"السـلفيون" يتـبعون "تكتـيكات "الإخـوان" والجـمـاعة عـلي خُطـي "الوطنـي" المنحـل
المتابع لتحركات وأنشطة الجماعة السلفية بالإسكندرية يحتار في أمرها فهي تارة تهاجم الصوفيين وتهدم أضرحتهم ثم تقول مش إحنا وتارة أخري نهاجم الأقباط في ليلة عيدهم لتصيب المجتمع السكندري بحالة من القلق والتوتر لكون الإسكندرية أرضاً خصبة للفتنة الطائفية وشهدت العديد من الأزمات الطائفية الدامية آخرها كان حادث كنيسة "القديسين".
ولكن يبدو أن السلفيين بدأوا من حيث انتهي الإخوان المسلمين بالثغر.. فالإخوان الآن يلعبون دور الحزب الوطني الحاكم المنحل يعقدون الندوات للشباب في مقرهم وأصبحوا ضيوف جميع الندوات والحوارات ومن حقهم أن يهاجموا ما يشاءون ولم يعد ظهور الإخوان مقصوراً علي كل قيادة في موقعها بل علي العكس فأعضاء مجلس الشعب السابقين عن جماعة الإخوان يطوفون محافظات مصر فيما يعنييهم وما يعنيهم أيضاً ولم يختلف الأمر كثيراً عن دور الحزب الوطني السابق في رفضهم أي هجوم عليهم ممن تواتيه الشجاعة في الإسكندرية للهجوم علي "الإخوان" التنظيم الحزبي الوحيد المنظم منذ أكثر من خمس سنوات وظهر ذلك جلياً في انتخابات مجلس الشعب في "2005".
أما السلفيون الذين أشعلوا الإسكندرية ليس بمسيرتهم الحاشدة علي الكورنيش ضد الأقباط بسبب قضية مقتل السيدة "سلوي" التي أشهرت إسلامها بالقاهرة ولا من أجل كاميليا شحاته فقط ولكن من أجل إعلانهم الصريح عن الدعوة لـ "ائتلاف المسلمين الجدد".
اللافت للنظر هو النظام الذي حرص عليه السلفيون من خلال مجموعة مخصصة لتنظيم مظاهراتهم السلمية وأيضاً حرصهم علي عدم تعطيل حركة المرور وعدم استخدام السباب والشتائم وغيرها من مظاهر مؤسفة أصبحت تصاحب المظاهرات بالثغر.
في نفس الوقت انتشرت منشورات خاصة بالسلفيين تطالب بمحاكمة "البابا شنودة بابا الإسكندرية" أسوة بمحاكمة "مبارك" والمجموعة المحيطة به ممن تربحوا من العصر البائد وهذه المشاعر الغاضبة تثير بالقطع حالة من التوتر لدي الجميع في الإسكندرية في ظل عدم وجود أي قيادة تنفيذية ذات ثقل وتحظي بمحبة لدي الطرفين و حتي قوة تأثير علي الشارع السكندري.
في حالة تأزم الموقف الديني بالثغر لن يكون هناك كبير يتم الرجوع إليه خاصة أن الإخوان يحرصون علي عدم الدخول بصورة مباشرة في مواجهة معلنة مع السلفيين في الوقت الذي يفوق السلفيون الإخوان عدداً وقوة.
والتواجد السلفي أصبح يعلن عن نفسه بالمناطق الشعبية بالكشف علي المرضي بالمجان وتوزيع الدواء بالمجان أيضاً وهو دور كان يلعبه الإخوان في مواجهة الحزب الوطني في كل انتخابات ويعتبرونه الوسيلة الفعَّالة للوصول إلي المواطن الكادح.
يتنافس الإخوان والسلفيون علي الحصول علي أكبر قدر مكن من الزوايا والمساجد ليس لخطبة يوم الجمعة فحسب ولكن أيضاً طوال أيام الأسبوع.
يتنافس الآن شباب السلفيين علي حزب جديد أعلن عن اسمه مجموعة من الشباب "حزب النور" وهو ما أثار غضب شباب السلفيين يعتزمون إنشاء حزب بنفس الاسم تقريباً "النور الإسلامي" في أول إعلان رسمي عن خوض السلفيين للحياة السياسية بحزب رسمي يعبِّر عن أفكارهم وتوجهاتهم.
ويشهد اسم الحزب صراعاً بين الطرفين وكإن الأسماء قد انتهت من الساحة السياسية.
توجد حالة من التنافس غير المعلن علي السيطرة علي الساحة السياسية والشعبية بين "الإخوان" و"السلفيين" بعد أن تفرغ الإخوان الآن للاستعداد لانتخابات مجلسي الشعب والشوري ثم المجالس المحلية ثم المقاعد الوزارية ومن بعدها الطموح لن ينتهي خاصة مع انتشار مقار الإخوان أسوة بالحزب الوطني.
المساء
رابط html مباشر:
التعليقات: