الأعلام السوداء... والحادث المتوقع
الأعلام السوداء في ميدان التحرير |
ما حدث في رفح من جريمة شنعاء كان متوقعا... خلال أكثر من عام يحذر الكثيرون - وأنا منهم - عن أحداث وتداعيات ومواجهات متوقعة في سيناء... ومنذ أكثر من أسبوع تنقل الفضائيات والصحف انذارات لأحداث في سيناء... فهل قرأ أو تحرك مسئول في النظام الجديد... من يترك باب منزله مفتوحا يكون أكثر تعرضا للسرقة... ومن يخرج المجرمين والأرهابيين من السجون يكون أكثر عرضه للجريمة والإرهاب... ومن يسمح بفتح الحدود كاملة مع حماس يكون أكثر عرضة لموجات من الكوارث والازمات... ومن يتعامل مع أمن مصر القومي باستهتار أو عدم إدراك أو عدم وعي يكون عرضه للمواجهات والحروب وتبعياتها... ومن يختلق الأكاذيب حول الكوارث الأمنية يعرض الوطن وابناءه وسلامته للتهلكة... ومن لا يقرأ ويتابع التقارير والتحذيرات الأمنية المعلنة أو غير المعلنة فهو مسئول عن دماء الشهداء وكرامة الوطن... منذ أكثر من اسبوع تعرض الفضائيات العربية والمصرية والصحف تحذيرات من إسرائيل لرعاياها لمغادرة سيناء لتوقع عمليات إرهابية وشيكة... ويتساءل المصريون عما قام به النظام الجديد والرئيس محمد مرسي من رفع درجة وحالة الاستعداد الوطنية للتأكد من هذه المعلومات (العامة والمعلنة)... وهل قامت اجهزة المخابرات المصرية بتوفير هذه المعلومات أم لا ؟ وماذا تم في تناول هذه المعلومات في خضم المهزلة السياسية والاستهتار العام الذي يحدث في ادارة الوطن ومصائر الشعب وأولوياته... ويتساءل المصريون عن المهاترات غير المسئولة والتي تدفع الوطن لمواجهات في سيناء مما يثير التخوفات لانهيار اتفاقات السلام والدخول في معارك وحروب يرفضها الوطن والوطنيون ويعيد مصر لعصور النكسات والظلام، وامراء الظلام والأعلام السوداء... يتساءل المصريون عن دور الإخوان في " اللعب بسيناء " ودفع المواجهات مع إسرائيل إلي الهاوية وقد نقلت صحف مصرية اتهامات الإخوان المسلمون لاسرائيل بالوقوف وراء عملية رفح الارهابية واعادة النظر في اتفاقية السلام كامب ديفيد وحتمية تعديل بنودها، وأنهم يستندون بذلك إلي أنه "اصدر تعليمات لمواطنيه المتواجدين في سيناء لمغادرتها علي الفور منذ عدة أيام "... ويتساءل المصريون اذا كان الأخوان المسلمين لديهم هذه المعلومات فإنه من البديهيات أن يكون لممثلهم علي كرسي الرئاسة هذه المعلومات كاملة... ويتساءل المصريون عما فعله الرئيس مرسي بهذة المعلومات ؟ ولمدة اسبوع كامل... هل اهتم بها ؟ هل استخدمها في السؤال عن درجة الاستعداد لحماية أبناء الوطن ؟ هل تساءل علي مدي آثار تلبيه مطالب خالد مشعل واسماعيل هنيه وفتح الحدود مع حماس بكل ما تحمله من تبعات ؟ هل تساءل عن درجة استعداد القوات المسلحة والشرطة المصرية وقدرتهم في صد أي هجمات ارهابية تضر بالوطن وأبناء الوطن ؟ هل قرأ أيا من التقارير الأمنية عن سيناء وعن الوطن ؟... رئيس الجمهورية سواء أراد أم لم يرغب يتحمل مسئولية دماء كل شهيد وكل مواطن يغتال في عصره... ستكتب له أو عليه سواء تسبب في ذلك بصورة مباشرة بسياساته أو قراراته أم بصورة غير مباشرة بتداعيات السياسات والقرارات والتوجهات والانحيازات غير المباشرة... كان النظام السابق يدعي حماية المصريين وكانت الاحداث والكوارث تتوالي في عهده من احداث قتنة طائفية وكوارث بحرية وأمنية... وكانت تختلق الاعذار في كل مرة... أري التاريخ يعيد نفسه في عهد النظام الجديد في دهشور وفي رفح وفندق فيرمونت وفي الشارع المصري... ما يفعله النظام الجديد يجر الوطن إلي مسلسل احداث دامية توقعناها والي مسلسل لاضطرابات ومواجهات وعنف في سيناء كتبنا عنها ويتوقعها الكثيرون... دماء الشهداء الابرياء من شباب الوطن والجيش العظيم والشرطة الباسلة أمانة في عنق من يحمل الأمانة سيحاسبه الله عليها وسيحاسبه الشعب، بل إنه سيحاسب هذا النظام الجديد حسابا عسيرا... حادث رفح الارهابي هو جريمة شنعاء بكل المعايير الإنسانية والدينية والثقافية والمذهبية في حق مصر والمصريين... وعلينا أن نتعامل معها بالفكر والوعي والمسئولية وبادراك كامل لأمن مصر القومي وسلامه وأمانه، وللدور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في أولا حماية الوطن وابنائه، وثانيا الحفاظ علي الارض والعرض والكرامة، وثالثا مواجهة الإرهاب واصحاب الاعلام السوداء، ورابعا في تحويل فكر الثورة إلي ثورة فكر، وخامسا في التحول بالاسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مصر بداية بسيناء، في تحويل الخطاب من الجهاد إلي التقدم ومن الدم إلي البناء ومن الاغتيال إلي الرخاء... بإذن الله سيسقط المصريون الأعلام السوداء، وستعلو الأعلام البيضاء علي أرض مصر... حرية وكرامة وعدالة، ووحدة ومحبة وتنمية، وتقدم ورخاء وسعادة... والبقاء لله في شهداء الوطن.
الأخبار
رابط html مباشر:
التعليقات: