشرطة من منطلق التشفى والانتقام منهم من خلال القلم الذى اختار نماذج مشوهة من الضباط حيث لم يترك الكاتب نقيصة إلا ولصقها بهم وكأنه بالفعل هناك ثأر شخصى بينه وبين تلك المهنة وهو ثأر عام من المؤكد أن كثير من المصريين يحملونه فى وجدانهم ضد ضباط الشرطة .وهو ثأر مشروع وله ما يبرره .لكن بالقطع لم يكن هذا الثأر مبرر كافى لكى تصبح الراوية عمل فنى مقنع ومعبر عن هذا الغبن الذى انتاب المصريين ضد جهاز الشرطة.
فجاءت الرواية على المستوى الاحترافى عمل ضعيف .سيطر على الكاتب فيه الهاجس الجنسى – بكل أشكاله- من خلال وصفى اباحى متكرر والاهم غير موظف فنيا فى أغلب النماذج البشرية الواردة بالراوية .أما على مستوى الحبكة فنحن امام عمل يعتمد على الصدف فى صعوده الدرامى وهى صدف ساذجة تشبه لحد كبير افلام الابيض واسود .
تدور الاحداث من خلال سرد حياة الاخوين حاتم وطارق الجبالى .والذين يعمل والدهما فى دولة الامارات وترعاهم الام -_شهيرة –هما واختهما الصغيرة دينا .هذان الاخوان يرتكبان الموبقات من أول سطر فى الرواية ومنذ طفولتهما .ويصل تجبرهما باغتصاب الطفل الذى يخدمهم – سعيد – والذى ينادونه ب منال وهو اغتصاب متكرر وصفه الكاتب اكثر من مرة بين صفحات الرواية .الأمر الذى يدفع سعيد للانتقام باغتصاب اختهم الصغيرة دينا وسرقتهم وهروبه للاسكندرية حيث بالصدفة يجد عمل مع صياد يدعى عبد الحى يكتشف بعد ذلك أنه تاجر مخدرات .أما الاخوين فيدخلان كلية الشرطة .ويمارسان أنواعا عديدة من الفساد يشاركهما فيهما ابن خالتهم الضابط احمد العسقلانى – يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال فقط
ممارسة الجنس بلا وازع ولا ضابط .- تعذيب ابرياء واهانتهم – سرقة كروت الشحن والموبايلات – العمل فى حماية عاهرة وابتزاز من تسقط معه – العمل فى حماية سارقى الاعضاء البشرية – القتل
وكلها وغيرها أعمال تكتظ بها الرواية فى إطار الصدف الحاكمة والمتكررة لمنطق الكاتب الذى هو بث الكراهية لشياطين فى شكل بشر هم ضباط الشرطة .وهى نماذج أكيد لها اساس واقعى ولكن كتابة ذلك فى عمل فنى يحتاج اكثر من مجرد سرد الجرائم ووصف الممارسات الجنسية بمفرادات غليظة تهدف للاثارة ولهب خيال المراهقين .لذلك اصبحت النهايات سهلة ومتوقعة فالصدفة تقود سعيد الذى اصبح تاجر مخدارات الى الهروب الى الصعيد ويهرب من هجوم الشرطة على الجبل فى باخرة سياح .يتعرف فيها على فرنسية تدعى لى لى يسافر معها الى فرنسا ويتزوجها ويحصل على الدكتوراة ويفتتح شركة كبرى فى مصر ويستقطب طارق ليعمل عنده ويقتل لحسابه احد اعدائه فى السوق ثم يبلغ عنه لينتهى مصير طارق -الذى اذاقه هوان الاغتصاب - بالاعدام .وحاتم يعانى الامرين وابنه يكرر اخطائه ويسمى خادمهم ايمن ب بسمة .واحمد العسقلانى يقبض عليه وهو يبتز احدى الشخصيات الدبلوماسية وتفضح علاقته بالعاهرة وحتى الأم تصاب بامراض عدة ولا تتحكم فى عملية الاخراج .ورغم أن سعيد اغتصب أنسانة بريئة بلاذنب غير انها اخت معذبيه ورغم تجارته بالمخدارات والاثار وحرض على القتل .إلا أن الكاتب تعامل معها على انه ضحية طوال الوقت ولم يتعرض الى نهاية سوداء كباقى ابطال الرواية بل عاد ليعيش فى فرنسا .
وهكذا فهى رواية تشويه وانتقام .قامت على نيه طيبة .ومن منطلق الثأر من افعال بعض رجال الشرطة –وهم كثيرون – ولكن لم تمتلك أى من مقومات الحرفية أو العمل الفنى فجاءت فى شكلها النهائى ملف جرائم مثيرة وفاضحة
روبير الفارس
رابط html مباشر:
التعليقات: