|

أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية: محتكرو «السلفية» أشعلوا الفتنة بدعم من السعودية .. والشيخ علي حشيش مدير الدعوة بأنصار السنة يرد: الصوفيون تعاونوا مع النظام السابق للطعن في صحيح الإسلام



حرب الصوفية والسلفيين.. لوجه الله.. أم لـ«قبة البرلمان» الحلقة الثانية

لم تبدأ حرب التيارات الدينية.. خاصة صراع السلفية و«الصوفية» من فراغ.. فقد غابت مؤسسة الأزهر طويلا.. فانتشرت الأفكار التكفيرية في مواجهة الطرق الصوفية التي لم تسلم هي الأخري من النقد. في هذه الحلقة من الملف نرصد لماذا تراجع دور الأزهر بين الناس.. وكيف دخل السلفيون والصوفيون في ملعب السياسة من الباب الخلفي.. إلي التفاصيل.. مع انتشار الصراع بين السلفيين والصوفيين وبروز أفكار متشددة تدعو إلي أسلمة المجتمع ولو بالقوة برز السؤال عن وجود الأزهر وأسباب بروز هذا الصراع وتلك الدعاوات المتشددة في ظل وجود المؤسسة الأزهرية وتأكيداتها المستمرة بأنها منارة الفكر الوسطي في العالم الإسلامي، لذا كان الأمر بحاجة لتحليل من قبل القائمين علي الأزهر ورؤيتهم لما يتردد اليوم داخل المجتمع من صراعات.

بداية يتوجه التحليل لما يحدث من د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي أعلن أن سبب صعود التيارات الدينية المتشددة، يأتي نتيجة لتلاشي الفكر الوسطي للأزهر بين الجماهير، وأشار إلي أن الحل لمواجهة تلك الأفكار هو قيام كل أزهري بتأدية دوره الحقيقي في توعية الناس بخطورة هذه الأفكار المتشددة، والنزول للشارع حتي في المقاهي لتوعية الناس بحرمة هدم الأضرحة والتعريف بسماحة ووسطية الإسلام.

كما كان لوزير الأوقاف د. عبد الله الحسيني رؤية أخري تتمثل في الحديث عما يتردد من أن الأزهر نفسه يعاني داخلياً من صراعات سلفية، من جانب وصوفية من جانب آخر، لاسيما بين طلاب جامعة الأزهر حيث أكد أن هناك وسائل احترازية اتخذها الأزهر في عهد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لمواجهة ذلك من خلال عدة وسائل أولها تدريس كتب التراث الأزهري وهي كتب مضامنها جيدة وليست فيها أي توجيهات مذهبية أو فكرية مخالفة لثقافة الأزهر، فعدنا لتدريس كتب التراث بعيداً عن الكتب المؤلفة من قبل «فلان أو علان» لأنها أحياناً تحمل فكراً مشوهاً أو مغلوطاً يؤثر في الطلاب فعولنا علي كتب التراث الأزهري في التدريس، وتوسعنا في هذا حيث أننا هذا العام طبعنا الكتب ووزعناها علي الطلاب بالمجان.

وأضاف أنه تم فرض رقابة صارمة علي كتب المناهج المقررة علي الطلاب من غير كتب التراث بمراجعتها، والتأكد من سلامة مضمونها ومحتواها، وأنها لا تتضمن شيئا خارجاً عن ثقافة الأزهر ولا عن فكر الأزهر في الوسطية والاعتدال والمنهجية المعروفة بالأزهر، بالإضافة إلي التركيز علي المتلقيات الثقافية التي نعقدها في الموسم الثقافي ونعتزم عقد لقاءات مباشرة مع الطلاب والطالبات للتوعية ومقاومة الأفكار المغلوطة وأي فكر يحاول أن يخترق فكر الأزهر وجامعته، وهذه هي المحاور التي سنتبعها لمواجهة أي فكر متشدد، ومن كان بالأزهر فولاؤه للأزهر أولا وأخيراً، وثقافته هي ثقافة الأزهر، ولا ينبغي أن يحمل أو وجه آخر.

الأزهر وقلب الأحداث

كما أكد د. عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر في قلب الأحداث فهو يجادل أول من يجادل من يسمون أنفسهم سلفيين كما يحاور العلمانيين ويحدد علاقة الإسلام بالعلمانية والليبرالية والدولة المدنية فهو يؤدي دوره علي خير ما يكون، وإذا كان هناك من تقصير فهو تقصير بعض أجهزة الإعلام التي لا تنقل دور الأزهر كما ينبغي أن يكون فهي تنقله مختصراً أو بالجملة أو لا تنقله علي الإطلاق باستثناء بعض الصحف المحايدة والموضوعية وبعض المواقع الالكترونية، وهذا سبب من أسباب عدم شعور الناس بدور الأزهر.

وشدد علي أنه يوجد داخل الجامعة صراعات دينية ولكن هناك تعددية في الأزهر لكن المرجعية للأزهر وعلمائه واحدة وتتعدد الآراء في إطار تلك المرجعية.

ضعف المؤسسة الأزهرية

أما د. آمنة نصير استاذ العقيدة بجامعة الأزهر فتقول: «أشفق علي الأزهر من ثقل الحمل والمواجهة مع كل التيارات الدينية التي تتصارع الآن، ورغم أشفاقي عليه إلا أنه لا يستطيع مواجهة كل هذا الكم بأسلحته الموجودة حالياً من الفقهاء والأئمة الذين ينتشرون في آلاف المساجد وهذا الانتشار مضامينه هشة وافتقدوا التواصل بينهم وبين المجتمع علي أنهم وعاظ السلطان فارتباط الأزهر بالسلطان أضعفت قوته وأخفضت قبول المجتمع له وهو بيت القصيد ولذلك أقول أشفق عليه، فالقبول أصبح ضعيفاً للأزهر مع هذه التيارات المنتشرة في المجتمع وعدم التشكيل الجيد لعلماء الأزهر المنتشرين.

وأكد أن صراع التيارات ليس بمنأي عنه الأزهر داخلياً حيث أصبح ينتشر به داخلياً سلفيين وأطالب السلفيين أن يتريسوا في آرائهم وما يصلح لآخر، وأن وجدنا بعض التطرقات في التصرفات أمام الأضرحة فهذا لا يعني هدم ثقافة المتصوفة ولكن لابد أن يرقي بثقافتهم.

وأعربت عن تمنيها أن يستوعب الأزهر المتناقدات الموجودة الآن وأن يعيد تأهيل طلابه من خلال المحاضرات التي تحتوي المشاكل الحاضرة حتي نعيد لمصر التدين الوسطي الجميل.

الصوفية: الإضراب مرفوض ولا نقبله

في ملعب السياسة، لا أصول ولا ثوابت، وهو ما اتفق عليه كل من السلفيين والصوفيين. الفريقان اجتمعا قبل الثورة علي تأييد النظام السابق وتثبيت قواعده، ثم عادا، في الوقت الضائع، ليعلنا تأييدهما للثورة وما نادت به.. والمتابع لتصريحات مشاهير ومشايخ الفريقين قبل الثورة يدرك بسهولة أنهما كانا من أذرع النظام علي طول الطريق.

خاصة في تحريمهما لفكرة الإضراب والمظاهرات وهو ما ظهر بوضوح مع الدعوة السابقة للإضراب يوم 4 مايو والتي واجهها السلفيون والصوفيون بطوفان من الآيات والأحاديث التي تحرم الاحتجاج وتنهي عن المظاهرات وتستنكر علي الناس حقهم حتي في الصراخ. فمن داخل تيار السلفية برز محمود عامر رئيس جماعة أنصار السنة بدمنهور الذي قال ان الذين يدعون للإضراب ليس لديهم عقل ولا نقل، أو أدلة شرعية لما يقدمون عليه، وأن إضراب 4 مايو هو خروج عن النظام، وللدولة أن تعلن الحرب علي من يتزعمون هذه المسألة لأنهم في ذلك خوارج، ويكون للدولة هنا سند شرعي لمواجهتهم.

وأكد عامر أن مفهوم الإضراب مرفوض وقال «لا حجة للداعين للإضراب حتي وإن كان هناك سوء في الأحوال المعيشية وقد أمرنا الرسول بالصبر علي ذلك عندما قيل له: «أرأيت أمراءنا يسلبون حقوقنا فيما معناه: أعطوهم ما لهم واسألوا الله ما لكم».

الغريب ان عامر كان في تصريحاته يفضح منظور السلفية لدعم النظام والحكومة لدرجة أنه أفتي بأن صاحب الأمر ولو كان ظالمًا فمواجهته بالصبر وليس بالإضراب، وهو أيضًا ما أكدته السلفية عندما اصدرت بيانها أثناء الثورة بأن الخروج علي الحاكم حرام.

ومما يؤكد أن التيار السلفي في مصر يحاول أن يجد مخرجا شرعيًا لكل ما يقوله ليكيف نفسه مع الظروف السياسية ما أعلنه د.عبدالله شاكر رئيس جماعة انصار السنة لنا حين سألناه عن إعلان الجماعة الممثلة للسلفية عن رفضها الخروج عن الحاكم بأن ذلك أمرً مقرر شرعا بأنه مرفوض، ولكن ثورة 25 يناير كانت كلمة حق تقال لسلطان جائر، حيث ضاقت بهم السبل ولم يجدوا من يستمع لهم.

تشابه صوفي

نفس الوقت تكرر لدي التيار الصوفي حينما أكد الشيخ علاء أبوالعزايم شيخ الطريقة العزمية أن الإضراب مرفوض ولا تقبله الصوفية لأنه تعطيل لمصالح الأمة. كما أكد الشيخ محمود محمد أبوالفيض شيخ الطريقة الفيضية أنه «إذا كان التعبير عن الرأي مباح إلا انه من المرفوض الإضراب لما يحدثه من إضرار بمصالح الناس والاقتصاد القومي ولو كانت هناك وسائل أخري لكان ذلك أفضل وهذا هو رأي كل المتصوفة».

وبرر ذلك بأن «الإسلام ينهي عن الإضرار بمصالح الناس والدولة، والإضراب وسيلة مكروهة لأن بها ضرراً فإذا كان هناك مطالبات فهناك وسائل عديدة لتحقيق ذلك».

إتفاق وصراع

الموقف السياسي للتيارين السلفي والصوفي أتفق قبل الثورة علي تأييد النظام السابق إلا أنهما سرعان ما عادا للصراع بعد الثورة مع تسابق كل منهما لإنشاء حزب سياسي، فبدأ السلفيون بإعلان تأسيس «حزب الفضيلة» الذي وصفه المؤسسون بأنه «حزب سياسي يسعي لنشر قيم العدالة والمساواة وإعادة الصدارة لمصر في مختلف الميادين بما يتفق مع مباديء الشريعة الإسلامية»، وأعلن المؤسسون للحزب في بيانهم التأسيسي أسماء المكتب السياسي للحزب الذي يقوده الدكتور لواء عادل عبدالمقصود عفيفي، رئيسا للحزب، وهو المدير الأسبق لمصلحة الجوازات والهجرة والجنسية، ومثقف معروف بكتاباته القانونية والفكرية المتنوعة وهو الشقيق الأكبر للداعية السلفي الدكتور محمد عبدالمقصود، وضم المكتب السياسي كلا من الدكتور محمد عبده إمام وهو أستاذ للقانون الدستوري بجامعة الأزهر من الإسكندرية، والمهندس محمود فتحي وهو رجل أعمال من القاهرة، والدكتور خالد سعيد وهو طبيب من المنصورة والدكتور حسام أبوالبخاري وهو ناشط سياسي معروف من القاهرة، وممدوح إمام المحامي بالنقض وهو من الإسكندرية والشيخ فرحات رمضان وهو من رموز الدعوة السلفية في محافظة كفر الشيخ.

كما أعلن عدد من القيادات السلفية من بينهم محمد حسان اعتزامهم إنشاء حزب سياسي هدفه خدمة المجتمع في الدرجة الأولي.

وعلي الجانب الصوفي تحركت 18 طريقة صوفية لتأسيس حزب صوفي لكن مع إعلان لجنة الأحزاب عدم إنشاء أحزاب دينية أعلنت تلك الطرق وفي مقدمتها الطريقة العزمية عن المساهمة في تأسيس حزب تحرير مصر.

وظهر واضحا أن النقلة السياسية للصوفية سببها المواجهة مع السلفيين الذين يحاولون تحقيق مكاسب من الثورة، وهو ما اعلنه الشيخ علاء أبوالعزايم شيخ الطريقة العزمية في إعلان مشاركة الصوفيين في هذا الحزب قائلا: «لقد اشتركنا في الحزب لمواجهة الإخوان والسلفيين سياسيا، وهدفنا الأول هو الحوار مع الآخر وخلق نوع من التواصل الاجتماعي».

وقال أحد مشايخ الطرق الذي رفض ذكر اسمه: «من الغريب أن نصمت كطرق علي تأسيس السلفيين حزب سياسي، وتقف المشيخة الصوفية بلا حراك، دون الأخذ في الاعتبار أن السلفيين إذا نجحوا في السيطرة علي صنع القرار السياسي قد ينجحون في أصدار قرار بألغاء الطرق الصوفية ككيان معترف به رسميًا.

حزب الأضرحة

ولم تتوقف المواجهة بين السلفيين والصوفيين عند حد المنافسة علي دخول العمل السياسي والحزبي بل تعدتها إلي تصعيد الحرب القديمة حول الإضرحة فقام السلفيون بهدم ما يقرب من 30 ضريحاً عقب الثورة من بينها 24 ضريحاً في البحيرة.

واعلنت الطرق الصوفية وجود ما يقرب من 50 ضريحاً تم هدمها لكن لم يعلن رسميا سوي عن هدم 6 أضرحة وأرجع السبب في ذلك إلي وجود أضرحة غير ظاهرة للجميع موجودة في أماكن شعبية غير معروفة.

واضافت الطرق ان الجماعة السلفية بمحافظة البحيرة تعرض العديد من الأموال علي أئمة المساجد التي يوجد بها اضرحة ليقوموا ببنائها من جديد بشرط التخلص من الضريح الملاصق للمسجد أو الموجود بداخله وتسويتها بالأرض، وما زالت المواجهة حول الأضرحة تتصاعد علي الرغم من قيام الجماعة السلفية بالإسكندرية بعقد تصالح مع المشيخة العامة للطرق الصوفية لتقريب وجهات النظر بينهم.


أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية: محتكرو «السلفية» أشعلوا الفتنة بدعم من السعودية (1)
 
كتب صبحي مجاهد - محمود محرم  العدد 1783 - الاثنين - 25 أبريل 2011
يستحق مشهد الصراع بين السلفيين والصوفيين التوقف أمامه طويلا، فهو صراع يغلفه الخلاف علي أمور الدين، لكنه يخفي ما هو أكثر.. يصر السلفيون علي تحريمهم للصلاة في مساجد الأضرحة، ويعلنون رفضهم لما تحمله الصوفية من تعاويذ وخرافات.. بينما يتهمهم الصوفيون بالتشدد والعنف والرغبة في تكفير الآخرين.. هذا ما يعلنه الفريقان، لكن ما يكشفه الواقع أن كلا من الفريقين يحمل علي عاتقه طموحا سياسيا ورغبة في احتلال صدارة المشهد.. وفي سطور هذا الملف ما يؤكد أننا أمام مشهد سياسي بامتياز، لا ديني ولا عقائدي، مشهد صراع تحكمه الرغبة في احتلال أكبر عدد من مقاعد مجلس الشعب، لا في الحصول علي رخصة لدخول الجنة. لنرصد إذن الاتهامات المتبادلة بين الفريقين، لنعرف إلي أين يتجه الصراع بينهما.

لايمكننا التصالح مع السلفين إلا بعد أن يتبرأوا من فتاواهم السابقة بهدم الأضرحة وحرمة الصلاة في أي مسجد به ضريح. هكذا يؤكد الشيخ علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية، والذي أعرب عن تخوفه من انتهازية السلفيين ومحاولات صعودهم السياسي معتبرًا ذلك تهديدًا مباشرا للصوفية، ومحذرًا في الوقت نفسه من إتاحة الفرصة للسلفيين للسيطرة علي وسائل الإعلام لأنهم بذلك يجرون الناس إلي الفتنة والعنف ويعودون لعصور الجاهلية وفي هذا الحوار يوضح الشيخ أبو العزايم عددًا من الأمور الخلافية بين السلفيين والصوفيين.

> ازدادت المواجهة بينكم وبين السلفيين عقب ثورة يناير، فهل تعتبرونهم أعداء؟

- ليس هناك شيء اسمه سلفية، وجميع المسلمين مرجعيتهم السلفية هم الصحابة، والتابعون وتابعو التابعين حتي اليوم، ولو قلنا السلف فالمسيحي سلفي والبوذي سلفي والكافر سلفي، فلفظة السلف ليس لها معني خاص بالمسلمين لأنها تعني أننا نأخذ الدين من السابقين وهو أمر يشترك فيه الجميع .

ومن يطلقون علي أنفسهم سلفيين من المسلمين ينقسمون قسمين أحدهم سلفي وكل الصوفية سلفيون، وهناك قسم جاهل يحتكر مسمي السلفية وهم الذين يهدمون القبور، ويقطعون أذن المسيحيين، وينشرون الفتن لأن هدم الاضرحة سيؤدي لتأجيج الصراع وقيام حرب حقيقية بين الصوفية والسلفية.

> وما رؤيتكم لقضية الأضرحة باعتبار أن السلفيين يرونها غير موافقة للشريعة ؟

- من يقولون بحرمة الضريح جهلاء، والشرع اباح لكل انسان بناء قبره كيفما يريد، والصلاة في الجبانة نفسها جائزة بشرط أن يكون المصلي متوجها للقبلة وان يكون المكان خاليا من القاذورات، فإذا كانت الصلاة مسموحًا بها في الجبانة فمن باب أولي تجوز في مسجد به ضريح .

ومن الجهل أن يقال إن الضريح شرك لأنه لايوجد أحد يصلي لصاحب الضريح.

> وهل الصوفيون قادرون علي حماية أضرحتهم؟

- بالطبع هناك دفاع حقيقي عن الأضرحة، وحدث ذلك عندما حاول أحد السلفيين هدم ضريح في إحدي قري طنطا فتم معاقبته، والمفترض ان يتخذ المجلس الأعلي للقوات المسلحة موقفًا واضحا لحماية الأضرحة وإلا سنصبح صورة من أفغانستان

> إلي أي مدي يمكن التقارب في وجهات النظر مع السلفيين؟

- هناك من السلفيين أشخاص جيدون يمكن مناقشتهم واقناعهم، ولكن هناك سلفيين مفاهيمهم تختلف تماما عن أفكار المسلمين جميعهم، وهؤلاء نجد صعوبة في التقارب معهم، وأؤكد أنه لا يوجد خصام بيننا وبينهم ولكن المطلوب تصحيح المفاهيم التي يتبنوها .

> وما تعليقك علي المصالحة التي عقدت بين السلفيين والصوفيين في وزارة الأوقاف؟

- هذه المصالحة لا تنهي الخلاف لأن فكرة الخلاف لاعلاقة لها بالخصام، حيث ان المشكلة هي تبني أفكار تمس الصوفيين بشكل مباشر، ونريد ان يقلعوا عن تحريم الصلاة في مسجد به قبر، ولا يأمرون بهدم القبور، ولايكفرون أحدًا.

ولا مانع ان يتم تمثيل جميع تيارات السلفيين وحتي دعاتهم وممثلين عن الإخوان ونجلس جميعا لنتفق علي منهج للمستقبل، والصورة التي نريد عليها مجتمعنا الإسلامي، والمسلمين، ونتحدث عن مراجعة أخطائنا لننشئ جيلا يحمل ولاء للدين والوطن .

> وهل عدد السلفيين كبير للحد الذي يمكن معه القول بوجود تيارات مختلفة بداخلهم؟

- السلفيون قليلون جدا، واعداد الصوفية أكبر بكثير فمريدو الصوفية المقيدون بطرقها يصلون إلي عشرة ملايين، لكن محبي الصوفية يصل إلي خمسين مليونًا، بينما السلفيون لا يتعدون مليونا .

> إذن ما سبب تأثيرهم علي الرأي العام ؟

- هناك نقطة مهمة هي أننا لا نملك قناة فضائية لكن السلفيين يملكون العديد من القنوات، يمولون من الخارج، وهذا كله يزيد من تأثيرهم في المجتمع، ويجعل هناك تصورًا بأن السلفيين لهم تأثير قوي .

> أشرت إلي تمويل السلفيين من الخارج، فماهي الجهات أو الدول التي تقف وراءهم تحديدًا؟

- بالتأكيد المملكة العربية السعودية هي الداعم الأول للتيار السلفي في مصر، وهذا الدعم مادي بصورة مباشرة، لذلك كنا ننوي تنظيم مسيرة إلي السفارة السعودية احتجاجًا علي ذلك، بعد تصعيد السلفيين الموجه لهدم الأضرحة في مصر.

> وهل السعودية هي الوحيدة الداعمة للنشاط السلفي في مصر؟

- هناك عدة جهات أخري تقدم الدعم للسلفيين منها بنك التمويل القطري وصندوق الزكاة بالكويت، ويركزون نشاطهم في ترميم المساجد القديمة بشرط إزالة الأضرحة الموجودة بها وهو ما نرفضه تمامًا.

> إلي أي مدي أثرت الثورة في ظهور السلفيين وزيادة نفوذهم؟

- لقد زاد تجرؤ السلفيين عقب الثورة لسببين، أولهما أن هناك حسابًا للإخوان المسلمين، وعندما أعطي الإعلام الفرصة للإخوان، فتح الباب للسلفيين أيضا، وهو ما أعطاهم الفرصة لزيادة حد تصرفاتهم.

> لماذا اتجهتم للسياسة؟ وهل ذلك جزء من مواجهتكم للسلفيين؟

- المشاركة السياسية والحزبية لم تكن مطروحة علي قائمة الصوفية، إلا أنه كانت هناك مواقف سياسية لأقطاب الصوفية، ولكن قرار المشاركة الحزبية أتي بعد اقتحام تيارات مثل السلفية والاخوان العمل الحزبي، وهو نوع من الحماية للطرق الصوفية ونشاط التصوف، وللأسف بعض مشايخ الطرق يحاربون مساهمات بعض الطرق لتأسيس حزب تحرير مصر، ولكن نقول لهم ان السلفيين لو وصلوا للحكم قد يستطيعون إصدار قرار بالغاء المشيخة العامة للطرق الصوفية، وقد يصدرون قرارًا بحظر النشاط الصوفي.

> ولماذا لا توجد وحدة في صفوف مشايخ الطرق الصوفية لمواجهة ما ترونه خطرًا سلفيا؟

- تحدثت من قبل مع الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وليس بيني وبين احد عداء، ولكن الشيخ عبد الهادي لديه بطانة سوء تزيد الفرقة بينه وبين مشايخ طرق كثيرة وهذا خطر علي الصوفية.

> وما تعليقك علي قيام اتحاد عالمي للصوفية وافق عليه الأزهر الشريف ؟

- لا يوجد اتحاد متفق عليه حتي الآن يجمع مشايخ الطرق الصوفية، ومع ذلك أوافق علي أي كيان يعلن لجمع الشمل الصوفي لكن لابد من دراسته، وعرضه علي جميع المشايخ، ولتحقيق العالمية لأي اتحاد ان يتم عقد مؤتمر عام يدعي له مشايخ من جميع دول العالم ويتم الاتفاق علي إعلان هذا الاتحاد.

واود أن أذكر انه كان هناك فكرة منذ سبع سنوات لإنشاء مجلس صوفي عالمي أيام الشيخ حسن الشناوي شيخ المشايخ السابق، لكن كان هناك اعتراض من الشيخ أحمد كامل ياسين علي ذلك فتحدث مع زوج ابنته احمد عز الذي قام بدوره بالاتصال بوزارة الداخلية وتم إيقاف الفكرة مؤقتا، لكن الشيخ الشناوي أرسل للمخابرات المصرية التي وافقت علي الفكرة، لكن توفي الشيخ الشناوي وانتهت الفكرة حتي الآن، لاسيما في ظل عدم وجود تمويل كاف لأنشاء مثل هذا المجلس.

الصوفية عدد طرقها 74 ومريدوها 10 ملايين

ترجع نشأة الصوفية في مصر إلي القرن الرابع الهجري حيث وفدت مع القادمين من بلاد الشام ووجدت في مصر تربة خصبة لانتشارها، وتضم حالياً عشرة ملايين صوفي علي ألسنة مشايخ طرقهم البالغ عددها 74 طريقة معتمدة رسمياً بينما توجد طرق أخري غير معتمدة قد يصل عددها إلي 50 طريقة.

اشتهرت بمصر عدة طرق صوفية وأهمها الطريقة القادرية معتمدة علي الكتاب والسنة، وتفرع منها بعد ذلك الكثير من الطرق الصوفية بمصر والمغرب.

كما توجد الطريقة الرفاعية نسبة لمؤسسها ال شيخ أحمد بن أبي الحسن بن أبي العباس المعروف بابن الرفاعي 1191م ، وقد أسسها بالعراق، ثم انتقلت لمصر عبر تلميذه أبي الفتح الواسطي 1184 م.

وهناك الطريقة السهر وردية وأسسها أبو النجيب عبد القادر السهر وردي 1096 - 1167 . الطريقة الأحمدية وأسسها أحمد البدوي الذي ارتحل من المغرب إلي مكة ومنها إلي مصر حوالي 1237 م الذي ارتحل من المغرب إلي مكة ومنها إلي مصر حوالي76 م.

وأيضاً الطريقة البرهامية وأسسها الشيخ إبراهيم الدسوقي القرشي (ت: 676 هـ - 1278 م) وهو مصري الأصل والمولد.


الصوفية عدد طرقها 74 ومريدوها 10 ملايين

ترجع نشأة الصوفية في مصر إلي القرن الرابع الهجري حيث وفدت مع القادمين من بلاد الشام ووجدت في مصر تربة خصبة لانتشارها، وتضم حالياً عشرة ملايين صوفي علي ألسنة مشايخ طرقهم البالغ عددها 74 طريقة معتمدة رسمياً بينما توجد طرق أخري غير معتمدة قد يصل عددها إلي 50 طريقة.

اشتهرت بمصر عدة طرق صوفية وأهمها الطريقة القادرية معتمدة علي الكتاب والسنة، وتفرع منها بعد ذلك الكثير من الطرق الصوفية بمصر والمغرب.

كما توجد الطريقة الرفاعية نسبة لمؤسسها ال شيخ أحمد بن أبي الحسن بن أبي العباس المعروف بابن الرفاعي 1191م ، وقد أسسها بالعراق، ثم انتقلت لمصر عبر تلميذه أبي الفتح الواسطي 1184 م.

وهناك الطريقة السهر وردية وأسسها أبو النجيب عبد القادر السهر وردي 1096 - 1167 . الطريقة الأحمدية وأسسها أحمد البدوي الذي ارتحل من المغرب إلي مكة ومنها إلي مصر حوالي 1237 م الذي ارتحل من المغرب إلي مكة ومنها إلي مصر حوالي76 م.

وأيضاً الطريقة البرهامية وأسسها الشيخ إبراهيم الدسوقي القرشي (ت: 676 هـ - 1278 م) وهو مصري الأصل والمولد.

..والشيخ علي حشيش مدير الدعوة بأنصار السنة يرد: الصوفيون تعاونوا مع النظام السابق للطعن في صحيح الإسلام

لن نتنازل عما أعلناه من قبل، بأن الصلاة في الأضرحة حرام شرعا لأنها تمس العقيدة.. بهذا الرفض يبدأ الشيخ علي حشيش، مدير الإعلام والدعوة بجماعة أنصار السنة، حواره معنا، لكنه يؤكد أن خلافهم مع الصوفيين لا يعني تكفيرهم أو محاولة إقصائهم عن المشهد السياسي أو الديني.. كاشفًا عن رغبة الصوفيين في استخدام قضية الأضرحة لجلب الأصوات في الانتخابات المقبلة.. متهمًا إياهم بالعلاقة المباشرة مع التيار الشيعي باعتبار أن نشأتهما واحدة.

> ما أسباب الخلاف بين السلفيين والصوفيين؟

- الصوفية تعتمد علي الشطحات والمنامات والرؤي وذلك جوهر الخلاف بيننا وبينهم، حيث إن الخلاف عقائدي فقط، بجانب أن أهل السنة يلتزمون بالإجماع حتي لا يكون هناك خلاف بين المسلمين عكس الصوفية وهو ما نقله ابن القيم عن الشافعي أنه قال: أجمع المسلمون علي أن من استبانت له سنة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس وهنا ينشأ الخلاف بين الصوفية والسلفية، حيث إنهم في أذكارهم يأخذون بأقوال الأشخاص ويدعون أنه علم لدني لا يوجد في كتاب أو سنة ونحن نسأل المتصوفة أن يخرجوا لنا من الكتاب والسنة حيثا وأطماطميثا وهو ما يردده الصوفية في معتقداتهم فهل هم أعلم من الله ورسوله كما يدعون.. ومن هنا ظهر الخلاف في الأسماء والصفات بين الصوفية والسلفية.. وعندما ظهر هذا الخلاف وضع أهل السنة قواعدهم لحماية الأسماء والصفات من الإلحاد فكانت القاعدة التوفيقية لأهل السنة منطوقها أن نثبت لله من الأسماء ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو في سنة رسوله الصحيحة.

> لماذا قلت سنة صحيحة؟

- لأن الصوفية ذكروا الله بأسماء وادعوا أنها في السنة وأنهم أهل حديث وسلف فيأتون بحديث يذكرون فيه الله بهذا الاسم وهذا الاسم لفظه (آه) ويدعون أنها اسم من أسماء الله مستدلين بحديث لرسول الله «صلي الله عليه وسلم» الآنيين اسم من أسماء الله يرتاح به العليل فهذا خلاف أساسي بين الصوفية وأهل السلف.

> متي نشأ هذا الخلاف؟

- منذ مقتل عثمان «رضي الله عنه» وبمقتله نشأت الفتنة وهذا الخلاف يظهر علي الساحة ثم يختفي علي فترات حسب الأحداث التي يفتعلها الصوفيون.

> الصوفية تعتبر أن هدم الأضرحة وحرمة الصلاة بمسجد به ضريح نوع من الجهل والتشدد فما ردكم علي ذلك؟

- هذا جهل فاضح منهم وهي مفسدة تمس العقيدة وتخل بالإيمان الصحيح وهو درب من الوثنية كما أفتي بذلك وزير الأوقاف السابق أحمد حسن الباقوري عملا بالحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك علي ما بعثني به رسول الله «صلي الله عليه وسلم» ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا إلا سويته.. فهذا الحديث هو قاعدة ترد علي كل متصوف يرفع الأضرحة وكذلك كل شيعي وهي عقيدة النبي «صلي الله عليه وسلم» فكيف يدعي الصوفية أو الشيعة محبة علي وهم يخالفون منهجه.

> هل معني ذلك أنكم تحرمون الصلاة في المساجد الكبري؟ كمساجد الحسين والسيدة زينب؟

- هذا سؤال إجابته معروفة، وليست الوهابية أو السلفية هي من تحرم الصلاة في هذه المساجد أو أي مسجد به قبر، لكن هناك فتوي سابقة للشيخ عبدالمجيد سليم مفتي مصر الأسبق عام 1940 قال فيها: إنه لا يجوز أن يدفن في المسجد كبير أو صغير أو جليل، فالمساجد لا يجوز تشبيهها بالمقابر.. بالتالي فالصلاة في مساجد بها أضرحة مشهورة كالسيدة زينب أو عائشة أو غيرهما، حكمها كحكم غيرها، فهي صلاة مشكوك في صحتها، وهي بين الكراهة والتحليل، لأن هذه قواعد عامة، تعم ولا تخصص، بغض النظر عن حجم أو شهرة مسجد بعينه، ولا يوجد أحد أفضل من النبي محمد «صلي الله عليه وسلم» الذي نهي عن ذلك، كما لا يجوز في دين الإسلام أن يجتمع قبر ومسجد، فأيهما طرأ علي الآخر منع منه، لقوله «صلي الله عليه وسلم»: «لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».

> بوضوح، هل تكفرون الصوفيين؟ وما هي الآليات التي تحكمون بها عليهم؟

- السلفية لا تكفر أحدًا، إلا من كفره الله ورسوله، ولابد في التكفير من توافر شروط، وانتفاء موانع، لكننا ننكر عليهم بعض أفعالهم التي تخالف الشرع، والصوفية هي اسم مبتدع.. ونحن نذكرهم بقول الشافعي إذا صح الحديث فهو مذهبي وإن كانت الصوفية تدعي الزهد فأهل الحديث هم ائمة الزهد واننا نحكم الشرع في المسميات ونحن نحتكم للشرع عن طريق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وما يقرونه في حكمهم علي الأفعال التي يقومون بها وهذه هي الآليات التي نحكم بها عليهم.

> هناك دعاوي من صوفيين للجلوس والاتفاق للوصول إلي منهج إسلامي موحد، ما رأيكم؟

- لا يمكن أن يكون هناك اتفاق إلا بمعتقد الفرقة الناجية وهي التي قال عنها النبي «صلي الله عليه وسلم» في الحديث المتواتر «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله وهم علي ذلك» والكل يدعي انه الفرقة الناجية فيتبع شخصا ويتعصب له ويجعل من اتباعهم أهل سنة ومن عاداهم أهل بدعة فهذا يقول إننا نتبع طريقة كذا أو الجماعة كذا وهذا جهل فاضح وضلال وإضلال بالناس والصوفية تقول منهج إسلامي موحد لتنشئة المسلم والحقيقة انه منهج واحد وهو التوحيد الخالص والاستعانة بالله وهذا منشأ الخلاف أنهم يسألون غير الله والله يقول: «إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم» وكل هذا ما هو إلا دعاوي للحصول علي أصوات الناخبين في الانتخابات بأي طريقة مهما كانت حتي لو باستغلال الدين في ذلك.

> هل توجد طريقة للحوار بين الصوفية والسلفية؟

- يوجد طريق واحد للحوار ولكن بشرط أن تكون القاعدة الشرعية «فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر».

> ما الأمور التي تعتبرونها في الصوفية خطرا علي المنهج الإسلامي؟

- كل البدع الشركية التي يتمسك بها الصوفيون والمتمثلة في البدع والحلول والاتحاد وإنكار الصفات بجانب تقديسهم للقبور وتعظيمهم للأموات كل هذه أمور خطر علي الإسلام وعلي المسلمين يجب التخلص منها.

> هل تعتقدون بوجود علاقه بين الشيعة والصوفية؟

- نعم هناك علاقة تربط بينهما كما أن نشأة الصوفية والشيعة واحدة بجانب عبادتهم للقبور وتشييد الأضرحة التي تبرأ منها علي بن أبي طالب.

> لماذا يتهم الصوفية السلفية بأنهم وكلاء للوهابية في مصر؟

- هذه تهم قديمة منذ قيام الحركة الوهابية يحاول الصوفية إلصاقها في السلفية لأنه لا يوجد أصلا ما يسمي بالمذهب الوهابي وابن عبدالوهاب لو خالف النبي ما اتبعناه لأننا لا نتبع أحدًا يخالف منهج أهل السنة.

> برأيك لماذا كل هذه الكراهيه من الصوفية للسلفية؟

- الحقيقة هي أن أهل السلف لا يقرون بهذه القبور ولا النذور والفوائد التي تعود علي الصوفية من ذلك هي منافع عظيمة لانها هي أساس حياة الصوفية وهو ما تنكره السلفية ولذلك نجد كل هذه الكراهية تجاهنا.

> لماذا نسبت الصوفية الإرهاب إلي السلفيين وما هي حقيقة علاقة أيمن الظواهري بأنصار السنة؟

- هذا لا أصل له وهذه دعاوي روج لها النظام الفاسد السابق في الأفلام والمسلسلات وركبوا معهم في الموجة للطعن علي أهل الحديث لأننا نؤمن بحرمة المال والعرض الذي حث عليه الاسلام فأين هو الإرهاب الذي نتهم به.

> كيف تواجهون الاتهامات الصوفية التي نسبت إليكم بهدم الأضرحة؟

- مع أننا قد بينا السنة التي قام بها علي بن أبي طالب والتي بعثه عليها الرسول «صلي الله عليه وسلم» الذي يدعي الصوفية محبتهم له هم مخالفون له ولكن نحن نلتزم بعدم تغيير المنكر بمنكر أكبر منه بمعني أننا سنلتزم بالعمل الدعوي فقط ولن نقدم علي ايه خطوة فيها تغيير لمنكر بمنكر أكبر منه.

- هناك اتهامات لجماعة أنصار السنة بأنها جماعة تكفيرية وأن مؤسسها عبدالرزاق عفيفي كفر الحاكم فما تعليقكم علي ذلك؟

- كل ذلك ما هو إلا تشهير بالجماعة ومنهجها وكما قلت نحن لا نكفر احدا إلا من كفره الله ورسوله وقد قام ابن الشيخ عبدالرزاق عفيفي بنفي كل هذه التهم عن والده.

200 مدرسة سلفية أخطرها «الجهادية»

السلفية في مصر لا يتجاوز تاريخها المائة عام، وبدأ ظهورها تحديدًا عام 1926 مع تأسيس الشيخ محمد حامد الفقي لجماعة أنصار السنة المحمدية وتركز خطابها في محاربة بدع المساجد والأضرحة والصوفية وهي تعتبر أن البعد عن الإسلام الصافي هو أحد أسباب تخلف الأمة الإسلامية، ويقدر عدد نشطاء جماعة أنصار السنة في مصر بخمسة آلاف ناشط، لكنها تستمد قوتها بما تملكه من مؤسسات خيرية وتصل فروعها إلي 240 فرعا علي مستوي الجمهورية إضافة لأكثر من خمسة عشر معهدا خاصا بها لإعداد الدعاة السلفيين بجانب مكتبات وآلاف المساجد علي مستوي محافظات مصر.

الرافد الثاني للتيار السلفي يتمثل في الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة والتي أسسها الشيخ محمود خطاب السبكي في تسعينيات القرن 19 عندما تم إصدار قانون الجمعيات وسجل الشيخ جمعيته وفق هذا القانون عام 1913م.. هذه الجمعية لها فروع بأغلب محافظات مصر، وعادة ما يقودها علماء من الأزهر وهي تتميز بأن موقفها من الصوفية ليس بحدة فصائل إسلامية أخري، بسبب الطبيعة الصوفية التي تربي عليها مؤسسها في الأزهر، وبالتالي فالجمعية الشرعية تميل لتقسيم التصوف لنوعين أحدهما معتدل وهو الملتزم بالسنة ونوع متشدد وهو الذي يتضمن انحرافات عقائدية وفقهية.

كما توجد السلفية العلمية وهم لا تجمعهم منظمة محددة لكنهم يلتفون حول عدد من المشايخ، وهناك المدرسة السلفية أو الدعوة السلفية منتشرة في مصر ولها أتباع كثيرون يقدرون بمئات الألوف ويطلق عليهم اختصارا اسم السلفيين لكنهم ليسوا تنظيما هرميا متماسكا مثل الإخوان المسلمين.

أما ما يعرف بالسلفية الجهادية فهو تيار يضم عشرات الآلاف ومن رموزه مصطفي العدوي وهو التيار الذي يعلن كفر الحاكم الذي لا يحكم بالشريعة الإسلامية. وهذا التيار يتنافس مع عدد كبير من التيارات الأقل تأثيرًا ومنها: دعوة الحق الإسلامية والجمعية السلفية ومجد الإسلام بجانب اكثر من 200 مدرسة سلفية وتختلف المدارس السلفية في حجم خلافاتها مع الصوفية حيث ان أشدها جماعة أنصار السنة بل ذهب البعض الي ان سبب نشأة أنصار السنة هو محاربة الفكر الصوفي وهو خلاف وجد منذ ان ظهرت السلفية. ويكثر تواجد السلفيين في القاهرة والاسكندرية ومحافظة الشرقية حيث ان لهم مساجد كثيرة في هذه المناطق.

وعن العدد الحقيقي للسلفيين يوضح جمال قاسم رئيس فرع أنصار السنة بالشرقية أن العدد المعلن يتجاوز المليون، ولكن هناك أعدادا كبيرة أخري لم يعلن عنها بعد
 أعد الملف : صبحى مجاهد - محمود محرم
روزاليوسف

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات