واشنطن بوست: أميركا تواجه “الهاكرز” بالسلاح
قالت صحيفة واشنطن بوست إن وزارة الدفاع الأميركية تسعى لتبني إستراتيجية تعتبر الهجمات الإلكترونية من دولة أخرى على الولايات المتحدة عملا حربيا يستوجب الرد عليه بعمل عسكري.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين تحدثوا علنا في السنتين الأخيرتين على أنه في حالات تعرض أنظمة الكمبيوتر الأميركية لقرصنة، فإن أي رئيس أميركي يستطيع اتخاذ إجراءات عديدة منها العقوبات الاقتصادية والهجمات الإلكترونية المضادة أو الرد العسكري في الحالات القصوى.
”
وزارة الدفاع الأميركية تسعى لاعتبار الهجمات الإلكترونية من دولة أخرى عملا حربيا يستوجب الرد بعمل عسكري
”
وأكدت الصحيفة أن الإستراتيجية الجديدة التي تعود جذورها إلى خمسينيات القرن الماضي، تأتي ثمرة نقاش كان هدفه وضع خطة تضمن إجهاض الهجمات النووية، وهذا ما يعني أنه يمكن إدراج الهجمات الإلكترونية في هذا الإطار واعتبارها خطرا مساويا للهجوم الحربي.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن أي هجوم كمبيوتر يهدد بالتسبب في خسائر بشرية كبيرة، مثل قطع التيار الكهربائي عن المستشفيات وشبكات الطوارئ، يمكن اعتباره عدوانا يستوجب الرد.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين اعترفوا أن الإستراتيجية الجديدة التي تحدثت عنها صحيفة وول ستريت جورنال أمس للمرة الأولى ليست واضحة بما يكفي لمعرفة تأثيرها الرادع، ووصفها أحد المسؤولين بأنها “تعمل فقط إذا كانت لدينا عناصر موثوقة كثيرة”.
وقالت الصحيفة إن الخطة لم تتطرق لمستوى الرد العسكري الذي تستخدمه أميركا إذا تعرضت للهجوم أو لطريقة تصرفها إذا تعرضت لهجوم إلكتروني من جماعة إرهابية.
وفي مايو/أيار 2009، قال رئيس القيادة الإستراتيجية للولايات المتحدة، الجنرال كيفن شيلتون، بعد أربعة أشهر من تولي الرئيس باراك أوباما منصبه، للصحفيين إن “قانون النزاعات المسلحة سيطبق” في حال وقوع هجوم إلكتروني، وحذر من أنه “لا يمكن استبعاد أي شيء” عند بحث الرد، وأضاف “لماذا نقيد أنفسنا؟”.
وأثناء الحرب الباردة، نجح الردع لأن وزارة الدفاع الأميركية كانت تستطيع أن تحدد بسرعة مصدر الهجوم المحتمل، إذ يمكن أن يأتي من موقع صواريخ محدد أو مدينة ما. أما في حالة الهجمات الإلكترونية، فإن مصدر الهجوم غير واضح تقريبا، كما كان الأمر في 2010 عندما تمت مهاجمة موقع غوغل بطريقة متطورة. وفي النهاية خلص غوغل إلى أن الهجوم جاء من الصين. لكن مسؤولين أميركيين لم يتحدثوا عن ذلك علنا، ناهيك أن يقولوا إنه كان عمل دولة أو عمل مجموعة من المتسللين.
وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية إن أحد الأسئلة المطروحة هو كيف نعرف أننا في حالة حرب؟ وأضاف “كيف نعرف أنه عمل متسلل أو عمل الجيش الصيني؟.
وأضاف أحد المشاركين في النقاش الدائر حول الهجمات الإلكترونية، “كل شيء تعلمناه عن الردع النووي خلال الصراع مع السوفيات لا يعمل اليوم تقريبا”.
”
في عام 2010 تعرض موقع غوغل لهجوم متطور، وقال إن الهجوم جاء من الصين. لكن مسؤولين أميركيين لم يذكروا أنه كان عمل دولة أو مجموعة من المتسللين
”
وقال مسؤولون في البيت الأبيض ردا على ما جاء في وول ستريت جورنال، إن استخدام الجيش للرد على هجوم إلكتروني سيكون “الملاذ الأخير”، أي بعد فشل كل الجهود الأخرى لردع أي هجوم فاشل.
وأشاروا إلى إستراتيجية هجمات إلكترونية دولية جديدة، صدرت عن البيت الأبيض قبل أسبوعين، ودعت إلى التعاون الدولي لوقف الهجمات المحتملة، وتحسين أمن الكمبيوتر، وإذا لزم الأمر، وتحييد تدبير هجمات إلكترونية. واستعجل الجنرال شيلتون ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جيمس كارترايت، منذ فترة طويلة الولايات المتحدة على التفكير في نطاق واسع بشأن أشكال أخرى من الردع، بما في ذلك التهديد الاقتصادي للبلد المعادي، أو تشويه سمعته.
وتأتي إستراتيجية البنتاغون بينما تلتهم الوكالات الأمنية الاتحادية مليارات الدولارات وهي تعمل في مجال قضايا الهجمات الإلكترونية، بما في ذلك وكالة الأمن القومي، ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الأمن الداخلي، حيث طلب البيت الأبيض قبل ثلاثة أسابيع من هذه الأجهزة التوصل إلى الأساليب التي تناسب مواجهة الهجمات الإلكترونية.
واشنطن بوست
رابط html مباشر:
التعليقات: