|

متابعة لندوة المهمشون في مصر عبر العصور ...


"الشعب المصري شعب مهمش بطبيعته وعلي مدار التاريخ ،وليس بالضرورة أن يكون المهمش هو الاقل قيمة"..

هذه الكلمات هي ما بدأت به فعاليات ندوة"المهمشون في مصر عبر العصور" والتي عقدت فعاليتها في كلية الاداب جامعة عين شمس بالتعاون مع المجلس الاعلي للثقافة ومركز بحوث الشرق الاوسط ومركز الدراسات والاستشارات والتدريب وانقسمت إلي جلستين حملت الأولي عنوان"المهمشون في منظومة المجتمع المصري"بينما حملت الثانية عنوان"المهمشون والانتفاضات والثورات".




واضاف "د.محمود اسماعيل" الذي استهل الندوة بحديث عن المهمشين في مصر الإسلامية :"إن الوضع جري تقسيمه إلي الطبقة العليا وطبقة العوام واخيرا طبقة المعدمين وكلمة "طبقة" التي لم نعرف لها مصطلح محدد قبل ظهور علم
الاجتماع كان لها مفردات في الادابيات العربية منذ القدم كالاوباش، الاراذل، السوقة،..الخ وهم الرعاة والفلاحين وغيرهم ممن يصنعون التاريخ ويسرقه منهم الحكام كما يقال".


واستطرد:"التاريخ المصري بائس وملئ بالذل واخره الثورة المصرية وفشلها بسبب استغلال عدم الوعي وعظم سلطة المؤسسة العسكرية وتولي زمام الامور لاحط شريحة موجودة بعدما قدم الشباب والعلماء وخيرة الشعب رقابهم للعسكر وربما يحتاج الامر للعودة الي قفور الجهل كما الحال في القرن ال18 لنعيش مع حلم الخروج للنور ربما لابد من المرور بهذا البلاء لمعرفة قيمة ما ضيعناه بجهلنا كشعب يعيد تاريخه بانتظام كل ردح من الزمان مع الالتزام باهم ثلاث كلمات في كل مرة لادانة خيار المناضلين وهي :الزندقة،الاباحية،العمالة الاجنبية".


وانتقل الحديث الي "د.علي بركات" الذي تحدث عن فقراء المدينة في الثورة العرابية وربط الدين بالتدني واطلاق لفظ العامة علي من لا دين لهم او كما وضفهم الجبرتي بسفلة القوم او الرعاع او الحشرات فقال:"حتي ثورة 1805 التي
اتت بمحمد علي تعبيرا عن الارادة الشعبية وصفها الجبرتي بانها:صراع اوباش مع اوباش!! وحتي ابان ثورة القاهرة الثانية والتي دامت لاكثر من شهر دعا العلماء والتجار للتهدئة العامة وذلك طبعا لمصالحهم المرتبطة باستقرار الامور بينما اتهمهم الفقهاء بالعمالة واخذ اموال من الفرنسيين وخيانة مبادئ الثورة وحتي بعد تولية محمد علي باثر رجعي في 18 يونيو 1805 وقيادة عمر مكرم للثورة كان اغلب العلماء يميلون للمهادنة رغم ان الاغلبية كانت تري ان الشعب يعزل الوالي وربما السلطان لانه مصدر السلطات وليس العكس".


وأضاف:"فقراء المدينة والعامة علي مدار العصور وجهت لهم نظرة استعلائية من قبل الشراكسة واليهود وحتي المثقفون الجدد مما اغضب تلك الطبقة واثار سخطها قبيل الثورة العرابية بقليل ولهذا كان لهم دور كبير في ميدان عابدين مع الضباط حتي انهم كانوا يؤمنون المدافع التي يموت عنها جنودها حتي نجحت الثورة العرابية واستجابت الحكومة للمطالب".


وتحدث بعد ذلك "د.عبد المنعم الجميعي" عن تهميش الطبقة الوسطي في مصرعلي الرغم من كونها رمانة ميزان المجتمع فعلي مدار التاريخ المصري يصعد شان تلك الطبقة ويتدني ازمان الاحتلالات والثورات حتي تتآكل مع التباعد المجتمعي والميل الي العزلة وانتشار الفساد وظهور طبقة جديدة من النفعيين والسماسرة اللذين لا يملكون اي مؤهلات لغناهم المفاجئ الا بسبب اهتزاز الهيكل المجتمعي الذي اتاح لهم استغلال الاموال في اشياء غير منتجة كالمضاربة علي الاراضي والتلاعب في اموال الدولة ولكن الامل لم ينقطع حتي بعد السكون المصاحب لثورة يناير 2011".


أما "د.جمال شقرة" فتحدث مختتما الجلسة الاولي عن المعدمون وفقراء الريف في التجربة الناصرية بعدما حققت ثورة يوليو اغلب اهدافها بدءا من تكوين جيش وطني قوي وهذا ماحدث بالفعل ثم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورة يناير ايضا وهو ما جعل العائلات المعدمة من الفلاحين تتقلص من 1217 عائلة الي 970 فقط خاصة بعد صدور قانون الاصلاح الزراعي بعدما كانت تلك العائلات لاتملك حتي ما تزرعه فلم يكتفي القانون بتحديد الراتب وعدد ساعات العمل بل واقر بحقهم في نقابات مهنية ولكن عدم الوعي والتخلف الشديد جعل هذه القوانين شكلية جدا ومقتصر تنفيذها علي كبار المزارعين ومقاولي الانفار فحتي بعد تقسيم الاراضي الزراعية لم يحصل عليها الا سابقي الذكر وكان الاقطاعي سلم الراية للطبقة المتوسطة لتضغظ هي الأخري علي المعدمين".


وفي الجلسة الثانية استهل"د.ابراهيم مرجونة" عن الشيعة زمن صلاح الدين الايوبي بين التهميش والعزل السياسي وحتي اسقاط الخلافة الشيعية تماما وعودة الخلافة السنية من جديد.


أما"د.سند عبد الفتاح" فتحدث عن "ثورة العبيد زمن سلاطين المماليك" كطبقة مهمشة أيضا وقد قسمهم إلي نوعين:العبيد السود والرقيق الأبيض اللذين جاءوا من مواطنهم وعينهم علي المناصب في مصر حتي حصل معظمهم عليها بالفعل وتأرجحت سلطتهم مع العبيد السود اللذين وصلوا إلي 40 الف فرد ايام الدولة الطولونية و50 الف عبد اسود ايام الدولة الفاطمية ولو ان لهذا اسباب خاصة بالمستنصر نفسه حيث كانت امه سوداء وهي من جلبت السود الي مصر باعداد كبيرة وامدتهم بالسلاح والمال لدعم مناوشاتهم مع الرقيق البيض خاصة من الاتراك وظلت المعارك بينهم تشتد خاصة بعد لجوءهم للمستنصر وتنصله من بلطجة العبيد السود او من تدعيم والدته لهم وتكررت الانتصارات تارة للبيض الاتراك وتارة للسود الزنوج في شبرا والجيزة والقاهرة والاسكندرية وحتي الصعيد حتي انتهي الامر بانهزام العبيد تماما امام الرقيق الابيض من الاتراك بعد وقوع الالاف من الجانبين ولكن الخلاصة هي ان ضعف الحكام يزيد من تهميش العبيد والمهمشين قد يتحولون مع الجهل وانعدام النظام الي بلطجية محترفين"


اما"د.سيد عشماوي" فتحدث عن"الاسافل الاوغاش – الاراذل الاوباش دورهم في الاحتجاج والثورة في مصر خلال القرن19م" واتفق علي اطلاق مصطلح"الدون"عليهم وليس مصطلح العامة وهم الحمارون والقهوجية والشحاذون
والندابات و...الخ من الشرائح التي تنتشر خاصة بعد الثورات فبعد الثورة العرابية كانت هناك لجان الاشقياء وكذلك بعد الثورة الاخيرة انتشرت اللجان الشعبية والبلطجة ،وللعامة دور كبير في تغيير مجريات الحياة السياسية فهناك مثلا لاحصرا الاضراب الذي قام به السقاؤون ايام الخديو اسماعيل بسبب ارتفاع الضرائب المفروضة عليهم، والنشالين
اللذين اصدروا بيانا عام 1967 بعدم النشل لما تمر به البلاد من ظروف عصيبة فجاء ليس تهكما او سخرية بقدر ما لم تحدث بالفعل ولا حادثة سرقة واحدة حتي 1973 لان الشعب كان يتقاسم قوته مع بعضه البعض ويكفي ان المهمشين من الشعب هم من اعادوا جمال عبد الناصر الي الحكم بعد تنحيه ، وكذلك عائشة – كودية الزار- التي ابعدها الخديو بعدما نصحته بتهدئة الامور والاستجابة للثوار فنفاها الي جدة بعدما استعان بها في اغلب قراراته والامثلة  كثيرة حتي اندلعت الحرب العالمية الاولي"


واختتم وقائع الجلسة الثانية"د.محمد رفعت الامام" بكلمته عن الجذور التاريخية لظاهرة اطفال الشوارع في مصر بين عامي 1883 – 1949م كطائفة مهمة جدا من المهمشين في مصر فقال:" يصفها محمد علي علوبة منتقضا اياها كظاهرة فيقول انه لا يراها في اية دولة محترمة رغم تاكيده بان اطفال الشوارع ضحايا قبا ان يكونوا اثمين كتدرج طبيعي لطريقهم المتعثر، فالتشرد هو جذورهم والتسول والانحراف والادمان هو نشأتهم والجيمة هي نهايتهم ولهذا اوصي في ورقتي التي هي نفس عنوان احدث كتاباتي بانقاذ الاطفال والمشردين اللذين يزج بهم في السجون لانهم في الاساس ضحايا الاهمال وسوء التربية فقد اشرت في كتابي الي ان سينما الاربعينات مثلا هي تجسيد رائع لاستفحال تلك الظاهرة في تلك الفترة كافلام طياسمين وجعلوني مجرما التي كانت سببا في تعديل قانون السابقة الاولي المعمول به إلي الآن"


متابعة وتصوير : شيماء الشواربي

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات