بالأرقام : الإخوان والسلفيين والصوفيين والشيعة والمسيحيين .. مين أكثر ؟!
وفي كل أسبوع يخرج علينا تيار سياسي ليؤكد أنه سيحشد الملايين في ميدان التحرير من أجل تحقيق مطلب معين، في الوقت الذي صرح فيه أساتذة في كلية الهندسة، بأن أقصى سعة لميدان التحرير لا يمكن لأن تتخطى 300 ألف متظاهر بأي حال من الأحوال.لكن الحقيقة توكد أن كل هذا الكلام مجرد "هرتلة أرقام"، فليست هناك إحصائيات رسمية أو أرقام حكومية أو حتى استفتاءات تؤكد صحة هذه الأرقام.نبدأ بالسلفيين وهم الوحيدون الذين تمكنوا من حشد الملايين في ميدان التحرير في جمعتهم، بعد أن احتشدوا في ميدان التحرير وكل الشوارع المتفرعة منه، حيث قدر الدكتور محمد حافظ دياب الباحث التاريخى، في ندوة نظمها المجلس الأعلى للثقاقة بعنوان "الجماعة السلفية فى مصر" بقاعة المؤتمرات أن أعداد السلفيين في مصر تقرب من مليون ونصف شخص في مصر .. وعندما سئل الشيخ محمد الزغبي عن عدد السلفيين في مصر فقال "إذا أردت أن تعرف عددهم فلينزل علماء السلفية محمد إسماعيل المقدم ومحمد حسان ومحمد يعقوب وغيرهم إلى ميدان التحرير ثم يقولوا نريد المسلمين ؟!.. أيضا أكد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة لمحمود سعد في برنامجه "في الميدان" أن عدد السلفيين في مصر يتجاوز عدد الإخوان بـ20 مرة.
أما الإخوان المسلمين، وهم الفصيل الذين خرجت تصريحات منهم مؤخرا تؤكد أنهم سيحشدون الملايين إذا لم تتحقق مطالب الثورة، فإن عددهم حسب كلام الدكتور عبد الحميد الغزالي المستشار السياسي للمرشد في حوار صحفي عام 2009 وصل إلي 15 مليون إخواني ، منهم 10 مليون يسمون إخوان عاملين، والخمسة ملايين الآخرين مؤيدون لأفكارها ، إلا أن المرشد العام الدكتور محمد بديع رفض في حوار مع التلفزيون المصري في مايو 2011 الإفصاح عن عدد أعضاء جماعة الإخوان، واعداً بالإعلان عنها "عندما تكون هناك سجلات يُسمح بها ولا يكون جراء تقديمها ضرر لأحد"، مشيراً إلى أن العدد يفوق بكثير رقم 750 ألفاً الذي أعلنته جريدة الأهرام قبل الثورة، وفي تقرير لجريدة الشروق المصرية بتاريخ 30 مايو 2011 قالت أن مصدر إخواني مطلع ذكر أن عدد المنتسبين للجماعة هو 861 ألف عضو بين درجتى عامل ومنتظم، مشيرا إلى أن هذا الرقم لا يشمل عدد الإخوان من درجات تنظيمية أخرى، وهى المنتسب (الذي يحق له التصويت في الانتخابات الداخلية ولكن لا يمكنه الترشح، ولا يستوجب عليه دفع الاشتراك الشهرى)، كما لم يشمل تحديد ما يعرف بالمحبين الذين تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف، مشيرا إلى أن عدد أعضاء الجماعة بجميع درجاتها التنظيمية قد يصل إلى مليونى عضو. وقد ذكر المحامي مختار نوح القيادي السابق المنشق عن الجماعة في حوار صحفي في يونيو 2011 أن أعضاء الإخوان يقدرون بـ 500 ألف عضو. وتشير دراسة قام بها ضياء رشوان من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية إلى أن عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر يتراوح حاليا "ما بين 2 مليون و2.5 مليون شخص. إلا أن كل الأرقام السابقة لا تتطابق مع ما قاله الدكتور عبد الستار المليجي وهو قيادي سابق بجماعة الإخوان المسلمين تم فصله من الجماعة في حوار صحفي في يوليو 2008، وهو أن مجموع عدد جماعة الإخوان المسلمين لايتجاوز 100 ألف شخص بالمحبين والمتعاطفين وجيران المحبين والمتعاطفين مثلما قال.
أيضا الصوفيون في مصر دخلوا دائرة معركة الأرقام، حيث يصر أعضائها على أن تعدادهم يصل إلى 15 مليون مصري، ينتمون إلى نحو 80 طريقة، نفس الأمر بالنسبة للشيعة في مصر، حيث تقول تقديرات أمنية أن عددهم حوالي مليون شيعي، بينما التقديرات الأمريكية تصل بعدد الشيعة المصريين إلى حوالي 750 ألف نسمة.
أما تعداد المسيحيين في مصر، فهو الرقم الذي شغل كثيرين ، وخرجت بخصوصه اقوال كثيرة، فقد أعلن موقع الفاتيكان الإلكتروني أن عدد المسيحيين في مصر حوالي 4.5 مليون نسمة، أي 5.4% من نسبة سكان مصر، وهو نفس الرقم الذي أعلنه مركز أمريكي اسمه "بيو"، ولكن الأنبا آرميا الأسقف العام وسكرتير البابا شنودة الثالث، قال إن عدد المسيحيين تجاوز الـ11 مليونا، أما البابا شنودة فقال أكثر من مرة إن عددهم 12 مليوناً، ولكن أقباط المهجر يقولون إن عددهم 15 مليونا، أما الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة فقال إن العدد لا يقل عن 12 مليون نسمة وأن نسبة المسيحيين في مصر لا تقل عن 15%، وقال مرقس عزيز كاهن الكنيسة المعلقة أن عدد المسيحيين في مصر يصل إلى 16 مليون مسيحي، بينما وصف رئيس الطائفة الإنجيلية القس إكرام لمعي هذة الأرقام بالمبالغ فيها حيث قدر عدد المسيحيين بما لا يزيد عن 10 ملايين، أما موريس صادق والذي أعلن منذ أيام من أمريكا قيام الدولة القبطية في مصر، فقال إن المسيحيين فى مصر بلغ عددهم 22 مليون مسيحى بخلاف 7 مليون هاجروا إلى الخارج و5 مليون مسلم تنصروا أى أن عدد المسيحيين بلغ 34 مليون مسيحى .. أى ما يقرب من نصف تعداد الشعب المصرى !! .
عموما كل هذه مجرد أرقام، يحاول البعض إعلانها، ليؤكد قدرته على التواجد والتاثير في الحياة السياسية والعامة في مصر، وأحقيته في الفوز بكعكة السلطة، لكن في النهاية الأرقام لن تقدم أو تؤخر، وستكون العبرة بمن لديه قدرة على عطاء أفضل.
رابط html مباشر:
التعليقات: