|

«كوتة» للمسيحيين في الجامعات المصرية


ما هو موقع الأساتذة المسيحيين من المراكز القيادية بالجامعة؟، هل سينتخب الأساتذة المسلمون زملاءهم المسيحيين لمنصب رئاسة القسم او العمادة أو رئاسة الجامعة؟، وهل سيرشح أحد الأساتذة المسيحيين نفسه ضد ووسط المسلمين؟.




في ظني أن هذا النظام هو أول مسمار في نعش مفهوم الدولة المدنية، وبداية نهاية المصريين المسيحيين داخل الجامعات، وأنه أول خطوة لأسلمة المؤسسات الحكومية، كما أنه يعد كذلك المرحلة الأولى لتدشين مفهوم الإخوة فى الدين قبل الإخوة فى الوطن، وأعتقد أن الأيام القادمة سوف نشاهد خلالها كيفية قيام هذا النظام بتحول الجامعات إلى مؤسسات عنصرية، يسيطر الأساتذة المسلمون على جميع المناصب، ابتداء من رئاسة القسم وحتى رئاسة الجامعة، مرورا بالوكالة والنيابة، وأخشى ما أخشاه في ظل هذه الجامعات المتأسلمة أن يكون هذا نظام الانتخابي هو الباب الخلفي لعدم تعيين الأوائل المسيحيين كمعيدين في الجامعات، فما الذي سيمنع أساتذة يؤمنون بعدم ولاية الكافر إلى تعيين أحد الكفار حتى لو كان متفوقا؟، وما الذي سيشجع هذا الكافر على التفوق إذا كان مستقبله في المناصب الجامعية قد قضى عليه؟، هل من المعقول أن الأساتذة المسلمين سيقومون بانتخاب أحد الكفار رئيسا للقسم أو عميدا للكلية أو رئيسا للجامعة؟، ما الذي يدفعهم إلى تجاهل أخيهم في الدين واختيار أخيهم في الوطن؟، ما الذي سيشجعهم على ترك المؤمن وتقديم الكافر؟.


من سيعيش منا خلال السنوات القادمة سيرى المظاهرات والاعتصام داخل الكنائس التى تطالب بإنشاء جامعات خاصة بالمسيحيين وغير المسلمين، وهذا المطلب ليس بدافع إقامة جامعة دينية مشابهة لجامعة الأزهر، بل ستكون جامعة مدنية حكومية مماثلة لسائر الجامعات، لماذا؟، لكي تتيح للمسيحيين فرص التفوق والتعيين في المناصب الجامعية، ابتداء من معيد ومدرس مساعد ومدرس وحتى رئاسة الجامعة، وأيامها، وأظن أنها ستكون خلال سنة أو سنتين، سوف تقوم الدول الأوروبية بمساندة هذه النوعية من الجامعات، كما أنها وبإذن الله لن تعترف بجامعات المسلمين الحكومية العنصرية، أضف إلى هذا أن هذه الدول سوف تقوم بتمويل بناء الجامعات غير العنصرية، وسوف تخصص أموالا للإنفاق على الدراسة بها، وإذا أطال الله في عمري سأكون أول من يقف في هذه المظاهرات، وسأكون أول من يلعن من شاركوا في هذه الجريمة، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الباهت «البسكوتة» عصام شرف وحكومته فلول النظام السابق.


قبل أن ندق أول مسمار فى نعش الدولة المدنية التي ننتظرها جميعا، أطالب رئيس حكومة فلول النظام الحاج عصام شرف وتوابعه أن يعيدوا النظر في نظام الانتخابات المزمع تطبيقه داخل الجامعات، فليس تطبيق الانتخابات في كل شيء يعنى بالضرورة أننا نطبق الديمقراطية، فهذا النظام الذى لم تشهده جامعة واحدة فى العالم يصلح فقط في الجامعات العنصرية، أو فى البلدان التى لا تتعدد بها ديانات مواطنيها، فقد يصلح النظام الانتخابي في جامعة الأزهر أو فى الجامعات السعودية أو فى جامعات أفغانستان أو باكستان أو إيران، لكن في الجامعات المصرية سوف يزرع روح الفتنة والعنصرية، وسوف يعوق غير المسلمين من الحصول على حقوقهم، وسوف يرفع راية الإخوة فى الدين قبل الإخوة في الوطن، وسوف يحول الجامعات إلى معسكرين، احدهما كافر والآخر مؤمن، وهذا التمييز العنصري سوف ينتقل من حيز أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، ولن نندهش كثيرا عندما سندخل الجامعات خلال السنوات القادمة ونجد بعض الأساتذة والطلاب يرتدون الجلباب القصير والشباشب والأحذية غير المخيطة.


أكرر تحذيري وأطالب بإعادة النظر في هذا النظام، والتفكير في بديل يحفظ للمواطن غير المسلم أو الكافر(حسب مفهوم عدم ولاية الكفار) حقه في التفوق، وفى التعيين، وحقه في الحصول على درجة الأستاذية، وحقه في تولى مناصب داخل الجامعة، وأظن أن نظام «الكوتة» من الأنظمة العنصرية، لأنه يذكرنا دائما أننا إخوة في الدين ولسنا إخوة في الوطن.
علاء عريبي -الوفد-

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات