|

شفيق بطرس: جمهورية مصر البلطجية


كلمات ( البلطجة والبلطجية) نسمعها فى مصر كثيراً وتكررت هذه الأيام وبعد قيام ثورة التحرير فى 25 يناير حين دفع الحزب الوطنى البلطجية لتخريب الثورة، أتضح ان العادلى وصفوت الغير شريف جددا تاريخ الحكم العثمانى وقلدوا الأسلاف الأتراك حين كانت فرقة البلطجية من ضمن فرق الجيش العثمانى بمصر وذات مرة تذمرت هذه الفرق وأعتراضاً على القادة العثمانيين انتشروا فى ربوع البلاد يعيثون فيها فسادا وتخريبا ويرعبون الشعب الأعزل ويهاجمون وينهبون الدكاكين ومحلات التجارة ويغتصبون النساء ونشروا الرعب والفزع فى قلوب الشعب المصرى وبعدها أصبح كل من يفرض رأيه بالقوة ويقهر الناس ويسلب ممتلكاتهم وسرقتهم بالإكراه والتنكيل بهم لتحقيق مصالح لهؤلاء الغزاة او لمن يستأجرهم ، أصبح اسم هؤلاء ( بلطجية) ومعنى كلمة (بلطجى) هى صفة للشخص الذى يستخدم أو يحمل البلطة يرعب ويرهب بها وطبعا تطورت البلطة الى سنجة او عصا كهربائية او سلاح آلى رشاش أو أى نوع من أسلحة ترعب الناس وتجبرهم على الأصغان وتنفيذ أوامر ومطالب البلطجية بقوة الإرهاب والترهيب وطبعا اللغة هنا هى التركية كما يقال عن مهنة سائق العربة (عربجى) أى عربه ولفظ (جى) كذلك أجزخانجى أى أجزخانه أو صيدلية ومعها ( جى) وكذلك ثورجى وهى ثورة ومعها (جى) وقهوجى ومخزنجى وكمانجى وأخيرا لومانجى وهو نزيل اللومان بمناسبة تشريف أغلب رجال الحكومة الفاسدة داخل لومان طره ولكنهم تركوا لنا جيوشاً من البلطجية وكذلك الفِكر البلطجى بل ونقول أخيرا انتشار ثقافة (البلطجة) فى ربوع مصرنا الغالية بكل أسف، استخدم النظام السابق وحزبه الوطنى هؤلاء البلطجية لذل الشعب وفرض وتمرير رغبات النظام بالقوة وانتشر القهر والخوف فى قلب الشعب المصرى واصبح كل من يدخل مراكز البوليس او أمن الدولة يحسب نفسه فى عداد الأموات وبعد ثورة التحرير ظهرت فلول البلطجية فى ما أطلقوا عليها (موقعة الجمل) فقد جاءوا راكبين جمالا وأحصنة محملين بالسيوف والسنج والهراوات يفتكون بالشعب الأعزل والمدنيين فى ميدان التحرير وبعدها ظهروا فى أغلب مناطق المدن الكبرى لحرق مكاتب أمن الدولة ليخفوا المستندات التى تدين أعوان النظام الفاسد، والآن أصبحت ثقافة البلطجة تسود أغلب قطاعات المجتمع المصرى فكل من لا نريده ولا نقتنع بأى عملا يعمله أو من يرتكب ذنبا (من وجهة نظرهم) يحكمون علية بتطبيق الحد فى الحال وأصبح البلطجى هو القاضى والجلاد فى نفس الوقت وظهر ذلك فى قتل كثير من الأقباط وخطف بناتهم ونسائهم وهدم وسرقة وحرق ممتلكاتهم بل وتهجيرهم من بلادهم، وظهر ايضا لمعاقبة احد الأقباط بقطع أذنه ومحاولة ذبحه مما ترك جرحا كبيراً واضحا فى خلف رقبته، والمشكلة الأصعب والأشد خطراً انهم يخرجون منها بلا أية مسائلة بل ويجبرون الضحية على الصلح بما يسمى ( المجالس العرفية) وغالبا ما يحددون مبالغ يدفعها المجنى عليه والضحية للبلطجية ليتجنب شرورهم، والآن أصبحت ثقافة البلطجة تفرض نفسها على رجال الدولة وعلى الحُكام وتم مرمطة مهابة الدولة تحت أحذية البلطجية كما حدث فى أمارة قنا الإسلامية حيث رفض البلطجية هناك قرار تنصيب محافظ قبطى لهم وقالوها صريحة علنية لا ولاية لكافر علينا ولا نقبل مسيحى يحكمنا وعندما استشعروا خطورة هذا الكلام دوليا ومدى الحرج الذى ستواجهه وزارة عصام شرف إذا رضخت لهذا الهراء والعبث ومدى الحرج الدولى أمام كل العالم المتحضر الذى ستواجهه مصر فى حالة الإذعان لطلبات هؤلاء البلطجية، قرروا تغير النغمة والحجج لرفضهم اللواء ميخائيل كمحافظ لقنا على انه لواء شرطة وانه عذب شباب الثورة وعذب ايمن نور اثناء فترة سجنه والحجج كثرت ليبعدوا الشبهة الطائفية والتى ستفضحهم جميعا دوليا لرفضهم ان يتولى منصبه لأجل كونه مسيحى  وستكون فى هذه الحالة عنصرية واضحة وضد مبادىء الأعلان العالمى لحقوق الإنسان، ولكن هنالك مايثبت بالصوت والصورة أسباب رفضهم للمحافظ المسيحى ولا داعى لسياسة التقية والكذب ولبس ثياب الحملان وهم ذئاب كاسرة مخضبة أنيابها ومخالبها بدماء الأبرياء من المدنيين والأقباط، وأقول ان هذا يعتبر أختباراً جدياً وحاسماً لوزارة عصام شرف ومدى انضباط المجلس العسكرى ومدى قوته وتحكمه فى أمور البلاد فلو رضخوا لهؤلاء البلطجية تحت أى مبرر أو أى مسمى من المسميات فأنها بداية النهاية لمصرنا الغالية الحبيبة وإعلان التسليم الكامل للسلفين والأخوان ليعبثوا بمقدرات ومستقبل بلادنا الغالية ويشدوها الى غياهب التاريخ والى مستنقع هاوية التخلف ومعها سيجرون المنطقة كلها لنفس المستنقع وأخيراً أتسائل هل لم تكن إسلامية ايام عبد الناصر وأيام مابعده من حكام؟ وهل يجب ان نعتزل كل العالم المتحضر ونعيش فى جلباب السلف الصالح ونركب الناقة ونشرب حليبها وبولها ونغلق الأبواب والشبابيك ونظلم الشوارع ونلغى المحاكم والقضاء والدولة لكى نكون مسلمين ياساده؟ كفاكم عبثاً بمستقبل ابنائنا وأحفادنا وكفانا ما أضعناه من وقت وما فقدناه من أموال ونرجع نبنى بلدنا، فلا وقت للتخلف والتمسك بفرض سياسات الخوف والتخويف على الشعب المصرى الطيب وأتركوا الناس لكى تختار فى حرية بعيدة عن الراية السعودية،  فلن نكون أبدا  جمهورية مصر البلطجية .

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات