الإعلام الغربى: مليونية «الثورة أولاً» أعلنت «وفاة الشرطة» وقوة «الإخوان»
أكد عدد من الصحف الغربية أن مليونية «الثورة أولا» التى شهدها ميدان التحرير، الجمعة، أعلنت «وفاة الشرطة» بعد قرار انسحابها من الميدان، وأكدت قوة جماعة الإخوان المسلمين، التى لم تشارك فى أى مظاهرات منذ سقوط «مبارك».
وقالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن مليونية «الثورة أولاً» ستحدد مسار الثورة المصرية، من خلال توضيحها اتجاه الرأى العام. وأضافت المجلة، فى تقرير لها السبت، أن المجلس العسكرى يفضل الاستقرار على أى شىء آخر، وهو ما جعله يتدخل فى الأحداث منذ البداية، ويجبر «مبارك» على التخلى عن السلطة، وربما يكون هذا أيضا سبب البطء فى طريق الإصلاح.
وأشارت المجلة إلى أن كثيرا من المصريين، وربما الأغلبية، على استعداد لمنح الجيش سلطات أوسع، ربما لأنهم مشغولون بمسألة الأمن والاقتصاد، ويعتقدون أن هذه المشاكل لن تحل إلا بدعم الجيش، مؤكدة وجود مشاعر سخط واسعة فى المجتمع بشكل عام بسبب بطء الإصلاح.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن نزول آلاف المصريين من جديد إلى ميدان التحرير يعد دلالة على تفاقم المشكلات التى تواجهها البلاد بعد مضى 6 أشهر على اندلاع ثورة 25 يناير. وأضافت الصحيفة أن المظاهرات هذه المرة لم تناد بالديمقراطية أو الحرية، بل بالعدالة، وكان الشعور المهيمن على جميع الحضور هو الغضب، خاصة عندما بدأ أهالى ضحايا الثورة سرد قصصهم وكيفية تعرض ذويهم للقتل على أيدى قوات الشرطة.
وأكدت أن المصريين تحملوا على مدار 5 أشهر أعباء الثورة الكثيرة، سواء الأزمة الاقتصادية، أو النزاع الطائفى، والخوف من ارتفاع معدلات الجريمة، ولم يشهدوا سوى القليل من مزاياها المرجوة، ورأت أن أكثر ما أصابهم بالإحباط وأثار غضبهم الجهد «المتباطئ» فى معاقبة قتلة المتظاهرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر الشكاوى التى تؤرق الكثير من أبناء الشعب هى عدم محاسبة المخطئين فى عهد الرئيس السابق، حسنى مبارك، وعدم السعى لتحقيق قدر أكبر من الشفافية، من خلال رفع القيود عن إعلان المحاكمات على شاشات التليفزيون.
ووصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية المليونية بـ«الأكبر» منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك. وقالت إن المظاهرات كانت تتويجا لأسبوعين خيم عليهما الشعور بالتوتر والقلق، ولاسيما مع شعور الكثير من المصريين بالغضب حيال تباطؤ وتيرة التغيير فى ظل الحكومة المؤقتة.
وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إن المليونية حددت بوضوح عدم رغبة الشعب المصرى فى العيش تحت وطأة الخوف فى ظل نظام حكم فاسد أضر باقتصاد البلاد. وأضافت أن القوة الرئيسية فى ميدان التحرير تكمن فى الحركة العمالية، حيث تحمل العمال سنوات من التعذيب والاعتقال فى محاولة لبناء حركة عمالية مستقلة، لافتة إلى أن العمالة المنظمة الآن تحاول الظهور كقوة حقيقية.
وأكدت صحيفة «جارديان» البريطانية أن المجلس العسكرى الحاكم فى مصر يواجه أزمة شرعية، مع تدفق الآلاف على ميدان التحرير ومختلف ميادين البلاد للتظاهر ضد الحكومة المؤقتة والجيش، اللذين يعرقلان سير العدالة، حسب رأى المصريين، ولم يعملا ما يكفى لتحقيق مطالب الثورة. ورأت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن ثورة 25 يناير بُعثت من جديد فى جمعة «الثورة أولاً»، حيث فاض الميدان بالمتظاهرين فى واحدة من كبرى المظاهرات المناهضة للحكومة منذ سقوط مبارك. وقالت الصحيفة إن مئات الآلاف تجمعوا فى الميدان، وكأنها ثورة جديدة لديها مطالب على رأسها سرعة محاكمة مبارك ورجاله.
وأكدت الصحيفة أن قرار وزارة الداخلية إبعاد رجالها عن الميدان خلال المظاهرة كشف عن خوفها من وقوع مصادمات بين المتظاهرين والشرطة، ما قد يؤدى إلى مزيد من العنف والدماء، ويعصف بالبلاد التى تقترب من الانتخابات البرلمانية، وحتى يظل الجيش محتفظا بعلاقات جيدة مع الشعب.
وأضافت أنه فى محاولة لتفادى تنامى العداء المناهض للمؤسسة الحاكمة أعلنت الحكومة أن المئات من ضباط الشرطة سيبتعدون عن ميدان التحرير، وهو ما فسرته الصحيفة بأنه بمثابة «إعلان وفاة للشرطة». وقالت صحيفة «لاكسبريس» الفرنسية إن جميع المصريين يجتمعون حول محاكمة المسؤولين عن العنف أثناء الثورة، متهمة العدالة المصرية بموالاة نظام الرئيس السابق حسنى مبارك.
المصري اليوم
رابط html مباشر:
التعليقات: