|

د. مني حلمي تكتب .. مؤامرات المرجعية «الدينية»



مؤامرات المرجعية «الدينية»

إن المشاهد الغاضبة، والتي تحتاج إلي أفعال فورية للقضاء عليها، هي ذلك الكم الهائل، من القيادات السلفية الإسلامية التي «ظهرت» فجأة، بعد الثورة وبكل حرية تتصدر بياناتها، وأفكارها، واستراتيجيتها، الإعلام المصري.

بالطبع، أنا لا أتغافل، عن محاولات الإخوان المسلمين، لتوحيد صفوفهم، وإذابة اختلافاتهم، ولو مؤقتاً حتي يجلس أحد زعمائهم، علي كرسي الحكم.

وبالمثل، فإنني لا أتجاهل، الجماعات الإسلامية، بكل أشكالها، ودرجاتها، التي تنظم جحافلها، وتفكر كيف، بالتعاون، مع السلفيين، والإخوان، تكتيكياً، حتي يفوز الحكم بالشريعة الإسلامية، وتطبيق الحدود الدينية، والسيطرة باسم التحدث بالحق الإلهي المطلق.

لكنني أتساءل عن التيار السلفي، الذي لم نعرفه، إلا في مناطق، وبلاد، حولنا، وفجأة، وصل إلي «مصر»، بأعداد هائلة، وجاهزة، للإرهاب، ومتحفزة لوأد النساء، أو تغطيتهن بالكامل من الرأس حتي أظافر القدمين.. ولديها مشروع قطع الأيدي، والأذن، واللسان، والأصابع.. والجلد.. والرجم.. وإكراه الناس، علي الشريعة التي توافق مزاجهم، وتفسيراتهم، من ناحية.. ومن ناحية أخري، تناسب عقدهم الشخصية من النساء، وكراهيتهم لمباهج الحياة.. وعداءهم اللدود، للحرية، والجمال، والفنون.

يومياً في الإعلام المصري، أجد ما لا يقل عن ثلاث صفحات، مخصصة لأصحاب التأسلم السياسي.. أو لـ«زعيم» من زعماء الإخوان، أو حديثا مطولا مع قائد سلفي.. أو حوار مع كاتبة محجبة، أو استاذة جامعية منقبة.. والجميع يرسلون رسالة واحدة، رغم اختلافاتهم.. «أن شرع الله واجب النفاذ»، وأن الشريعة الإسلامية، هي «مصر» بعد ثورة 25 يناير.. وأن الدولة المدنية، بدعة غربية استوردها الكفار والملحدون، وأعداء الإسلام.. وأن فصل الدين عن الدولة، فكرة آثمة.. وخطيئة شريرة، يلوكها خصوم الدين وأعوانهم.

حتي الجرائد والمجلات، التي تصف نفسها، بالفكر الليبرالي المدني، وبإيمانها بأن الحل هو «الدين لله والوطن للجميع» و«لا إكراه في الدين» تسمح، لبعض أقطاب الإخوان المسلمين، أو السلفيين، أو الجماعات الإسلامية، بأن تصدر أحكاماً علي بعض الشخصيات العامة.. بأي حق.. بأي صفة؟

هذا مفكر مؤمن.. تلك كاتبة ملحدة.. هذا سياسي له أجندة غربية.. تلك مبدعة مرتدة عن الإسلام.. هذا إعلامي كافر.. تلك إعلامية.. تكره الإسلام.. وغيرها من الأحكام، التي ليس من حق أحد التدخل فيها، إلا الخالق - الذين يتكلمون باسمه، ودفاعاً عن دينه.

يومياً في الإعلام المصري، نجد الذقون الطويلة وقد أعلنت الوصاية علي الشعب المصري، والتحدث، بالنيابة عن ملايين النساء، والرجال.

ومرة أخري، وبعد ثورة مجيدة، لم يكن فيها، هتاف ديني واحد، نري ونسمع، ونقرأ، اللغة الدينية.. والمصطلحات الإسلامية.. والتفرقة الدينية.. والإرهاب الديني الآتي في الطريق، علي شكل، جلباب، وذقن، وسكاكين، وكرابيج، وخوازيق، وحجارة، وطوب.

بما أن المجلس العسكري، في هذه المرحلة، هو الذي يعين.. هو الذي يقرر.. هو الذي يطلق سراح المسجونين.. هو الذي يحكم «هو الذي يختار».. هو الذي يرسل بالبيانات.. وهو الذي يحدد لون السماء غداً.. فإنني أسأله من الذي أحضر السلفيين، من مناطقهم؟ من الذي أطلق السلفيين من حجورهم؟ من الذي يسمح، بتكثيف الإعلام السلفي؟ من الذي يتيح للغة الدينية، كل هذا التواجد، بعد ثورة لم تحمل هتافاً إسلامياً واحداً، ولم تكتب شعاراً دينياً واحداً، سلفياً، أو غير سلفي؟

وبأي حق، يصنف شيخ من الشيوخ، سلفي و عصري،الناس في مصر؟

ومن الذي، أحضر الشيخ القرضاوي، وغيره، من أوطان أقاموا فيها؟ طويلاً لكي، يوزع علينا، وفقاً لتفكيره.. النصائح والصكوك الدينية، وكيف سُمحِ له بأن يتكلم باسم ثورة لا تنتمي له، ولا تعرفه، ولم ترفع واحداً من مأثوراته الدينية المفضلة؟!!

ولأن الثورة، كما يتمني المغرضون، لم تنتكس، ولم تضعف.. ولم تتراجع.. ولم تستسلم.. ولا ينقصها الوعي، فإن البعض من قوافلها توحد، في عدة أحزاب ليبرالية، مدنية، هدفها الأول، هو محاربة الفكر السلفي الديني، الذي انقض علي الوطن، وترسيخ مفهوم، الدولة المدنية، وإيضاح كيف أن التفرقة الدينية، والحكم الديني، واللعب علي أوتار الأديان، واستخدامها في صراعات السلطة والحكم، لم ينتج عنها، إلا المجازر، وبحور الدم.

من بستان قصائدي

مصر الثورة

اختارت العدالة والكرامة والحرية

وأغرقت في دم الشهداء

كل ذقون السلفية

د. مني حلمي - روزاليوسف

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات