|

القارئ سيد كساب يكتب: هل الإسلام هو الحل؟



ينبغى علينا جميعا ألا تخيفنا هذه العبارة (الإسلام هو الحل) فالإسلام هو االدين الذى أراد به سبحانه وتعالى أن يختم الاديان والرسالات السماوية، فجاء الإسلام برسالة عالمية شافية للناس جميعا الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا .


وهذا العنوان ينبغى على كل مسلم أن يضعه فى مهام تفكيره اذا أراد النجاح فى الدنيا والآخرة، فالله سبحانه وتعالى وضع لنا أسسا وقواعد فى كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اهتم بها المفكرون الاسلاميون ووضعوها فيما يسمى بفقه العبادات وفقه المعاملات وفقه الأسرة، وقد اتفقوا على الكثير بالاعتماد على الأدلة الواردة فى القران الكريم والسنة النبوية المطهرة وكونوا ما يسمى بالإجماع، وهناك أمور عديدة أخرى لم يرد فيها نص قاطع تباينت آراؤهم فيها واختلفوا اختلافا فيه مصلحة الأمة جميعا، لنجد أنفسنا أمام أمور قطعية علينا الالتزام بها لنحقق النجاح وأمور أخرى عديدة نختار منها مايتفق مع عقولنا وعصرنا، أو نقوم بالاجتهاد أيضا كما كان سابقونا من العلماء يفعلون، والذى يقوم بذلك هم أهل الثقة العلمية من كبار العلماء فى مختلف المجالات العلمية ليربطوا الإسلام بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

أما من يتحدث عن أن الدين يجب أن نتركه نقيا بعيدا عن ألاعيب السياسة الملتوية، فنحن هنا أمام فصل للدين عن السياسة واختزال للدين فى العبادات، وكأننا لم نقرأ التاريخ الاسلامى فى الحرب وفى السلم وكيف قامت الدولة الاسلامية الأولى على أهل العلم والكفاءة وانتشار العدل بغض النظر عن الدين والجنس واللون، والعدد الكبير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تضبط لنا ايقاع الحياة لتبعدنا عن الليونة والخشونة، وكيف كانت الحضارة الإسلامية تستقي كل ماهو مفيد من الحضارات الأخرى لتكون فى النهاية نموذجا يحتذى به .
فالدين لا يمكن حصره كما يصور لنا البعض فى تطبيق الحدود، فالقارىء فى الفقه الاسلامى سيتعرف على صعوبة الشروط اللازم توافرها لتطبيق الحد، فحد الزنا مثلا لا بد فيه عند تطبيقه إما الاعتراف وإما شهادة شهود بأن العملية تمت أمامهما وقد شاهدا عملية الجماع وهو أمر صعب تحقيقه على أرض الواقع، وكذلك الشروط فى حد السرقة وغيرها من الحدود .

إلا أننا هنا علينا جميعا بتربية أنفسنا وانتقادها أولا قبل أن نقوم بانتقاد الآخر وأن نتذكر دائما أن الدين الاسلامى قائم على المعاملة فى العمل وفى العبادة بحيث تكون خالصة لوجه الله، وأن التقدم العلمى والفكرى ينادى بهما الاسلام للتقدم على الأمم وتقديم نموذج جيد لغيرنا فى اقامة دولة العدل، تاركا لنا مساحة كبيرة من الحرية لرسم حياتنا وفق كل عصر بما يناسبه طالما لاتتصادم مع المبادىء والقيم الاسلامية .

فدولة الإسلام علينا جميعا أن نقف وراءها بعيدا عن المنادين بالتشدد من الطرفين، الطرف الذى لا هم له فى الإسلام سوى الحديث عن الحدود وتطبيقه، والطرف الآخر الذى لاهم له سوى اختزال الدين فى المسجد وفصله كاملا عن جوانب الحياة المختلفة، وأرجو من الأزهر أن يقوم بجانب تعليمى وارشادى لمواصفات الدولة الإسلامية الأصيلة البعيدة عن التطرف بالاعتماد على وسائل الاعلام المختلفة وعدم الاكتفاء بالاجتماعات والمؤتمرات التى لا يهتم بها إلا فئة قليلة بينما الفئة الأكبر يتطلب الوصول إليها استخدام كافة وسائل الاعلام من اتصال شخصى وجماهيرى وإلكترونى لمعرفة سماحة الإسلام ونبذه للعنف والتطرف وإيمانه الشديد بالآخر فكلنا فى النهاية عباد الله الذى بيده وحده مفاتيح الجنة والنار.


الشروق

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات