اسلاميون ينهون احتجاجا بوسط القاهرة ونشطاء يتدفقون على ميدان التحرير
القاهرة (رويترز) - أنهى عشرات الالوف من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين احتجاجا نظموه يوم الجمعة في ميدان التحرير بوسط القاهرة في حين تدفق ألوف النشطاء على الميدان ورددوا هتاف "مدنية مدنية" بعد ساعات ظل الاسلاميون يطالبون خلالها المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد بالعمل على تطبيق الشريعة الاسلامية.
وكان قادة سلفيون قالوا انهم سينهون احتجاجهم بحلول المساء.
وبانصراف الاسلاميين الذين جاءوا الى الميدان مساء الخميس وصباح يوم الجمعة من مختلف محافظات البلاد في ألوف من الحافلات تبددت مخاوف نشطاء من أن يقوم السلفيون باخلاء الميدان بالقوة من مئات المعتصمين فيه.
وكانت أكثر من 30 جماعة للنشطاء قالت انها انسحبت من الاحتجاجات المشتركة يوم الجمعة بعد أن رفع السلفيون شعارات تم التوصل لاتفاق على تجنبها.
ويطالب مئات النشطاء الذين اعتصموا في ميدان التحرير منذ الثامن من يوليو تموز المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالاسراع باصلاحات سياسية وابعاد من عملوا مع الرئيس السابق حسني مبارك من المناصب العليا في الدولة بمن فيهم النائب العام المستشار عبد المجيد محمود.
وكان سلفيون توعدوا المعتصمين قبل أيام بطردهم من الميدان.
ويقول السلفيون الذين برزوا خلال احتجاج يوم الجمعة كقوة سياسية بدت في قوة جماعة الاخوان المسلمين بحسب مراقبين انهم يعطون المجلس الاعلى للقوات المسلحة فرصة لاجراء انتخابات تشريعية قبل نهاية العام يتوقعون أن يفوز الاسلاميون فيها بالاغلبية.
وكان سلفيون هتفوا خلال الاحتجاج "يا مشير يا مشير ألف تحية من التحرير" في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي عمل لمدة عشرين عاما في مناصب وزير الدفاع والانتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة ونائب رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
وهتف نشطاء بعد انصراف الاسلاميين "يسقط يسقط المشير" و"يسقط يسقط حكم العسكر".
ويطالب النشطاء باصلاحات تكفل تمثيل ديقراطي لمختلف الاحزاب والجماعات السياسية تشمل وضع دستور للبلاد قبل اجراء الانتخابات التشريعية.
وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة استفتى المصريين في مارس اذار بعد أسابيع من اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية على اجراء الانتخابات التشريعية على أن يختار الاعضاء المنتخبون في مجلسي الشعب والشورى أعضاء جمعية تأسيسية تضع الدستور.
ويقول نشطاء وسياسيون ان الاخوان المسلمين وهم منظمون جيدا وحلفاءهم السلفيين يمكن أن يهيمنوا على وضع الدستور اذا أجريت الانتخابات دون استعداد كاف لها من الاحزاب الوليدة التي تؤيد مدنية الدولة لضمان حقوق المسيحيين والمسلمين غير المتشددين.
وكان قادة للنشطاء وقادة سلفيون واخوان اتفقوا على اطلاق اسم جمعة الوحدة على احتجاجات يوم الجمعة في القاهرة ومدن أخرى لكن النشطاء قالوا انهم انسحبوا من الاحتجاجات المشتركة بعد أن ردد الاخوان والسلفيون شعارات لم يتفق عليها مثل المطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية واعلان التأييد للمجلس الاعلى للقوات المسلحة.
وسعى المجلس الاعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء الى الاستجابة لمطالب للمعتصمين من خلال عدة اجراءات من بينها اقالة وزراء عملوا مع مبارك واجراء مشاورات لتعيين محافظين جدد.
لكن النشطاء يقولون انهم سيواصلون الاعتصام لحين تلبية جميع مطالبهم وتشمل ابعاد قضاة يقال انهم عملوا عن قرب مع حكومة مبارك ووقف محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية وانهاء حالة الطواريء وسرعة محاكمة مبارك وولديه علاء وجمال ووزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي ووزراء ومسؤولين اخرين بتهم تتصل بقتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة وتهم فساد.
وقال نشطاء ان الحركات الاسلامية اختطفت احتجاجات يوم الجمعة.
وكانت الهتافات الاسلامية غلبت على ميدان التحرير مثل "لا اله الا الله" و"اسلامية اسلامية مصر حتفضل اسلامية" و"مهما تلف ومهما تدور القران هو الدستور" و"ارفع رأسك فوق انت مسلم".
وخلال سيطرة التيار الاسلامي على الميدان طاف بضع شبان وامرأة مكشوفة الرأس بالميدان لنحو نصف ساعة مرددين هتافا يقول "مدنية مدنية" وتبعهم مئات الاسلاميين مرددين هتاف "اسلامية اسلامية".
وفي وقت لاحق شارك عشرات النشطاء في الطواف بالميدان مرددين شعاراتهم وسط توتر ومناوشات خفيفة مع الاسلاميين.
وخطب قس من منصة للاخوان المسلمين مطالبا بأن تكون "مصر دولة مصرية مصرية" لكن مستمعيه ردوا عليه بهتاف "اسلامية اسلامية".
وقال سامي علي (23 عاما) وهو طالب خلال مشاركته في المظاهرات في التحرير "هناك ذقون كثيرة جدا. نشعر بأننا مغلوبون على أمرنا."
وأضاف أن السلفيين حاولوا الفصل بين المعتصمين والمعتصمات في الخيام.
وقال بيان مشترك لاكثر من 30 جماعة ان الاسلاميين والجماعات الاخرى اتفقوا على مطالب يوم الجمعة لاحباط محاولات المجلس العسكري لتقسيم الثوار وتشويه صورتهم.
وقال عبد الرحمن البر العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين عن قرار انسحاب بعض جماعات النشطاء ان الشعارات السلفية يجب ألا تكون سببا لانسحاب القوى السياسية الاخرى مشيرا الى حرية الجميع في قول ما يشاءون.
لكن البعض في جماعة الاخوان المسلمين أقر بأن المواقف السلفية تسبب الانقسام.
وقال عمرو صلاح أحد اعضاء شباب الاخوان من ميدان التحرير ان هناك بالتأكيد بعض اعضاء الاخوان يشعرون بالانزعاج من طريقة سيطرة الجماعات السلفية على الميدان.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية تجمع بضع ألوف من الاسلاميين ومئات من النشطاء قريبا منهم أمام مسجد القائد ابراهيم. وهتف النشطاء "يسقط يسقط حكم العسكر" و"يا حرية فينك فينك حكم العسكر بينا وبينك" و"يسقط يسقط المشير".
لكن الاسلاميين اكتفوا برفع لافتات تقول احداها "لا توجد نصوص فوق دستورية الا القران والسنة".
وتشير اللافتة الى رغبة قالت صحف محلية ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة أبداها في وضع مباديء فوق دستورية تضمن للمجلس الادلاء برأي في التوجهات الاساسية للبلاد ومدنية الدولة التي يبلغ المسيحيون نحو عشر سكانها.
ورغم الانقسام الواضح وصف قيادي كبير في جماعة الاخوان المسلمين مظاهرات يوم الجمعة بأنها جمعة للوحدة بين القوى السياسية.
وكان الاخوان واسلاميون اخرون شاركوا في المظاهرة الحاشدة مع التيارات الاخرى التي نظمت في الثامن من يوليو لكنهم تراجعوا عن مزيد من الضغط على المجلس العسكري منذ ذلك الحين.
وكان ألوف النشطاء نظموا مسيرة حاشدة يوم السبت الماضي الى مقر المجلس الاعلى للقوات المسلحة لكن قوات من الجيش اعترضتهم قبل الوصول الى المقر في شمال القاهرة وهاجمهم بلطجية من الخلف بالسيوف والحجارة والقنابل الحارقة كما أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع مما تسبب في اصابة المئات منهم.
واتهم المجلس الاعلى للقوات المسلحة في بيان حمل نبرة حادة غير معتادة حركة شباب 6 ابريل بمحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب بتنظيم المسيرة الى مقر المجلس. كما وجهت للحركة اتهامات بالحصول على أموال من الخارج.
لكن الجيش تعرض لانتقادات بسبب مثول مدنيين أمام المحاكم العسكرية وعدم اتخاذ خطوات أكبر لمحاكمة مبارك وأعوانه.
وفي اشارة تأييد لحركة شباب 6 ابريل قال محمد البلتاجي العضو في حزب الحرية والعدالة الذي شكله الاخوان ان الجماعة ترفض الاساءة لاي فصيل ثوري يقرر التظاهر سلميا أو تشويه صورته.
واستنكرت حركة شباب 6 ابريل الانتقاد الموجه لها من الجيش وقالت انها لن تخفف الضغط على المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
وسوف تبدأ محاكمة الرئيس السابق في الثالث من أغسطس اب لكن المحتجين يتهمون الجيش بالتباطؤ والتردد في محاكمة القائد الاعلى السابق للقوات المسلحة.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط يوم الجمعة أن حالة مبارك الذي يرقد في مستشفى بشرم الشيخ "مستقرة" لكنه يعاني من اكتئاب شديد. وكانت الوكالة نقلت عن مصادر طبية في المستشفى أوائل الاسبوع أنه واهن ويرفض الطعام.
ويرى كثير من المصريين أن مرض مبارك ذريعة لتجنب اهانة الرئيس السابق علنا.
وانسحب النشطاء وبينهم حزبيون من المظاهرات في مدينة السويس شرقي القاهرة بسبب الشعارات الاسلامية البحتة التي رددها السلفيون ومنها "اقرأ اقرأ في القران مصر باذن الله في أمان" و"لا اله الا الله اسلامية ان شاء الله" و"الشعب يريد تطبيق شرع الله".
كما رفع السلفيون لافتة تقول "جيش مصر الابي نقبل أياديكم التي شدت على أيادينا ساعة العسرة. نقبل جباهكم التي أضاءت لنا طريق العزة".
وتتعارض اللافتة بشدة مع الانتقادات التي يوجهها النشطاء للمجلس الاعلى للقوات المسلحة.
وفي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في دلتا النيل شارك مئات الاسلاميين ومئات النشطاء في مظاهرتين ردد المشاركون فيهما هتافات متعارضة.
وقال خطيب الجمعة في ميدان التحرير مظهر شاهين ان الجيش سيظل خطا أحمر لانه حمى الثورة لكنه طالب المجلس الاعلى للقوات المسلحة بجدول زمني لتسليم السلطة للمدنيين.
ويقول نشطاء ان الخط الاحمر الوحيد هو الشعب الذي يجب أن تلبى مطالبه.
(شارك في التغطية سعد حسين وباتريك ور وشيماء فايد ومروة عوض في القاهرة وهيثم فتحي في الاسكندرية)
رويترز
رابط html مباشر:
التعليقات: