هل يقول السلفيون للفلول "اذهبوا فأنتم الطلقاء"؟!
" اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لي ولكم" هذا ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام للكفار بعد فتح مكة، في الوقت الذي كانوا ينتظرون من المسلمين أن يأسروهم على أقل تقدير، ولكن الرسول عفا عنهم رغم أنهم كفروا بالله وأخرجوا رسوله وحاولوا قتله وآذوه هو وأصحابه وحاربوهم..
فبما أن السلفيين والتيارات الإسلامية ينادون بتطبيق الشريعة وسنة الرسول.. فلماذا لا يفعلون مع أعضاء الحزب الوطني المنحل أو الفلول ما فعله الرسول مع الكفار؟.. وهل في منهج التيارات الإسلامية ما يسمي بقانون الغدر؟!..
وقد ذكرت وكالة أنباء رويترز إن إسلاميين وأعضاء في جماعات سياسية أخرى يسعون إلى إجراء تغييرات في قوانين الانتخاب في اجتماعهم مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمنع أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي المنحل من خوض أول انتخابات تشريعية يعتقد أنها ستكون نزيهة منذ عشرات السنين.
فتخشي تلك الجماعات أن يكون من شأن القوانين الانتخابية القائمة السماح للموالين للحزب الوطني المنحل بالظهور من جديد من خلال انتخابهم عبر النظام الانتخابي المختلط الذي يجمع بين الدوائر الفردية والقوائم الحزبية، ويقول البعض أيضا إن تقسيما جديدا للدوائر الانتخابية وفق القوانين الجديدة يسمح بالنجاح لرجال الأعمال الأثرياء الذين دعموا الحزب الوطني الديمقراطي.
وقال الأمين العام لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين محمد سعد الكتاتني "نحن نرفض القانون الحالي حتى نمنع فلول الحزب الوطني من دخول البرلمان وكذلك نمنع استخدام المال والعصبيات."، وأضاف "سنطلب من المجلس العسكري أن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية المغلقة على كل المقاعد."، ويشير الكتاتني إلى النظام الذي يسمح للأحزاب والتحالفات بترشيح قوائم لها يقترع الناخبون عليها وليس على مرشحين أفراد.
وقال يسري حماد المتحدث باسم حزب النور السلفي إن حزبه قلق من اتساع الدوائر الانتخابية التي تعني أن النجاح فيها سيكون لمن ينفقون أموالا أكثر ويتمتعون بقدرات انتخابية أعلى، لكنه رفض دعوات الليبراليين المطالبة بتأجيل الانتخابات، وقال "الليبراليون واليساريون لم يستعدوا للانتخابات سوى بشتم التيار الإسلامي والتيار السلفي ولم يختاروا مرشحيهم أو يبدأوا حملاتهم، كما أنهم يطالبون بتطبيق قانون الغدر على أعضاء الحزب الوطني المنحل.
فهل يقبل السلفيون والتيارات الإسلامية العفو عن أعضاء الحزب الوطني المنحل مثلما فعل الرسول مع الكفار على مبدأ " اذهبوا فأنتم الطلقاء"؟!..
يقول الدكتور حسام البخاري- المتحدث باسم السلفيين-: أولا الحدث الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام" اذهبوا فأنتم الطلقاء" يؤخذ منه القول فقط، ولكن هناك مشهداً آخر بجانب هذه الجملة، وهو مصير بعض المعادين للمسلمين والذين كانوا يعذبونهم، وقال الرسول عليهم" يقتلون ولو تعلقوا بأستار الكعبة"، فتم قتلهم، ثانيا ما فعله أعضاء الحزب الوطني يجب أن يكون له عقاب، فحتى الآن لا توجد أي آلية تعاقب هؤلاء، وما حدث هو مجرد قرار إداري بعزلهم، ولكن ما هو عقاب مفيد شهاب أو علي الدين هلال أو غيرهم من قيادات الحزب، على الرغم من التجريف السياسي الذي قاموا به، فبالتالي وجب عليهم تطبيق قانون الغدر، وهذا لا يتنافى مع الشريعة التي نطالب بتطبيقها، لأن الشريعة بها فكرة العزل والعقاب وعدم المساواة بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فقانون الغدر يتماشى مع روح الثورة وهو في نفس الوقت أحد التطبيقات السياسية للشريعة، ويعتبر من مقاصدها، لأن هذا القانون هو نوع من أنواع التطهير، ويجب أن يحدث في كل مؤسسات الدولة، وهذا ما يجمع عليه شيوخ السلفيين.
رابط html مباشر:
التعليقات: