|

أمريكا حوَّلت ربيع الشرق إلى شتاء عجوز


بقلم: شريف منصور
من المؤكَّد أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس "باراك حسين أوباما"، أتت برياح ثلجية نارية حارقة قلبت ربيع الشرق الأوسط إلى مصيبة أكبر مما كان الأمريكان أو العالم يتخيلون.
نذكِّركم عندما كتبنا منتقدين خطاب الرئيس "باراك حسين أوباما" الذي وجَّهه من "القاهرة" لما أسماه "خطاب إلي الأمة الإسلامية".. في ذلك اليوم وفي تلك اللحظة تيقَّنا أن هذا الرجل يلعب بنار ستحرق العالم كله. لقد اعترف الرئيس "باراك حسين أوباما" بالأمة الإسلامية كجنسية تفوق أي جنسية وطنية، أي أن الانتماء للأمة الإسلامية هو انتماء لوطن عالمي يأتي قبل جميع الأمم والأوطان. وتمادى الغرب في عماه تابعًا للعمى الأمريكي. وبعدها شاهدنا بعد أن ثار الشباب في ثورة حقيقية في "مصر" عضَّدت أمريكا الإخوان وأمدتهم بالمال وبالقبول، وسرق الإخوان الثورة، وسرقها منهم السلفيون، وضاعت "مصر" تحت حكم إسلامي عسكري. ورأينا معًا ما قامت به قوات الناتو في "ليبيا" ملبين نداء الإدارة الأمريكية تبعًا للمحرِّضة مملكة البدو. وطرح السؤال التالي: هل من الممكن أن يكون هناك خيرًا من دعم قيادات وهابية بطائرات الناتو لضرب مجنون واحد، لزرع قطيع من المجانين؟!.
يتعجب الأمريكان من الطريقة البشعة التي قُتل بها "القذافي"، وكيف تم انتهاك عرضه جنسيًا قبل ضربة بالرصاص في رأسه؟
ماذا كانوا ينتظرون من تصرفات قائد ثوار حاصل على دكتوراة في الشريعة الإسلامية؟
عمى لا يوجد قبلة أو بعده درجة في فقدان البصر والبصيرة. ولم تمر ساعات قليلة على قتل "القذافي"، وصدر أول قرار من قرارات المجلس الانتقالي، العودة بـ"ليبيا" ونسائها اجتماعيًا إلى القرن السابع الميلادي، ويمحو أحد في ثانية إحدى حسنات حكم مجنون "ليبيا". وقرَّر المجلس إعادة تعدُّد الزوجات، وإلغاء قانون منع تعدد الزوجات؟ وتطبيق الشريعة الإسلامية، وإلغاء كافة القوانين المدنية؟!
يا سادة، هل يعرف العالم أن "القذافي" قُتل على الطريقة الإسلامية، وتم عرضه ثلاثة أيام على العامة لكي يسبوه في موته، ويدعو عليه بجهنم؟ والتاريخ شاهد على حادثة "أبو جهل" الشهيرة المشابهة.
هذه هي خطوات طريق ظلام شتاء العالم، والتي ستكون أيامه طويلة وأشد قسوة من خريف الديكتاتوريات. هذا الشتاء الأسود الذي بدأت أيامه في مكتب "باراك حسين أوباما" في البيت الأبيض، الذي من الأفضل أن يفكِّروا جديًا في تغيير الاسم ويطلقوا عليه "بيت الرعب" أو "بيت الغباء السياسي" ليتناسب مع ما تقوم به إدارة الرئيس "باراك حسين أوباما".
ماذا تفعل "أمريكا" بالشرق الأوسط؟ هل "أمريكا" تحوِّل الشرق الأوسط من شرق أوسطي مجنون سياسيًا إلى شرق أوسط متخلف إنسانيًا ودينيًا باسم ديموقراطية يكرهها ويخطِّط للإجهاز عليها من أتت بهم "أمريكا"؟ "العراق" مثال حي وواضح على ما فعلته الإدارة الأمريكية السابقة والحالية؛ الشيعة المتطرفون يقتلون الأقليات، وبعد الإجهاز على الأقليات سيجهزون على السنة، ثم ماذا بعد؟؟.
من الواضح أنه مخطط، وليس صدفة ما أطلقت عليه الميديا العالمية "ربيع الشرق العربي".. ما الذي حرَّك فجأة من يُسمُّون بمعارضي حكم بشار الأسد؟
وهل حقًا "سوريا" هي الملعب الخلفي لـ"إيران" عدوة "آل سعود"، ولهذا السبب فقط تضامن الأمريكان مع الإخوان المسلمين في "سوريا" كما فعلوا في "مصر" و"ليبيا"؟ ولماذا لم يطل هذا المخطط "الجزائر" إلى الآن؟ هل السبب هو استعادة إنتاج أبار بترول "ليبيا"، ثم يبدأ المخطط الإجهاز على الحكم الحالي في "الجزائر" أو "إيران"؟.. تساؤلات تحتاج من المحللين السياسيين أن يقفوا عندها وقفة جدية؟ وبعد تأمين إنتاج البترول في "ليبيا" و"الجزائر" سيأتي الدور على "إيران"؟ هل كل هذا من أجل حفنة ريالات؟ من دفع ويدفع ثمن كل هذه الحروب؟ ومن هو المستفيد الحقيقي؟ هل حل "أوباما" للخروج من المأساة الاقتصادية التي تعاني منها "أمريكا" هو المزيد من إنتاج السلاح في "أمريكا"، وخلق مناطق مشتعلة حول العالم كسوق لتصريف هذا السلاح؟ هل هذه هي خطة "أوباما" للخروج بـ"أمريكا" من أزمتها الاقتصادية الطاحنة؟ وهل في الوقت ذاته تركع "أمريكا" للوهابيين بسبب أموالهم، وتعطيهم الشرق الأوسط هدية لترتاع فيها الوهابية وترمح بلا حساب، ولتذهب الأقليات إلى حيث لا نسمع عنهم؟!. كيف سيتخلص الأمريكان من الأقباط وهم 15 مليون؟
هل عن طريق قرعة الهجرة التي هي مثل جزرة يمشي ورائها الأقليات المضطهدة، ظنًا منهم أنهم سيستطيعون يومًا أن يعيشوا في ظل حرية الديموقراطية الأمريكية الوهمية التي بدأت في الانهيار الكامل؟؟.
الإدارة الأمريكية الحالية لا تهتم إطلاقًا بـ (15) مليون قبطي، بالأحرى لو كانت تهتم بحقوق الإنسان لكانت اهتمت بالاثنين وثلاثين مليون أمريكي الذين يعيشون تحت مستوى الفقر لا يجدون طعامهم اليومي ولا حتى سقف يحميهم.
اليوم أجد نفسي مبشرًا بنذير شؤم، بسواد عظيم سيسود العالم كله بسبب تخريف ربيع الشرق بسبب السياسة الأمريكية. "أمريكا" التي كانت في يوم من الأيام آمل العالم في السلام والاستقرار حوَّلتها الإدارة الحالية إلى أكبر عدو لحريات الإنسان، عن طريق إطلاق يد الديكتاتورية الوهابية لتدمير الشرق الأوسط. إنني في أشد الدهشة من اشتراك الصهاينة وموافقتهم، بل اتحادهم على هذا المخطط! هل الصهيونية والوهابية والإدارة الأمريكية شيء واحد؟ أم أنهم اتحدوا معًا في معاهدة ما لا يعرف تفاصيلها إلا أصحاب السمو السعوديين، وأصحاب البلايين الصهاينة، وأصحاب السلاح الأمريكي؟.. مستحيل أن يكون ما يحدث في العالم من حولنا مصادفة.
شر البلية ما يضحك.. هناك نكتة تُتداول في الإيميلات لم أجدها نكتة بل أجدها تمثل واقعًا مريرًا.
أمير سعودي يقول في اجتماع لأثرياء العالم: إنني سأشتري شركة أبل وميكروسوفت وشركة بلاك بيري وشركة سامسونج بـ 3 تريليون دولار، فرد عليه اليهودي الجالس أمامه، وقال: وأنا لن أبيعهم لك.

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات