|

ذكرى محرقة مسرح بنى سويف


"من منا صديق حيوان" هذا  العرض المسرحى  كان سبباً فى حادث محرقة مسرح بنى سويف عام 2005، وهو ذات العرض الذى تناوله الحفل الفنى الذى نظمته لجنة أهالى شهداء ومصابى حريق مسرح بنى سويف، تحت إشراف مها عصمت بالتنسيق مع الإدارة العامة للمسرح بحضور قيادات الهيئة وأهالى الشهداء منهم تيسير نزار أخت نزار سمك والمخرج ناصر عبد المنعم رئيس المركز القومى للمسرح والفنان الكبير أشرف عبد الغفور والمحامية صفاء ذكى مراد، والناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا مدير الإدارة العامة للمسرح ولفيف من الفنانيين و قيادات الهيئة ورجال الصحافة والإعلام.




عرض المخرج ناصر عبد المنعم بيان المسرحيين المصريين حول ذكرى شهداء مسرح بنى سويف الذى أكد أن محرقة قصر ثقافة بنى سويف فى الخامس من سبتمبر عام 2005 والتى أودت بحياة أكثر من 50 من شباب المسرحيين فى مصر لم تكن أول الجرائم التى أرتكبت فى حق الشعب  والثقافة المصرية واصفاً إياها بأنها كانت الذروة فى مسيرة نظام بدد إمكانات مصر منها بطبيعة الحال الإمكانات الثقافية عبر عقود من الفساد والإهمال وغياب الاستراتيجية الثقافية والتخطيط العلمى وعدم تأسيس البنية التحتية للمنشأت الثقافية على أسس سليمة وإنعدام الرعاية الحقيقية للمبدعين والإبداع لصالح ثقافة الاستعراض التى أفرزت عدداً كبيراً من المهرجانات والكرنفالات السنوية كانت تكفى ميزانيتها فى عام واحد لتطوير وتأمين المسارح وقاعات العرض، وفى اليوم الذى تحل فيه الذكرى السادسة لهذه الكارثة تبدل الحال وأنتصرت إرادة التغير وأسقطت ثورة الخامس والعشرين من يناير النظام الذى أفسد الحياة فى مصر . وأعلن بيان المسرحيين المصريين ومطالبهم  وهى:
أولاً: إعتبار ضحايا هذه الكارثة شهداء وتسرى على أسمائهم وذويهم كافة المزايا والحقوق المترتبة على ذلك.
ثانياً: إعادة فتح ملفات الكارثة فى شقها القانونى لأن نظام مبارك البائد الذى كرث هيمنة ثقافة اللامسئولية فى أجهزة الحكم وغيب قواعد أليات المحاسبة وأضعف الأجهزة الرقابية وسيد حالة من عدم احترام أحكام القضاء وعمد إلى عدم محاسبة من ينبغى أن يحاسب فى هذه الكارثة.
ثالثاً: استكمال علاج مصابى المحرقة، حيث أنه حتى الأن ورغم مرور 6 سنوات مازالت هناك حالات عديدة لم تلق الرعاية الطبية اللائقة ولم يتم استكمال علاجها.
رابعاً: إعتبار يوم الخامس من سبتمبر يوماً للمسرح المصرى.
خامساً: إطلاق أسماء شهداء المسرح المصرى على دور وقاعات العرض التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.
سادساً: إتخاذ الإجراءات اللازمة لإفتتاح المسارح والقاعات المغلقة بإزالة العقبات التى تحول دون ذلك وفى مقدمتها استيفاء شروط الحماية المدنية.
سابعاً: إعتماد اللامركزية فى المسرح المصرى وتحريك العروض المسرحية وإتاحة نقلها فى أقاليم مصر المختلفة.
ثامناً: سرعة تجهيز مسرح السامر بشكل معمارى وتقنى لائق وإفتتاحه ليعود لأداء دوره المنشود فى الحركة المسرحية.
تاسعاً: إعادة النظر فى ميزانيات العروض المسرحية واللوائح بما يتناسب مع التغيرات الإقتصادية.
عاشراً: وضع خطة شاملة للنهوض بمسرح الأقاليم على المستويات الفنية والتقنية على مستوى دور وقاعات العرض المسرحى.
ووجه البيان كلمة لشهداء المسرح المصرى ذكر فيها أن المسرحيين المصريين لن ينساهم، فهم من حلم بالحرية والعدالة والحداثة لمصر ولن تمض سنوات حتى تفجر الغضب الذى وضع الوطن على بداية طريق حلم وضعوا هم بذوره، مضيفاً عاشت ثورة 25 يناير، وعاشت مصر وطناً للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
ثم ألقت تيسير سمك أخت الشهيد نزار سمك كلمة شهداء 5 سبتمبر مشيرة إلى عدم الاستجابة لمطالب لجنة الأهالى والمحامين طوال الست سنوات الماضية منذ الحادث وحتى الأن بمحاسبة المسئولين والقيادات الفاسدة مضيفة أن إدارة المسرح السابقة رفضت إقامة ذكرى سنوية للشهداء فى هذا المسرح الذى هو بيتهم مؤكدة أن المسئولين عن هذه المأساة حتى الذين لم يشملهم قرار المحكمة هم جميعاً فى مزبلة التاريخ، أما شهداء المحرقة والفساد و الإهمال هم الأحياء وأن هذا الحضور الكبير لدليل على ذلك مشيرة إلى أن أخيها الشهيد نزار سمك كان يتمنى مشاهدة يوم ثورة 25 يناير مؤيدة لما جاء فى بيان المسرحيين المصريين بأن يكون يوم 5 سبتمبر من كل عام هو يوم المسرح المصرى بالإضافة لفتح ملف المصابين، كما توجهت بالشكر لأهالى الشهداء ولكل من ساهم فى هذا الإحتفال ولوزير الثقافة عماد أبو غازى الذى لولا وجوده كوزير للثقافة لما أُقيمت هذه الإحتفالية ولأشرف ذكى الذى لم يدخر وسعاً فى مساعدة أهالى الشهداء منذ اللحظة الأولى لوقوع الكارثة.
وأشار الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا فى كلمته إلى أن هذه الإحتفالية ليست إحتفالاً ولا تأبيناً وإنما إحتفاء جديد لهؤلاء الشهداء أبناء قاعة منف كعاملين بها أو متابعين لأعمالها المسرحية مؤكداً على أهمية هذا اليوم حيث تقام هذه الإحتفالية بوزارة الثقافة التى ظلت تنكر حق هؤلاء الشهداء طوال 6 سنوات ماضية وليس فقط فيما يتعلق بالتعويضات وأنما حقهم فى أن يقام لهم الإحتفاء اللائق بوزارة الثقافة وأنها تتنصل بأنها جزء رئيسى لما حدث نتيجة الاهمال والفوضى، وأن ما حدث كان نتاج سياسة لم تعترف بحق هؤلاء المسرحين الذين يعملون فى الأقاليم وحقوقهم الطبيعية بأن يكون لهم مسارح لائقة ودعم من المؤسسات الثقافية بوصفهم يمثلون رافداً حقيقياً للمسرح، وتمنى تحقيق مطالب المسرحيين المصريين الصادرة فى بيانهم وخاصة فيما يتعلق بحقوق هؤلاء الضحايا يما يتعلق بإعتبارهم شهداء لهم حقوق الشهادة.




كما عبرت مها عصمت عن سعادتها بما جاء فى بيان المسرحين المصرين وخاصة فيما يتعلق بتخصيص يوم للمسرح المصرى ليكرم فيه شهداء المسرح مشيرة إلى الكتيبة المتطوعة من المحامين الشرفاء الذين ساندوا أهالى الشهداء منذ اللحظة الأولى وعلى رأسهم المناضل الثائر وشيخ المحامين الراحل أحمد نبيل الهلالى، والراحل عبد المحسن شلش، أحمد سيف الأسلام، صفاء زكى مراد التى أشارت إلى أن يوم ذكرى شهداء حادث مسرح بنى سويف هو نفس اليوم الذى يحاكم فيه مبارك ونظامه فى المحاكم المصرية بعد ثورة الشعب على النظام الفاسد فى 25 يناير.
وأشار د. عماد أبو غازى وزير الثقافة إلى أن وجوده فى هذا اليوم ليس كوزير للثقافة ولكن كصديق فقد سبعة من أصدقاءه استشهدوا فى كارثة مسرح بنى سويف متذكراً الشهيد نزار سمك الذى عرفه منذ عام 1972 أثناء الحركة الطلابية وجمعهم عنبر واحد فى سجن طره عام 1980، مضيفاً أنه كوزير للثقافة واستجابة لأهالى الشهداء وأصدقاء الشهداء والمسرحين قرر بأن يكون يوم 5 سبتمبر يوماً للمسرح المصرى، كما تعهد بأن يسعى لتحقيق كل المطالب التى تضمنها بيان المسرحيين المصريين فى أقرب وقت، كما قرر دعمه لفرق المسرح المستقل بأن يخصص مسرح "ملك" بمجرد إنتهاء إجراءات إصلاحاته ليكون مقر لفرق المسرح المستقل وشكر كل من ساهم فى إعداد هذا الإحتفال بذكرى زملاء وأصدقاء ضحوا بحياتهم من أجل الثقافة المصرية ومن أجل مصر.
وأكد الفنان أشرف عبد الغفور على أن أى تعويضات لشهداء كارثة مسرح بنى سويف لن تعوضنا عما فقدناه من شباب الفكرين وأنما ما يعوضنا السعى لإحياء القضايا التى مات من أجلها هؤلاء الشباب، كما وجه نداء إلى وزير الثقافة لفتح ملف المسرح المصرى الذى ينهار عاماً بعد عام وخاصة وهو مواجه بطاغوت من التكنولوجيا التى تتقدم وتتجدد فى كل ثانية ولم يواكب المسرح تطورها حتى كاد أن ينقرض.
وأكد الشاعر سعد عبد الرحمن أن ذكرى هؤلاء الشهداء ستظل حية فى وجداننا و وعينا لأن هناك صنفاً من الناس أحدهم موتى فى حياتهم وأخرون ببطن الأرض أحياء والشهداء أحياء بما قدموه فى مسرح الثقافة الجماهيرية والمسرح المصرى مشيراً إلى مشاهدته لهم فى كثير من المواقع بصعيد مصر يقدمون حركة تنويرية واسعة المدى من خلال نشاط المسرح، مضيفاً أن الهيئة العامة لقصور الثقافة لن تنسى هؤلاء الشهداء واعداً بإطلاق إسم شهداء محرقة بنى سويف على أول قاعتين عند بناء مسرح منف إلى جانب الحرص على تخليد أسماءهم فى الكثير من المواقع الثقافية.
ثم أختتم الإحتفال بتقديم فرقة أسكندرلا  لمجموعة من الأغانى الوطنية من تأليف أحمد فؤاد نجم وألحان الشيخ إمام، تلاها فقرة شعرية للشاعر زين العابدين فؤاد وإبراهيم عبد الفتاح، أعقبها فقرة غنائية أخرى للشاعر والملحن أحمد إسماعيل بمصاحبة الفنانة الصغيرة نغم صالح سعد.
إخلاص عطالله -وطني-

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات