|

ونحن عبيده نقوم ونذهب إلى توت


بقلم القمص أبانوب صبحى

كلمة " توت " هي نسبة إلى الإله "تهوت أو تحوت " وهو إله الحكمة والعلوم والفنون والإختراعات وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن ويصور بشكل رجل رأسه رأس لقلق وكانوا – قديما – يحتفلون به في اليوم الأول من السنة ويستمرالإحتفال به لمدة إسبوع حتى دخلت المسيحية إلى مصر وبعد عصر الإستشهاد : قام الأقباط بتسميته " عيد النيروز " : وكلمة "النيروز" مشتقة من كلمة "ني ياروؤ" : ومعناها : "الأنهار" لأن الأقباط يصلون من أجلها قائلين :" إسمو ني ياروؤ" أي "بارك الأنهار" ومنها جاءت كلمة " النيروز" ويوافق اليوم الأول(1توت) : "بداية التقويم القبطي"(الذي بدأ من عهد دقلديانوس الملك الذي قتل أكبر عدد من الشهداء سنة 284م ) لذا يسمى أيضا : "عيد الشهداء" ، ويستمر الإحتفال به (الصلوات فرايحي ولا يوجد صوم إإنقطاعي ولا ميطانيات ) حتى عيد الصليب (17 توت)
+ لذلك عندما نقوم ونذهب إلى شهر توت : نجده يحدثنا عن أمرين هامين هما : البداية الجديدة ، والشهادة للسيد المسيح :
+ أولا : البداية :
شهر توت هو أول الشهور القبطية ، والسيد المسيح هو البداية والنهاية هو حجر الزاوية الذي نبني عليه حياتنا الذي به نحيا ونتحرك ونوجد هو سر نجاحنا " وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا" (تك39 :2 ) ، "كان داود يفلح اكثر من جميع عبيد شاول فتوقر اسمه جدا" (1صم 18 : 30)
: فإن أردت أن تحقق نصرة ونجاح في هذه السنة : فإبدأ مع الرب يسوع
+ البداية هي الرجوع إلى الرب: "إرجعوا إلي فأرجع إليكم يقول الرب" (ملا3 :7) وأيضا الكنيسة تعلمنا في صلاة باكر كل يوم : "لنبدأ بدءً حسنأً" واضعين الرب أمام عيوننا كما قال داود النبي : "جعلت الرب أمامي في كل حين" (مز16 :8) فنتعلم في هذا العام الجديد أن نضع الله في بداية كل يوم ، بداية كل عمل ، بداية كل طريق وكل خطوة
+ نتعلم في هذا العام أن تكون البداية من عند قدمي الرب يسوع ، من عند الصليب : فيكون الصليب هو نقطة البداية والإنطلاق حاملين قوة الصليب وجهاد الصليب ونصرة الصليب
+ تكون البداية هي الرجوع إلى الله وتقديم القلب كإستجابة لصوت الرب : "يا إبني إعطنى قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي" (أم23 :26) تكون البداية هي الإشتياق لرؤية الرب في حياتنا مثل زكا الذي "أراد أن يرى يسوع" تكون البداية هي الطاعة في تبعية الرب مثلما فعل لاوي إذ : " ترك كل شئ وقام وتبع(لو5 :28) تكون البداية هي الترك وحمل صليبه كل يوم مثلما فعل الأنبا أنطونيوس تكون البداية أن نتقدس كما علمنا موسى النبي ... تكون البداية أن نخرج الحرام من وسطنا كما علمنا يشوع بن نون تكون البداية أن لا نعرج بين الفرقتين مثلما علمنا إيليا النبي تكون البداية هي الثقة في مواعيد الرب ورعايته مثلما علمنا داود النبي : " الرب راعي فلا يعوزني شئ"
+ ثانيا : الشهادة للرب :
في عيد النيروز نتذكر آباءنا الشهداء ومحبتهم للرب التي ثبتت حتى الموت لأنهم إكتشفوا حب الرب العظيم لهم فقالوا : "نحن نحبه لأنه هو قد أحبنا أولا" (1يو4 :9) وتأكدوا من محبة الرب الفائقة : "لأنه هكذا قد أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به" ( يو3 :15) وتذوقوا هذه المحبة : "الله بين محبته لنا إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" ( رو5 :8) وهكذا إندفعوا في طريق الحب وإستهانوا بكل الآلام والعذابات وحسبوا كل الأشياء نفاية لأجل فضل معرفة المسيح بل إشتاقوا بالأكثر للإنطلاق والوجود مع المسيح : "لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا" (في1 :23)
+ وفي هذا العام الجديد : نحتاج أن نتعلم من الشهداء أن نشهد للمسيح بأعمالنا : "يرى الناس أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات" ( مت5 :16) : نشهد له بكلامنا : "ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد (كو 4 : 6) ونشهد له بتعاملاتنا : كما إشترط الكتاب المقدس في الشمامسة أن : "تكون لهم شهادة حسنة للذين هم من خارج" (1تي3 :7) نحتاج أن نشهد للسيد المسيح في هذا العالم : فهو أعطانا أن نكون نور للعالم وملح للأرض نحتاج في هذا العام أن تكون محبتنا لله معلنة كشهادة حية للسيد المسيح كما يقول الكتاب : " في وسط جيل معوج وملتو تضيئون كأنوار في العالم" (في2 :15)
+ وقد ربطت الكنيسة بين أفراح الشهداء (1توت) وعيد الصليب(17 توت) لأن الشهادة للسيد المسيح لا تكتمل إلا بحمل الصليب : فالمسيحي هو شاهد للمسيح لأنه بسري المعمودية والميرون صار إبنا لله وسكن فيه الروح القدس الذي هوروح الشهادة لصليب المسيح : فصليب السيد المسيح يجعل الشهادة له هي جوهر حياة المسيحي ودعوته الدائمة ، وأيضا المسيحية إنتشرت وعاشت ونمت بشهادة المسيحيين لصليب السيد المسيح ، والشهداء هم من حملوا الصليب في حياتهم اليومية حتى قدموا كل حياتهم بفرح للمصلوب
+ ونحن أيضا علينا أن نشهد لصليب السيد المسيح في حياتنا اليومية : في محبة الله وتقديم المحبة لأسرنا ولمجتمعنا وللجميع ، في طهارة النفس والجسد والروح في تنفيذ وصايا السيد المسيح ( حتى التي تبدو صعبة ) مثل محبة الأعداء ، "غير مجازين عن شر بشربل بالعكس مباركين عالمين انكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة" (1بط 3 : 9)
+ الرب قادر أن يعطينا في هذا العام الجديد أن نبدأ بإعلان محبتنا للرب وأن نكون شهود لحبه .طالبين صلوات قداسة البابا شنودة الثالث وأبينا الأسقف الأنبا غبريال وآبائنا الكهنة الأجلاء وكل الشعب لكي يكون هذا العام بداية بركات وإعلانات قوية لمجد الرب لشعبه وكنيسته .آميـــــــــــــــــن .

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات