قتل وحرق وتعدٍ على ممتلكات.. رصيد السلفيين والتيارات الإسلامية في مصر في أقل من شهرين
نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط تقريرا كشف فيه مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية النقاب عن وقوع 122 جريمة قتل عمد خلال الفترة من 28 يناير وحتى 28 فبراير الماضيين، بالإضافة إلى وقوع 89 جريمة سرقة بالإكراه، وجريمتي اغتصاب، و11 جريمة هتك عرض، و112 جريمة حرق عمد، وذلك في مجال الجنايات الهامة، أما في مجال جنح السرقات العامة فقد شهد المجتمع المصري 404 جرائم سرقة مساكن، و673 جريمة سرقة متاجر، و811 جريمة سرقة سيارات، و41 جريمة سرقة ماشية، و170 جريمة نشل بشتى وسائل النقل والمواصلات.
كما وقع ما يقارب 72 ألف حالة تعد على مستوى الدولة تركز معظمها في محافظات البحيرة والمنوفية والفيوم والغربية والدقهلية.
أما عن نشاط التيار الديني في البلاد في أعقاب الثورة، فقد رصدت المتابعة الأمنية العديد من الوقائع على مستوى محافظات الجمهورية، تنوعت ما بين محاولة السيطرة على مساجد بعينها وطرد أئمة الأوقاف منها، وإحداث حالة من فرض السيطرة والرأي على بعض القرى والمدن مما أحدث احتكاكا بالأقباط تطور في إحدي المحافظات إلى معركة مسلحة خلفت عددا من القتلى والجرحى، ومحاولة فرض الفكر والرأي بمناطق بعينها.
ففي محافظة حلوان، وقعت حادثة أطفيح الشهيرة وتطور الأمر بتحريض من مجموعة من السلفيين حيث توجهت مجموعات كبيرة من أهالي القرية إلى مبنى الكنيسة بالقرية، وقاموا بهدم جزء منه وإحراقه، ونتج عن ذلك تجمع حوالي 15 ألفا من الأقباط أمام مبنى التليفزيون المصري بالقاهرة ونظموا اعتصاما مفتوحا للتنديد بحرق الكنيسة وهدمها.
وفي أسيوط، وحال قيام المسؤولون عن مطرانية الأقباط الأرثوذكس بتقبل العزاء بإحدى دور المناسبات في مقتل القس داوود بطرس راعي كنيسة أبوسيفين بقرية شطب بعد أن قتله 4 أشخاص لسرقته، حدث احتكاك بين أحد الشباب المسيحي وشاب سلفي تصادف مروره بالمنطقة، فقام الشاب السلفي بالتوجه إلى مسجد الجمعية الشرعية والاستغاثة بأفراد الجماعة لمناصرته، وعلى أثر ذلك تجمع حوالي 3000 شاب سلفي وحاولوا الاعتداء على دار المناسبات وقاموا بتكسير الزجاج الأمامي لسيارة وكيل المطرانية ومحاولة التعدي عليه.
وفي الجيزة، تجمع حوالي 50 شخصا من جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة إمبابة أمام مسجد الإخلاص وهو من المساجد التي كانت معقلا للجماعة الإسلامية حتى أوائل التسعينيات قبل ضمه لوزارة الأوقاف وقاموا بإزالة لافتة وزارة الأوقاف من على المسجد بدعوى أن الوزارة ليس لديها ولاية على المسجد وأعلنوا توليهم الشعائر بالمسجد.
وفي 6 أكتوبر قام حوالي 2000 شخص من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بقرية الرقة بمركز العياط بالتوجه والمرور على جميع مخابز القرية للإشراف على بيع الخبز للمواطنين، وحال توجههم إلى صاحب أحد المخابز بالقرية لمراقبة عملية البيع رفض صاحب المخبز تواجدهم بداخله، مما تسبب في نشوب مشاجرة بين الطرفين قام على أثرها أعضاء الجماعة بإحراق المخبز والمسكن الذي يعلوه، مما أدى إلى امتداد الحريق إلى أسطوانة غاز بداخل المخبز وانفجارها ووفاة طالب جراء الانفجار.
كما قام أعضاء الجماعة بتنحية بعض الأئمة من المساجد بمنطقة كرداسة والسيطرة عليها لإقامة الشعائر بدلا منهم وهي مساجد (أبوزايدة - الصيفي - السنية - الفرقان - أبوحجازي).
وفي القليوبية، قام اثنان من التيار السلفي بالتعدي على مقيم شعائر بمسجد سيدي رضوان بالسب والضرب حال قيامه بمحاولة منعهما من نقل الضريح والمقصورة الموضعين بوسط المسجد دون الرجوع لوزارة الأوقاف.
أما في مطروح فقام أحد عناصر التيار السلفي بمنطقة الريفية بتزعم بعض الأهالي وقاموا بالتعدي على مركز خدمي تحت الإنشاء خاص بالمسيحيين في محاولة لعدم استكمال بنائه والتعدي على بعض مساكن وممتلكات المسيحيين، مما أدى إلى حدوث فتنة طائفية أسفرت عن إصابات بين المواطنين من الطرفين، ثم قام المذكور عقب ذلك بهدم مسكنه المواجه للمركز الخدمي وإعادة بناءه مرة أخرى بعد ضمه لمبنى مسجد الأنصار المتاخم لمنزله.
أما في المنوفية، فتجمع حوالي 400 شخص سلفي عقب صلاة الجمعة بمدينة السادات أمام منزل سيدة في العقد الخامس من العمر أشُيع أنه سبق اتهامها في قضية دعارة وقاموا باقتحامه وإخراج محتوياته وأشعلوا فيها النيران وأجبروها على مغادرة المدينة خلال 3 أيام.
وفي جنوب سيناء قام بعض الأشخاص المقيمين بمدينة رأس سدر والمنتمين للتيار السلفي بالتوجه لأحد محلات الخمور بالسوق التجاري بالمدينة وإغلاقه وانتزاع اللافتة الإعلانية الخاصة به وتهديد صاحبه بالقتل في حالة قيامه بفتحه مرة أخرى.
وفي المنيا فرض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين سيطرتهم على بعض مساجد المحافظة، وهي (عمر بن الخطاب - الشبان المسلمين - الهدى – عبد الجواد المعهد الديني - اليوسفي - الفاروقي - الفرقاني - العرفاني - المجمع الإسلامي - إسماعيل ثروت - العيني)، كما سيطر السلفيون على بعض مساجد (مستشفى المبرة - الهداية – أبو خضر - التوحيد - القدس)، بينما سيطرت الجماعة الإسلامية على مساجد (الرحمن - الأحرار - الشيخ محمد - خاتم المرسلين).
أما في قنا، فقام أحد أفراد الجماعة الإسلامية الشهر الماضي بالتعدي على شخص مسيحي وقطع أذنه اليمني بسلاح أبيض (مطواه) وإشعال النيران في شقته وسيارته إثر انتشار إشاعة عن وجود علاقة بينه وبين احدي السيدات المسلمات، وهي الواقعة التي أثارت العديد من الأقاويل مؤخرا بالمجتمع المصري وجعلت فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يستقبل المواطن المسيحي بعد أن تنازل عن بلاغه لمحاولة إرضائه.
كما قام حوالي 1000 شخص يتزعمهم بعض السلفيين من أهالي عزبة البوصة بالتجمع أمام مسكن أحد العمال المسيحيين لتواجد إحدى الفتيات المسلمات بمسكنه، حيث قامت بعض العناصر بمطاردته بعد أن فر إلى أحد أسطح المنازل المجاورة وقاموا بالإمساك به ثم دفعه من أعلى سطح المنزل مما أدى إلى وفاته.
ومن جهته، أكد الخبير الأمني اللواء حسين كمال أن ظهور التيارات الدينية المتشددة وخاصة السلفيين الآن على الساحة المصرية يثير القلق لدى العديد من المصريين، خاصة بعد أن بدأ التيار السلفي في الإعلان عن فكره المتشدد نوعا ما والمقترن في بعض الحالات بالعنف كما حدث في قنا مع المواطن المسيحي الذي لقي حتفه بعد أن سقط من أعلى أسطح أحد المنازل عقب مطاردة السلفيين له، أو اتجاههم مؤخرا إلى محاولة هدم العديد من الأضرحة على مستوى الجمهورية.
وتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة انخفاضا في حدة النشاط الديني بالبلاد، خاصة بعد أن شعر المواطنون بخطورة وصول التيارات الدينية إلى الحكم وسيطرتها على البلاد، وكذلك إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعدم إمكانية قبوله فكرة إنشاء دولة إسلامية في مصر أو أن يحكم مصر خوميني آخر، كما أكد المجلس في اجتماعه الأخير مع رؤساء تحرير الصحف القومية.
وأكد الخبير الأمني أن كافة عناصر وزارة الداخلية في حاجة إلى المزيد من الثقة بالنفس حتى يتمكنوا من أداء دورهم كاملا في إعادة الأمن والاستقرار إلى الشارع المصري مرة أخرى، وكذلك احتياجهم لتعاون المواطنين معهم في أداء عملهم.
رابط html مباشر:
التعليقات: