الإرهابيون ينتحرون فى سيناء
على الرغم من النفى الرسمى لما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن «استهداف مدينة إيلات بصواريخ جراد، انطلقت من سيناء»، إلا أن الأجهزة الأمنية والعسكرية فى سيناء «تعاملت مع الأمر بمنتهى الجدية» ورفعت من حالة الاستنفار»، حسبما أكد مصدر أمنى رفيع فى تصريحات لـ«الشروق».
المصدر الذى فضل عدم كشف هويته قال: إن «تلك الأنباء ــ المشكوك فى صحتها ــ تزامنت مع تلقينا تهديدات عن قرب استهداف عدد من الأكمنة والتمركزات الأمنية الواقعة على الطريق الدولى (العريش رفح). وأضاف: «الأجهزة الأمنية تأخذ التهديدات، وأى تحركات غريبة فى المناطق الحدودية على محمل الجد، خاصة وان العناصر المسلحة من المرجح أن تقوم بأعمال فى عدة اماكن، لإثبات قدرتها على الاستمرار فى الوقوف أمام الحملات الأمنية، والتى حققت نجاحات فى مطاردة خلايا تلك الجماعات».
وتابغ المصدر الأمنى: «ما يزيد من احتمال تنفيذ هجمات على قوات الأمن، أنها نجحت فى القبض على عدد كبير من المطلوبين أمنيا، علاوة على تصفية خليتين على علاقة مباشرة بتفجيرات خطوط الغاز واستهداف الحواجز الامنية، واكتشاف مخزنيين للسلاح، وتدمير معمل لصناعة المتفجرات فى الشيخ زويد». ولم يستبعد المصدر أن تكون احدى خلايا التنظيم المسلح الدى تتم ملاحقته «مكلفة بضرب صواريخ تجاه اسرائيل» مشيرا إلى انه «تم العثور على منصة إطلاق صواريخ جراد فى مخزن السلاح الذى تم ضبطه بحوزه ثلاثة عناصر مطلوبة، جنوب الشيخ زويد».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن «صاروخين من طراز جراد سقطا، أمس الأول، على مدينة إيلات، دون أن يخلفا أى خسائر». وهى الأنباء التى جاءت عقب ساعات قليلة من صدور بيان موقع باسم الجماعة السلفية الجهادية فى سيناء أكدت خلاله «ضلوعها فى عملية ايلات ــ فى شهر اغسطس من العام الماضى ــ والتى استهدفت جنودا اسرائيليين، وقتلت سبعة منهم»، وكذلك تبنت الجماعة «استهداف خط الغاز الموصل إلى إسرائيل والأردن».
وفى تعليقه على ما بثته وسائل الإعلام الإسرائيلية، نفى اللواء خالد فودة، محافظ وقوع تفجيرات بمنطقة ايلات الإسرائيلية القريبة من قرية طابا المصرية، مؤكدا أن «هذه شائعات غرضها ضرب موسم السياحة فى عيد الفطر المبارك فى منتجعات جنوب سيناء، خاصة أن عيد الفطر تبلغ نسبة الحجوزات به أكثر من 90%». وقال المحافظ لـ«الشروق»: الدليل على أن هذه شائعات، أنها لم تعد تؤثر على السياحة بصفة عامة والسياحة الإسرائيلية بصفة خاصة، حيث استقبل منفذ طابا البرى صباح أمس 733 سائحا قادمين من اسرائيل لقضاء عطلات».
وكانت «الجهادية السلفية» أصدرت بيانا، مساء أمس الأول، والذى نشر على احد المواقع الاسلامية المرتبطة بتنظيم الجهاد العالمى، نفت خلاله علاقتها بالهجوم على الجنود المصريين فى رفح، ودعا البيان قادة الجيش المصرى الى «حقن الدماء والارواح، لأن المعركة ليست معركتهم»، ودعا الجيش كذلك إلى «عدم الحيلولة بين السلفية الجهادية والعدو الصهيونى»، مؤكدا أنهم «لا يرفعون السلاح فى وجوه ابناء وطنهم».
ووجه البيان رسالة جاء فيها: «إلى العقلاء من العلماء والسياسيين وأصحاب الرأى فى هذا البلد، لا تقفوا مكتوفى الأيدى أمام ما يحدث.. لا ترهبكم التهم المعلبة الجاهزة من دعم الإرهاب والتطرف تلجمكم عن قول الحق.. فأين الحق مما يحدث الآن.. كيف يعاقب متهم إن كان متهما أصلا بلا تحقيق ودفاع وأدلة». واختتم البيان برسالة أخرى إلى الشعب المصرى: «وأخيرا رسالتنا الى الشعب المصرى الأبى.. أهلنا وإخواننا لا تنساقوا وراء تلك الحملة الشرسة التى يقودها صهاينة الإعلام المصرى وسحرته.. الذين يقلبون الحق باطلا والباطل حقا.. ألا ترون أنهم قلبوا العدو الصهيونى إلى صديق يريد البعض أن يفسد علاقتنا معه.. وقلبوا الأخ الفلسطينى إلى عدو يريدوننا أن نحاصره ونمنع عنه العون والمدد بل ونقاتله إن أمكن».
وأصدرت كذلك الهَيئَة الإِعلامِية لمَجلِسِ شُورَى المُجَاهِدِين ــ أَكنَافُ بَيتِ المَقدِس ــ بيان نفى أى صِلة بمقتل الجنود المصريين ودلك على موقع انترنت مرتبط بالتنظيمات الجهادية. وسبق مجلس شورى المجاهدين أن أعلن مسئوليته على ضرب أنبوب الغاز المصرى فى شمال سيناء فى شريط فيديو، وأصدرت جماعة اخرى تدعى أنصار بيت المقدس شريطا مسجلا لعملية استهداف دورية اسرائيلية جنوب رفح.
وجاء فى البيان الجديد: «فى ظل المستجدات الخطيرة والمتسارعة فيما يتعلق بما حدث من استهداف لأحد مقار الجيش المصرى فى شمال سيناء، وقتل وجرح عدد من الجنود المصريين هناك، وما تبع ذلك من محاولات لتوجيه الاتهامات العشوائية نحو المجاهدين الصادقين الذين لا يتوانون عن ضرب أعداء الله اليهود.
«إننا فى مجلس شورى المجاهدين فى أكناف بيت المقدس ليس لنا أى صلة من قريب أو بعيد بالهجوم الذى استهدف الجيش المصرى على الحدود مع فلسطين المحتلة بتاريخ 5/8/2012. ونستغرب بشدة قيام بعض وسائل الإعلام بترديد الاتهامات لمجلس شورى المجاهدين أو الجماعات الجهادية العاملة ضد اليهود دون أى دليل سوى ما جاء على لسان الناطق باسم الجيش الصهيونى أفيخاى أدرعى، وندعو الجميع لتحرى المصداقية فى تناقل الأخبار، والحذر من المصادر المشبوهة، والأبواق المأجورة».
على صعيد آخر، أفرجت الجهات الأمنية فى شمال سيناء، عن اربعة صحفيين اجانب، «تجولوا فى مناطق وسط سيناء دون الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة للأجانب»، حسب قواعد العمل الإعلامى المتبع» وفق مصدر أمنى رفيع. وقال المصدر ــ الذى طلب عدم ذكر اسمه ــ «الصحفيون الأربعة من جنسيات مختلفة، فهم يحملون الجنسيات البريطانية والأمريكية والكندية والهولندية، وألقى القبض عليهم عقب عودتهم من رحلة إعلامية عند جبل الحلال فى وسط سيناء، الذى يعتقد أن عناصر مسلحة تأوى إليه فى أوقات الملاحقات الأمنية».
الشروق
رابط html مباشر:
التعليقات: