|

لماذا يثير الفيسبوك ذعر "إسرائيل"؟

فيسبوك
بعد أن تنامت ظاهرة نشر معلومات وصور عسكرية من قبل جنود وضباط إسرائيلين على مواقع شبكات الدردشة الاجتماعية كـ"الفيس بوك" و"توتير" و"ماي سبيس" ، وجد الجيش الإسرائيلي أن هناك تسريب واضح لأسرار عسكرية خاصة به مثل صور الثكنات والتدريبات الخاصة .


فقامت قيادة الجيش بما يلي:

*فرض قرار على جميع الجنود العاملين في القواعد العسكرية الإسرائيلية والضباط رفيعي المستوى يقضي بإلزامهم بعدم التعامل مع المواقع الإلكترونية للتواصل الاجتماعي خوفًا من نشر معلومات أمنية عبر صفحات أحد تلك المواقع، ممّا يشكّل خطراً على الأمن القومي الإسرائيلي.

*إنشاء وحدة متخصّصة في شؤون الإنترنت وسبل "مكافحة تسريب المعلومات" عقب الحرب على لبنان في تموز 2006، وذلك لمن وصفهم الجيش الإسرائيلي بالأعداء, حيث إن نشر مثل تلك المعلومات ينفي عنصر المفاجأة في معارك الجيش القادمة، ويعرض وحدات الجيش وقواعده للخطر.



*إصدار لجنة فينوغراد، التي عينها الكنيست الإسرائيلي، سلسلة توصيات من بينها وقف نشر أي معلومات عسكرية على شبكة الانترنت ومكافحتها بأي ثمن.

*تشكيل وحدة عسكرية مهمتها مراقبة صفحات ومواقع الدردشة الاجتماعية والتفتيش عن أي أسرار عسكرية إسرائيلية منشورة في أي من صفحاته والعمل على نزعها، هذا ما صرحت عنه "هآرتس" الإسرائيلية والكاتب "إسرائيل ماتساف" الذي عبر عن مدى الصدمة التي تلقتها دولته في تموز 2006 حين تمّ التطرق إلى معلومات دقيقة جداً تتعلق بالجيش على شبكة الإنترنت.

وكذلك تهدف الوحدة الإلكترونية الجديدة إبقاء العين مفتوحة على كل التحديثات التي تطرأ على موقع فيسبوك FaceBook ، ماي سبيس MySpace وتويترTwiter . وسوف توكل هذه المهمة لما تسميه إسرائيل "إدارة بحوث أمن المعلومات والاتصالات" تعقب اتصالات وحوارات المئات من كبار الضباط للتأكد من أنهم ليسوا على تواصل مع الصحافيين.

وبحسب ماتساف، هذه الوحدة سيكون لها أيضاً صلاحيات اللجوء إلى اختبار كشف الكذب لأي جندي يشتبه في تورطه بتسريب معلومات.

وعلى صعيد متصل، أمر رئيس هيئة الأركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي اشكنازي آنذاك بإخضاع جميع ضباط الجيش المتوقعة ترقيتهم إلى رتبة كولونيل أو أعلى لفحص جهاز كشف الكذب، لتشمل أسئلة حول اتصالات غير مصرح بها إلى وسائل الأعلام.


حملات توعيةفي أيلول 2008، نشرت وكالة "يشيفا" الصهيونيةYeshiva World News، تقريراً إستخباراتياً مفاده أن القادة الإسرائيلين أطلقوا برنامجاً جديداً للتوعية وتحذير الجنود حول أهمية نشرهم معلومات خاصة على شبكة الانترنت، كما تمّ تحذير الجنود من تناول أي تفاصيل عن الوحدة التي يعملوا بها أو أي من الوحدات الأكثر سرية كسلاح الجو والاستخبارات.

وقال التقرير أيضا انه، وفقاً لمسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية، "فإن الفيسبوك هو أحد الموارد الرئيسية للعدو في جمع المعلومات عن جنود وحدات الجيش والخوف ينبع من قيام الجنود بترتيب لقاء من خلال الإنترنت مع أحد الأصحاب الذي يتبين لاحقاً أنه إرهابي".

وقال التقرير كذلك إن جندياً كان يخدم في وحدة الاستخبارات حكم عليه بالسجن لمدة 19 يوماً في سجن عسكري لأنه نشر على فيسبوك صورة للقاعدة التي يؤدي فيها خدمته العسكرية.

ومنذ عامين، انتهج الجيش الإسرائيلي سياسة جديدة للتدقيق بالمدخول السنوي لآلاف من المجندين الذي يبلغون 18 عاماً من العمر والتي تشكل الشبكات الاجتماعية الالكترونية (أي الفيسبوك مثلاً) جزءاً من حياتهم اليومية، وجرى تقييد تواصلهم الإلكتروني من خلال إصدار أوامر صارمة لهم بعدم نشر معلومات شخصية تتعلق بهم على شبكة الإنترنت.

وأفاد "الشاباك" عن عدة محاولات من جانب بعض الجهات، للاتصال بجنود إسرائيلين على الفيسبوك وغيرها من المواقع مما أثار الذعر في نفوس الإسرائيليين وصدرت تعليمات إضافية ومشددة من هيئة مكافحة الإرهاب تحذر فيها من محاولات التجنيد أو الاختطاف عبر الانترنت من خلال استدراج إسرائيليين إلى أماكن يسهل "اصطيادهم" فيها.

وتقول صحيفة هآرتس "إن تعطيل هذه الشبكات يمكن أن يتسبب بضرر كبير لإسرائيل أثناء الحرب، وفي حال تمّ شن هجوم مضاد من الشبكات العدوة".

وفي أيار من العام الماضي، وبحسب وكالة الأسوشيتد برس، فإن جهاز الشاباك حث الجمهور الإسرائيلي على توخي الحذر عند استخدام الفيسبوك قائلاً "ان العرب يحاولون تجنيد جواسيس على مواقع الشبكات الاجتماعية.

وحذر "الشاباك" الإسرائيلين من الرد على الرسائل غير المرغوب فيها أو تبادل أرقام الهواتف وغيرها من المعلومات الحساسة عبر الإنترنت، وقالت الوكالة في حينه أنّ إسرائيلياً واحداً على الأقل ابلغ أنه تلقى اتصالا من أحد مستخدمي الفيسبوك، قدم نفسه على أنه لبناني وعرض عليه المال مقابل الحصول على معلومات عن إسرائيل.

وقال الشاباك: "انه على الإسرائيليين أن يكونوا حذرين من اللقاءات التي قد تبدو بريئة أو المواعيد المقترحة من قبل مرتادي الانترنت اللذين لا يعرفونهم شخصياً، لأن الكثير من هذه الرسائل قد نشرت من قبل مسلحين مع نية للخطف أو القتل، والمنظمات المعادية كما يصفها "الشاباك" تستخدم هذه المواقع لخداع الإسرائيليين في لقاء شخص من أجل إما خطفهم وقتلهم أو تجنيدهم كجواسيس".


ميدان آخر للصراع"الإرهاب الإلكتروني" هو الشاغل الأساسي لأجهزة الاستخبارات باعتباره وسيلة لجعل الأوضاع السيئة تبدو أكثر سوءاً، وما يقلق "شين بيت" حقاً، وبحسب "هآرتس"، هو ازدياد نشاط أفراد الجيش الإسرائيلي السابقين الذين أنهوا خدمتهم في الوحدات السرية الذين يرتادوا هذه المواقع بحيث انه تصعب مراقبتهم جميعاً.

فعام 2001، لقي فتى إسرائيلي حتفه عندما استدرجته إلى الضفة الغربية، شابة تواصل معها على شبكة الإنترنت، كما القي القبض على اثنين من عرب 48 بتهم أنهم قدموا معلومات إستراتيجية لتنظيم القاعدة على الانترنت في العام 2008، وحكم على أحد أفراد الاحتياط الإسرائيلي بالسجن لمدة خمس سنوات، بعد قيامه بإرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني تعرض بيع معلومات سرية عن إسرائيل إلى إيران وحماس.

صحيفة "الجيروزاليم بوست" ذكرت من جهتها أنّ:"هذا ليس جديداً، ولكنه يشير إلى أنّ شبكة الانترنت هي الحدود الجديدة للإرهاب"، حيث سيتمّ اللجوء إليها من قبل جماعات للقيام بهجمات انتقامية وجمع المعلومات على حد سواء. وقد صرح للصحيفة الإسرائيلية روفين أورليش، وهو عميل مخابرات سابق ويرأس حالياً مركز المعلومات الاستخباراتية والإرهاب، أن المواقع الحالية تعزز من نشاط الجهاد العالمي وتسهل الحصول على المعلومات.

وقد أنشأ مؤخراً مجموعة على الفيسبوك مكرسة لوقف تسريب المعلومات الاستخباراتية من خلال الشبكات الاجتماعية حيث إلتحق بها أكثر من 800 عضو أو منتسب ليبلغوا عن أي محاولة اختراق معلوماتي أمني تتعرض له "إسرائيل".

كما أنه وفي وقت سابق صرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في مؤتمر هرتسيليا الحادي عشر للشؤون الأمنية والإستراتيجية، أن الجيش الإسرائيلي خصص ميزانية قدرها 6 مليون شيقل لإقامة فرع جديد يدعى "الإعلام الجديد " new media "وتجنيد قراصنة حواسيب صغار ولدوا وعاشوا في أروقة العالم الافتراضي لشبكة الانترنت مقترحا تعيين وزير خاص بالإشراف على فرع الإعلام الجديد ويقصد به الإعلام الالكتروني.

وأضاف الناطق: "يسعى المتحدث باسم الجيش لإقامة فرع جديد يتخصص بالإعلام الجديد" وخصص لهذه الغاية 6 مليون شيكل (1.5 دولار) وان رئيس الوزراء إسرائيل لم يكن غير مبال بهذا الفرع فاصدر أوامره لتحويل ميزانية خاصة للمتحدث بلسان الجيش بهدف تجنيد 120 قرصانا الكترونيا أطلق عليهم اسم "مقاتلو الإعلام الجديد ".

وللتدليل على أهمية الفرع الجديد، تطرق الناطق بلسان الجيش إلى دور الانترنت في الأحداث التي شهدتها تونس و مصر، ونشير أيضاً إلى أن الجيش في إسرائيل قد أنشأ وحدة جديدة لمواجهة الهجمات التي تتعرض لها مواقعه الإلكترونية من "قراصنة تابعين لجهات معادية".

وقالت مصادر "إن تشكيل هذه الوحدة يأتي في ظل زيادة التهديدات الإلكترونية ضد إسرائيل ما أدى إلى جعل جيشها يقرر أخيرا تعزيز دفاعه عنها عبر تشكيل وحدة جديدة تابعة لأحد أقسامه (سي 41) المتخصصة في مواجهة القراصنة الذين يخططون لمهاجمة شبكاته".


هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات