القمص أثناسيوس ﭽورﭺ يكتب: المَعْرَكَةُ اللامَرْئِيَّةُ مَعَ الشَيْطَانِ
يشنّ علينا الشيطان حربه بالرعب والهلع والفراغ واليأس والسوداوية من المستقبل٬ فهذه صورة عمل قوات الظلمة التي تجُول تزأر لتسلب منا كل نور وكل رجاء وكل سلام وأمل وكل بر وصبر وقداسة...
فالشيطان المهلك والقتَّال للناس منذ البدء٬ الكذاب وأبو الكذاب يجنِّد الأشرار للإيذاء والتدمير بل ويحوِّل الناس إلى شياطين- إن جاز التعبير – فيتخذ الأشرار طبيعة الشياطين٬ وتتصدى القوى الشريرة لكنيسة المسيح وتسيء إليها٬ وتعمل مسعورة على تقبيح المسيحية والتشكيك في الإنجيل٬ وبث شعور من استحالة تطبيق الوصية في الواقع العملي المعاصر٬ واختلال موازين الحق والضلال٬ ليقل تأثير الكتاب المقدس على عقول الناس.
وبالجُملة٬ فالعالم كله قد وُضع في الشرير وصار الشيطان يعبث بمُقدَّرات البشر عبر أدواته من أبناء المعصية٬ وهو رئيس سلطان الهواء، ومعه قادة ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر. يجول في أركان العالم يصنع العداوات والشرور ويُعمي بصائر٬ ويفجِّر ظلمات٬ وينشر الأكاذيب والضلال والخطف٬ حتى صارت البشرية مُتعَبة ومصروعة بالشهوة والخطية والتعدّي.
لذا علينا أن نفهم في نظرة إجمالية بأن مواجهتنا هي ليست مع دم ولحم لكنها مع أجناد الشر٬ وأن غلبتنا وانتصارنا لن تتحقق إلا بالذي أحبنا... الذي غلب وسيغلب ببقاء كنيسته التي لن تقوى عليها بوّابات الجحيم مجتمعة... هو سيُخرج الحق مثل الظهيرة٬ فسِرّه مكتوم ومقاصده لا تُستقصَى٬ ولكل إنسان الفرصة في الاختيار المَصيري٬ لأنه لو كان الله يريد أشخاصًا آليين (Robot) لكان قد خلقهم كذلك بسهولة٬ ولكن الله أعطى للبشر حرية الاختيار والقدرة على التمييز مُخيَّرين بين الخير والإنجاز والإبداع والتعايش وبين الشر والكُره والتدمير والإرهاب... فإن كان الشر ينتشر إلا أنه لن ينتصر ولن يبقىَ٬ وأضداد المسيح سيبيدهم الرب بنفخة فمه ويُبطلهم بظهور مجيئه الثاني٬ وسيُحِطّهم ويدوسهم في معصرة غضبه٬ أمّا عبيده الأمناء فسيجازيهم مجازاة لا توازي ما يستحقونه بل أسمىَ وأمجد بلا قياس.
لقد أتى المسيح إلينا وصنع التدبير من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا٬ ونحن الآن في وقت مخاض الآلام٬ وموجات الاضطهاد التي نتعرض لها إنما من أجل أن يتصوَّر فينا المسيح٬ فنحن في مرحلة الجهاد٬ أما زهوة الشر فنثق أنها مؤقتة وزائلة٬ وكنيستنا منتصرة وخالدة بنصرة ربها وبترياق أدويته الشافية المشفية٬ إنها تزداد صلابة وصمودًا وتدوم خضرتها وديمومة حيويتها بالصلاة بلجاجة وبالتقوى الحية وبالنموذج العملي والتطبيق السلوكي لكلمة الإنجيل٬ تلك هي المعجزة التي يتلمَّسها العالم من الكنيسة مَرْوِيّة ببراءة بذار دماء أولادها الشهداء.
ومهما استشاط أعوان الوحش غضبًا وغيظًا، ومهما حاولوا إيذاءها والطعن فيها، فهي محمولة على أجنحة النسور٬ مُحَلِقة كالنسور لتنجو من بطش الأشرار٬ تتحصن لتصد ادّعاءات ومظالم أعدائها وتفرقهم فيكونوا كلا شيء٬ وهي الآن تعيش إثبات شهادتها أمام أكاذيب الوحش بالقوات المعجزية العلنية، مبرهنة أنها ليست من هذا العالم. ولأن التنين قد فشل كل هذا الزمان في إفساد خطة عمل الكنيسة الإلهي٬ نجده وقد ازداد غضبًا في مقاومة الجماعة الأمينة الشاهدة للمسيح حتى الآن٬ الأمر الذي جعل أضداد المسيح يعيثون تقتيلًا وتحريقًا وتهديمًا.
فلنحرص على أن لا تستهلكنا القضايا العالقة بنا الآن٬ لأنها وثيقة الصلة بوجود كنيستنا وبخلاصنا وشهادتنا البيضاء والحمراء٬ ومن هنا علينا أن نفهم مكمن الغرض والمخاطر الروحية التي تُحيق بنا٬ والتي تستلزم عدم الاسترسال من دون ملاحظة ومراقبة روحية٬ فنستشرف دورنا كنور وكملح وكسفراء وكامتداد طبيعي لحياة كنيسة الآباء. نأخذ خيط الإيمان وننسج به وَعينا في مسيرة الحياة٬ نتكلم بجهارة ونعيش بشجاعة لا كمأزومين أو منزويين مكروبين لكن كساعين للبلوغ إلى الملكوت الأبدي الذي يُغتصَب والذي لايدخله إلا الغاصبون٬ فهو مطلبنا ونهاية كل حي ولا يوجد بعده مستقبل.
إن الكنيسة الأولى لم تكن عندها أولوية الصلاة من أجل سلامها الزمني ولا من أجل إطفاء نيران الاضطهاد اتّقاءًا لشر اشتعالها٬ لكنها سعت إلى انتشار كلمة الخلاص بلا عائق ولا مانع ولا تردُّد٬ غير عابئة بالنفقة٬ فكانت الكلمة مؤيدة بالآيات والعجائب وبقدرة القدير... كرازة الفرح والقوة والبشارة المفرحة والتأييد والمسالمة٬ لا بوعاء إنساني ولا بقدرات بشرية بل بقوة رب الجنود٬ الذي بدونه لابتلعونا ونحن أحياء٬ والذي يتضايق في كل ضيقاتنا ويرافقنا ويرسل ملاك حضرته لنجاتنا وخلاصنا٬ وهو إن تمهَّل فإلى حين٬ حتى عندما يمتلئ كأس الأشرار بالشماتة والتشفِّي وبتبادل التهنئة وأدوار الجهل يجعلها لا تدوم٬ لأن العبرة بالنهاية في الدينونة والحساب الأخير. وأما نصرتنا فهي في شركتنا لآلام المسيح، وفي أفعال الأمانة التي نقبلها معه ومن أجله، بانتظار تأييده ورجاء نصرته.
فالشيطان المهلك والقتَّال للناس منذ البدء٬ الكذاب وأبو الكذاب يجنِّد الأشرار للإيذاء والتدمير بل ويحوِّل الناس إلى شياطين- إن جاز التعبير – فيتخذ الأشرار طبيعة الشياطين٬ وتتصدى القوى الشريرة لكنيسة المسيح وتسيء إليها٬ وتعمل مسعورة على تقبيح المسيحية والتشكيك في الإنجيل٬ وبث شعور من استحالة تطبيق الوصية في الواقع العملي المعاصر٬ واختلال موازين الحق والضلال٬ ليقل تأثير الكتاب المقدس على عقول الناس.
وبالجُملة٬ فالعالم كله قد وُضع في الشرير وصار الشيطان يعبث بمُقدَّرات البشر عبر أدواته من أبناء المعصية٬ وهو رئيس سلطان الهواء، ومعه قادة ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر. يجول في أركان العالم يصنع العداوات والشرور ويُعمي بصائر٬ ويفجِّر ظلمات٬ وينشر الأكاذيب والضلال والخطف٬ حتى صارت البشرية مُتعَبة ومصروعة بالشهوة والخطية والتعدّي.
لذا علينا أن نفهم في نظرة إجمالية بأن مواجهتنا هي ليست مع دم ولحم لكنها مع أجناد الشر٬ وأن غلبتنا وانتصارنا لن تتحقق إلا بالذي أحبنا... الذي غلب وسيغلب ببقاء كنيسته التي لن تقوى عليها بوّابات الجحيم مجتمعة... هو سيُخرج الحق مثل الظهيرة٬ فسِرّه مكتوم ومقاصده لا تُستقصَى٬ ولكل إنسان الفرصة في الاختيار المَصيري٬ لأنه لو كان الله يريد أشخاصًا آليين (Robot) لكان قد خلقهم كذلك بسهولة٬ ولكن الله أعطى للبشر حرية الاختيار والقدرة على التمييز مُخيَّرين بين الخير والإنجاز والإبداع والتعايش وبين الشر والكُره والتدمير والإرهاب... فإن كان الشر ينتشر إلا أنه لن ينتصر ولن يبقىَ٬ وأضداد المسيح سيبيدهم الرب بنفخة فمه ويُبطلهم بظهور مجيئه الثاني٬ وسيُحِطّهم ويدوسهم في معصرة غضبه٬ أمّا عبيده الأمناء فسيجازيهم مجازاة لا توازي ما يستحقونه بل أسمىَ وأمجد بلا قياس.
لقد أتى المسيح إلينا وصنع التدبير من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا٬ ونحن الآن في وقت مخاض الآلام٬ وموجات الاضطهاد التي نتعرض لها إنما من أجل أن يتصوَّر فينا المسيح٬ فنحن في مرحلة الجهاد٬ أما زهوة الشر فنثق أنها مؤقتة وزائلة٬ وكنيستنا منتصرة وخالدة بنصرة ربها وبترياق أدويته الشافية المشفية٬ إنها تزداد صلابة وصمودًا وتدوم خضرتها وديمومة حيويتها بالصلاة بلجاجة وبالتقوى الحية وبالنموذج العملي والتطبيق السلوكي لكلمة الإنجيل٬ تلك هي المعجزة التي يتلمَّسها العالم من الكنيسة مَرْوِيّة ببراءة بذار دماء أولادها الشهداء.
ومهما استشاط أعوان الوحش غضبًا وغيظًا، ومهما حاولوا إيذاءها والطعن فيها، فهي محمولة على أجنحة النسور٬ مُحَلِقة كالنسور لتنجو من بطش الأشرار٬ تتحصن لتصد ادّعاءات ومظالم أعدائها وتفرقهم فيكونوا كلا شيء٬ وهي الآن تعيش إثبات شهادتها أمام أكاذيب الوحش بالقوات المعجزية العلنية، مبرهنة أنها ليست من هذا العالم. ولأن التنين قد فشل كل هذا الزمان في إفساد خطة عمل الكنيسة الإلهي٬ نجده وقد ازداد غضبًا في مقاومة الجماعة الأمينة الشاهدة للمسيح حتى الآن٬ الأمر الذي جعل أضداد المسيح يعيثون تقتيلًا وتحريقًا وتهديمًا.
فلنحرص على أن لا تستهلكنا القضايا العالقة بنا الآن٬ لأنها وثيقة الصلة بوجود كنيستنا وبخلاصنا وشهادتنا البيضاء والحمراء٬ ومن هنا علينا أن نفهم مكمن الغرض والمخاطر الروحية التي تُحيق بنا٬ والتي تستلزم عدم الاسترسال من دون ملاحظة ومراقبة روحية٬ فنستشرف دورنا كنور وكملح وكسفراء وكامتداد طبيعي لحياة كنيسة الآباء. نأخذ خيط الإيمان وننسج به وَعينا في مسيرة الحياة٬ نتكلم بجهارة ونعيش بشجاعة لا كمأزومين أو منزويين مكروبين لكن كساعين للبلوغ إلى الملكوت الأبدي الذي يُغتصَب والذي لايدخله إلا الغاصبون٬ فهو مطلبنا ونهاية كل حي ولا يوجد بعده مستقبل.
إن الكنيسة الأولى لم تكن عندها أولوية الصلاة من أجل سلامها الزمني ولا من أجل إطفاء نيران الاضطهاد اتّقاءًا لشر اشتعالها٬ لكنها سعت إلى انتشار كلمة الخلاص بلا عائق ولا مانع ولا تردُّد٬ غير عابئة بالنفقة٬ فكانت الكلمة مؤيدة بالآيات والعجائب وبقدرة القدير... كرازة الفرح والقوة والبشارة المفرحة والتأييد والمسالمة٬ لا بوعاء إنساني ولا بقدرات بشرية بل بقوة رب الجنود٬ الذي بدونه لابتلعونا ونحن أحياء٬ والذي يتضايق في كل ضيقاتنا ويرافقنا ويرسل ملاك حضرته لنجاتنا وخلاصنا٬ وهو إن تمهَّل فإلى حين٬ حتى عندما يمتلئ كأس الأشرار بالشماتة والتشفِّي وبتبادل التهنئة وأدوار الجهل يجعلها لا تدوم٬ لأن العبرة بالنهاية في الدينونة والحساب الأخير. وأما نصرتنا فهي في شركتنا لآلام المسيح، وفي أفعال الأمانة التي نقبلها معه ومن أجله، بانتظار تأييده ورجاء نصرته.
رابط html مباشر:
التعليقات: