|

فضائيات التكفير وفقهاء الفتنة

  أصبحت بعض الفضائيات الدينية والتي إنتشرت كالنار في الهشيم في الخارطة الإعلامية العربية مقززة ومنحرفة إلى أبعد الحدود . وبدل أن تكون في سياق هداية الناس وتقديم الإسلام الحضاري في أبهى صوره،

 إلا أنها إنحرفت بإتجاه نشر الكراهية والبغضاء والتقاتل والطائفية والعنصرية والشوفينية والتكفير . وقد توزعت الفضائيات الدينية على الألوان الطائفية كافة، فهناك فضائيات سلفية حملت لواء المنافحة عن السلف الصالح والصحابة وإختارت لنفسها خطا إعلاميا تكفيريا كما أعلنت الحرب على الطائفة الشيعية والروافض كما تسميهم، وإستعانت بشخصيات أيضا مقززة في منظرها وشكلها ولا علاقة لها بالطلة التلفزيونية وعلم التقديم التلفزيوني، وحولت الفضائية إلى معهد ديني من معاهد تورا بورا وحضرموت، وأعادت إحياء مساوئ التاريخ الإسلامي وعهود التكفير والكراهية التي أقصت المسلمين من المشهد الحضاري الدولي .

 ومقابل الفضائيات السلفية هناك أيضا فضائيات شيعية مغالية ومفلسفة تتطاول على أمهات المؤمنين زوجات الرسول الأعظم وتقدم مدرسة أهل البيت على أنها مدرسة تكفيرية حاقدة أساسها تكفير الصحابة وتقزيم أدوارهم في التاريخ وإتهام الجميع على أنهم أمويون كما تخصصت في لعن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وأصبحت فضائيات الفتنة جزءا من التاريخ وكأن مديرها أبو مسلم الخراساني قاتل الأمويين ومجز رؤوسهم ..

ولا أحد من فضائيات الفتنة يمثل الإسلام الحضاري، ناهيك عن الإبتعاد عن تقديم إعلام راقي وحضاري يسهم في الرقي بالإنسان المسلم، وقد نجحت في تحويل "التلفزيون " إلى ساحة للتكفير ومعهد ديني متخلف يسوده التكفير وإقصاء الآخر وإستئصال الآخر .

 فلا الفضائيات السلفية السنية خدمت مدرسة السنة والجماعة، ولا الفضائيات الشيعية خدمت مدرسة أهل البيت إلى درجة أن المشاهدين إزدادوا  كفرا  بفضائيات الفتنة، وباتوا يتوجهون إلى قنوات الجنس، حيث أصبح الكثير من المشاهدين يعتبر أفلام الخلاعة والعهر أفضل بكثير من مشاهدة فقهاء الدم والكراهية والبغضاء والتكفير وشق  العالم الإسلامي .

لقد كان الأولى بفضائيات الفتنة أن تتعلم من أسباب تدهور الخطاب الإسلامي وموت الحركات الإسلامية والتي لجأت في السابق إلى خطاب فكري جاف قائم على عمارة القبور وليس عمارة الدنيا، وكانت من نتائجه ردة آلاف الشباب وإرتمائهم في حضن اليسار والليبريالية والنيوليبيرالية، أو كما قال طه حسين في  كتابه "الإيام" أن مناهج الأزهر العتيقة والقديمة والمكررة جعلتنا نرتمي في أحضان الجامعة المصرية التي عرفتنا على ديكارت ودور كايم، وبسبب غياب التجديد وتكفير وإقصاء المجددين إستمر الخطاب الإسلامي في جموده غير قادر على محاكاة الحياة بسبب فقهاء البول والحيض والإستحاضة والنفساء .

و يعتبر فقهاء الحيض  وألإستحاضة والنفساء نجوم فضائيات الفتنة سبب التراجع الإسلامي وتردي الخطاب الفكري، فكثير منهم يرى  أن سبب الهزيمة الحضارية  يكمن في عمرو بن العاص،  وآخر يقول هو عدم قبول الحسين بولاية معاوية، وبدل أن نتجاوز عقد التاريخ نحو بناء منظومة فكرية إستشرافية مستقبلية من أجل أبنائنا وأجيالنا، رحنا نستولد عقد التاريخ وسوداويته .

 وكثيرا ما يكفر فقهاء الفتنة الممثلين والممثلات العارين والعاريات، ويشكلون على أجورهم المرتفعة، متناسين أنهم باتوا يحصلون على أجور ورواتب تفوق تلك التي تحصل عليها ممثلات الإغراء والجنس في السويد وإيطاليا، ويجيز فقهاء الفتنة لأنفسهم التمتع بمتع العيش ويحظرونها على غيرهم، وعملهم عبادة وعمل الآخرين شيطنة .

لقد ساهم فقهاء الفتنة في الفضائيات في نشر فكر التكفير والتمزق والطائفية، وأعادوا الألفية الثالثة إلى العصر الأموي، وخطفوا العقل العربي والإسلامي بإتجاه أكثر المراحل قتامة في التاريخ العربي والإسلامي، وهناك من يدفع لهؤلاء ويغدق عليهم ليهيئوا المسرح العربي والإسلامي لأكبر مجزرة طائفية ينتهي بموجبها الإسلام، كما إنتهت الكنسية في أوروبا عقب الإقتتال المسيحي المسيحي في مرحلة ما قبل عصر النهضة .

ويتصور فقهاء الفتنة أن لهم جمهورا يتابعهم ويتأثر بهم، والصواب أن الجميع منصرف إلى مشاهدة أفلام الجنس والخلاعة، ويكثيرون في العالم العربي والإسلامي يعتبرونها  أكثر جمالا ورونقا من الوجوه الكالحة لفقهاء الفتنة وفتاويهم التكفيرية .

 والواقع أن لا المكفر السني ينتمي إلى السنة النبوية، ولا المكفر الشيعي ينتمي إلى مدرسة أهل البيت، فالكل ينتمي إلى مدرسة الشيطان، وينطبق عليهم قوله تعالى :

" وقدمنا إلى ما عملوا فجعلناه هباءا منثورا " .

آن الأوان أن تغلق فضائيات الفتنة الناطقة بإسم هؤلاء أو أولئك، وآن الأوان لتنطلق قنوات العقل السليم التي تقدم الإسلام دينا حضاريا، لا إسلام الجلبات القصير وبغلة إبن العاص وبول الناقة  وإرضاع الكبير وثقافة الكفر والشرك والوثنية .

لقد أصبح فقهاء الحيض والإستحاضة والنفساء ممثلين لله في الأرض، وباتوا يدعون بأنهم يملكون النسخة الصحيحة لشرعة الله، وكل فضائبة طائفية تدعي تمثيل الحقيقة والنيابة عن الله في الأرض، وبدل أن توحد المسلمين المنهكين بداء الفرقة راحت تفرق بين المسلمين .

و في حال إستمر الوضع على حاله سأكون مضطرا إلى كشف وفتح ملفات هؤلاء الفقهاء وبالدليل المادي، فهناك فقيه فضائي من أهل الفتنة تمتع بإمرأة في فندق ب دولة الإمارات  العربية  المتحدة وهو يكفر الشيعة والزواج المؤقت، وآخر قبض من سفير دولة خليجية مبلغ عشرة ملايين ريال سعودي في بيته، وآخر دفعته المخابرات الأمريكية ليكفر الصحابة .

إن هؤلاء الفقهاء المزورين يبرأ منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة، كما يبرأ منهم علي والحسن والحسين وموسى الكاظم وجعفر الصادق، إن لهؤلاء إمتدادا إلى خلية الموساد المعنونة بإسم تفجير العالم الإسلامي من الداخل وآليات منهج التفتيت .....وللبحث صلة ..

يحيى أبوزكريا - صحيفة المثقف (العدد: 1525 الخميس 23/09/2010)


~~~~~~~~~~~~~~

من التفكير العلمي إلى التكفير على الهوية: التيار السلفي في مصر وصفحات العنف المطوية من سليمان الحلبي إلى صالح سرية (1/2)

السلفية هي تيار إسلامي ومدرسة فكرية سنية تدعو للعودة إلى "نهج السلف الصالح" كما يرونه والتمسك به باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ويبتعد عن كل المُدخلات الغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه، والتمسك بما نقل عن السلف وأبرز ممثلي هذا الالتزام بآراء السلف في العصر الحديث الحركة الوهابية. ومن أهم أعلامهم: محمد بن عبد الوهاب، وعبد العزيز بن باز، وابن عثيمين.


وللتيار السلفي التقليدي في مصر المعاصرة تاريخ حافل. فقد تغلغل في الأزهر الذي شهدت أروقته منذ مطلع القرن الماضي صراعًا فكريًا بينه وبين التيار الإصلاحي العقلاني الذي بدأه الإمام محمد عبده.
وظل السلفيون يعملون كأفراد ومجموعات صغيرة بشكل غير مؤسسي حتى عام 1912 عندما أسس بعضهم "الجمعية الشرعية" التي تعتبر أول منظمة كبيرة تعبر عنهم. وتبعتها جمعيات ومنظمات شتى أهمها "جماعة أنصار السنة المحمدية" التي أنشئت عام 1926، فضلاً عن جمعية التبليغ والدعوة التي تعد امتدادًا لنشاط أوسع في عدد من البلاد العربية والإسلامية. ومؤسس أول جماعة إسلامية منظمة في مصر "الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة" وهو الشيخ محمود خطاب السبكي أحد علماء الأزهر الشريف هو من أشهر تلاميذ الشيخ محمد عليش شيخ المالكية بالأزهر الشريف الذي قيل إن الإنجليز قد قتلوه في المستشفى عقب احتلالهم مصر بسبب مساندته للثورة العرابية ومعارضته للاحتلال الإنجليزي, وكانت بداية تأسيس ونشاط "الجمعية الشرعية" في نهايات القرن الـ19 الميلادي لكنها لم تسجل قانونيًّا إلا بعد ذلك بنحو عشرين عامًا (أي في 1912م) عندما صدر قانون ينظم تأسيس وإدارة الجمعيات.
ومن الملاحظ أن خلط التيار السلفي بغيره من التنظيمات الحركية مرجعه التداخل الكبير بين هذه التنظيمات الحركية والسلفيين الذين شكلوا دعمًا لكل الحركات الجهادية سواء بالمرجعية المشتركة مع ابن تيمية الفقيه الحنبلي أو مؤسس الدولة السعودية الثالثة فكريًّا الإمام محمد بن عبد الوهاب. والمدهش أن البعض يربط بين حركات المرابطين والتي شُكلت للدفاع عن الدولة الإسلامية المنحلة بسقوط الخلافة العثمانية وبين البناء التنظيري للتيار السلفي المعاصر!!


مناظرة بين علماء السلفية بمصر ورجال الأزهر- 1-نادرة







يرجع د. عمرو الشوبكي ـ الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ـ عدم وجود تنظيمات سلفية في مصر إلى أن السلفية ظهرت بينما كانت هناك تنظيمات عديدة مؤثرة موجودة على الساحة كالإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية، بما يشبه حالة احتكارية لساحة العمل التنظيمي، ومع فشل التنظيمات الجهادية بشكل أساسي رأت السلفية أن هناك مساحات دعوية وفكرية لم تُستغل بعد، وأن هناك مجالاً للدعوة الفكرية والانتشار التربوي عبر المساجد بما لا تستفز معه الدولة وأجهزتها الأمنية. ولكنه لا يناقش التنظيمات المتحولة من السلفية إلى الجهادية!!
بيد أن تحولات جذرية أصابت التيار السلفي في مصر جعلته يتخلى عن المنهج العلمي الدعوي وينخرط في تنظيمات حركية، وعليه يمكن اعتبار أن التنظيم الأخير المنتمي إلى أفكار جهادية سلفية والمعروف إعلاميًّا "بخلية قناة السويس" والذي حملته تحقيقات وزارة الداخلية المصرية مسئولية حادثة الزيتون واتهمته بتبني أفكار جهادية سلفية قد فتح الباب لمناقشة قضية التحول من تيار سلفي علمي إلى تنظيم جهادي, فالمعروف أن فكرة التنظيم لم تكن قائمة على أجندة التيار السلفي التقليدي، بل وكانت غير مرغوب فيها، فمتى وكيف ولماذا تحول بعض قادة التيار السلفي من التفكير إلى التكفير؟


التحول الكبير
المراجع للسير الذاتية المعلنة لقادة التنظيمات الجهادية سيكتشف بسهولة أن مرجعيات فكرية عميقة الصلة بالتيارات السلفية قد أثرت بشكل بالغ في تكوينهم، ولأن السلفية في الأصل "حالة دينية" لا تحتاج إلى تنظيم فقد استثمروا الخلفية الفقهية الثقيلة للسلفيين في دعم مطالب سياسية تحررية فيما يزعمون للتحول من التفكير العلمي ومحاربة الخرافات والالتزام المظهري، وغيرها من السمات المميزة للسلفية كتيار علمي توحيدي (يعد كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب من الأصول الكلامية المُعتمدة لدى كل قادة الحركات الجهادية – يليه الفتاوى الكبرى لابن تيمية) والتحول إلى تنظيمات تكفيرية للمجتمع والدولة على السواء!!
كان التأويل الأكثر انفتاحًا لنمو التيار الحركي غير المنظم للتيار السلفي السلمي يجد تجليه الأول في سليمان الحلبي (1777-1801م) الذي جاء من حلب قاصدًا الجامع الأزهر وقام بقتل كليبر قائد الحملة الفرنسية، لم تكن القضية مقاومة محتل لوطن لا ينتمي إليه الطالب السوري قدر ما يمكن فهمها بحسبها إعلان موقف من الغرب الموصوف بالكفر من قبل الجميع!!
نموذج سليمان الحلبي متوفر بشدة في المخيلة السلفية، ولذلك لم يكن مدهشًا أن تتلقى السلفية جهود التجديد الإسلامي من محمد عبده (1866-1905م) ممثلة في الشيخ محمد رشيد رضا (1865-1935م) الذي حول جريدة المنار من جريدة إصلاحية إلى توجه سلفي حاد تأثر به مؤسس الإخوان المسلمين الداعية الأفندي حسن البنا (1906-1949م)، وبالتالي كان التأسيس السلفي ذو الميول الصوفية للإخوان في الرعيل الأول متشبعًا بجهود السلفية العلمية!!


مناظرة بين علماء السلفية بمصر ورجال الأزهر- 2-نادرة





التحول إلى العنف من السلفية يمثل نقطة حاسمة فبين التنظيمات الحركية الكبرى في مصر توجد خلايا تنظيمية ذات بنية سلفية أصيلة بحيث يمكن اعتبار التيار السلفي هو المنظِّر أو المقدمة المنطقية للتحول إلى العنف لأسباب متعددة، منها أن علاقة رموز التيار السلفي بالأمن، علاقة تفتح باب الشك في التواطؤ أحيانًا، ذلك أن الموقف السلفي من الدولة موقف مراوحة بين الحياد والتكفير، إلا أن تنظيمات حركية إسلامية مبادرة إلى العنف كانت من مظاهر التحول إلى السلفية التنظيمية بديلاً عن السلفية العلمية.


1- تنظيم صالح سريَّة
تبدأ نشأة تنظيم صالح سرية, بهزيمة 1967 إذ نشط التيار الديني سريعًا بعد النكسة مرجعًا أسباب الهزيمة إلى البعد عن الدين, وفشل الحلول العلمانية والقومية, والاستعانة بقوى الشرك, طارحًا الحل ببساطة في إقامة الدولة الإسلامية, متخذًا من منابر المساجد طريقًا للدعوة إلى أفكاره, ومن تجمعات الطرق الصوفية, والجمعيات الشرعية, والقوى السلفية, ميدانًا خصبًا لتجنيد الشباب.
كما نشطت مجموعة من خطباء التيار السلفي المتشدد, من أمثال الشيخ محمود عيد وأحمد المحلاوي بالإسكندرية, والشيخ عبد الحميد كشك بالقاهرة, والشيخ حافظ سلامة بالسويس, وغيرهم, ليجتمع حولهم آلاف من الشباب المتحمسين, وتبدأ مجموعة معينة من الكتب في التداول بينهم سرًّا وعلنًا, منها كتابات سيد ومحمد قطب, وابن تيمية, وأبو الأعلى المودودي وغيرهم.
تلقت الحركة الإسلامية دعمًا مميزًا بعد وفاة جمال عبد الناصر وتولى السادات ليبدأ عهدًا جديدًا في التعامل مع الإخوان المسلمين, بالإفراج عنهم, وإعادتهم إلى وظائفهم, وتمكينهم من الخطابة على المنابر, فكان ذلك عاملاً حاسمًا في سرعة نشر الأفكار السلفية في المجتمع عمومًا, وبين شباب الجامعات على وجه الخصوص.


لماذا صالح سريَّة؟
يقول عنه "أيمن الظواهري" في كتابه "فرسان تحت راية النبي":
"إن صالح سرية كان محدثًا جذابًا ومثقفًا على درجة عالية من الاطلاع والمعرفة، وكان حاصلاً على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس، كما كان مضطلعًا في عدد من العلوم الشرعية"، وأنه التقاه مرة واحدة في أثناء أحد المعسكرات الإسلامية في كلية الطب حين دعاه أحد المشاركين في المعسكر إلى إلقاء كلمة في الشباب. و"بمجرد استماعي لكلمة هذا الزائر أدركت أن لكلامه وقعًا آخر، وأنه يحمل معاني أوسع في وجوب نصرة الإسلام. وقررت أن أسعى للقاء هذا الزائر، ولكن كل محاولاتي للقائه لم تفلح".
كما يقول عنه "طلال الأنصاري" في كتابه "صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة":
"كان صالح سرية شخصية كاريزمية, لا يملك من يقابله فكاكًا من أن ينبهر به.. خلقه.. شخصيته.. علمه.. قدرته الفائقة على الإقناع بأبسط الطرق وأيسرها, وقدرته على صياغة أعقد القضايا وعرضها في كلمات بسيطة وموجزة".
نجح سريّة في تكوين تنظيم واسع ومتنوع جغرافيًّا من مجموعة متحمسة من الشباب, قسمهم إلى مجموعات صغيرة على رأس مجموعة "الإسكندرية" كامل عبد القادر (طب) وطلال الأنصاري (هندسة), ومجموعة "بور سعيد" بقيادة أحمد صالح, ومجموعة "القاهرة والجيزة" وعلى رأسها حسن الهلاوي ومصطفى يسري, ومجموعة "قنا" بقيادة محمد شاكر الشريف, وأبقى مجموعة "الفنية العسكرية" بقيادة كارم الأناضولي وباقي الكليات العسكرية تحت قيادته المباشرة.


مناظرة بين علماء السلفية بمصر ورجال الأزهر- 3-نادرة





أمام ضغط الشباب المتحمس المتكرر والمستمر على سرعة التحرك, واستعجال العمل, والإلحاح الدائم, اضطر إلى التسرع بوضع الخطة الأولى لاغتيال الرئيس السادات مع كبار قياداته بالمطار عند عودته من زيارة خارجية ليوغوسلافيا, وتم تكليف مجموعة القاهرة والجيزة بقيادة "حسن الهلاوي" برسم خريطة تفصيلية للمطار, ولكن لعدم قيام المجموعة بما كُلفت به تم إلغاء الخطة.
تم تكليف مجموعة الإسكندرية بإعداد رسم كروكي عن مكانين محتملين للهجوم: الأول مجلس الشعب والثاني مبنى الاتحاد الاشتراكي على "كورنيش النيل", وقد حضرت مجموعة من ستة أفراد من الإسكندرية منهم: محمد علي خليفة وهاني الفرانوني وأنجزوا المطلوب، ثم قام سريّة وكارم الأناضولي بوضع الخطة البديلة، وتعتمد على الاستيلاء على الفنية العسكرية بمهاجمة حرس بوابة الكلية في صمت لإدخال عدد كبير من الشباب إلى الكلية، ثم الاستيلاء على الأسلحة والسيارات والمدرعات من الكلية الفنية العسكرية بمساعدة إخوانهم الطلبة داخل الكلية مستغلين صلاحياتهم كقادة مناوبين في أثناء الليل، ثم التوجه بما حصلوا عليه إلى مقر الاتحاد الاشتراكي لمهاجمة السادات وأركان حكمه في أثناء اجتماعهم.
وكبروفة للأحداث طلب سريّة من مجموعة الإسكندرية الحضور إلى القاهرة, والتوجه إلى موقع العملية قبل بدء التحرك بيوم واحد وبعد حضورهم طلب منهم العودة والحضور في اليوم التالي.
وأعد صالح سرية بيان الانقلاب بخطه, ويدعو إلى قيام نظام جديد في مصر يقضي على الفساد, ويدعم الإيمان والأخلاق والفضيلة, ويضمن الحريّات, وتم تذييل البيان بتوقيع د. صالح سريّة رئيس الجمهورية.
ومع بداية التحرك تسلل اثنان من التنظيم, أحدهما توجه إلى وزارة الداخلية والثاني إلى رئاسة الجمهورية, وقاما بالإبلاغ عن الخطة, وبعد مرور وقت طويل من عدم التصديق والتحقيق معهم, توجهت قوة صغيرة من الأمن المركزي إلى كلية الفنية العسكرية, ليتم إجهاض الهجوم في بدايته, ويتم القبض على قياداته, وعلى رأسهم صالح سريّة الفلسطيني من أصل أردني, وأجريت لهم محاكمة سريعة, حاولت السلطات الأمنية إثبات تورط النظام الليبي في العملية, وحاولت النيابة أن تزج باسم "حسين الشافعي" نائب رئيس الجمهورية فيها, ولكن ربط الحركة بأية قوى خارجية أو داخلية باءت بالفشل.
صدر الحكم بإعدام صالح سريّة، وكارم الأناضولي، وطلال الأنصاري (قرر السادات تخفيف الحكم الصادر عليه بالإعدام إلى المؤبد, نتيجة وساطة والده الشاعر السكندري عبد المنعم الأنصاري), وبأحكام بالسجن على عشرات منهم, وطويت صفحة من تاريخ أول تنظيم إسلامي جهادي انقلابي في مصر.
مع انتهاء العملية بالفشل, وإعدام القيادات, حاول أحد قيادات التنظيم "أحمد صالح" والذي صدر حكم ببراءته, إعادة تجميع من تبقى والاستمرار في الحركة, ولكن تم القبض على معظم من تبقى منهم عام 1977 فيما عرف بتنظيم الجهاد, ليعود مرة أخرى "د. مصطفى يسري" إلى محاولة الاستمرار بالباقين منهم.


مناظرة بين علماء السلفية بمصر ورجال الأزهر- 4-نادرة





اعتمد التنظيم في أدبياته الرئيسة على أفكار صالح سريّة مؤسس التنظيم وفيلسوفه, والذي خلّف مجموعة من الكتابات, أهمها "رسالة الإيمان" التي أعاد طباعتها عدة مرات اتحاد طلاب مصر في نهاية السبعينيات.




ومن أهم الأفكار الواردة في هذه الوثيقة:


- الجهاد هو الطريق إلى إقامة الدول الإسلامية.
- لا يجوز موالاة الكفار والأنظمة الكافرة ومن فعل ذلك فهو كافر. من مات دفاعًا عن حكومة كافرة ضد من قاموا لإقامة الدولة الإسلامية فهو كافر إلا إذا كان مكرهًا فإنه يبعث على نيته. من اشترك في حزب عقائدي غير إسلامي فهو كافر، كذلك من اشترك في جمعية عالمية كالماسونية أو اعتنق فلسفة مخالفة كالوجودية أو البراجماتية كافر.
- الحكم بتكفير الحكام وجاهلية المجتمع واعتباره دار حرب.
- جواز العمل الحزبي الإسلامي والمساهمة من خلاله في الانتخابات ودخول البرلمان والمشاركة في الوزارات إذا كان صريحًا بأنه يسعى عن هذا الطريق للوصول إلى السلطة وتحويل الدولة إلى دولة إسلامية.
- يجوز للمسلم أن يدخل في مختلف اختصاصات الدولة بأمر من الجماعة الإسلامية ويستغل منصبه لمساعدة الجماعة للحصول على السلطة أو التخفيف عنها في حالة المحنة أو إفادتها بأي طريق ولا مانع أن يصبح وزيرًا حتى مع حاكم طاغية إذا كان بهذه النية.
- كل من ينفذ أوامر الدولة الكافرة ضد الإسلام والحركة الإسلامية فهو كافر.
في حالة وجود مرشح إسلامي وأمامه مرشح اشتراكي أو قومي أو شيوعي وانتخب الفرد غير الإسلامي فإنه يكون كافرًا بهذا الموقف.
- الذين يحاربون دعاة الإسلام لأنهم يمزجون الدين بالسياسة كفار لأنهم قصروا الإسلام على جانب وكفروا بالجوانب الأخرى.


الشيخ حازم صلاح يعزي الشيخ أيمن الظواهري بوالدته





- المعارضون لأحكام الإسلام الذين يتهمون الدين بالتخلف والرجعية كفار، كذلك الذين يعترضون على حكم من أحكام الله ولا يرضون عنها مثل الذين يعترضون على الإسلام ويتهمونه بالتخلف فإن هؤلاء غير راضين عن الإسلام أصلاً.
- التفريق بين الامتناع الجماعي والامتناع الفردي بمعنى أن التَّرك الجماعي لأي ركن من أركان الإسلام كفر.
- كل القوانين المخالفة للإسلام في الدولة هي قوانين كفر وكل من أعدها أو ساهم في إعدادها أو جعلها تشريعات ملزمة فهو كافر، كذلك من طبقها دون اعتراض عليها أو إنكار لها.
- تحية العلم والجندي المجهول والسلام الجمهوري من طقوس الجاهلية وهي صورة من صور الشرك.
الأزمة - أيمن عبد الرسول الجمعة, 24 ديسمبر 2010




~~~~~~~~~~~~~~~~~

من الذي نشر الفكر المتشدد والمتطرف في مصر.؟


بعد ثورة 25 يناير سقطت أقنعة كثيرة من على وجوه أكثر ، حيث ظهرت حقيقة العديد من الشخصيات في جميع المواقع و التخصصات ، كانت بعضها تتخفى وتكذب وتخدع في المصريين منذ عقود لصالح مبارك ونظامه الفاسد بقصد وبدون قصد ، والبعض الآخر كان ولا يزال يقوم بنفس الأفعال بحثا عن مصالحه وطموحاته الشخصية.

وبمرور الوقت تنكشف الحقائق وتظهر المعادن الحقيقية لمزيد من الكاذبين والمضللين والباحثين عن المصالح والمكاسب الشخصية ، مهما كان ثمنها ، حتى لو كان هذا الثمن هو إحراق مصر وأهلها.

لن أبريء فلول النظام السابق وبقايا الحزب الوطني وجهاز أمن الدولة ـ الذي تغير اسمه فقط ـ مما يحدث الآن على أرض مصر بين أبناء شعبها ، لأن كل هؤلاء مجرمون فاسدون حاقدون على الثورة ، ويريدون بكل السبل قتل الثورة حتى لو أدى ذلك لحرق مصر ومن فيها.

ولن أعفى وزارة الداخلية من المسؤولية ، لأن غياب الدولة قد ساعد البلطجية والسلفيين في تنفيذ مخططات أمن الدولة بكل دقة وبكل أريحية ودون مشاكل ، وهذا التخاذل الأمني من رجال الشرطة هو أمر محـيـّـر يجعلنا نشك أن هناك تواطؤ بين بعض أو معظم قيادات الداخلية وأمن الدولة ، ولو كان هذا صحيحا ، واستمر فأبشروا ، فهذا كفيل بأن تقوم حرب أهلية برعاية أمن الدولة وسواعد البلطجية والسلفية ، وغياب وزارة الداخلية.

على الرغم أن ما يفعله أمن الدولة والبلطجية ، في ظل غياب وزارة الداخلية هو خيانة وجريمة في حق مصر والمصريين إلا أنهم لا يرفعون راية الدين وهم يتسببون في إحراق مصر وأهلها.

لكن الجريمة الكبرى أن تتستر في الدين تيارات أو جماعات أو تنظيمات لشحن آلاف من الشباب والبسطاء من الناس لتخريب هذا الوطن وحرقه إرضاء لجهاز مجرم مثل جهاز أمن الدولة أو بحثا عن مصالح شخصية وأجندات وهابية ، وهذا ما يقوم به السلفيون على أكمل وجه ، منذ أن نجحت الثورة في إزاحة مبارك وخلعه هو ونظامه الفاسد من سدة الحكم في البلاد.

لن أذكر وأكرر ما فعله السلفيون تنفيذا لمخططات أمن الدولة ، بدءاً من حريق وهدم كنيسة أطفيح ، وانتهاء بما حدث في امبابة ، وما تبع الحادث الأخير من نموذج مصغر جدا وبريء جدا لحرب أهلية يمكن أن تدور رحاها بين مسلمين ومسيحيين مثلما حدث في أماكن متفرقة من العاصمة المصرية في مواجهات استخدم فيها المتحاربون الأسلحة النارية.

لن أذكر ما قاله أحد دعاة السلفية حين قال نجحنا في غزوة الصناديق واللي مش عاجبه يمشي.

لن أذكر ما قاله أحد دعاة السلفية حين قال من حقك أن تسب وتشتم من يخالفك في الرأي.

لن أكرر ما شاهدته من فيديوهات لجميع نجوم السلفية على الفضائيات في تكفير الناس المخالفين لهم في أي فتوى أو أي رأي.

لن أذكر ما قاله دعاة السلفية بالإجماع في حالة من الكذب والتزوير والخداع حين تحدثوا عن معنى الدولة المدنية ، والليبرالية ، والعلمانية ، وعن خطورة التصويت بــ لا ـ علي الإسلام ، وأعتقد أن ما حدث في مصر أثناء التصويت على التعديلات الدستورية كان له أعظم الأثر في نشر حالة الانقسام الغير مسبوق بين المصريين بعد حالة المواطنة والحب والإخاء التي حدثت بصورة غير مسبوقة أيضا ، بالإضافة أن ما حدث يوم التعديلات الدستورية من هدوء ومقارنته بما يحدث الآن يعطينا مؤشرا هاماً جدا وخطيرا على التعاون الواضح بين كل من استغل الدين وحاول حشد المصريين وإقناعهم للتصويت بنعم وبين أمن الدولة ، لأننا لم نرى أي بلطجي في أنحاء مصر يوم التصويت على التعديلات ، كما كان هناك نشاط غير عادي للأخوان والجماعة وأنصار السنة والسلفيين يصاحبه حالة تفاهم وانسجام غير عادية مع أنصار الحزب الوطني سابقاً.

وأعود لما ذكرته في العنوان وأقول : من الذي نشر الفكر الإرهابي المتشدد المتطرف في مصر.؟ ، ومن الذي قام بغسل عقول ملايين الشباب المصريين وهم في سن الطفولة والمراهقة منذ عقود مضت.؟.

إن ما دفعني لهذا السؤال : ما قرأته وسمعته أكثر من مرة لقيادات الأخوان ودعاة السلفية الذين أخذتهم الجلالة وتناسوا تاريخهم الملطخ بالدماء والتكفير والتطرف ونشر التشدد بين الأطفال وأكرر بين الأطفال لأنهم يبدأون مع الشباب المصري في سن الطفولة ، وهو سن عدم الوعي ـ (والمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية و كذلك جميع المعاهد الأزهرية خير شاهد على كلامي) ـ ، ورغم ذلك يتحدثون عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في اختيار ما يشاء ، فهل الأطفال يملكون القدرة العقلية والثقافية على الاختيار ، أعتقد أن هذه سقطة كبيرة جدا لهم ، ونتيجة لكل هذا ما نحن فيه الآن وما يحدث على أرض مصر اليوم.

ورغم كل ما فعلوه من تخريب لعقول الشباب المصري ، نسمعهم اليوم يدافعون عن حرية العقيدة وحرية ممارسة شعائر الدين ، حق المواطن في الاعتقاد فيما يشاء ، والمساواة بين المواطنين وعدم التفريق بينهم من حيث الدين أو المعتقد ، وهذا الكلام في ظاهره كلام أكثر من رائع ، وحق لكل مواطن مصري ندعو له وننشده ، لكن لم يجيب أحد على سؤالي : إذا كان قيادات ودعاة الأخوان والسلفية يقولون هذا الكلام ، فمن أين جاء التطرف والعنف والتشدد والغلو ، وكيف انتشرت ثقافة الكراهية ضد الآخر المخالف في الرأي أو الدين والعقيدة ، ومن أين جاء ملايين الشباب السلفي الذي شارك في اعتصامات قنا وأمام مسجد النور واختطاف المسجد ثلاثة مرات متتالية من إمامه ، والعديد من التجمعات أمام الكنائس للمطالبة بحرية س أو ص من النساء ، حتى كادوا يغرقوا البلاد في دماء الفتنة الطائفية.

المشكلة أن هناك هوة كبيرة جدا بين القادة والدعاة في جميع التيارات الدينية من جهة ، وبين التابعين لهؤلاء القادة والدعاة في الجهة الأخرى ، بمعنى أوضح أن الأعداد الغفيرة أو الرعية التي تنتمي لفكر معين أو جماعة بعينها مثل الأخوان أو السلفية على أتم استعداد لتنفيذ أي فتوى أو أمر أو دعوى من هؤلاء القادة والدعاة دون نقاش أو حوار أو اعتراض ، بينما يعيش القادة والدعاة في حالة اتصال بالحياة السياسية ، يقولون ما يتناسب مع الحالة السياسية للبلاد ، وما يخدم مصالحهم العليا ، في حالة شد وجذب مع النظام الحاكم قد تصل لدرجة عقد الصفقات ضد السواد الأعظم من الشعب ، وضد الرعية من التابعين الذين يجلسون في الصفوف الخلفية ينفذون ما يقال لهم من القادة والدعاة دون نقاش أو اعتراض أو تفكير.

وغياب الأزهر عن القيام بدورة المنوط به سمح لهذه التيارات وهذه الجماعات أن تسيطر على كثير من المصريين وغسل عقولهم ونشر ثقافة الاحتقان و التطرف والإرهاب والكره والغلو والتشدد في التعامل مع المخالف في الرأي ، وهذه الخطيئة التي وقع فيها الأزهر منذ عقود نظرا لعدم قدرته على خلق خطاب ديني يواجه زحف الفكر الوهابي داخل كل بيت في مصر يحتم على الأزهر أن يكون أول من يفكر في حل لمواجهة هذا الفكر الدخيل على الهوية المصرية ، اليوم بدأ الأزهر يفكر في حل لمواجهة التطرف والإرهاب والتشدد ، وبكل أسف وأسى وضع يده في يد من كانوا سببا رئيسيا في نشر التطرف في البلاد ، ومن وجهة نظري لا يمكن على الإطلاق أن نصدق دعاة التطرف والتشدد حينما يتحدثون عن الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان ، لأن التغيير الذي حدث هو تغيير ظاهري كلامي شفهي فقط ، ولكن المنهج الذي يؤمنون به مازال يحظى بتقديس تام ، ولن يسمحوا لأي إنسان أن يناقش هذا المنهج أو الاعتراض عليه، وعلى سبيل المثال أقول:

ما رأي مرشد الأخوان والسلفية في هذه الأحاديث (من بدل دينه فاقتلوه) ، ( لا يحل دم امرئ ........ التارك لدينه المفارق للجماعة ) ، ( من حق الحاكم قتل ثلث الرعية لإصلاح حال الثلثين) ،(لا تبنى كنيسة في الإسلام) وهما قد اتفقا مع شيخ الأزهر على محاربة التشدد والتطرف ، فما رأيكم في هذه الأحاديث وهي موجودة في صحيح البخاري أصدق كتاب بعد القرآن عندكم ، المشكلة ليست مشكلة كلام أو أشخاص ، المشكلة في المنهج الذي يسير عليه القطيع ويؤمن به ويقدسه.

وأقول: هل تعاون الأزهر مع الإخوان والسلفيين سيؤدي لمواجهة التطرف والتشدد والإرهاب في المجتمع.؟ ، لا أعتقد..!! لأن الإصلاح والتغيير يجب أن يكون بالاعتراف بالأخطاء الشخصية أولا ، والأخطاء في المنهج ثانيا ، وهذا لم يحدث حتى الآن ، وكل ما حدث هو تغيير لفظي في الخطب والكلام فقط.

وأعتقد أن أي إرهابي أو متطرف حين يتوب ، فمن غير المقبول أن يتحول في عشية أو ضحاها لمصلح اجتماعي وداعية من دعاة حقوق الإنسان والعدل والحرية والديمقراطية ، ولكن تكفي توبته بأن يقلع عن إرهابه ويعترف بخطئه وذنبه ، ويتفرغ لتصحيح وإصلاح نفسه فقط ، ولا علاقة له بإصلاح المجتمع لأنه يحتاج لسنوات لإصلاح فكره وعقله الخرب.

وهنا يحضرني نموذج حي : بعض الفنانين والفنانات في مصر بعد ذبول زهرة الشباب فيهم ، وانطفاء شعاع النجومية ، وقلة الطلب عليهم في الأعمال الفنية ، يتحولون لطريق الإلتزام ،وهذا جميل وعلمه عند الله ، لكن لا يصح أن يتحولوا لدعاة وأئمة يخطبون لهداية الناس ، وهم يريدون فقط الحفاظ على نجوميتهم وحضورهم ، والظهور الذي تعودوا عليه ، وكان يجب عليهم التفرغ لإصلاح أنفسهم فقط.

كلمتي الأخيرة :

إن كل ما يحدث من صخب وفتن وصراعات وإشاعات يضر بالثورة ويضر بمصر ، وشعبها الذي فجر تلك الثورة ، ويشغل الثوار عن الأهم ، وهو التفكير في المستقبل و العمل بجد وعقل ووعي كامل ، والتفكير في إجابات لأسئلة كثيرة جدا تطرح نفسها في الأيام والشهور القليلة القادمة ويجب أن نهتم بها إذا كنا نحب مصر ونخاف عليها وعلى أنفسنا:

لماذا ننشغل عن المحاكمات العادلة والسريعة للمجرمين.؟

لماذا لا يتم نقل مبارك لسجن طره ، ولماذا لم يرد أحد من المجلس العسكري على تقرير رئيس مصلحة الطب الشرعي الجديد ، وعلى تصريح مبارك الأخير الذي قال فيه أنه لن يستطيع أحد نقله من شرم الشيخ.؟

لماذا لا نفكر في الدستور الجديد الذي سيحكمنا به رئيس الدولة القام.؟

لماذا لا نطالب بحرمان واستبعاد جميع أعضاء الحزب الوطني وقياداته من أكبر قيادة إلى أقل قيادة من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات قادمة حتى لا نفاجئ بهم جميعا يجلسون على صدورنا مرة أخرى بعد شهور قليلة.؟

لماذا لا يتم محاكمة ضباط أمن الدولة المتورطين في جرائم تعذيب في عهد مبارك .؟ ، والذين يديرون كل ما يحدث على أرض مصر حتى الآن.؟

لماذا لا يتم التحقيق مع جميع قيادات الداخلية بسبب غيابهم عن العمل حتى الآن.؟

لماذا لا يتم محاكمة كل من تسبب في الفتن بين المسلمين والأقباط من المسلمين والأقباط ، وكل من تسبب في حرق الكنائس.؟

لماذا لا نفكر في الأزمة الاقتصادية التي ستحل علينا عما قريب.؟

لماذا لا نفكر في المستقبل وأن إدارة الانتخابات القادمة ستكون بالبلطجية كما حدث في 2005 ، و2010، وأن ذلك سيخدم بقايا الوطني ، والجماعات وسيقتل الثورة ويضيع دماء الشهداء.؟

إن كل ما يحدث في مصر يضر الثورة ويقتلها ، ويخدم أعداءها وأعداء هذا الوطن ، وعلى كل مواطن مصري مهما كان دينه أو معتقده أو فكره أو مذهبه أن يثبت لمصر وشعبها أنه مع الثورة ، وهذا ليس بالكلام ، وإنما بالفعل والعمل على أرض الواقع ، ونشر الحب والتسامح والإخاء بين المصريين جميعا.

نجحت الثورة فيما نجحت فيه بسبب الإخلاص والحب والتعاون وإنكار الذات والإيمان بقضية وهدف واحد مشترك ، وهذا ما يلعب عليه أعداء الثورة لطمسه ومحوه من العقول والوجدان.


مدونة الــعـــدل الـحـــريـة الـســـــلام رضا عبد الرحمن على 16 مايو, 2011


~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حرائق الفتنة بين السنة والشيعة في الفضاء 

بعد أن قررت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة مؤخرا إغلاق مجموعة قنوات الناس، والخليجية ، والحافظ ، والصحة والجمال ، وعدد من الفضائيات السلفية بسبب مخالفتها شروط التراخيص وبثها لدعاوى الفتنة المذهبية والتحريض الديني .

جاءت تصريحات فضيلة الإمام الأكبر لتصب الماء على نار الفتنة بين السنة والشيعة التي اشعلتها الفضائيات السلفية من جانب والشيعية من جانب آخر ، فقد أعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رفضه تكفير الشيعة، مؤكداً فى أن الاختلاف من سنن الكون التي يقرر القرآن الكريم حقيقتها ، رافضا خروج بعض الفضائيات بفتوى تحكم بكفر الشيعة، مبينا أن ذلك شيئا مرفوضا وغير مقبول ولا نجد له مبرراً لا من كتاب ولا سنة ولا إسلام، فنحن نصلى وراء الشيعة ولا يوجد عندهم  قرآن آخر .
شرارة الحبيب
لم تكن إساءة الشيعي الكويتي ياسر الحبيب  لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هي الشرارة الأولى لاشعال حريق الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة،عبر القنوات الفضائية،وليست هي الملمح الوحيد للصراع السلفي الشيعي عبر النقوات الفضائية الدينية التي تلعب دورا بالغا في المشهد الإسلامي، بعد تجاوز عددها خمس وخمسين  قناة إسلامية سنية وشيعية ، أدخلت الدعوة والفتنة الى منطق السوق والربح والخسارة  ، وأسست لما يمكن اعتباره علاقة استهلاكية بالدين .
 فأعلنت فضائيات تابعة لـ "أهل السنة"  الحرب على الطائفة الشيعية، وفي الطرف المقابل من ساحة الحرب اصطفت فضائيات شيعية متطرفة وصل بها التطرف حد التطاول على أمهات المؤمنين زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والتعرض بالسوء للصحابة والخلفاء الراشدين رضوان الله عنهم.
تكفير الصوفية
الحرب السلفية الشيعية التي تدار عبر الفضائيات التي تبث عبر النايل سات ليست وقفا على الشيعة وحدهم ، فقد وجهت القنوات السلفية أيضا سهامها الى الطرق الصوفية في مصر ، وشهدت العلاقات بين الطرق الصوفية والسلفيين توتراً جديداً يهدد  باشتعال الخلافات الفقهية القديمة بين الطرفين ، التي تشتعل لفترات ثم تهدأ  الجبهة فترة لتعود للتسخين من جديد.وكان آخرها مؤتمر الطريقة العزمية حول إسلام والدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد اكد أتباع الطرق الصوفية أن ام خير الخلق في الجنة ، ورد السلفيين في برنامج خالد عبد الله بقناة الناس بأنها في النار ، ، كما فجرت الطريقة العزمية التي يرأسها الشيخ علاء أبو العزايم أزمة  جديدة بين السلفيين ، عقب اتهامها لجماعة أنصار السنة المحمدية بأنها  جماعة تكفيرية واتهام مؤسسها عبدالرزاق عفيفي بتكفير الحاكم ، كما  اتهمتها بتبني الخط التكفيري بدليل أن الدكتور – أيمن  الظواهري - زعيم تنظيم الجهاد  ونائب رئيس تنظيم القاعدة – نشأ  وتربى في كنف ورعاية أنصار السنة المحمدية .
وحفلت برامج القنوات السلفية والشيعية باشتباكات بين الفريقين عندما تناول الصوفيون والشيعة مفتي السلفيين وفقيههم "ابن تيمية"واتهموه بالتشدد ، ثم احتدم الخلاف بينهما عبر الفضائيات في قضايا مثل إثبات صفات الله وأمور تتعلق بالعقيدة.
مؤامرة غربية
ملامح هذا الصراع الفضائي بين السلفيين والشيعة والصوفية عبر الفضائيات ودوافعه يكشفها الدكتور عمار علي حسن الباحث في شئون الحركات  الاسلامية : إن مشاهير الدعاة من السلفيين أمثال أبو إسحاق الحويني  ومحمد حسين يعقوب ومحمد حسان وغيرهم من شيوخ السلفية  استخدموا القنوات الفضائية ، مثل قناة الناس و قناة الرحمة وغيرهما  من القنوات الفضائية كمنصات لإطلاق قذائفهم ومدفعيتهم الثقيلة ضد  الشيعة والصوفية، حتى أن بعض دعاة السلفية أصدر  فتاوي بكفر بعض الصوفيين في حين اكتفى البعض الآخر بـ "تفسيقهم"  ليس هذا فقط بل إن السلفيين خلطوا بين الصوفية الفلسفية التي يمثلها  ابن عربي والصوفية العملية الموجودة في مصر الآن وكفروا الجميع.
ويتفق عمار علي حسن مع الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة  العزمية على أن السلفيين في مصر هم امتداد لفكر  ابن تنمية المتشدد  الذي لا يتناسب و لا يتوافق مع طبيعة مصر ومجتمعها متعدد  الاديان ، خاصة أنهم اتهموا الصوفية بانها خرجت من التشيع، وأن فكرهم يعتمد على  التهييج والكذب على الخصوم وعدم الرغبة في الحوار و المصارعة  بالألفاظ بعيداً عن الحجة بالدليل و البرهان كالكتاب و السنة ، وأنهم يمارسون الشرك الخفي وأنهم وتبركون بالأضرحة ويلجأون للأولياء الصالحين لقضاء حاجاتهم ولا يلتزمون بالفرائض المعلومة من الدين بالضرورة. .
مواجهة شاملة
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل ينهي قرار إغلاق عدد من القنوات الفضائية الدينية حالة الجدل الفقهي والصراع المذهبي بين السلفية والشيعة؟
يجمع خبراء الإعلام وعلماء الدين على أن المواجهة يجب ان تكون متعددة المحاور ، وأن أبعاد الأزمة أكبر بكثير من مواجهتها بقرار اغلاق 4 قنوات فضائية دينية  ، حيث ترى الدكتور نادية مصطفى أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومدير مركز الحوار بجامعة القاهرة أن ظهور قنوات الفتنة المذهبية لم يحدث إلا بعد احتلال أمريكا للعراق فقد ظنت الولايات المتحدة أن السيطرة على العراق ومن بعده الأمة العربية كلها لن يحدث إلا من خلال زرع الشقاق المذهبي بين العرب بعضهم البعض وهكذا قامت أمريكا بتشجيع أشخاص موالين لهم بإنشاء قنوات فضائية شيعية هي بعيدة كل البعد عن المذهب الشيعي ،وراج الإعلام الطائفي بصورة غير مسبوقة في مواجهة إعلام سلفي متشدد الأمر الذي يزيد من حالة الاحتقان المذهبي ويطرح في القنوات الفضائية المعبرة عن الطرفين قضايا هامشية للخلافات تزيد من حدة التوتر والعداء والانقسام المذهبي وتمثل العراق مجالا واضحا لذلك حيث تعددت القنوات الفضائية ذات الانتماء المذهبي الطائفي وتركز على إثارة المشاعر العامة والابتعاد عن الموضوعية.
بينما أبدى الدكتور سامى الشريف أستاذ الإعلام تأييده لقرار غلق قنوات تجاوزت حدود عقدها وترخيصها مخالفة ما أجيز لها فى الترخيص، ومن هنا من حق المنطقة الإعلامية الحرة إغلاقها بصرف النظر عن ممارسة هذه القنوات إذا كانت تثير النعرات الطائفية أو تغير عقول الناس من خلال عرضها للخرافات.
ودعا إلى اتخاذ وقفة حاسمة ضد القنوات التى تهدد الوحدة الوطنية وتثير النعرات المذهبية ، ومواجهة هذا الإعلام المنفلت الذى تجاوز كل حدود.
أما الدكتور محمود علم الدين رئيس مركز بحوث الرأى بجامعة القاهرة فيرى أن هذه القنوات صنعت مناخا من الاحتقان الطائفى من خلال معالجة عدد من القضايا الدينية  التي تؤدي تأجيج الصراع الطائفى .
مرجعية فقهية
واذا كان خبراء الإعلام يرون أن إغلاق تلك القنوات الدينية  ضرورة مهنية فإن علماء الدين يرونه ضرورة شرعية حفاظا على وحدة الأمة الإسلامية ، وانتقد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف ما تثيره بعض القنوات الدينية من قضايا مذهبية محذرا من خطورة ذلك على مصلحة الأمة الإسلامية وأمن الوطن الذى يعتبر خط أحمر لا ينبغى تجاوزه، مطالبا وسائل الإعلام بتدعيم روح الانتماء والمواطنة بين المواطنين، موضحا أن الحديث عن الفتنة الطائفية والمذهبية والتفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية لا تخدم الإسلام .
أما الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف فيرى أن التدين الحقيقي لا يمكن أن يبرز من خلال القنوات الفضائية، مطالبا بتفعيل دور المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي جنبا الى جنب مع دور مؤسسات المجتمع الأخرى كالمدارس والأندية والمساجد المسجد ثم يأتي الإعلام كدور مؤسس في تثقيف والتوعية.
فضائيات التكفير
الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق يرى أن حالة الفراغ الديني بين الناس، والأمية الدينية التي تعاني منها قطاعات كبيرة من المجتمع أدى بها إلى أنها أصبحت في مرمى القنوات الفضائية الدينية وسط حالة من انسحاب كامل للمؤسسات الدينية الرسمية  المعتدلة في العالم الإسلامي ، وهذه الثقافة القائمة  التي تروج للفتنة المذهبية بين السنة والشيعة  عبر الفضائيات لا يمكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمثل  " خير أمة أخرجت للناس "  وتثير الفرقة والصراع الذي نهى الله تبارك وتعالى عنه حين قال "  واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا  " وهي أيضا بعيدة كل البعد عن منهج الدين الحنيف الذي أمرنا بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نجادل الناس بالتي هي أحسن فلا الفضائيات السلفية السنية خدمت مدرسة السنة والجماعة , و لا الفضائيات الشيعية  المتطرفة خدمت مدرسة أهل البيت  ، وكان الأولى بفضائيات الفتنة أن تتعلم من أسباب تدهور الخطاب الإسلامي ، كما ساهم فقهاء الفتنة في الفضائيات في نشر فكر التكفير و التمزق والطائفية , وقد آن الأوان أن تغلق فضائيات الفتنة الناطقة بإسم هؤلاء أو أولئك , وآن الأوان لتنطلق قنوات العقل السليم التي تقدم الإسلام دينا وسطيا حضاريا  مستنيرا , لا إسلام الفتنة بين عنصري الأمة  .


الاهرام محمد عبد الخالق

~~~~~~~~~~~~~~~~~

"عبد المنعم الشحات": القبطي كافر، وإن قلت غير ذلك سأخالف عقيدتي!!

صرَّح الشيخ "عبد المنعم الشحات" -المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية- خلال برنامج "القاهرة اليوم" المقدم عبر فضائية "أوربت"- أن القبطي كافر، مشيرًا إلى أن هناك عقيدة تقول أن "عيسى" عبد الله ورسوله، وهناك عقيدة تقول أنه الإله، موضحًا بأنه لو آمن بهذه العقيدة فيجب أن يكفر بالثانية، مؤكدًا على أن القبطي كافر بعقيدة المسلمين، والمسلم كافر بعقيدة المسيحيين، مؤكدًا على وجود آيات بالقرآن تؤكد على أن القبطي كافر، وأنه لا يجوز أن يتم حذفها منه.
وأشار "الشحات" أنه كون القبطي كافر لا ينفي ضرورة التعايش السلمي معه، موضحًا أن القرآن الذي اسماهم كفار هو الذي حثَّنا على ضرورة التعايش
السلمي معهم .


ماريا ألفي - الأقباط متحدون الثلاثاء ٢٦ ابريل ٢٠١١



هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات