وصف المقارنة بين حال العرب والغرب بـ "النكتة بكل المقاييس" أبو عبيد: ندعو على اليهود والنصارى ولو دعا "قسيس" علينا اتهمناه بالعنصرية!
وصف الإعلامي محمد أبو عبيد، المقارنة بين حال العرب مع الغرب، بأن الأول يُلمّع صورة الثاني بـ "النكتة بكل المقاييس"، مُعللاً ذلك بالتطور لدى الغرب الذي ليس بحاجة إلى عربي يلمّع صورته بمقال، ما دام هذا الغرب لديه الطائرة العملاقة، البارجة، الأسلحة، تكنولوجيا الاتصالات، الجامعات العريقة، المستشفيات المتطورة، القوانين التي تحترم الإنسان، وصولاً إلى قوانين احترام الحيوان، فكل ذلك، وأكثر بكثير، كفيلٌ بأن يعطي الصورة المشرقة عن الغرب.وقال أبو عبيد في مقالٍ له بعنوان "العرب والغرب..
نقطة جعلَتْنا نكتة" إن العرب الذين يدعون جهاراً نهاراً على اليهود والنصارى وسبي نسائهم وهم لا يُؤخذون بوزر حكوماتهم، ولو دعا قسيسٌ عليهم علناً بمثل ما ندعو عليهم، اتهمناه بالعنصرية والكراهية.
وتحدث أبو عبيد في بداية مقاله: "إن الفروق تكاد لا تنتهي، ولعل منها ما نمارسه يومياً في حياتنا سواء عن وعي أو دونه، فنحن مَن تقودنا العنصرية والأنانية، وأقلها أننا في المناسبات ندعو بلفظ صريح وبالتخصيص أن يعم الخير واليُمن الأمة الإسلامية، والأحرى أن ندعو بالخير للبشرية جمعاء، وهم في تمنيهم الخير يتوجهون إلى البشر، تماماً مثلما يتوجهون في صناعاتهم إلى سكان الأرض من دون تقسيمات عرقية ودينية.
ونحن الذين ندعو جهاراً نهاراً على اليهود والنصارى وسبي نسائهم وهم لا يُؤخذون بوزر حكوماتهم، ولو دعا قسيس علينا علناً بمثل ما ندعو عليهم، اتهمناه بالعنصرية والكراهية".
وقال أبو عبيد إنه من التنكيت عندنا الاتهام الذي يُلصَق بالمرء، حين يقارن حال العرب بالغرب، بأنه يلمّع صورة الغرب.
هي نكتة بكل المقاييس؛ لأن الغرب بتطوره ليس في حاجة إلى عربي يلمّع صورته بمقال، أو أكثر، ما دام هذا الغرب عنده الطائرة العملاقة، البارجة، الأسلحة، تكنولوجيا الاتصالات، الجامعات العريقة، المستشفيات المتطورة، القوانين التي تحترم الإنسان، وصولاً إلى قوانين احترام الحيوان، فكل ذلك، وأكثر بكثير، كفيلٌ بأن يعطي الصورة المشرقة عن الغرب.
وأضاف: "ما انفك الكثير من العرب يخشون تلك المقارنة بالغرب لسبب يمكن إيجازه في التالي: العرب في وجه الغرب هم العاطفة في وجه العقل. فنحن انصعنا للعواطف التي أعمتنا عمّا يسير عليه قطار التطور في العالم، ولم نجد مناصاً لوهننا سوى التشبث بمبالغات فرضوها علينا أيام المدارس، وفي مختلف المجالس، فأوهمنا أنفسنا أننا أصل الحضارات والثقافات، بل وصلت الدرجة لدى البعض في أن يصور العرب على أنهم الكون بذاته، أو أن الكون خُلق لهم وحدهم وهم أحق به".
وعن أسباب المقارنة بالغرب قال: "ليست لأنهم أصحاب الشَّعر الأشقر والأعين الزرق والبشرة البيضاء، فالجمال العربي له روعته أيضاً، وليس لأن الممنوع عندهم يكاد يتلاشى في وجه المسموح، فمن الحميد أن تكون للحرية حدود، لكن ليست حدوداً على المقاسات العربية. إن سبب المقارنة ببساطة أنها مقارنة بالتطور، بغض النظر عن جغرافيته، حتى لو كان تطوراً في أدغال إفريقيا، لكن شاء القدر العلمي أن يكون هذا التطور في الغرب، وأيضاً في بعض أقاصي آسيا قافزاً عن العرب بعد أن أحنوا ظهورهم، وظلوا منهمكين في أعاصير الفتاوى حول المرأة لدرجة التدخل في طول كعب الفتاة الكاعب".
وحول الفروق بين العرب والغرب تحدث أبو عبيد: "لعل الفروق بيننا وبينهم هي في اتساع الفضاء، وإن اختُصرت بالنقطة التي تغير المعنى من العرب إلى الغرب، ويأتي في مقدمها تشبث العرب بالخرافات والخزعبلات، بينما لفَظها الغرب متجهاً نحو توظيف العقل في البحث والعلم، وهو ما نجم عنه هذا التغير الهائل في حياتنا. هذا الفرق يمكن وصفه بصافرة الانطلاق لبدء السباق، ويبدو أننا لم نسمع الصافرة، أو أننا نريد خوض السباق ونحن نمشي على عكازين، ونؤمن بالغول".
وقال إن العرب يحاولون التستر على أنفسهم من خلال تصيد سلبيات موجودة لدى الغرب حيث أردف قائلاً في مقاله: "إننا نحاول دائماً التستر على خَوَرنا من خلال تصيد سلبيات لدى الغرب.
فعندما يقتحم تلميذ مدرسة في الولايات المتحدة صفاً ويطلق النار من سلاح على مَن فيه، فيقتل ويجرح عدداً منهم، تصيح الحناجر وتقرع الطناجر لدى الكثير من العرب، بأن هذا هو الغرب الذي تتباهون به.
لا ريب في أن حادثة مأساوية من هذا القبيل هي كارثة وتؤثر في صورة المجتمع الأمريكي، لكن في المقابل هو المجتمع الذي يرأسه رجل أسود من أصل إفريقي، فيما العرب ما انفكوا يقسّمون "ديمغرافيتهم" على أساس مدني أو فلاح أو بدوي، وعلى أساس وافد أو غريب، لدرجة أن أبناء الحي السكني ينظرون، أحياناً، بعين الريبة لعربي آخر جاء يقطن في الحي".
وختم أبو عبيد مقاله قائلاً: إن الفروق تكاد لا تنتهي، ولعل منها ما نمارسه يومياً في حياتنا سواء عن وعي أو دونه، فنحن مَن تقودنا العنصرية والأنانية، وأقلها أننا في المناسبات ندعو بلفظ صريح وبالتخصيص أن يعم الخير واليُمن الأمة الإسلامية، والأحرى أن ندعو بالخير للبشرية جمعاء، وهم في تمنيهم الخير يتوجهون إلى البشر، تماماً مثلما يتوجهون في صناعاتهم إلى سكان الأرض من دون تقسيمات عرقية ودينية.
ونحن الذين ندعو جهاراً نهاراً على اليهود والنصارى وسبي نسائهم وهم لا يُؤخذون بوزر حكوماتهم، ولو دعا قسيس علينا علناً بمثل ما ندعو عليهم، اتهمناه بالعنصرية والكراهية، ما أكثر الفروق بيننا وبينهم! لكنّ أكثرنا لها ناكرون".
-سبق / الرياض-
رابط html مباشر:
التعليقات: