|

نفى الآخر ... جريمة القرن العشرين

أحدث أعمال الكاتب والمؤرخ الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بكلية آداب دمنهور بجامعة الإسكندرية، وعضو مجلس إدارة مركز الدراسات الأرمينية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وعضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وأخيرا هو رئيس تحرير جريدة "أريك"التي تعتبر ديوانا للثقافتين العربية والأرمينية.

له مؤلفات تاريخية عديدة رصد فيها الوجود التاريخي للأرمن في مصر وتأثيرهم وتأثرهم بشعبها، مثل تاريخ الجالية الأرمينية في مصر1999، الأرمن في مصر2005، الأرمن والغرب والإسلام 2008بالإضافة إلي عدة مؤلفات أخري مثل: إبادة الجنس البشري2007

وينقسم كتابه - الذي نحن بصدد عرضه الآن – إلي ثلاثة فصول، يستعرض الكاتب في أولها وعنوانه"إبادة الجنس:ثغرات المفهوم ومعضلات التطبيق"، نشأة وتطور مفهوم الإبادة حتي إقراره في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع إبادة الجنس والعقاب عليها في 9 ديسمبر 1948 ، ومدي انطباق هذا المفهوم علي الحالات الإبادية التي شهدها القرن العشرون حصريا.

ويرصد الفصل الثاني وعنوانه"إبادة النوع:حداثة المصطلح والتباسات التطبيق دراسة نمط إبادي حديث جدا - إلي حد كبير – مستولد من الإبادة الأم ألا وهو إبادة النوع والتي تستهدف قطاعا بشريا بذاته وبين إبادتي الجنس والنوع.

أما الفصل الثالث"قضايا إبادية:إشكالية التأصيل وجدلية القانون والقوة" فيشرح عددا من المسائل الوثيقة عضويا بالإبادة من قبيل الإبادة المقارنة، الإبادة التاريخية، منع الإبادة، العدالة الجنائية والإبادة، القوة العظمي والإبادة.

يتبع كل ما سبق اثنان من الملاحق في غاية الأهمية، أولهما عبارة عن نصوص"اتفاقية الأمم المتحدة(1948) لمنع إبادة الجنس والعقاب عليها باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، وثانيهما عبارة عن المواد الخاصة بإبادة الجنس في"نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية(1998)".

ويعتبر الكتاب في مجمله عمل توثيقي رائع لكل مشاهد الإبادة في التاريخ القيدم والحديث بدءا من الحرب التي شنها بنو إسرائيل علي كنعان، ومرورا بفناء شعب عماليق علي أيدي شاؤول ملك اسرائيل، غزو اشور وبابل للعديد من شعوب الشرق الأدني وذبح أبنائها ثم اكتساح الأسكيثيين للشعب السيميري بالقرب من البحر الأسود وحملات يوليوس قيصر علي هلفسيا (سويسرا) والغال(فرنسا)وتدمير قرطاج في الحرب البونية الثالثة، ثم حرق أورشاليم وتدمير هيكلها والحروب الصليبية ومن بعدهم جنكيز خان والإمبراطورية المغولية وصولا بإبادة الهنود الحمر من أمريكا بعد وصول الرجل الأبيض إلي القارة، ثم ما حدث في اليابان تليه البوسنة مع الصرب ونازية هتلر الألماني وإبادة الدولة العثمانية لآلاف الأرمن، إلي آخر الأمثلة التي يحفل بها تاريخ البشرية وصولا لفلسطين وتاريخها الدامي مع إسرائيل وحتي العراق والسودان وما بهما.

وكان الكاتب قد تنبا عند كتابته لهذا الكتاب نهاية العام المنصرم بما سيحدث الآن في العالم من ثورات وتوتر لم يحذر من استمراره في المناطق سالفة الذكر فحسب، بل اعتقد أنه ربما تنبا بحدوث نفس الجريمة كما يحدث الآن في بلاد كاليمن وليبيا وغيرها، ليحمل الكتاب ليس سردا تاريخيا للجريمة بقدر ما هو جرس إنذار بالخطر الداني إذا استمرت عمليات "نفي الآخر".

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات