تايم: انقسامات بين شباب وشيوخ الإخوان المسلمين

(صحيفة: تايم) - ترجمة: ريم رمضان
يرى معظم المراقبين الغربيين جماعة الإخوان المسلمين كجماعة متجانسة من الإسلاميين المتشددين ، تكرس جهودها للتغلب على نظام العلمانية المصرية ، حيث تفرض التفسير المتزمت للشريعة الإسلامية على أعضاءها. وقد شكلت تلك الحركة الاسلامية "خيمة كبيرة" ، تجمع بين ثناياها العديد من ممثلي التيارات السياسية المختلفة ، الذين جمعهم ظلم واضطهاد نظام مبارك السابق.
وأشار بعض الاخوان – خلال محادثات أقيمت معهم - إلى اليساريين على الطراز القديم ، فأنا (الكاتب ) أستطيع القول انه حتى الماركسيين : كان تركيزهم الرئيسي منصب على حقوق العمال. وان فريقا آخرا كان يزدري نقابات العمال. حتى في أوساط الإسلاميين الحقيقين ، حيث ان هناك جماعتين مختلفتين من هؤلاء الإسلاميين : وهم أتباع حسن البنا وأتباع سيد قطب.
ومع انتهاء القمع الوحشي الذي كان في عصرمبارك السابق ، فإنه من المتوقع أن بعض من يستظلون بتلك المظلة الكبيرة (الإخوان المسلمين) يشعرون بالنصر المؤزر. وتراجع بعضهم بهدوء ، وانضم لليبراليين كمحمد البرادعي والسيد عمرو موسى ، كما انشق عبد المنعم أبو الفتوح ،عن الجماعة في تحد لحظر جماعة الإخوان المسلمين ترشح أي من أعضاءها للرئاسة،حيث تم طرده من الحزب الذي نظمته الجماعة.
وقد قررت الآن مجموعة من شباب الإخوان البارزين إنشاء حزب مصري خاص بهم. (حزب الحرية و العدالة).
كان هذا متوقعا : فقبل بضعة أيام من إعلان الحزب الجديد ، أخبرني (الكاتب) محمد قصاص وإسلام لطفي إنهم مستاءين من قيادة الاخوان المسلمين العليا. قال القصاص " لقد كشفت الثورة التي أطاحت بمبارك عن خلافات بين شيوخ وشباب الحزب ، حيث كان شبابه حرصين على المشاركة فيها ، بينما كان الأعضاء الأكبر سنا لا يشجعون ذلك، ربما لأنهم عانوا كثيرا من مقاومة النظام السابق (حيث تحمل معظمهم سنوات من الإعتقال والتعذيب الوحشي.) ، كما ترددوا أيضا في الإنضمام إلى ثوار ميدان التحرير لإسقاط مبارك.
وقال لطفي "في نهاية المطاف اضطر زعماء الإخوان إلى دعم الثورة ، ولكن منذ ذلك الحين فقدوا مصداقيتهم بين العديد من الأعضاء الشباب. حيث وجدوهؤلاء الشباب انفسهم – عند انضمامهم إلى حشود ميدان التحرير- يتحدثون في السياسة لأول مرة مع أقرانهم من غير الإسلاميين دون رقابة من "الكبار" ، حيث اكتشفوا تطلعات مشتركة : وهي الحرية والحق في تغيير الحكومة".
وبعد سقوط مبارك ، أصيب شباب الإخوان بخيبة أمل تجاه سلوك كبار مسؤولي الحزب. حيث اقاموا حزبا سياسيا بين عشية وضحاها ، دون دراسة كافية،وعلى الجانب الآخر، كان الشباب يفضلون اجراء انتخابات داخلية لتحديد قيادة الهيئة الجديدة. يقول القصاص "ليس هناك فارق كبير بين الاخوان والحزب الذي قاموا بتشكيله".
وأضاف القصاص ولطفي انهما سوف يتمسكان بتطلعات حشود التحرير. فطالما حلما بحكم جديد لمصر ، حيث يسعى حزبهما لبناء خيمة كبيرة جديدة ، ودعوة الليبراليين واليساريين للانضمام. إن الاخوان يسعون لتشكيل ائتلاف واسع قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الخريف.
رابط html مباشر:
التعليقات: