مكاشفات بلا مواربة حول قلق الأقباط من تيارات الإسلام السياسى
تمر مصر بمرحلة من أصعب المراحل فى تاريخها الحديث حيث تتصارع قوى عدة لتشكيل النظام الجديد . ويبرز من بين هذه القوى بوضوح التيار الإسلامى متمثلا فى جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة والدعوة السلفية وذراعها السياسى حزب النور.
والوجود العلنى لهذا التيار يضع الأقباط فى دائرة تتأرجح بين القلق والخوف على مستقبل الدولة المدنية وتحقيق العدالة والمساواة .
وهذه المواجهة التى فرضها الظرف التاريخى تتطلب قدر كبير من المكاشفة والمصارحة حتى تبدو النوايا سليمة ونقية بين شركاء الوطن، لهذا لايمكن لأحد أن ينكر حالة القلق التى تسود قطاعات عريضة من الأقباط، وهى حالة يشاركهم فى مساحة كبيرة منهم طوائف أخرى فى المجتمع يأتى على رأسها الليبراليون والعلمانيون والمرأة والبهائيون بل والملحدون ولكن وضع الأقباط يختلف عن الآخرين نظرا للاختلاف الدينى والذى يقوم عليه الأساس الفكرى لتيارات الإسلام السياسى ولا تغنى هنا المجاملات عن كشف منابع هذا القلق والتى يمكن أن نلخصها فى ثلاثة محاور:
المحور الأول يتعلق بميراث من الفتاوى التى صدرت عن الإخوان المسلمين والتى لم يتم الإعلان عن التراجع عنها، وهى تمس وجود الأقباط وحرية ممارسة عقيدتهم بشكل واضح ، ومنها على سبيل المثال ما نشرته مجلة الدعوة – لسان حال الإخوان المسلمين – فى عددها رقم 56 الصادر فى ديسمبر 1980 للشيخ محمد عبد الله الخطيب عن حكم بناء الكنائس ويؤكد فيها أنه لايجوز بناء الكنائس فى البلاد التى أحدثها المسلمون ولا التى فتحوها بالقوة ولا التى فتحت صلحا .أى أنه لايجوز بناء الكنائس بأى شكل من الأشكال .فهل حديث الإخوان عن الدولة المدنية يتفق مع هذه الفتوى .أما أنهم يتصورن أن الأقباط لا يعرفون شيئا عن هذه الفتوى فيتجهلون أمرها .ويستمرون فى الطريقة الذئبقية .بدون تحديد لايتفق مع الشراكة الوطنية فى بناء دولة حديثة تتسع لكل المصريين .
ومما يزيد حيرة الأقباط وقلقهم تفسيرات بعض الإخوان للآيات القرانية التى عاشوا فى رحابها قرون عديدة إلى قراءة أكثر تشددا من ذلك تفسير الشيخ محمد عبد الله الخطيب للآية الكريمة (ولتجدن أقربهن مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنى نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبان وأنهم لايستكبرون ) فى العدد رقم 35 من ملة الدعوة الصادر فى أبريل 1979.
فالشيخ يرى أن الاية لا تشمل كل من قالوا إنى نصارى بل الحكم فيها على فريق خاص محدد الملامح والسمات فى باقى الآيات بعدها هذا الصنف استجاب لله فعلا وآمن بالإسلام واعتنق هذا الدين فهو مسلم متبع أى أن مفتى الإخوان يرى أن الأقرب مودة هم المسلمون .
وهذه الفتاوى وغيرها الكثير تتطلب إيضاح من الإخوان .ومن حزبهم إذا كان هناك فرق بين الحزب والجماعة
المحور الثانى يتمثل فى عدم فهم الأقباط – وأظن أن كثيرين من شركاء الوطن يتفقون معهم فى حالة عدم الفهم هذه – لاختلافات التيارات السياسية ذات المرجعية الإسلامية فى جزئية تطبيق الشريعة فالإخوان يرفعون شعار تطبيق الشريعة وحملة الدكتور محمد مرسى تحمل شعار غامض ( الإسلام هو الحل ) وكيف يمكن أن يتعامل المسيحى مع هذا الشعار، وكان الدكتور أبو الفتوح يعلن أنه سوف يطبق الشريعة رغم انف الجميع فى نفس الوقت الذى يدعى فيه اللبيرالية. وكان الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل يقول أيضا أنه سوف يطبق الشريعة .. فما هو الفرق بين الشريعة التى يريدها الإخوان والتى يريدها المنشق عليها والتى يريدها السلفيون؟ .أما إن كل فصيل يتحدث عن فهمه الخاص للشريعة .كيف يطمئن القبطى إذن وهناك حالة من الغموض تكتنف المصطلح وتفسيراته .وكيف يبنى جسر من الثقة مع تيارات الكثير منها تعلن تكفيره أو أن ديانته منحوله عن الوثنية كما صرح بعض السلفيين؟ هذه الأسئلة تطحن قلب وعقل هذا الموطن المصرى لاتجد أى اهتمام بالإجابة عليها أو شرحها فالتيارات مشغولة بالوصول للكرسى وهمها الكرسى فقط .دون تحقيق التوازن الوطنى احد أهم أعمدة الاستقراروالسلام الاجتماعى .
أما المحور الثالث فهو يكشف عن صعوبة تعامل الأقباط مع تيارات أخرى أكثر تشددا – من الإخوان – مثل الجماعة الإسلامية والتى أصبح لها حزب سياسى البناء والتنمية .وهى جماعة استباحت أموال ودماء الأقباط .ومازال وجدان الأقباط ملتهب بالذكريات الساخنة لشهداء وضحايا هذه الجماعات فى فترة الثمانينيات والتسعينيات .والمطلوب الآن بعد السير على شوك هذه المكاشفات الوصول.
إلى صيغة فعلية واقعية لسبل التعايش المشترك .الأمر الذى يتطلب جهود ضخمة من هذه التيارات لعلل أهمها التخلى أولا عن حالة الغرور والصلف والتعامل مع طوائف المجتمع بعنجهية وكبرياء غير مبرر. وثانيا توضيح وتحديد الموقف من الفتاوى والتفسيرات المتشددة وتقديم اعتذار رسمى عن حالات القتل التى تعرض لها الأقباط بعد ذلك يمكن ان توضع نقاط للتفاهم والحوار المشترك لبناء وطن على أساس المواطنة الحقيقية، لا مجرد الكلمات الجوفاء .والأحضان الغاشة والقبلات الباردة .أما إذا سرنا بلا مصارحة حقيقة فالقادم أسوأ.
روبير الفارس
والوجود العلنى لهذا التيار يضع الأقباط فى دائرة تتأرجح بين القلق والخوف على مستقبل الدولة المدنية وتحقيق العدالة والمساواة .
وهذه المواجهة التى فرضها الظرف التاريخى تتطلب قدر كبير من المكاشفة والمصارحة حتى تبدو النوايا سليمة ونقية بين شركاء الوطن، لهذا لايمكن لأحد أن ينكر حالة القلق التى تسود قطاعات عريضة من الأقباط، وهى حالة يشاركهم فى مساحة كبيرة منهم طوائف أخرى فى المجتمع يأتى على رأسها الليبراليون والعلمانيون والمرأة والبهائيون بل والملحدون ولكن وضع الأقباط يختلف عن الآخرين نظرا للاختلاف الدينى والذى يقوم عليه الأساس الفكرى لتيارات الإسلام السياسى ولا تغنى هنا المجاملات عن كشف منابع هذا القلق والتى يمكن أن نلخصها فى ثلاثة محاور:
المحور الأول يتعلق بميراث من الفتاوى التى صدرت عن الإخوان المسلمين والتى لم يتم الإعلان عن التراجع عنها، وهى تمس وجود الأقباط وحرية ممارسة عقيدتهم بشكل واضح ، ومنها على سبيل المثال ما نشرته مجلة الدعوة – لسان حال الإخوان المسلمين – فى عددها رقم 56 الصادر فى ديسمبر 1980 للشيخ محمد عبد الله الخطيب عن حكم بناء الكنائس ويؤكد فيها أنه لايجوز بناء الكنائس فى البلاد التى أحدثها المسلمون ولا التى فتحوها بالقوة ولا التى فتحت صلحا .أى أنه لايجوز بناء الكنائس بأى شكل من الأشكال .فهل حديث الإخوان عن الدولة المدنية يتفق مع هذه الفتوى .أما أنهم يتصورن أن الأقباط لا يعرفون شيئا عن هذه الفتوى فيتجهلون أمرها .ويستمرون فى الطريقة الذئبقية .بدون تحديد لايتفق مع الشراكة الوطنية فى بناء دولة حديثة تتسع لكل المصريين .
ومما يزيد حيرة الأقباط وقلقهم تفسيرات بعض الإخوان للآيات القرانية التى عاشوا فى رحابها قرون عديدة إلى قراءة أكثر تشددا من ذلك تفسير الشيخ محمد عبد الله الخطيب للآية الكريمة (ولتجدن أقربهن مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنى نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبان وأنهم لايستكبرون ) فى العدد رقم 35 من ملة الدعوة الصادر فى أبريل 1979.
فالشيخ يرى أن الاية لا تشمل كل من قالوا إنى نصارى بل الحكم فيها على فريق خاص محدد الملامح والسمات فى باقى الآيات بعدها هذا الصنف استجاب لله فعلا وآمن بالإسلام واعتنق هذا الدين فهو مسلم متبع أى أن مفتى الإخوان يرى أن الأقرب مودة هم المسلمون .
وهذه الفتاوى وغيرها الكثير تتطلب إيضاح من الإخوان .ومن حزبهم إذا كان هناك فرق بين الحزب والجماعة
المحور الثانى يتمثل فى عدم فهم الأقباط – وأظن أن كثيرين من شركاء الوطن يتفقون معهم فى حالة عدم الفهم هذه – لاختلافات التيارات السياسية ذات المرجعية الإسلامية فى جزئية تطبيق الشريعة فالإخوان يرفعون شعار تطبيق الشريعة وحملة الدكتور محمد مرسى تحمل شعار غامض ( الإسلام هو الحل ) وكيف يمكن أن يتعامل المسيحى مع هذا الشعار، وكان الدكتور أبو الفتوح يعلن أنه سوف يطبق الشريعة رغم انف الجميع فى نفس الوقت الذى يدعى فيه اللبيرالية. وكان الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل يقول أيضا أنه سوف يطبق الشريعة .. فما هو الفرق بين الشريعة التى يريدها الإخوان والتى يريدها المنشق عليها والتى يريدها السلفيون؟ .أما إن كل فصيل يتحدث عن فهمه الخاص للشريعة .كيف يطمئن القبطى إذن وهناك حالة من الغموض تكتنف المصطلح وتفسيراته .وكيف يبنى جسر من الثقة مع تيارات الكثير منها تعلن تكفيره أو أن ديانته منحوله عن الوثنية كما صرح بعض السلفيين؟ هذه الأسئلة تطحن قلب وعقل هذا الموطن المصرى لاتجد أى اهتمام بالإجابة عليها أو شرحها فالتيارات مشغولة بالوصول للكرسى وهمها الكرسى فقط .دون تحقيق التوازن الوطنى احد أهم أعمدة الاستقراروالسلام الاجتماعى .
أما المحور الثالث فهو يكشف عن صعوبة تعامل الأقباط مع تيارات أخرى أكثر تشددا – من الإخوان – مثل الجماعة الإسلامية والتى أصبح لها حزب سياسى البناء والتنمية .وهى جماعة استباحت أموال ودماء الأقباط .ومازال وجدان الأقباط ملتهب بالذكريات الساخنة لشهداء وضحايا هذه الجماعات فى فترة الثمانينيات والتسعينيات .والمطلوب الآن بعد السير على شوك هذه المكاشفات الوصول.
إلى صيغة فعلية واقعية لسبل التعايش المشترك .الأمر الذى يتطلب جهود ضخمة من هذه التيارات لعلل أهمها التخلى أولا عن حالة الغرور والصلف والتعامل مع طوائف المجتمع بعنجهية وكبرياء غير مبرر. وثانيا توضيح وتحديد الموقف من الفتاوى والتفسيرات المتشددة وتقديم اعتذار رسمى عن حالات القتل التى تعرض لها الأقباط بعد ذلك يمكن ان توضع نقاط للتفاهم والحوار المشترك لبناء وطن على أساس المواطنة الحقيقية، لا مجرد الكلمات الجوفاء .والأحضان الغاشة والقبلات الباردة .أما إذا سرنا بلا مصارحة حقيقة فالقادم أسوأ.
روبير الفارس
رابط html مباشر:
التعليقات: