|

سلفنة مصر


بقلم عصام نسيم

سلفنة مصر أو تحويل مصر المدنية إلي دولة دينية بشكل السلفية والتي انتشرت في مصر انتشارا سرطانيا بعد ثورة 25 يناير فبعد أن كان يعيش السلفيين في قمع لسنوات طويلة أصبحوا اليوم يعيشون في حرية لم يكونوا يحلمون بها في يوم من الأيام فالسلفيين اليوم يقولوا ما يريدون حتى أنهم يهاجمون بل ويهددون المجلس العسكري نفسه وأصبح لديهم حزب سياسي بعد أن كانوا يقولون أن السياسة رجس من عمل الشيطان وكانوا يوالون الحاكم ويدافعون عنه , بل وأصبح لهم مرشح في انتخابات الرئاسة بعد أن كان كل أملهم أن يكون لهم زاوية او مسجد على أكثر تقدير يصلون فيه أصبح اليوم يطمعون في السيطرة علي مجلس الشعب وبل وان يكون الرئيس سلفي حتى يحقق مطلبهم الأول والرئيسي وهو تطبيق الشريعة والحدود في مصر !
والعجيب حقا إننا رأينا حالة من سلفنة مصر بصورة سريعة جدا وفجأة انتشرت اللحى وامتلأت الشوارع بالمنقبات وأصحاب الجلابيب القصيرة وأصبح لهم صوت عالي ينددون ويهاجمون ويكفرون كل من يختلف معهم في الرأي وساعدهم في دلك الإعلام الغير مسئول والذي راح يلهث ورائهم ويستضيفهم في برامجه ويطلق لهم ا لعنان يقولون ما يقولوه ويكفرون ويهاجمون ويحرضون ضد كل من يختلف معهم ويدعون انهم هم وكلاء الله في الأرض والموكلون منه بتطبيق شرعه حتى لو كان بالقوة . رأينا حقيقة السلفية والتي كانت تتمسح في السماحة الغاشة ورأينا كيف أن وجههم الحقيقي هو وجه متطرف وبل وإرهابي في بعض الأحيان ورغم ارتدائهم ثوب المدنية الخادعة وادعائهم بقبول الأخر فكلامهم يفضحهم فأبجديات فكرهم هي تكفير ورفض كل من يختلف معهم ورأينا كيف يخرج شخص مثل ياسر البرهامي ويكفر الأقباط علانية ويتكلم بشكل يكشف جهله وتطرفه ضد الأقباط وعقائدهم ويفضح فكره الرافض والكاره لكل من يختلف معه . السلفيين اليوم لهم اليد العليا في مصر ومن ساعدهم في دلك من أعطاهم الفرصة من البداية ,
من جعل شيخهم محمد حسان يذهب إلي صول كحمامة سلام ونسبوا أو تناسوا انه من اكبر المحرضين ضد الأقباط وكنائسهم وأيضا من أعطاهم الفرصة هو الإعلام المضلل الذي جعل من هؤلاء أبطال ويكفي استقبال مجرم اغتال رئيس الجمهورية بعد خروجه من السجن كأنه نيلسون مانديلا المناضل من اجل الحرية والكرامة لشعبه .
لقد رأينا بعد الثورة حالة من آلا وعي وآلا منطق في كثير من تصرفات سواء المسئولين في إدارة شئون البلد او سواء الإعلاميين الدين أرادوا السبق الإعلامي علي حساب مصلحة البلد والمواطنين . لقد حصل السلفيين علي ما يريدون وأكثر وها هم يطمعون في المزيد من كعكة الثورة فهم اكبر فئة فازت بالكعكة بل لا نبالغ ان قلنا أنهم حصلوا عليها مناصفة مع الإخوان الذين يتشابهون معهم في أمور كثيرة خاصة اللعب علي المشاعر الدينية للمواطن المصري البسيط والذي من السهل خداعة باسم الدين وقد نجح هؤلاء الانتهازيين بالعب علي هدا الوتر الي حد كبير وتم سلفنة مصر بصورة كبيره وها هو شبح الدولة الدينية يطل علينا بصورة قريبة جدا ولكن هل سينجح هؤلاء في سلب مصر من الحداثة التي ينتظرها الملايين ليرجعوا بها إلي الخلف قرون طويلة لتعيش مصر عصر مظلم من التخلف والتطرف ام سيفشل هؤلاء كما فشل كثيرون من قبلهم وستنجح مصر في نفض غبار هؤلاء عنها لتكون دولة مدنية تقبل الجميع ويعيش فيها الكل بمساواة بعيدا عن التمييز والاستعلاء الديني الذي يريدوه هؤلاء . هل سينجح السلفيون في سلفنة مصر ام سينجح أبناء مصر المخلصين في تمدين الدولة هدا ما ستكشفه الشهور القليلة المقبلة

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات