الشيخ أسامة القوصى.. السلفى السابق: السلفيون شوهوا الإسلام و«الإخوان» تيار متطرف!
بعد تسعة وثلاثين عاما من الحياة بين مختلف التيارات الإسلامية خرج علينا الشيخ أسامة القوصى الشيخ السلفى «سابقا» متحدثا عنهم وعن فكرهم الحقيقى الذى يخفونه تحت القناع السياسى، معلنا توبته بعد سنوات من الانحراف الدينى وعودته إلى السلف الصالح وليس سلف اليوم، منذ أن استدرجته جماعة الإخوان المسلمين وهو طالب بكلية طب عين شمس فى السبعينيات وحتى فتاوى التحريم وإهدار الدم داخل الجماعة السلفية.
أعلن خروجه متبرئا من كل منهما بعد أن رفض التجارة باسم الدين.
* مررت بتجربة الإخوانى والسلفى فإلى أى منهما تنتمى ؟
-أنا أرفض أن أنتمى إلى أى جماعة أو تنظيم وخاصة بعد ما مررت به خلال تسعة وثلاثين عاما من تيارات كثيرة جدا منها ما التحقت به ومنها ما اقترتب منه فقط. وقد كرهت فكرة التشرذم فى الدين. حتى أستطيع الآن أن أصف نفسى بأنى مسلم سلفى عقلانى وهذا لأميز نفسى عن بعض التيارات التى للأسف تتصف بالجمود والتعصب وعدم التعامل مع الواقع بما يناسبه، فهناك مدرسة النقل البحت ومدرسة العقل البحت والمنهج الذى أتبناه منهج عقلى بمعنى أنه لا يمكن أن نهمل النصوص ولا يمكن أن نفكر بعقول فى الدين دون نصوص فالنص يحتاج إلى فهم وإدراك.
والهدف من كل ذلك القول بأن السلفية والإسلام وجهان لعملة واحدة، وأظن أن هذا نفس كلام الجماعات السلفية الذى يقولونه مؤخرا ولكنهم أغفلوا أننى أقصد بالسلفية الإسلام الصحيح الأول أيام الرسول قبل حدوث هذه التمزقات والفرق والتشويه لصورة الإسلام.
* هل تقصد أن السلفيين شوهوا الإسلام ؟
- لاشك أن هناك كثيرا من السلفية قد مثلوا الإسلام والسلفية بصورة مسيئة جدا وهم فى حاجة إلى تصحيح لمعنى السلفية لديهم، فالسلفية الآن لها وجه واحد مشرق ووجوه كثيرة مظلمة منها أننا أصبحنا نصف السلفية الآن كمنهج بالتشدد لأن المنتسبين إليها قد صدَّروا لنا هذا الفكر، فمثلا الشيخ محمود لطفى وهو أحد شيوخ السلفية قد أصدر فتوى بأن من يتكلم عن الرئيس يهدر دمه وقد أهدر دم البرادعى بفتوى، كما أنه صرح بأن مجرد الاعتراض على الحاكم علنا أو المطالبة بتغييره هذا يعد خروجا على ولى الأمر، ويعتبر خروجا عن الجماعة وبالتالى من يفرق الجماعة فدمه مهدور.
وسلسلة من فتاوى إهدار الدم حتى وإن كانت نظرية فهى تمثل فكرا دمويا لديهم.
وللأسف هؤلاء بتشددهم الشخصى يطرحون صورة مشوهة عن السلفية.
* ولكن مثل هؤلاء الشيوخ يعتبرهم الناس من رموز السلفية فماذا ترى أنت ؟
-أختلف حول هذه التسمية، فالسلفية ليس لها رموز إلا على أرض الواقع باعتبار هؤلاء تنظيما، فمثلا الإخوان المسلمون تنظيم والجماعات السلفية الآن تحولت لتنظيمات لها عضوية، ونظرا لأن هذه التنظيمات لها أعداد فأصبحت مشهورة. ونحن الآن فى مرحلة سياسة الصوت العالى. فصاحب الصوت العالى أصبح هو الذى يظهر فى الصورة، والكلام فى السياسة له بريق أكثر من الدين. كما أعيب على الإعلام الذى بالغ فى تفخيم هؤلاء وعرضهم فى شو سياسى إعلامى على مختلف الفضائيات، وأحيانا لإثارة الجدل ليس أكثر، حيث أنهم لا يملكون الحنكة السياسية التى يتصف بها أهلها، وأرى أن المصريين جميعا يمرون بمرحلة مراهقة سياسية، فالكل يتكلم فى السياسة فأصبحنا 85 مليون سياسى و85 مليون مفتى و85 مليون محلل كروى فظهرت مشكلة من يمثل من ؟ فهل أنا كمصرى رشحت أحدا ليتكلم عنى فهذا غير صحيح.
لذلك فليس هناك الآن ما يسمى رموز السلفية، ولكن هناك ما يسمى تنظيما أو جمعية وأنا أدرك كل هذه المسميات لأننى عملت بالمطبخ الدينى لسنوات وخرجت منه بعد أن أصبحت أميز جيدا بين الحقيقة والادعاء، ولكن للأسف عامة الناس يجهلون هذا التمييز.
* البداية.. تحدثت أنك كنت بهذا المطبخ الدينى لمدة 39 عاما. فمن أين بدأت ؟
- البداية كانت مسلم فطرى ثم يتم استدراجك من حيث لا تدرى. فأنا كنت طالبا فى كلية الطب فى السبعينيات واستدرجنى الإخوان من داخل الكلية إليهم، وكنت لا أعلم أنهم جماعة الإخوان المسلمون، وكان فى هذه الفترة الرئيس السادات وقد أخطأ خطأ عمره ودفع حياته ثمنا لهذا الخطأ ليس فى أنه أخرج هذه التيارات من السجون بعدما سجنهم عبدالناصر ولكنه أعطاهم ضوءا أخضر للعمل فى جميع اتجاهات المجتمع المصرى ليتخلص بهم من منافسيه الاشتراكيين والشيوعيين، فسمح لهم بالعمل فى النقابات والاتحادات الطلابية، وأعطاهم كل الفرص للعمل الرسمى، وقد فوجئت وأنا طالب بالكلية بأن هناك طلابا فى دفعتى أكبر منى سنا ثم عرفت أنهم كانوا فى السجون وقد بدأوا يعطوننا مذكرات مكتوبة بخط اليد من كتب لسيد قطب والتى كانت ممنوعة فى ذلك الوقت.
- وكنا نعتقد أن هؤلاء أبطال تم سجنهم لأنهم مكافحون وأصحاب فكر وقد آذاهم النظام لوطنيتهم. وقد تأثرنا بهم كثيرا وللأسف لم نكن نميز وقتها بين صحة أو خطأ ما يطرحونه علينا من أفكار ومبادئ ووصايا حتى وصلنا إلى أن بدأت فكرة الدين تدخل لنا فى شكل سياسى للإسلام وكانت هذه بداية الانحراف بالنسبة لى ولكثير من جيلى حيث تحولنا من الإسلام الفطرى البسيط إلى فكرة تسييس الدين لصالح فصيل معين، وليس لصالح الدين فكانت كلمة لا إله إلا الله كلمة حق يقولونها، ولكن يراد بها باطل تبعا لمصالحهم الشخصية.
* ما هى مصلحة الإخوان الشخصية ؟
- قطعا.. هدف الإخوان الوصول إلى الحكم وليس أن يحكم الإسلام، بل يكونوا هم الحاكمون أى أن الإسلام يحكم ولكن من خلالهم فقط ولذلك ينادون بدينية الدولة فما يحدث الآن على الساحة هى منافسة سياسية، ولكن تصاغ بصيغة دينية لأن الناس تنجذب للدين بشكل غير عادى فوصلنا أننا أصبحنا نتاجر بالدين، وهذه هى المشكلة فليت الإسلام يحكم كإسلام بدون تمييز أما أن طائفة تستغل الدين لصالحها فهذه المصيبة، وأنا شخصيا عانيت كثيرا من تعصب الإخوان المسلمين خلال هذه السنوات، فمبجرد أنهم يعلمون أنك لا تنتمين إلى فكرهم يحاولون إبعادك والتخلص منك، بل وتحذير الناس من أفكارك، فالمهم هو إبعاد المنافس أو المخالف لهم فى الفكر حتى لو كان ينتسب إلى الإسلام، ولم تقتصر هذه المبادئ عليهم وإنما امتدت لتشمل السلفيين والجماعة الإسلامية، جماعة الجهاد، فالجميع يعمل بالسياسة مستغلا للدين وإذا خالفتهم يهاجمونك وهذا ما أتعرض إليه الآن، فيقولون أننى منبوذ ولا أمثلهم ولا أتبعهم وهذا صحيح، فأنا لا أنتمى إليهم وإنما أنتمى إلى ما أمثله من علم.
* باعتبارك أحد شيوخ السلفية فماذا تؤيد دينية الدولة أم مدنيتها ؟
- أنا أفهم أن الدولة بطبعها كيان مدنى وأنا أتمنى مدنية الدولة بما تعنى ثلاثة أشياء لا يحكمها رجل دين ولا رجل عسكرى ودولة حديثة تأخذ بكل جديد بما لا يخالف مبادئها وكيانها وأنا لا أمانع أن يترشح لرئاستها قبطى أو امرأة مادام هو الأجدر بالكفاءة لتولى هذا المنصب، أما عن إخواننا الذين يتبنون فكرة الإسلام السياسى يرون أن رئيس الدولة وظيفة دينية حيث يقيسونها على فكرة الخليفة المسلم الذى كان يحكم، ولكنى أرى رئيس الدولة هى وظيفة مدنية دنيوية.
* وهل ترى أن هذا الإسلام المتشدد قد يتسبب فى إحداث فتنة طائفية فى مصر ؟
ليس هناك ما يسمى الفتنة الطائفية فى مصر، ولكن بالفعل هناك احتقانات ورءاها سلسلة كبيرة من التراكمات لمشكلات بسيطة كان سوء التصرف فيها هو الجمرة التى تشعل فتيل المشكلة القادمة.
ولم تعد تصلح سياسة التداوى وتطييب الخواطر، ولكن لابد أن يكون هناك من يقوم بحل هذه المشكلات حلا جذريا، وعلى الجميع أن يعلم بما فيهم الإسلامى المتشدد أن الإيمان بالإنجيل ركن من أركان الإيمان. وهذا ليس اجتهادا من عندى وإنما قول ربنا «وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله أولئك هم الفاسقون»
وعلى ذلك فقد أمر الله المسيحيين أن يحكموا بالإنجيل، وهنا أؤكد على الدولة المدنية التى يستطيع فيها المسلمون أن يقيموا دينهم كاملا وأن يستطيع المسيحيون أن يقيموا دينهم كاملا وأن يستطيع اليهود المصريون حيث يتواجد منهم الآن بمصر حوالى 93 وترأسهم امرأة وغالبا هم بالإسكندرية الذين أبوا الهجرة إلى إسرائيل وقالوا نحن مصريون أن يقيموا دينهم كاملا.
* بماذا تصف الإخوان المسلمون ؟
- كل هذه التيارات بلا استثناء لا تخلو من تطرف، وأذكر موقفين يدلان على ذلك فكل هذه التيارات هللت طربا يوم مقتل السادات وكلها يهنئ بعضها بعضا مع أن الجميع الآن يتبرأ من ذلك حتى القتلة أنفسهم يتبرأون ويقولون أننا أخطأنا. كما أن كل هذه الفصائل الإسلامية رقصت طربا لمقتل هذا الفرعون كما كنا نسميه جميعا، كذلك يوم 11 سبتمبر هلل الجميع طربا لما حدث وغيرها من المواقف. لذلك التطرف والتعصب موجود لذلك نتمنى لهم أن يتخلصوا منه، والمشكلة أنه ليس لدى أحدهم الشجاعة ليخرج ويقول إننى كنت متطرفا أو كنت أتبنى أفكارا متشددة.
* وبماذا تصف السلفيين ؟
- خرجوا من القمقم ولا خبرة لهم فى شىء ويسيئون أكثر مما يصلحون كما أنهم يسيئون لأنفسهم حتى أن بعضهم يدلى بتصريحات يتراجع عنها بأنه لم يكن يقصد. فالكبت الذى عاشوه قد ولد هذا الانفجار والتخبط الذى نراه فى تصريحاتهم ولا أظنهم سيدومون كثيرا لأنهم كلما استمروا كلما ظهرت عيوبهم ونبذهم الناس. فتفكيرهم يؤكد على أنهم لا يصلحون تماما للسياسة ولديهم إرهاب فكرى مرعب يحكمون به الناس تحت اسم الدين والخوف من النار وعذابها. فالقضية هى استغلال رجل الشارع البسيط الذى يحب الدين بفطرته فمن السهل خداعه وأنا أرى أن حرص هؤلاء على المصالح السياسية سيوقعهم شيئا فشيئا.
فليس هذا مجالهم، وربما لو تفرغوا للدعوة يكون أفضل لهم
أعلن خروجه متبرئا من كل منهما بعد أن رفض التجارة باسم الدين.
* مررت بتجربة الإخوانى والسلفى فإلى أى منهما تنتمى ؟
-أنا أرفض أن أنتمى إلى أى جماعة أو تنظيم وخاصة بعد ما مررت به خلال تسعة وثلاثين عاما من تيارات كثيرة جدا منها ما التحقت به ومنها ما اقترتب منه فقط. وقد كرهت فكرة التشرذم فى الدين. حتى أستطيع الآن أن أصف نفسى بأنى مسلم سلفى عقلانى وهذا لأميز نفسى عن بعض التيارات التى للأسف تتصف بالجمود والتعصب وعدم التعامل مع الواقع بما يناسبه، فهناك مدرسة النقل البحت ومدرسة العقل البحت والمنهج الذى أتبناه منهج عقلى بمعنى أنه لا يمكن أن نهمل النصوص ولا يمكن أن نفكر بعقول فى الدين دون نصوص فالنص يحتاج إلى فهم وإدراك.
والهدف من كل ذلك القول بأن السلفية والإسلام وجهان لعملة واحدة، وأظن أن هذا نفس كلام الجماعات السلفية الذى يقولونه مؤخرا ولكنهم أغفلوا أننى أقصد بالسلفية الإسلام الصحيح الأول أيام الرسول قبل حدوث هذه التمزقات والفرق والتشويه لصورة الإسلام.
* هل تقصد أن السلفيين شوهوا الإسلام ؟
- لاشك أن هناك كثيرا من السلفية قد مثلوا الإسلام والسلفية بصورة مسيئة جدا وهم فى حاجة إلى تصحيح لمعنى السلفية لديهم، فالسلفية الآن لها وجه واحد مشرق ووجوه كثيرة مظلمة منها أننا أصبحنا نصف السلفية الآن كمنهج بالتشدد لأن المنتسبين إليها قد صدَّروا لنا هذا الفكر، فمثلا الشيخ محمود لطفى وهو أحد شيوخ السلفية قد أصدر فتوى بأن من يتكلم عن الرئيس يهدر دمه وقد أهدر دم البرادعى بفتوى، كما أنه صرح بأن مجرد الاعتراض على الحاكم علنا أو المطالبة بتغييره هذا يعد خروجا على ولى الأمر، ويعتبر خروجا عن الجماعة وبالتالى من يفرق الجماعة فدمه مهدور.
وسلسلة من فتاوى إهدار الدم حتى وإن كانت نظرية فهى تمثل فكرا دمويا لديهم.
وللأسف هؤلاء بتشددهم الشخصى يطرحون صورة مشوهة عن السلفية.
* ولكن مثل هؤلاء الشيوخ يعتبرهم الناس من رموز السلفية فماذا ترى أنت ؟
-أختلف حول هذه التسمية، فالسلفية ليس لها رموز إلا على أرض الواقع باعتبار هؤلاء تنظيما، فمثلا الإخوان المسلمون تنظيم والجماعات السلفية الآن تحولت لتنظيمات لها عضوية، ونظرا لأن هذه التنظيمات لها أعداد فأصبحت مشهورة. ونحن الآن فى مرحلة سياسة الصوت العالى. فصاحب الصوت العالى أصبح هو الذى يظهر فى الصورة، والكلام فى السياسة له بريق أكثر من الدين. كما أعيب على الإعلام الذى بالغ فى تفخيم هؤلاء وعرضهم فى شو سياسى إعلامى على مختلف الفضائيات، وأحيانا لإثارة الجدل ليس أكثر، حيث أنهم لا يملكون الحنكة السياسية التى يتصف بها أهلها، وأرى أن المصريين جميعا يمرون بمرحلة مراهقة سياسية، فالكل يتكلم فى السياسة فأصبحنا 85 مليون سياسى و85 مليون مفتى و85 مليون محلل كروى فظهرت مشكلة من يمثل من ؟ فهل أنا كمصرى رشحت أحدا ليتكلم عنى فهذا غير صحيح.
لذلك فليس هناك الآن ما يسمى رموز السلفية، ولكن هناك ما يسمى تنظيما أو جمعية وأنا أدرك كل هذه المسميات لأننى عملت بالمطبخ الدينى لسنوات وخرجت منه بعد أن أصبحت أميز جيدا بين الحقيقة والادعاء، ولكن للأسف عامة الناس يجهلون هذا التمييز.
* البداية.. تحدثت أنك كنت بهذا المطبخ الدينى لمدة 39 عاما. فمن أين بدأت ؟
- البداية كانت مسلم فطرى ثم يتم استدراجك من حيث لا تدرى. فأنا كنت طالبا فى كلية الطب فى السبعينيات واستدرجنى الإخوان من داخل الكلية إليهم، وكنت لا أعلم أنهم جماعة الإخوان المسلمون، وكان فى هذه الفترة الرئيس السادات وقد أخطأ خطأ عمره ودفع حياته ثمنا لهذا الخطأ ليس فى أنه أخرج هذه التيارات من السجون بعدما سجنهم عبدالناصر ولكنه أعطاهم ضوءا أخضر للعمل فى جميع اتجاهات المجتمع المصرى ليتخلص بهم من منافسيه الاشتراكيين والشيوعيين، فسمح لهم بالعمل فى النقابات والاتحادات الطلابية، وأعطاهم كل الفرص للعمل الرسمى، وقد فوجئت وأنا طالب بالكلية بأن هناك طلابا فى دفعتى أكبر منى سنا ثم عرفت أنهم كانوا فى السجون وقد بدأوا يعطوننا مذكرات مكتوبة بخط اليد من كتب لسيد قطب والتى كانت ممنوعة فى ذلك الوقت.
- وكنا نعتقد أن هؤلاء أبطال تم سجنهم لأنهم مكافحون وأصحاب فكر وقد آذاهم النظام لوطنيتهم. وقد تأثرنا بهم كثيرا وللأسف لم نكن نميز وقتها بين صحة أو خطأ ما يطرحونه علينا من أفكار ومبادئ ووصايا حتى وصلنا إلى أن بدأت فكرة الدين تدخل لنا فى شكل سياسى للإسلام وكانت هذه بداية الانحراف بالنسبة لى ولكثير من جيلى حيث تحولنا من الإسلام الفطرى البسيط إلى فكرة تسييس الدين لصالح فصيل معين، وليس لصالح الدين فكانت كلمة لا إله إلا الله كلمة حق يقولونها، ولكن يراد بها باطل تبعا لمصالحهم الشخصية.
* ما هى مصلحة الإخوان الشخصية ؟
- قطعا.. هدف الإخوان الوصول إلى الحكم وليس أن يحكم الإسلام، بل يكونوا هم الحاكمون أى أن الإسلام يحكم ولكن من خلالهم فقط ولذلك ينادون بدينية الدولة فما يحدث الآن على الساحة هى منافسة سياسية، ولكن تصاغ بصيغة دينية لأن الناس تنجذب للدين بشكل غير عادى فوصلنا أننا أصبحنا نتاجر بالدين، وهذه هى المشكلة فليت الإسلام يحكم كإسلام بدون تمييز أما أن طائفة تستغل الدين لصالحها فهذه المصيبة، وأنا شخصيا عانيت كثيرا من تعصب الإخوان المسلمين خلال هذه السنوات، فمبجرد أنهم يعلمون أنك لا تنتمين إلى فكرهم يحاولون إبعادك والتخلص منك، بل وتحذير الناس من أفكارك، فالمهم هو إبعاد المنافس أو المخالف لهم فى الفكر حتى لو كان ينتسب إلى الإسلام، ولم تقتصر هذه المبادئ عليهم وإنما امتدت لتشمل السلفيين والجماعة الإسلامية، جماعة الجهاد، فالجميع يعمل بالسياسة مستغلا للدين وإذا خالفتهم يهاجمونك وهذا ما أتعرض إليه الآن، فيقولون أننى منبوذ ولا أمثلهم ولا أتبعهم وهذا صحيح، فأنا لا أنتمى إليهم وإنما أنتمى إلى ما أمثله من علم.
* باعتبارك أحد شيوخ السلفية فماذا تؤيد دينية الدولة أم مدنيتها ؟
- أنا أفهم أن الدولة بطبعها كيان مدنى وأنا أتمنى مدنية الدولة بما تعنى ثلاثة أشياء لا يحكمها رجل دين ولا رجل عسكرى ودولة حديثة تأخذ بكل جديد بما لا يخالف مبادئها وكيانها وأنا لا أمانع أن يترشح لرئاستها قبطى أو امرأة مادام هو الأجدر بالكفاءة لتولى هذا المنصب، أما عن إخواننا الذين يتبنون فكرة الإسلام السياسى يرون أن رئيس الدولة وظيفة دينية حيث يقيسونها على فكرة الخليفة المسلم الذى كان يحكم، ولكنى أرى رئيس الدولة هى وظيفة مدنية دنيوية.
* وهل ترى أن هذا الإسلام المتشدد قد يتسبب فى إحداث فتنة طائفية فى مصر ؟
ليس هناك ما يسمى الفتنة الطائفية فى مصر، ولكن بالفعل هناك احتقانات ورءاها سلسلة كبيرة من التراكمات لمشكلات بسيطة كان سوء التصرف فيها هو الجمرة التى تشعل فتيل المشكلة القادمة.
ولم تعد تصلح سياسة التداوى وتطييب الخواطر، ولكن لابد أن يكون هناك من يقوم بحل هذه المشكلات حلا جذريا، وعلى الجميع أن يعلم بما فيهم الإسلامى المتشدد أن الإيمان بالإنجيل ركن من أركان الإيمان. وهذا ليس اجتهادا من عندى وإنما قول ربنا «وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله أولئك هم الفاسقون»
وعلى ذلك فقد أمر الله المسيحيين أن يحكموا بالإنجيل، وهنا أؤكد على الدولة المدنية التى يستطيع فيها المسلمون أن يقيموا دينهم كاملا وأن يستطيع المسيحيون أن يقيموا دينهم كاملا وأن يستطيع اليهود المصريون حيث يتواجد منهم الآن بمصر حوالى 93 وترأسهم امرأة وغالبا هم بالإسكندرية الذين أبوا الهجرة إلى إسرائيل وقالوا نحن مصريون أن يقيموا دينهم كاملا.
* بماذا تصف الإخوان المسلمون ؟
- كل هذه التيارات بلا استثناء لا تخلو من تطرف، وأذكر موقفين يدلان على ذلك فكل هذه التيارات هللت طربا يوم مقتل السادات وكلها يهنئ بعضها بعضا مع أن الجميع الآن يتبرأ من ذلك حتى القتلة أنفسهم يتبرأون ويقولون أننا أخطأنا. كما أن كل هذه الفصائل الإسلامية رقصت طربا لمقتل هذا الفرعون كما كنا نسميه جميعا، كذلك يوم 11 سبتمبر هلل الجميع طربا لما حدث وغيرها من المواقف. لذلك التطرف والتعصب موجود لذلك نتمنى لهم أن يتخلصوا منه، والمشكلة أنه ليس لدى أحدهم الشجاعة ليخرج ويقول إننى كنت متطرفا أو كنت أتبنى أفكارا متشددة.
* وبماذا تصف السلفيين ؟
- خرجوا من القمقم ولا خبرة لهم فى شىء ويسيئون أكثر مما يصلحون كما أنهم يسيئون لأنفسهم حتى أن بعضهم يدلى بتصريحات يتراجع عنها بأنه لم يكن يقصد. فالكبت الذى عاشوه قد ولد هذا الانفجار والتخبط الذى نراه فى تصريحاتهم ولا أظنهم سيدومون كثيرا لأنهم كلما استمروا كلما ظهرت عيوبهم ونبذهم الناس. فتفكيرهم يؤكد على أنهم لا يصلحون تماما للسياسة ولديهم إرهاب فكرى مرعب يحكمون به الناس تحت اسم الدين والخوف من النار وعذابها. فالقضية هى استغلال رجل الشارع البسيط الذى يحب الدين بفطرته فمن السهل خداعه وأنا أرى أن حرص هؤلاء على المصالح السياسية سيوقعهم شيئا فشيئا.
فليس هذا مجالهم، وربما لو تفرغوا للدعوة يكون أفضل لهم
رابط html مباشر:
التعليقات: