هلم نؤسس صندوق الإغاثة القبطية..!!
بقلم: جرجس بشرى
في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها الأقباط، ومحاولات استهداف الوجود المسيحي في مصر، وجرائم العدوان الجماعي على الأقباط وممتلكاتهم وكنائسهم وأرواحهم، والتي تسفر عن وقوع ضحايا ومصابين وتخلف ورائها كثير من ذوي العاهات والإعاقات دون تدخل حقيقي ملموس من الحكومة المصرية لتعويض الضحايا وأسرهم، بات الحديث الآن عن تأسيس "صندوق الإغاثة القبطية" واجبًا ومطلبًا مُلِحًا ومسئولية ضميرية وأدبية وأخلاقية. وهناك كثير من الأسباب الملحة التي تتطلب وبسرعة قصوى تأسيس هذا الصندوق لعل من أهمها على الإطلاق سياسة الحكومة المصرية الممنهجة في اضطهاد أقباط مصر، وعدم تقديم الجناة المعتدين على الأقباط للمحاكمة، بل وتحصين الجناة والمتواطئون معهم سواء "جماعات أو أفراد أو مسئولين حكوميين" من العقاب، وهو ما يؤدي إلى تكرار هذه الجرائم وانتشارهًا على الصعيدين الجغرافي والكمي ـ معًا ـ وهو ما يعني بالضبط مزيدًا من وقوع الجرائم في المستقبل، واستهداف مزيدًا من أرواح الأقباط المسالمين العزل، ونهب ممتلكاتهم، والعدوان على كنائسهم وهدمها وحرقها، والأخطر هو بشاعة ما رأيناه في قمع الحكومة المصرية ومجلسها العسكري لأي حركات احتجاجية تطالب بالحقوق الشرعية العادلة للأقباط، وهي احتجاجات ومظاهرات تكفلها المواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، حيث استخدمت الحكومة المصرية في مذبحة ماسبيرو القوة المسلحة وأشهرت مدرعاتها ورصاصها الحي ضد الأقباط المسالمين العزل في سابقة لا إنسانية خطيرة يدينها الضمير الإنساني وجريمة" ضد الإنسانية" وفقًا للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، سوف تلاحق مستقبلًا المجلس العسكري وحكومة عصام شرف إن عاجلًا أم آجلًا.. ومن المفجع والمثيرة للريبة أن الحكومة المصرية في جميع حالات العنف الجماعي ضد الأقباط لا تقوم بتعويضهم برغم تخاذلها في حمايتهم، وتركها لجماعات تستهدفهم وتستبيح دمائهم وكنائسهم وممتلكاتهم، وهو ما يزيد أكثر من معاناتهم في وطنهم كسكان أصليين لهذا البلد، فحوادث العدوان الجماعي على الأقباط خلفت ورائها كثيرا من القتلى والافًا من المصابين وذوي العاعات والإعاقات، الأمر الذي يمتد ليشمل معاناة أسرهم، الذين معظمهم من محدودي الدخل أو الفقراء أو الذين يعيشون على حد الكفاف، فالجرائم التي استهدفت الأقباط في المقطم وصول و مذبحة كنيسة القديسين بالاسكندرية، والهجوم على كنيسة مارمينا بالعمرانية وهدم الجيش لسور دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وحادث الهجوم على كنيستي إمبابة وحادثة أبو قرقاص الطائفية، وغيرهم خلف ورائه كثير من القتلى والمصابين الذين هم الآن في أشد الحالة للعلاج والمتابعة والعناية والتأهيل النفسي، ولم تقم الحكومة المصرية بتعويض الضحايا والمصابين بل والاخطر انها حولت معظمهم من ضحايا إلى مجرمين..!! الغريب في هذه الحوادث أننا لم نلحظ أي جهات إغاثة تتحرك لإغاثة الأقباط وإسعافهم بشكل إنساني، مثل جمعية الهلال الأحمر وهيئات الإغاثة المصرية الأخرى إلا فيما ندر..!! لقد أصبح من الضروري في ظل هذا الاستهداف أن نتحرك جميعًا بسرعة لتأسيس صندوق "الإغاثة القبطية"، بحيث يمكن من خلاله سرعة إغاثة الأقباط، سواء بالمساعدة العينية كـ"العلاج والدواء" أو المساعدة النقدية لأسر الضحايا أو المعاقين أو المصابين، ويجب أن يكون لهذا الصندوق إدارة يشهد لها الجميع بالنزاهة والأمانة، وتعلن ميزانيته بكل شفافية على الملأ، من جوانب الإنفاق وجوانب الموارد والتبرعات العينية والنقدية، وأن يتم تمويله من الأقباط ورجال الأعمال في الداخل والخارج وأقباط المهجر، وأظن لو أن تبرع كل مسيحي بجنيه واحد شهريًا ـ جنيها واحدًاـ من الممكن أن يكون إيراد هذا الصندوق 10 مليون جنيه على الأقل شهريًا، أي 120 مليون جنيه سنويًا، من الممكن استغلال بعض منها في إقامة مشروعات تخدم الشباب وتخدم الفقراء من الشباب المقبلين على الزواج إلى غير ذلك، والذي لا يقل أهمية عن كل ذلك هو قيام الصندوق بتخصيص محامين شرفاء يتبنون قضايا الدفاع عن الأقباط في حوادث العنفي الطائفي، وتخصيص جزء من ايرادات الصندوق لملاحقة المسئوليين الحكوميين والسلطات المحلية التي شاركت أو تواطأت أو تركت جماعات تستهدف الأقباط على أساس ديني دون مساءلة أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتدويل قضية الأقباط في مصر، وبذلك ومن خلال هذا الصندوق يشارك الأقباط في صناعة وتقرير مصيرهم. إنني أطرح وبكل جدية هذه الفكرة على أقباط مصر في الداخل والخارج لكي يتم مساعدتنا في بلورة هذه الفكرة التي كنت أول من طرحتها عبر مقال صحفي على موقع الأقباط متحدون عقب مذبحة الخنازير الكارثية 2009، وأطالب الجميع أن يساعدوننا بل ويشاركوننا في خروج هذا الصرح الذي لا نبتغي من وراءه منفعة شخصية أو مكاسب أخرى إلا مصلحة الأقباط المستهدفين حكوميًا في مصر.
رابط html مباشر:
التعليقات: