تجدد الاشتباكات بين عائلة مسلمة وأخرى قبطية بالشرقية.. والأمن يحاول احتواء الموقف
للمرة الثالثة على التوالي اندلعت الاشتباكات بين عائلتين بالشرقية، إحداهما مسلمة والأخرى قبطية، حيث نشبت اليوم مشاجرة بالأسلحة البيضاء والمولوتوف والحجارة، والتي ألقاها كل منهما على الآخر، وذلك على النحو الذي وقعت به المشاجرات في المرتين السابقيتن، بالقرب من كنيسة الأنبا أنطونيوس بشارع النجدي، المتفرع من شارع فاروق بمدينة الزقازيق، حيث تقطن العائلتين بالقرب من الكنيسة.
وانتقلت قوات الأمن في محاولة لاحتواء الموقف والفصل بين طرفي المشاجرة، وتم الدفع بعدد من التشكيلات الأمنية وقوات الأمن المركزي، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 9090 جنح قسم أول الزقازيق.
وتعود أحداث الواقعة إلى وقوع خلاف بين طرفي المشاجرة، إثر معاكسة فتاة تنتمي للعائلة المسلمة وتتقن لعبة الكاراتيه، مما دفعها لضرب من قاموا بمعاكستها من العائلة القبطية ضربًا مبرحًا، بالإضافة لوجود خلافات جيرة قديمة، وعلى إثر ذلك وقعت الاشتباكات بين العائلتين.
وفي المرة السابقة استخدمت الأسلحة البيضاء والمولوتوف والحجارة أيضًا، وأصيب على 8 أشخاص من الطرفين، وتم نقلهم لمستشفى الأحرار بالزقازيق، وتم إحراق محل إقامة أحد أطراف العائلة القبطية، وهو عبارة عن حجرة فوقها حجرة أخرى ملحقة بالمقابر الموجودة بجوار الكنيسة، إضافة إلى أن العائلة القبطية تقوم بتربية بعض الكلاب أعلى هذه الحجرات.
وبالفحص تبين أن طرفي المشاجرة هم سميرعبده حنا 51 سنة، مسجل جنائيًّا، وناصر، خفيران بمقابر الأقباط الملحقة بالكنسية الكائنة في شارع النجدي، وحنا ناصر عبده 16 سنة، طالب، نجل الأول، كطرف أول، وطرف ثان مكون من محمود عبد الحافظ إبراهيم مقبل 30 سنة، مندوب مبيعات، ولأحمد جمال عبد الناصر محمود 17 سنة، طالب.
وقعت مشاجرة في وقت سابق عقب حفل عرس مسيحي بشارع فاروق، حيث اندلعت اشتباكات بالأسلحة البيضاء والشوم والمولوتوف بين الطرفين.
ووقعت المشاجرة بين أهالي العروسين خارج الكنيسة، وتم الاعتداء على أحد المسلمين أثناء هذه المشاجرة، مما دفعه للاشتباك معهم.
وأمام أعين سكان المنطقة من المسلمين الذين يتابعوان المشاجرة، قالت سيدة قبطية تدعى مريم "كفاية فرجتوا الأوباش علينا"، وقام نجلها بتوجيه السباب لجميع سكان الشارع، مما دفع أحد السكان من العائلة المسلمة طرف المشاجرة لتوبيخه، وترتب على إثر ذلك الاشتباك بينهما بالألفاظ، وانتهت الأحداث عقب ذلك، إلا إن الاشتباكات تجددت وتم تكسير واجهة محل أحد السكان وتكسير زجاج تاكسي ملك لأحد أفراد العائلة المسلمة طرف المشاجرة، وقامت قوات الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وتم التحفظ على أربعة اشخاص من الأقباط وأربعة من المسلمين، وتم إيداع الأقباط بقسم ثان الزقازيق والمسلمين بقسم أول، وتم تحرير المحاضر اللازمة.
وطالب المسلمين بإجلاء الأسرة المسيحية، ليس لكونها مسيحية وإنما لكونهم عائلة تتسم بممارسة أعمال البلطجة وتجارة المخدرات، متخذين من حوش الكنيسة الذي يقيمون به وكرًا لذلك، كما أنهم يقومون بتربية الكلاب داخل عشة بجوار المقابر بالكنيسة لترويع الأهالي، كما تربطهم علاقة قوية بأسرة مسلمة من البلطجية والمسجلين خطر، وسبق ضبطهم في عدة قضايا، مشيرين إلى أن الكنيسة حاولت في وقت سابق إجلائهم من الحوش، إلا أنهم طالبوا بالحصول على 3 مليون جنيه مقابل الإخلاء، في حين عرضت عليهم الكنيسة مائة ألف جنيه، إلا إن ذلك قوبل بالرفض من جانبهم.
وعلى نفس الصعيد أيدت الكنيسة التصالح بين الطرفين مع إجلاء الأسرة المسيحية من الكنيسة.
وقال القس هيدرا إبراهيم، كاهن كنيسة الأنبا أنطانيوس، إن ما حدث يمثل مشاجرة بين عائلتين مصريتين، وإن كان أحد أطرافها قبطي إلا أن الكنيسة لا دخل لها بما حدث.
وأيد القس إخلاء العائلة القبطية لمكان إقامتها بالقرب من الكنيسة، مشيدًا بالعلاقة بين المسلمين والمسيحين، خاصة أهالي المنطقة التي تقع بها الكنيسة، والتي لم تشهد حادث اعتداء واحد عليها خلال هذه الأحداث، مؤكدًا على احترام المسلمين لدور العبادة، وإن كانت قبطية، خاصة أن العلاقة بين الأقباط والمسلمين يسودها الحب والمودة، وإن أدت بعض الأحداث إلى ما يسمى فتنة طائفية، إلا إنها يمكن أن تقع بين أبناء الديانة الواحدة، لأنها تقع لأسباب اجتماعية أو اقتصادية لاعلاقة لها بالعقيدة.
الوطن
رابط html مباشر:
التعليقات: