غالبية قرّاء إيلاف يخشون سيطرة الإسلاميين بعد الثورات
غالبية قرّاء إيلاف يخشون سيطرة الإسلاميين بعد الثورات
إسماعيل دبارة من تونس
فوز حركة النهضة التونسية بأكثر من 40 بالمائة في انتخابات المجلس التأسيسي منذ أيام قوبل بالترحيب والتخوّف، ليس في تونس فحسب، بل في المنطقة العربية المتطلعة نحو الديمقراطية ككلّ. وأبدى غالبية قراء إيلاف ممن شاركوا في التصويت في الاستفتاء الأسبوعيّ تخوفا من صعود الإسلام السياسيّ بعد التجربة التونسية.
تونس: حركات الإسلام السياسيّ في المنطقة العربيّة ظلت مبعث جدل متواصل قبل انطلاق الربيع العربيّ وبعده، ففي السابق، كانت هذه الحركات تمثل أحد التيارات الأبرز المعارضة لأنظمة الحكم المستبدة القائمة في أكثر من بلد، رغم اختيار بعض الأصوليين مهادنة تلك الأنظمة.
وبُعيد انطلاق ما يسمى "الربيع العربيّ" بثورة تونس ثم مصر فليبيا والبقية تأتي، باتت حركات الإسلام السياسيّ تختزل جدل حركات التغيير التي أنجزها الشباب في عدد من الدول، كونها تمثّل التيار الأبرز المرشح لتولي مقاليد الحكم في البلدان التي أنجزت ثوراتها أو تلك التي تنتظر، على غرار سوريا.
تونس التي كانت رائدة في انجاز أولى ثورات الربيع العربيّ، ظلت رائدة حتى بعيد انجاز الانتخابات الديمقراطية رقم 1 في تاريخها، إذ إنها أول بلد عربي يُوصل الإسلاميين إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع.
وتحصّل حزب النهضة الإسلامي بزعامة راشد الغنوشي على أغلبية مقاعد المجلس الوطني التأسيسي الذي سيسنّ دستورا للبلاد، في انتخابات أجريت في 23 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، ووصفت بالنزيهة.
واستفتت إيلاف قرّاءها بعد أن باحت صناديق الاقتراع بنتائجها وأفرزت الانتخابات التونسية صعود الإسلام السياسي.
وقيّم 60.76 % من المشاركين في الاستفتاء (أي 3643 صوتا) ذلك الفوز بالقول إنهم يخشون سيطرة الإسلاميين على السلطة في بقية الدول، في حين رأى %39.24 من القراء (2353صوتا) أن النتيجة في تونس جيدة ومُرحّب بتكرارها في دول عربيّة أخرى.
"الهلع" من عودة الديكتاتورية
تختزل نتائج استفتاء إيلاف الجدل الدائر في الدول العربية والغربية الذي رافق فوز حركة النهضة الإسلامية في تونس.
فرغم ترحيب العواصم العربية والغربية "رسميا" بذلك الفوز، وإشادتهم بالعملية الانتخابية والمناخ الذي دارت فيه وإبداء الاستعداد غير المشروط للعمل والتواصل مع "الحكام الجدد"، فإنّ الجهات غير الرسمية كالإعلام المستقلّ والأحزاب الليبرالية والتقدمية ومنظمات المجتمع المدني، لم تتردّد في التعبير عن مخاوف جمة من صعود الإسلاميين في أول انتخابات تُجرى ديمقراطيا بعيد ثورات الربيع العربيّ.
يخشى كثيرون عودة الديكتاتورية إلى الدول المنتفضة ضدّ حكامها تحت يافطة دينية هذه المرة، ومردّ تلك المخاوف، التجربة السيئة لحكم الإسلاميين في عدد من الدول، خصوصا في إيران وأفغانستان والصومال.
ويخشى معارضو حركات الإسلام السياسيّ أن يؤدي صعودها إلى مزيد من التضييق على الحريات العامة والفردية.
ورغم "التطمينات" التي قدمها إسلاميو تونس للداخل والخارج، وتأكيدهم على "الوسطية" والإيمان بالدولة المدنية والعمل على احترام حقوق المرأة والحريات الفردية والالتزام بالديمقراطية، إلا أنّ تلك الوعود لا يبدو أنها تقنع خصومهم ولا غالبية قراء إيلاف، الذين يتخوفون من سيطرة الإسلاميين في عدد من الأقطار على جهاز الدولة وهيمنتهم على المجتمع، خصوصا مع الرأي الرائج حول "ازدواجية" خطاب حركات الإسلام السياسي واستعدادها للتمويه و"التقية" أملا في الوصول إلى كرسيّ الحكم.
ويرى مُحللون تابعوا نتائج انتخابات تونس بحذر وانتباه شديدين، أنّ وصول الإسلاميين في أول تجربة ديمقراطية عربية بُعيد الربيع العربي، سيحدد مصير انتخابات أخرى قد تجرى في مصر وليبيا، فالتجربة التونسية قد تلهم تجارب الدول المجاورة التي ستتأثر حتما بالطريقة التي دارت بها الانتخابات في تونس.
إسلاميون "معتدلون"
من الواضح أن الـ%39.24 من قراء إيلاف ممن رحّبوا بوصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ودول أخرى، ينقسمون إلى صنفين:
صنف ينحاز إلى حركات الإسلام السياسيّ ويثق في خطاباتها ومشاريعها بالنسبة إلى الدولة والمجتمع وعلى رأسها شعار (الإسلام هو الحلّ) الذي لم يرفع في تونس بالشكل الذي يرفع فيه في مصر أو ليبيا، ومن الطبيعيّ أن تنحاز هذه الشريحة من القراء لحزب النهضة وترحب بفوزه، وتأمل تصدير النموذج ذاته إلى دول أخرى.
وصنف ثان قد لا يتفق بالضرورة مع الإسلاميين، ولكنه ينحني لاختيار الغالبية من الشعب ويثق في "اعتدال" حركة النهضة التونسية ويتمنى أن ينسج آخرون على منوالها.
ومعلوم أنّ خطاب حركة النهضة التونسية يشير باستمرار إلى تأثر الحركة بنهج حزب العدالة والتنمية التركيّ الذي تمكن من تقديم نموذج لحزب إسلاميّ معتدل قادر على التعايش في إطار دولة ديمقراطية علمانية، ناهيك عن انجازات واضحة في ما يتعلق بالاقتصاد والمجتمع، علاوة على تغيرات مهمة في السياسة الخارجية قذفت بتركيا إلى مصاف الدول ذات الثقل الإقليمي والدوليّ.
ويرفض الداعمون لفوز حزب النهضة التونسي، والراغبون في فوز الإسلاميين عموما في مصر ودولا أخرى، ما يروّج حول ديكتاتورية الإسلاميين.
ويؤكد متابعون أنه من غير المتوقع أن تتحول تونس إلى نظام ديني مشابه للنظام الإيراني. فمن المعروف أن أغلبية الإسلاميين في حزب النهضة هم من المعتدلين.
ولطالما شدد زعيم الإسلاميين التونسي راشد الغنوشي على أن حزبه يدعم المساواة بين الجنسين، وفق ما ينص عليه الدستور القديم للجمهورية الذي سن في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة مؤسس تونس الحديثة، وقد أعلن الغنوشي أن حزبه لن يُجبِر النساء على ارتداء الحجاب، وأنه لا ينوي تشريع تعدد الزوجات مجدداً أو فرض عقوبات متطرفة كإقامة الحدود. وعادة ما يقارن الغنوشي بين مواقف حزب النهضة ومواقف نظرائه في حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا.
إسماعيل دبارة من تونس
فوز حركة النهضة التونسية بأكثر من 40 بالمائة في انتخابات المجلس التأسيسي منذ أيام قوبل بالترحيب والتخوّف، ليس في تونس فحسب، بل في المنطقة العربية المتطلعة نحو الديمقراطية ككلّ. وأبدى غالبية قراء إيلاف ممن شاركوا في التصويت في الاستفتاء الأسبوعيّ تخوفا من صعود الإسلام السياسيّ بعد التجربة التونسية.
تونس: حركات الإسلام السياسيّ في المنطقة العربيّة ظلت مبعث جدل متواصل قبل انطلاق الربيع العربيّ وبعده، ففي السابق، كانت هذه الحركات تمثل أحد التيارات الأبرز المعارضة لأنظمة الحكم المستبدة القائمة في أكثر من بلد، رغم اختيار بعض الأصوليين مهادنة تلك الأنظمة.
وبُعيد انطلاق ما يسمى "الربيع العربيّ" بثورة تونس ثم مصر فليبيا والبقية تأتي، باتت حركات الإسلام السياسيّ تختزل جدل حركات التغيير التي أنجزها الشباب في عدد من الدول، كونها تمثّل التيار الأبرز المرشح لتولي مقاليد الحكم في البلدان التي أنجزت ثوراتها أو تلك التي تنتظر، على غرار سوريا.
تونس التي كانت رائدة في انجاز أولى ثورات الربيع العربيّ، ظلت رائدة حتى بعيد انجاز الانتخابات الديمقراطية رقم 1 في تاريخها، إذ إنها أول بلد عربي يُوصل الإسلاميين إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع.
وتحصّل حزب النهضة الإسلامي بزعامة راشد الغنوشي على أغلبية مقاعد المجلس الوطني التأسيسي الذي سيسنّ دستورا للبلاد، في انتخابات أجريت في 23 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، ووصفت بالنزيهة.
واستفتت إيلاف قرّاءها بعد أن باحت صناديق الاقتراع بنتائجها وأفرزت الانتخابات التونسية صعود الإسلام السياسي.
وقيّم 60.76 % من المشاركين في الاستفتاء (أي 3643 صوتا) ذلك الفوز بالقول إنهم يخشون سيطرة الإسلاميين على السلطة في بقية الدول، في حين رأى %39.24 من القراء (2353صوتا) أن النتيجة في تونس جيدة ومُرحّب بتكرارها في دول عربيّة أخرى.
"الهلع" من عودة الديكتاتورية
تختزل نتائج استفتاء إيلاف الجدل الدائر في الدول العربية والغربية الذي رافق فوز حركة النهضة الإسلامية في تونس.
فرغم ترحيب العواصم العربية والغربية "رسميا" بذلك الفوز، وإشادتهم بالعملية الانتخابية والمناخ الذي دارت فيه وإبداء الاستعداد غير المشروط للعمل والتواصل مع "الحكام الجدد"، فإنّ الجهات غير الرسمية كالإعلام المستقلّ والأحزاب الليبرالية والتقدمية ومنظمات المجتمع المدني، لم تتردّد في التعبير عن مخاوف جمة من صعود الإسلاميين في أول انتخابات تُجرى ديمقراطيا بعيد ثورات الربيع العربيّ.
يخشى كثيرون عودة الديكتاتورية إلى الدول المنتفضة ضدّ حكامها تحت يافطة دينية هذه المرة، ومردّ تلك المخاوف، التجربة السيئة لحكم الإسلاميين في عدد من الدول، خصوصا في إيران وأفغانستان والصومال.
ويخشى معارضو حركات الإسلام السياسيّ أن يؤدي صعودها إلى مزيد من التضييق على الحريات العامة والفردية.
ورغم "التطمينات" التي قدمها إسلاميو تونس للداخل والخارج، وتأكيدهم على "الوسطية" والإيمان بالدولة المدنية والعمل على احترام حقوق المرأة والحريات الفردية والالتزام بالديمقراطية، إلا أنّ تلك الوعود لا يبدو أنها تقنع خصومهم ولا غالبية قراء إيلاف، الذين يتخوفون من سيطرة الإسلاميين في عدد من الأقطار على جهاز الدولة وهيمنتهم على المجتمع، خصوصا مع الرأي الرائج حول "ازدواجية" خطاب حركات الإسلام السياسي واستعدادها للتمويه و"التقية" أملا في الوصول إلى كرسيّ الحكم.
ويرى مُحللون تابعوا نتائج انتخابات تونس بحذر وانتباه شديدين، أنّ وصول الإسلاميين في أول تجربة ديمقراطية عربية بُعيد الربيع العربي، سيحدد مصير انتخابات أخرى قد تجرى في مصر وليبيا، فالتجربة التونسية قد تلهم تجارب الدول المجاورة التي ستتأثر حتما بالطريقة التي دارت بها الانتخابات في تونس.
إسلاميون "معتدلون"
من الواضح أن الـ%39.24 من قراء إيلاف ممن رحّبوا بوصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ودول أخرى، ينقسمون إلى صنفين:
صنف ينحاز إلى حركات الإسلام السياسيّ ويثق في خطاباتها ومشاريعها بالنسبة إلى الدولة والمجتمع وعلى رأسها شعار (الإسلام هو الحلّ) الذي لم يرفع في تونس بالشكل الذي يرفع فيه في مصر أو ليبيا، ومن الطبيعيّ أن تنحاز هذه الشريحة من القراء لحزب النهضة وترحب بفوزه، وتأمل تصدير النموذج ذاته إلى دول أخرى.
وصنف ثان قد لا يتفق بالضرورة مع الإسلاميين، ولكنه ينحني لاختيار الغالبية من الشعب ويثق في "اعتدال" حركة النهضة التونسية ويتمنى أن ينسج آخرون على منوالها.
ومعلوم أنّ خطاب حركة النهضة التونسية يشير باستمرار إلى تأثر الحركة بنهج حزب العدالة والتنمية التركيّ الذي تمكن من تقديم نموذج لحزب إسلاميّ معتدل قادر على التعايش في إطار دولة ديمقراطية علمانية، ناهيك عن انجازات واضحة في ما يتعلق بالاقتصاد والمجتمع، علاوة على تغيرات مهمة في السياسة الخارجية قذفت بتركيا إلى مصاف الدول ذات الثقل الإقليمي والدوليّ.
ويرفض الداعمون لفوز حزب النهضة التونسي، والراغبون في فوز الإسلاميين عموما في مصر ودولا أخرى، ما يروّج حول ديكتاتورية الإسلاميين.
ويؤكد متابعون أنه من غير المتوقع أن تتحول تونس إلى نظام ديني مشابه للنظام الإيراني. فمن المعروف أن أغلبية الإسلاميين في حزب النهضة هم من المعتدلين.
ولطالما شدد زعيم الإسلاميين التونسي راشد الغنوشي على أن حزبه يدعم المساواة بين الجنسين، وفق ما ينص عليه الدستور القديم للجمهورية الذي سن في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة مؤسس تونس الحديثة، وقد أعلن الغنوشي أن حزبه لن يُجبِر النساء على ارتداء الحجاب، وأنه لا ينوي تشريع تعدد الزوجات مجدداً أو فرض عقوبات متطرفة كإقامة الحدود. وعادة ما يقارن الغنوشي بين مواقف حزب النهضة ومواقف نظرائه في حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا.
رابط html مباشر:
التعليقات: