الوثائق العشر المقترحة لمباديء حاكمة للدستور لصيغة توافقية فيما بينهم
بعد إعلان المجلس العسكري عن إعداد وثيقة مبادئ 'حاكمة' لاختيار الجمعية التأسيسية لإعداد دستور جديد للبلاد , قامت العديد من القوي الوطنية بطرح مقترحات لوثائق تم طرحها للمناقشة في الآونة الأخيرة منها وثيقة المجلس الوطني المصري, ووثيقة الأزهر, ووثيقة الدكتور محمد البرادعي, والمستشار هشام البسطويسي, ووثيقة الوفاق القومي.
ومع تعدد الوثائق المطروحة كان لابد أن تكون القوي المدنية مستعدة في الفترة الحالية لتقديم مقترح موحد لوثيقة جديدة. لذلك قام المجلس الوطني المصري بهذه المبادرة مؤتمرا بعنوان 'نحو وثيقة توافقيه للمبادئ الدستورية' لمناقشة هذه الوثائق و طرح مقترح موحد.
وها هي بعض النقاط المهمة المطروحة في بعض الوثائق, نعرض عليكم جزءا منها ونناقشها من خلال المختصين.
بداية يقول الدكتور نور فرحات أستاذ فلسفة القانون والفقه الدستوري: 'هناك فرق بين المباديء الحاكمة للدستور 'فوق الدستورية' والمباديء الدستورية العامة, و نصوص الدستورية التفصيلية. فالمباديء فوق الدستورية هي التي ترتضيها الجماعة الوطنية بأنها ركائز أساسية غير قابلة للتعديل عند وضع الدستور طبقا للإعلان الدستوري وفي أي تعديلات قادمة'.
ويجيب فرحات علي من يقولون إن فكرة المباديء فوق الدستورية هي بدعة, ويقول: إن المادة 56 لدستور 1923 تحدثت عن أن هناك قواعد لا يجوز تعديلها, منها النظام البرلماني لمصر, و الحقوق العامة.. إلخ. ولسنا بصدد الحديث عن نظام الحكم أو العلاقة بين السلطات لكن مهمتنا الوصول إلي توافق حول دعائم الدستور, و مقومات الدولة والحريات العامة و تقديم معايير لتشكيل لجنة الدستور القادم لتصبح ممثلة عن الأحزاب والنقابات والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني. والوثائق التي تم تقديمها تعرضت للمبادئ فوق الدستورية التي تعني الحقوق والحريات العامة وتعرضت لما سيكون عليه الدستور القادم بشكل عام. حتي نصل إلي توافق حول المبادئ التي سيقوم عليها الدستور القادم.
وثيقة الأزهر
واتفق معه في الرأي د. ممدوح حمزة رئيس المجلس الوطني المصري وأضاف أن الهدف من إيجاد صيغة توافقية هو تجميع كافة القوي السياسية حول وثيقة موحدة للمبادئ الدستورية يتم تقديمها للمجلس العسكري, حيث إن وجود وثيقة موحدة تضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر.
أما يوسف القعيد -الكاتب والأديب- فيتحدث عن الوثيقة المقترحة من قبل مؤسسة الأزهر ويقول: 'إن اللجنة التي قامت بوضع هذه الوثيقة المقترحة ضمت 9 علماء من الأزهر و 22 شخصية من الكتاب و المفكرين تضم اثنين من المسيحيين. اتفقوا فيما بينهم علي حماية دور العبادة ومبادئ الشوري وتداول السلطة.. أهم نصوص وثيقة الأزهر للدستور الجديد بعد الثورة.
وأضاف يوسف القعيد: إن الوثيقة تتضمن 11 بندا.. البند الأول بها ينص علي دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة التي تعتمد علي دستور ترتضيه الأمة, يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية الحاكمة, و يحدد إطار الحكم ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها علي قدم المساواة. بالإضافة إلي وجود بند مهم ينص علي الاحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار وضرورة اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين واستخدامه لبعث الفرقة والعداء بين المواطنين, مع اعتبار الحث علي الفتنة الطائفية والدعوات العنصرية جريمة في حق الوطن.
وأشار القعيد إلي أن الوثيقة تضمنت بندا حول اعتبار الأزهر الشريف هو الجهة المختصة التي يرجع إليها في شئون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة, مع عدم مصادرة حق الجميع في إبداء الرأي متي تحققت فيه الشروط العلمية اللازمة وبشرط الالتزام بالعمل علي تقدم مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في إطار المحددات التي وردت في هذا البيان.
وثائق أخري
كما منحت بعض الوثائق مثل وثيقة المستشار هشام البسطويسي وضعا مميزا للمؤسسة العسكرية في الدولة, حيث تضمنت فصلا كاملا عن القوات المسلحة ودورها, ونصت علي إمكانية فرض حظر علي مناقشة الشئون المالية للقوات المسلحة.
في حين اهتمت وثيقة البرادعي بالحقوق الأساسية ومنها: أن حرية العقيدة مكفولة ولكل مواطن الحق في اعتناق العقائد والمذاهب وحرية ممارسة الشعائر الدينية علي أن تمارس هذه الحقوق دون الإخلال بحقوق الغير.
بينما تعرضت وثيقة أحزاب التحالف الديموقراطي إلي شئون تفصيلية في إدارة الدولة مثل تبعية هيئة الطب الشرعي إلي مجلس القضاء الأعلي.
أما وثيقة المجلس الوطني فنصت علي ضرورة حماية التنوع الثقافي للدولة, وأن نهر النيل شريان الحياة علي أرض مصر الكنانة وتلتزم الدولة بحسن إدارته وحمايته من التلوث والتعديات. تكفل الدولة تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين رجالا و نساء دون أي تمييز.
وثيقة الوفاق
أما الدكتور سمير مرقس الباحث والمفكر السياسي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة المصري للمواطنة فيتحدث عن وثيقة الوفاق القومي ويقول: إن الوثيقة تنقسم إلي ثلاثة أقسام هم المبادئ الحاكمة, الحقوق والحريات الأساسية, والضمانات الدستورية للمبادئ والحقوق والحريات الأساسية, ولقد استغرقت الجلسات التحضيرية لهذه الوثيقة مدة شهر تقريبا, ومن مميزاتها أنها اتفقت مع نقاط كثيرة من مختلف الوثائق وتتضمن صيغ تتعلق بأنظمة الحقوق ومقومات الدولة.
مواد توافقية
وحول إيجاد مواد توافقية بين كافة الوثائق الدستورية المقترحة قامت المستشارة تهاني الجبالي -نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا- بإعداد صيغة توافقية بين كافة الوثائق اشتملت علي 11 مادة كالتالي: أن جمهورية مصر العربية دولة مدنية ديموقراطية موحدة تقوم علي التعددية السياسية والثقافية والشعب المصري جزء من هذه الأمة. وأن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ومبادئ غير المسلمين هي المصدر الرئيسي للتشريعات المتعلقة بأحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية. كذلك أن النظام السياسي جمهوري ديموقراطي يقوم علي مبادئ المواطنة والمساواة بين المواطنين والمواطنات. السيادة للشعب وهو مصدر كل السلطات. سيادة القانون أساس الحكم وتخضع له كافة سلطات الدولة ومواطنيها. يقوم نظام الدولة علي مبدأ الفصل بين السلطات بما لا يحول بينه وبين الرقابة المتبادلة. استقلالية القضاء ضمانة أساسية لمبدأ خضوع الدولة للقانون وتحقيق العدالة. كفالة استمرار وحفظ الملكية العامة للمرافق الاستراتيجية والثروات والموارد الطبيعية للدولة. يقوم الاقتصاد الوطني علي التنمية الشاملة والمستدامة ويهدف إلي الرفاهة الاجتماعية وضمان عدالة توزيع الثروة الوطنية. الكرامة الإنسانية حق أصيل لكل إنسان وعلي الدولة واجب احترامها. الضمانات الدستورية للمبادئ والحقوق والحريات الأساسية.
كما تطالب تهاني الجبالي بأن تكون هناك ضوابط العمل اللجنة التي ستضع الدستور الجديد منها: علانية كافة مداولات الجمعية التأسيسية وأن يخصص قناة تليفزيونية أرضية لبث المداولات بثا حيا. بالإضافة إلي تشكيل سكرتارية لتلقي مقترحات المواطنين بطرق مختلفة 'مكاتب في المحافظات- تواصل عبر الوسائط الإلكترونية.. إلخ'. و تنظيم جلسات استماع مفتوحة تشمل قطاعات متنوعة من المجتمع طارحة أفكار ومقترحات وأسئلة اللجنة التأسيسية. أن تنشر محاضر تفصيلية بالمداولات والأعمال التحضيرية ليس فقط لأهميتها في متابعة عمل اللجنة وإنما لأن توثيقها قد يفيد في تفسير نصوص الدستور الجديد. أخيرا عرض المسودة الأولي للدستور للحوار المجتمعي قبل الاستفتاء علي الدستور بشهر علي الأقل.
وتضيف الدكتورة مني ذوالفقار: أن المباديء الحاكمة أخذت بها 33 دولة من قبل, وهي تتحدث عن الحقوق والحريات الاساسية بشيء من الوضوح والتفسير يجب النظر إليها بحيث يستطيع حزب أو هيئة من العيش. يجب أن تتضمن المادة الأولي فقرة أولي لتعريف الدولة المدنية, وأن توضح الفقرة الثانية الانتماءات المصرية.
تحقيق: مادلين نادر - نجوي بخيت | وطنيرابط html مباشر:
التعليقات: