فيديو .. الأوقاف تستعيد سيطرتها على المساجد لمنع استيطان السلفيين وسيطرتهم على منابرها.. ومشايخ يقولون إنهم حوَّلوا بيوت الله إلى أسواق للصفقات السياس
بعد فترة من السيولة الثورية تمكنت معها التيارات السلفية من تحويل بعض المساجد إلى ما يشبه المستوطنات، تستعد وزارة الأوقاف المصرية لاستعادة تلك المساجد، ونقل تبعيتها الفعلية للدولة مرة أخرى. وكانت جماعات دينية متشددة مثل أنصار السنة وتيارات سلفية وجماعة الإخوان المسلمين اتخذوا بعض المساجد كمقرات سياسية، ومنع أئمتها الرسميين من اعتلاء منابرها. وأعلنت أصوات دينية محسوبة على الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف استياءها من ضعف قبضة المؤسسة الدينية على المساجد خلال الفترة السابقة،
وقال خطيب الجامع الأزهر عيد عبد الحميد إن تحويل المساجد إلى مقرات انتخابية يناقض الهدف الذي جعلت لأجله في الإسلام بإقامة الشعائر، وبرأيه الأنشطة الأخرى يمكن ممارستها في النوادي الاجتماعية أو الميادين العامة وليس في بيوت الله.
وطالب عبد الحميد من كل مسلم الإيمان بأن المساجد مخصصة لمناقشة القضايا العامة وليس لخدمة فصيل سياسي بعينه، مضيفًا: "المساجد لا يمكن أن تقوم بدور المقرات الانتخابية".
وقال عبد الحميد إن بعض هذه الجماعات الدينية التي لا تسمع سوى صوت نفسها أو قادتها، وترى من سواهم خوارج عن الفكر الصحيح، ولو كان الحق في جانبهم، بحسب تعبيره.
وأضاف أن هذا يستدعي ضرورة إصدار قرارات فورية من وزارة الأوقاف تجرم استخدام المساجد في الدعاية السياسية أو استخدامها كمقرات الانتخابية، مشيرا إلى أن المرحلة السابقة كانت تشهد قرارات قوية بمنع التيارات الدينية من استخدام المساجد، لكن كان يتم ذلك عبر استخدام القمع والقبضة الأمنية، لكن الآن تحتم طبيعة المرحلة الانتقالية لتلك الجماعات التمادي على حساب القانون، وأصبحت بيوت الله أسواقًا للصفقات السياسية.
ورفض الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، استغلال المساجد في الأغراض السياسية للجماعات، مطالبًا وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بطرح مبادرة حوار مع كافة التيارات الدينية المختلفة والاتفاق معهم على أن المساجد للعبادة فقط، ولا دخل لها بالسياسية خاصة في ظل الغياب الأمني وحل أمن الدولة الذي كان يراقب المساجد.وبرأيه لن تفلح أية توجيهات دون الحوار مع التيارات الإسلامية لضمان استقلالية المساجد وإبعادها عن السياسة أو استخدامها كمقرات انتخابية، خاصة في العشوائيات والمناطق الفقيرة.
وقال الشيخ عاطف صوفان رئيس ائتلاف النهوض بالأزهر إن أبناء الأزهر الشريف يرفضون بشدة استخدام بعض الجماعات الدينية المتشددة للقوة للسيطرة على المساجد، وقال إنه يجب مواجهة الأجندات السياسية الخاصة، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات لها مساجدها وتعرض فيها وجهة نظرها ورؤيتها، ورغم خطأ هذا الوضع فإن الخطأ يتعاظم لو امتد نشاطها إلى مساجد الأوقاف.
وبحسب صوفان فإن هذه الجماعات عليها احترام سيطرة الأوقاف على المساجد التابعة لها، لأن الوزارة يجب خروجها من منطقة الحوارات السياسية الدينية التي تشهدها مصر حاليًا، وتفرغها لخدمة الدين الإسلامي داخل مصر وخارجها.
وعن موقف الوزارة الرسمي قال الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الأوقاف والمسؤول عن المساجد، إنه لن يتم السماح لأي تيار سياسي باستخدام المساجد كمقرات انتخابية، وهناك تعليمات واضحة من وزير الأوقاف المصري د. عبد الله الحسيني لجميع العاملين بالمساجد بالتواجد في المساجد يوميًّا، ومنع أي شخص من محاولة استخدامها في الأنشطة السياسية.
وبحسب عبد العظيم فإن الإدارة العامة لشؤون المساجد، أرسلت نشرة إلى جميع أئمة المساجد للتأكيد على ضرورة الإبلاغ عن أي تدخل سياسي بالمساجد، ومنع التيارات الدينية من اعتلاء منابرها، أو استخدامها كمقرات انتخابية وتكليف مفتشي وزارة الأوقاف بالتفتيش الدائم على بيوت الله، لمنع أية محاولة لاستخدام المساجد في الدعاية السياسية.وكان السلفيون تسببوا في أكثر من أزمة مع الأوقاف عقب الثورة، فمنع أنصار الشيخ حافظ سلامة خطيب مسجد النور بالعباسية من اعتلاء المنبر لأسابيع، بحجة أن جمعية الهداية التي يرأسها سلامة حصلت على حكم قضائي يمكنها من المسجد، لكن الوزارة قالت إن الحكم يخص الملحقات فقط، ومكنت الشرطة والقوات المسلحة خطيب الأوقاف من الصعود، وهدد سلامة الجمعة بالاعتصام داخل المسجد.
وحاول سلفيون السيطرة على أكثر من مسجد كبير داخل القاهرة، ومنها "عمرو بن العاص"، الذي يتسع لمئات الآلاف من المصلين.
الأوقاف تستعيد مسجد النور
رابط html مباشر:
التعليقات: