محمد إبراهيم الدسوقي يكتب .. فزاعة الشيخ حسان
كنا ـ ومازلنا ـ نعيب علي النظام السابق إدمانه ممارسة لعبة الفزاعات فالانتخابات الحرة النزيهة كانت محظورة, لأن نتائجها قد تأتي بجماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم, وانه لابديل عن حسني مبارك, وان غياب نظامه سيجعل مصر لقمة سائغة لوحوش الفوضي والانفلات والجماعات المتطرفة, ولم تكن التيارات الدينية علي اختلاف مشاربها وتوجهاتها غائبة عن المشاركة في قوافل انتقاد تلك السمة الذميمة في عهد مبارك, اما ما يبعث علي الاسف, ويدعو للاستغراب الشديد ان تنقلب الآية وتمارس الجماعات الدينية نفس اللعبة.
فالداعية ذائع الصيت محمد حسان, خطب الجمعة الماضية بالجامع الكبير بمدينة15مايو, بحضور الآلاف من مريديه ومحبيه, وفي خطبته قال مايلي: إن الهجوم علي التيار الإسلامي, خاصة التيارين السلفي والإخواني يعد هجوما علي الإسلام, وان اخطر فتنة هي محاولة إقصاء الإسلام والإسلاميين عن الساحة.
انتهي كلام الشيخ حسان الذي يحمل في طياته خطأ يتحتم التوقف عنده, فالداعية المحبوب تحدث بمنطق التعميم والتخويف, فمن يجرؤ علي نقد التيار الديني علي اطلاقه سيوضع في خانة المعادين والمهاجمين للإسلام, مع ان الواجب كان يلزمه بتحديد الموضوع محل الانتقاد, بمعني هل له صلة بالدين أو بشأن دنيوي؟
في نظري انه متصل بالدنيا وليس بالدين, علي سبيل حينما ينتقد موقف السلفيين من جمعة الغضب الثانية وقولهم ان من يشارك فيها يعد خارجا علي الحاكم ويجوز تكفيره, نحن هنا إزاء موقف سياسي صرف بغطاء ديني, وأسأل السلفيين: هل الذين خرجوا في جمعة الغضب الثانية كانوا يدعون لإثم ومنكر, ام انهم كانوا يركضون خلف العدالة ومحاسبة الذين اشاعوا الظلم والفساد في البلاد؟ وعندما توجه انتقادات للإخوان المسلمين لموقفهم الانتهازي ومسايرتهم من احتموا خلف فزاعة ان المشاركة في جمعة الغضب لن يعقبها سوي الخراب والدمار للوطن, حينها اكون مهاجما للدين الحنيف؟ ألسنا تجاه امر دنيوي يستحق التقريع بدليل ان قيادة بارزة في الإخوان هو عصام العريان تقدم باعتذار غير مباشر بتصريحه ان مظاهرات الجمعة اكدت ان القوة للشعب وليس للإخوان, بعد ذلك حدثنا الشيخ حسان عن الفتنة الكبري الرامية لإقصاء الإسلاميين عن الساحة, وأبدي دهشتي من هذا الحديث, فنظرة خاطفة لما يدور من حولنا سيقودنا لحقيقة ان الإسلاميين يتمتعون بالحرية في الحركة ويتحدثون عن اقامة الدولة الإسلامية, ولا أري تضييقا عليهم وعلي وجودهم داخل الكادر وليس خارجه, انني أحث الشيخ حسان وغيره من الدعاة الاجلاء بألا يستخدموا لعبة الفزاعة وان يركزوا جهدهم علي ما يجمعنا وليس ما يفرقنا.
رابط html مباشر:
التعليقات: