هل الإسلام دين رحمة.. وهل لا إكراه في الدين (3)
في مقالينا السابقين ذكرنا عدة أقوال لشيوخ المسلمين وجميعها تدعي أن الإسلام دين رحمة و تسامح و انه لا إكراه في الدين وبعد هذه الكلمات الكاذبه أتينا إلي القرآن (كتاب الأسلام) و ذكرنا ما جاء في سورة (التوبة: 5): "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، وذكرنا تفاسير هذا النص لكبار علماء المسلمين.
ثم ذكرنا الأحاديث التي تحرض علي الجهاد و القتال مثل " وصَحَّ عن النبي (صلعم) أنه قال: "مَن مات ولم يَغزُ، ولم يُحَدِّث به نفسه مات على شعبة من نفاق" (أخرجه مسلم وأبو داود والنّسائي من حديث أبي هريرة) , و اقوال العلماء المماثله مثل : " وثالثة هذه المراحل مرحلة قتال المشركين كافة: مَن قاتلنا منهم ومَن لم يقاتل، وغزوهم في بلادهم حتّى لا تكون فتنة (شِرك) ويكون الدين كله لله، وهذه المرحلة هي التي استقر عندها حكم الجهاد، ومات عليها رسول الله (صلعم)، وفي هذه المرحلة نزلت آية السيف وهي قوله تعالى: "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ..." (التوبة : 5). وقوله تعالى: "قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة: 29) . ثم انتقلنا الي موضوع آخر و هو مفهوم الحريه و حريه العقيده في الأسلام , و قرأنا كلام جميل و لكنه كله اكاذيب و تساءلنا : هل حقا تتفق اقوالهم مع ما يقوله القرآن , و هل حقا هذا ما يفعله المسلمون , ام انه حبر علي ورق , او كلام للأستخفاف بالعقول , أم انه كلام فارغ قصد به جذب غير العارفين و خداعهم حتي يقعوا في مصيده الأسلام التي ترفض لمن سقط فيها و تم خداعه باقوالهم ان يعود الي ما كان عليه , سواء كان له دين أم لا . والآن الي موضوع آخر و هو مفهوم الحريه و حريه العقيده في الأسلام
الحرية كمصطلح: عَرَّفَت الموسوعةُ العربيةُ العالميةُ الحريةَ بأنها : ( الحالة التي يستطيع فيها الأفراد أن يختاروا ويقرروا ويفعلوا بوحيٍ من إرادتهم دونما أيَّة ضغوطٍ من أي نوع عليهم . ) حرية الاعتقاد في القرآن الكريم لعبد الرحمن حللي- ص19- الناشر: المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء- المغرب- ص.ب: 4006 (سيدنا) – بيروت – لبنان- ص.ب: 5158/113- الحمراء.
وعَرَّفَتها الموسوعة الإسلامية المُيَسَّرَة بأنها: القدرة على الاختيار بين الممكنات بما يحقق إنسانيتي. المصدر السابق- ص19
ويرى الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور : أن لفظ الحُرّيّة في كلام العرب أُطلِق على معنَيَين أحدهما ناشِئ عن الآخر، الأول: ضد العبودية وهي أن يكون تصرف الشخص العاقل في شؤونه بالأصالة تصرُّفاً غير متوقف على رِضَى أحد آخر، الثاني: ناشئ عن الأول بطريقة المجاز في الاستعمال وهو تَمَكُّن الشخص من التَّصَرُّف في نفسه وشؤونه كما يشاء دون مُعارِض. المصدر السابق- ص18
حرية الاعتقاد : معنى الاعتقاد: الاعتقاد مَصدَر (اعتقد) ، واعتقد كذا عقد عليه القلب والضمير ، أو من عقد بمعنى ربط الشيئ بالشيئ، ويأتي الاعتقاد بمعنى المُعتَقَد أي ما يعقد الإنسان ضميره عليه، ويُطلَق على التصديق مُطلَقاً جازماً أو غير جازم، مطابقاً للواقع أو غير مُطابِق، ثابتاً أو غير ثابت.فالاعتقاد هو اعتناق فكرة والتسليم بصحتها، ويقوم على اعتبارات اجتماعية أو وجدانية أو عقلية؛ وهو على درجات أقواها الراسخ الجازم الذي هو بمرتبة اليقين، وقد يكون ظناً، وفي أضيق معانيه التسليم بشهادة إنسان لا لشيء إلا لأننا نثق به.
وتُطلَق حرية الاعتقاد ويُقصَد بها أن يكون الشخص حُرّاً في اعتناق أيَّ دينٍ أو مبدأٍ يعتقد به، وكذلك حريته في عدم اعتناق دين أو مبدأ بالمَرَّة، أو أنها حق كل إنسان في عدم التَّعَرُّض للضغط والقمع أو حتّى لأي تدخُّل في شؤونه المتعلقة باعتناق دينٍ معيَّن، وبكلمات أخرى فإن هذه الحرية تعني حق كل فرد في الحصول على الحماية القانونية ضد إلزامه جسدياً أو معنوياً أو تهديده بهدف دَفعِه إلى تبَنِّي دين الآخرِين والتَّخَلِّي عن معتقداته، كما تعني هذه الحرية حق كل فرد في المجتمع في الحصول على الحماية ضد القَمع أو القسر في الشؤون الدينية...
وتتضمّن حرية العقيدة أيضاً حق كل إنسان في عدم الكشف عن معتقداته إذا رغب في ذلك، والحماية ضد أي ضغط في شؤونه الاجتماعية والاقتصادية بسبب انتمائه الديني.
وعَبَّر عنها آخر بقوله : ( أن يَتَمَتَّعَ الإنسانُ بحق اختيار ما يوصله إليه تفكيره وتطمَئِنّ إليه نفسه من عقيدةٍ أو رَأْيٍ دون إكراهٍ؛ مع الأخذ بعَين الاعتبار احترام سلامة النّظام العام وأمن الدولة ) .
وقد عَبَّر البعض عن حُرّيّة الاعتقاد بالحُرّية الدينية وأنها: حق الإنسان في اختيار عقيدته الدينية، فلا يكون لغيره من الناس سلطان عليه فيما يعتقده، بل له أن يعتقد ما يشاء، وله أن لا يعتقد في شيئ أصلاً، وله إذا اعتقد في شيء أن يرجع عن اعتقاده، وله أن يدعو إلى اعتقاد ما يعتقده في حدود ما تتيحه حرية الاعتقاد من الدعوة إلى ما يعتقده بالّتي هي أحسن؛ فلا يكون لغيره حق استعمال القوة معه في دعوته إلى عقيدته، ولا يكون لغيره حق استعمال القوة في إرجاعه إلى عقيدته إذا ارتد عنها، وإنّما هي الدعوة بالتي هي أحسن في كل الحالات.. وهي حرية مُطلَقَة لكل الأشخاص، وحرية مطلقة في كل الأديان، وحرية مطلقة في جميع الحالات على السّواء.
وعَبَّر آخر بقوله: ( الحرية الدينية هي الحرية التي تقتضي أن يكون لكل إنسان اختيار كامل للعقيدة التي يعتنقها ويُقِرّ بها من غير ضغطٍ ولا إكراهٍ خارجي ).
واعتبر آخر حرية الاعتقاد جزءاً من حرية الرأي التي عرفها بأنها: ( حق الشخص في التعبير عن أفكاره ومشاعره باختياره وإرادته ما لم يَكُن في ذلك اعتداء على حق الغير) . المصدر السابق- ص(20-22).
هناك نصوص عديدة تنهي عن الأكراه في الدين نذكر منها:" لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ "(البقرة : 256) , فهل حقا نهى القرآن عن الإكراه في الدّين وأباح حرية الاعتقاد ؟ ام انه يشن حروبا ,و يضطهد المسيحيين و يخطف نساؤهم و يجبرهم علي الأسلمه او القتل . ان ما يفعله المسلمون هو تطبيق لتعاليم دينهم و ارهاب غير المسلمون ( و اعدوا لهم ما استطعتم من قوه و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله ) . و الحقيقه الواقعه هو انه يجب حذف حرف ( لا ) الوارد في النص القرأني ( لا اكراه في الدين ) و الآن لنري معني الأكراه .
والإكراه لُغَوياً:"هو إلزام الغير فعلاً لا يرَى فيه خيراً يحمله عليه أو هو الإجبار على الفعل من غير رِضَى أو الحَمل على فِعل مَكروه، ويكون بتخويف فعل ما هو أشَدّ كراهيةً من الفعل المَدعو إليه ". (نقلاً عن البيضاوي) المصدر السابق- ص35
" وذهب ابن الأنباري إلى أن الدّين ليس ما يَدين به الإنسان في الظّاهر على جهة الإكراه، إنّما الدّين هو المُعتَقَد في القلب، لأن ما هو دين في الحقيقة هو من أفعال القلوب أمّا ما يُكرَه عليه من إظهار الشهادتين فليس بدين حقيقة، كما أن مَن أُكرِه على الكُفر ليس بكافِر." (نقلاً عن ابن الجوزي في التفسير، وتفسير الطبري، والتبيان في تفسير القرآن لأبي جعفر محمد بن حسن (الطوسي)) . المصدر السابق- ص40
ويقول حبنكة الميداني: أمّا الدين بمعنى إظهار الشهادتين فالإكراه عليه ممكن، ويكون حينئذٍ إكراهاً على النفاق الذي هو شر من الكُفر الصريح، ولا يُمكن أن يكون هذا من أحكام الإسلام. المصدر السابق- ص44
وقد ذهب فريق من المفسرين إلى اعتبار الآية عامّةً منسوخة (مُلغاة) بآيات القتال، وأنّها نزلت قبل فَرضِه وأنها من آيات المُوَادَعَة التي نُسِخَت ، وأصحاب هذا الرأي هُم: سليمان ابن مقاتل، وزيد ابن أَسلَم، والضّحّاك، والسّديّ، وابن زيد، وهو المرويّ عن ابن مسعود. المصدر السابق- ص41
" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " (يونس : 99)
جاء في التفاسير: الهمزة في قوله (أفأنت) للإنكار. المصدر السابق- ص50
" وهذه الآية هي أول آية صريحة تنزل على النبي (ص) تنفي الإكراه في الدين، وقد أعقبت آيات سابقة تؤكّد طبيعة دعوة النبي (ص) وعلاقته بهم وأن لا سلطة له عليهم لكن سعيَه وتفانيه في سبيل إرشاد النّاس سيطر عليه وعلى عاطفته، فأنزل الله هذه بأسلوب تربوي فيه الإقناع المُشرب بالعِتاب، وكان في نزول هذه الآية تسلية للنبي (ص) وترويج لِما كان يحمله مِن هَمّ، ولِما كان يضيق به صَدرُه من طلب صلاح الكًل الذي لو كان بالإكراه لم يكُن صلاحاً محققاً بل كان إلى الفساد أقرب." (نقلاً عن البحر المحيط لابن حيان، ونظم الدرر للبقاعي، ولباب التأويل في معاني التنزيل للخازن). المصدر السابق- ص51
يقول عبد الرحمن حللي: "يقرر الله سبحانه في هذه الآية مُتَعَلّق مشيئته بإيمان الناس وأنّه مرتبط بإرادتهم ولذلك خلقهم أحراراً غير مُجبَرين، ولو أراد إجبارَهم عليه لخَلَقَهم طائعين كالملائكة لا استعداد عِندَهُم لغير الإيمان، لكن الله لم يشأ ذلك لأنه يُنافي الحكمة التي بُنِيَ عليها أساس التكوين والتشريع في ابتلاء الناس وتركهم أحراراً في اختيارهم. وإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي لك (يا محمد) أن تجتهد في طلب إيمانهم حتّى تكون كأنك تُكرِهُهم عليه، لأنك لا تقدر على إكراههم وإجبارهم على الإيمان إذ الإيمان الذي تريده منهم هو ما كان عن حُسن اختيار لا ما كان عن إكراه أو إجبار." (نقلاً عن تفسير الرازي). المصدر السابق- ص52
يقول عبد الرحمن حللي أيضاً: يفيد النَّص حُكماً تكليفياً بمنع الإكراه في الإيمان، إذ جاء بأسلوب الاستنكار عقب بيان عِلّة مناسِبة لهذا الحُكم، وهي كَون الإكراه في الدّين يتنافَى مع مشيئة الله التي اقتضت أن يكون النّاس أحراراً مُختارين ، وليس من مُراد الله أن يجعل البشر صِنفاً واحداً بالقَهر، إذ هو قادر على ذلك لكِنّه لم يكرههم لأن الإكراه ينافي التكليف الذي أراده الله (ويُسقِط الثواب والعِقاب)، وقد أكَّدَت آيات كثيرة مشيئة الله هذه منها.
" وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا " (الأنعام : 107) ..
" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً " (هود : 118)
هذا ويتضمّن النّص بيان طبيعة دعوة الرسول (ص) وهي الإرشاد والتبشير والإنذار ثم تركهم إلى عقولهم وضمائرهم من غير إكراه ولا إلحاح ولا تشديد". (نقلاً عن البحر المحيط لابن حيان، والتبيان للطوسي، والتفسير لأبي السعود والمراغي ودروزة). المصدر السابق- ص 51، 52
يقول صالح الورداني: "من هذه النصوص وغيرها يحدد القرآن أن حرية الاعتقاد مَطلَبٌ إنساني وحق من الحقوق التي يجب احترامها في ظِلِّ الحياة الدّنيا التي هي دار اختبار." دفاع عن الرسول للورداني- ص145- الطبعة الأولى 1997- تريدنكو للنشر- بيروت – لبنان- ص.ب: 5316/14
وفي تفسير(الشعراء : 4):"اِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ "
قال ابن كثير :" أي : لو شِئنا لأنزلنا آية تَضْطَرّهم إلى الإيمان قَهراً، ولكننا لا نفعل ذلك، لأننا لا نريد من أحد إلا الإيمان الاختياري، وقال تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (يونس : 99)، وقال : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) ( هود : 118، 119). " تفسير بن كثير (6/144، 145)- طبعة دار الشعب (8 مجلدات) – تحقيق العلماء (عبد العزيز غنيم- محمد أحمد عاشور- محمد إبراهيم البنّا).
وفي تفسير المُنتَخَب (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأزهر) لآية (الشعراء : 4) جاء: " إن في قدرتنا أن نأتيهم بمعجزة تُلجِئهم إلى الإيمان ، فيخضعون لأمرِه، ويتم ما ترجوه، ولم نأتهم بذلك لأن سُنّتنا تكليف الناس بالإيمان دون إِلجاء، كي لا تفوت الحِكمة في الابتلاء، وما وراءه من ثواب وعقاب." المنتخب في تفسير القرآن الكريم (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية)- ص542- الطبعة الثامنة عشر- 1416هـ/1995م- طبعة مؤسسة الأهرام.
و الآن اقول لكل علماء المسلمين : هل تعتقدون ان مثل هذه الكلمات تخدعنا , الا ترون التناقض الواضح بين نصوص قرأنكم , الا ترون انه كتاب يمكن ان تخدعوا به البسطاء و السذج , الا ترونه يتفق مع كل الألوان و الأطياف المتضاربه و المتعارضه
اين هذه الكلمات مما جاء في سوره ( التوبه : 5 ) :"فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (التوبة : 5) .
اين هذه الأكاذيب مما جاء في سوره (البقرة: 193) (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) ، آلا تخجلون؟! (وللموضوع بقايا)
بقلم/ القمص مرقس عزيز خليل
ثم ذكرنا الأحاديث التي تحرض علي الجهاد و القتال مثل " وصَحَّ عن النبي (صلعم) أنه قال: "مَن مات ولم يَغزُ، ولم يُحَدِّث به نفسه مات على شعبة من نفاق" (أخرجه مسلم وأبو داود والنّسائي من حديث أبي هريرة) , و اقوال العلماء المماثله مثل : " وثالثة هذه المراحل مرحلة قتال المشركين كافة: مَن قاتلنا منهم ومَن لم يقاتل، وغزوهم في بلادهم حتّى لا تكون فتنة (شِرك) ويكون الدين كله لله، وهذه المرحلة هي التي استقر عندها حكم الجهاد، ومات عليها رسول الله (صلعم)، وفي هذه المرحلة نزلت آية السيف وهي قوله تعالى: "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ..." (التوبة : 5). وقوله تعالى: "قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة: 29) . ثم انتقلنا الي موضوع آخر و هو مفهوم الحريه و حريه العقيده في الأسلام , و قرأنا كلام جميل و لكنه كله اكاذيب و تساءلنا : هل حقا تتفق اقوالهم مع ما يقوله القرآن , و هل حقا هذا ما يفعله المسلمون , ام انه حبر علي ورق , او كلام للأستخفاف بالعقول , أم انه كلام فارغ قصد به جذب غير العارفين و خداعهم حتي يقعوا في مصيده الأسلام التي ترفض لمن سقط فيها و تم خداعه باقوالهم ان يعود الي ما كان عليه , سواء كان له دين أم لا . والآن الي موضوع آخر و هو مفهوم الحريه و حريه العقيده في الأسلام
الحرية كمصطلح: عَرَّفَت الموسوعةُ العربيةُ العالميةُ الحريةَ بأنها : ( الحالة التي يستطيع فيها الأفراد أن يختاروا ويقرروا ويفعلوا بوحيٍ من إرادتهم دونما أيَّة ضغوطٍ من أي نوع عليهم . ) حرية الاعتقاد في القرآن الكريم لعبد الرحمن حللي- ص19- الناشر: المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء- المغرب- ص.ب: 4006 (سيدنا) – بيروت – لبنان- ص.ب: 5158/113- الحمراء.
وعَرَّفَتها الموسوعة الإسلامية المُيَسَّرَة بأنها: القدرة على الاختيار بين الممكنات بما يحقق إنسانيتي. المصدر السابق- ص19
ويرى الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور : أن لفظ الحُرّيّة في كلام العرب أُطلِق على معنَيَين أحدهما ناشِئ عن الآخر، الأول: ضد العبودية وهي أن يكون تصرف الشخص العاقل في شؤونه بالأصالة تصرُّفاً غير متوقف على رِضَى أحد آخر، الثاني: ناشئ عن الأول بطريقة المجاز في الاستعمال وهو تَمَكُّن الشخص من التَّصَرُّف في نفسه وشؤونه كما يشاء دون مُعارِض. المصدر السابق- ص18
حرية الاعتقاد : معنى الاعتقاد: الاعتقاد مَصدَر (اعتقد) ، واعتقد كذا عقد عليه القلب والضمير ، أو من عقد بمعنى ربط الشيئ بالشيئ، ويأتي الاعتقاد بمعنى المُعتَقَد أي ما يعقد الإنسان ضميره عليه، ويُطلَق على التصديق مُطلَقاً جازماً أو غير جازم، مطابقاً للواقع أو غير مُطابِق، ثابتاً أو غير ثابت.فالاعتقاد هو اعتناق فكرة والتسليم بصحتها، ويقوم على اعتبارات اجتماعية أو وجدانية أو عقلية؛ وهو على درجات أقواها الراسخ الجازم الذي هو بمرتبة اليقين، وقد يكون ظناً، وفي أضيق معانيه التسليم بشهادة إنسان لا لشيء إلا لأننا نثق به.
وتُطلَق حرية الاعتقاد ويُقصَد بها أن يكون الشخص حُرّاً في اعتناق أيَّ دينٍ أو مبدأٍ يعتقد به، وكذلك حريته في عدم اعتناق دين أو مبدأ بالمَرَّة، أو أنها حق كل إنسان في عدم التَّعَرُّض للضغط والقمع أو حتّى لأي تدخُّل في شؤونه المتعلقة باعتناق دينٍ معيَّن، وبكلمات أخرى فإن هذه الحرية تعني حق كل فرد في الحصول على الحماية القانونية ضد إلزامه جسدياً أو معنوياً أو تهديده بهدف دَفعِه إلى تبَنِّي دين الآخرِين والتَّخَلِّي عن معتقداته، كما تعني هذه الحرية حق كل فرد في المجتمع في الحصول على الحماية ضد القَمع أو القسر في الشؤون الدينية...
وتتضمّن حرية العقيدة أيضاً حق كل إنسان في عدم الكشف عن معتقداته إذا رغب في ذلك، والحماية ضد أي ضغط في شؤونه الاجتماعية والاقتصادية بسبب انتمائه الديني.
وعَبَّر عنها آخر بقوله : ( أن يَتَمَتَّعَ الإنسانُ بحق اختيار ما يوصله إليه تفكيره وتطمَئِنّ إليه نفسه من عقيدةٍ أو رَأْيٍ دون إكراهٍ؛ مع الأخذ بعَين الاعتبار احترام سلامة النّظام العام وأمن الدولة ) .
وقد عَبَّر البعض عن حُرّيّة الاعتقاد بالحُرّية الدينية وأنها: حق الإنسان في اختيار عقيدته الدينية، فلا يكون لغيره من الناس سلطان عليه فيما يعتقده، بل له أن يعتقد ما يشاء، وله أن لا يعتقد في شيئ أصلاً، وله إذا اعتقد في شيء أن يرجع عن اعتقاده، وله أن يدعو إلى اعتقاد ما يعتقده في حدود ما تتيحه حرية الاعتقاد من الدعوة إلى ما يعتقده بالّتي هي أحسن؛ فلا يكون لغيره حق استعمال القوة معه في دعوته إلى عقيدته، ولا يكون لغيره حق استعمال القوة في إرجاعه إلى عقيدته إذا ارتد عنها، وإنّما هي الدعوة بالتي هي أحسن في كل الحالات.. وهي حرية مُطلَقَة لكل الأشخاص، وحرية مطلقة في كل الأديان، وحرية مطلقة في جميع الحالات على السّواء.
وعَبَّر آخر بقوله: ( الحرية الدينية هي الحرية التي تقتضي أن يكون لكل إنسان اختيار كامل للعقيدة التي يعتنقها ويُقِرّ بها من غير ضغطٍ ولا إكراهٍ خارجي ).
واعتبر آخر حرية الاعتقاد جزءاً من حرية الرأي التي عرفها بأنها: ( حق الشخص في التعبير عن أفكاره ومشاعره باختياره وإرادته ما لم يَكُن في ذلك اعتداء على حق الغير) . المصدر السابق- ص(20-22).
هناك نصوص عديدة تنهي عن الأكراه في الدين نذكر منها:" لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ "(البقرة : 256) , فهل حقا نهى القرآن عن الإكراه في الدّين وأباح حرية الاعتقاد ؟ ام انه يشن حروبا ,و يضطهد المسيحيين و يخطف نساؤهم و يجبرهم علي الأسلمه او القتل . ان ما يفعله المسلمون هو تطبيق لتعاليم دينهم و ارهاب غير المسلمون ( و اعدوا لهم ما استطعتم من قوه و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله ) . و الحقيقه الواقعه هو انه يجب حذف حرف ( لا ) الوارد في النص القرأني ( لا اكراه في الدين ) و الآن لنري معني الأكراه .
والإكراه لُغَوياً:"هو إلزام الغير فعلاً لا يرَى فيه خيراً يحمله عليه أو هو الإجبار على الفعل من غير رِضَى أو الحَمل على فِعل مَكروه، ويكون بتخويف فعل ما هو أشَدّ كراهيةً من الفعل المَدعو إليه ". (نقلاً عن البيضاوي) المصدر السابق- ص35
" وذهب ابن الأنباري إلى أن الدّين ليس ما يَدين به الإنسان في الظّاهر على جهة الإكراه، إنّما الدّين هو المُعتَقَد في القلب، لأن ما هو دين في الحقيقة هو من أفعال القلوب أمّا ما يُكرَه عليه من إظهار الشهادتين فليس بدين حقيقة، كما أن مَن أُكرِه على الكُفر ليس بكافِر." (نقلاً عن ابن الجوزي في التفسير، وتفسير الطبري، والتبيان في تفسير القرآن لأبي جعفر محمد بن حسن (الطوسي)) . المصدر السابق- ص40
ويقول حبنكة الميداني: أمّا الدين بمعنى إظهار الشهادتين فالإكراه عليه ممكن، ويكون حينئذٍ إكراهاً على النفاق الذي هو شر من الكُفر الصريح، ولا يُمكن أن يكون هذا من أحكام الإسلام. المصدر السابق- ص44
وقد ذهب فريق من المفسرين إلى اعتبار الآية عامّةً منسوخة (مُلغاة) بآيات القتال، وأنّها نزلت قبل فَرضِه وأنها من آيات المُوَادَعَة التي نُسِخَت ، وأصحاب هذا الرأي هُم: سليمان ابن مقاتل، وزيد ابن أَسلَم، والضّحّاك، والسّديّ، وابن زيد، وهو المرويّ عن ابن مسعود. المصدر السابق- ص41
" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " (يونس : 99)
جاء في التفاسير: الهمزة في قوله (أفأنت) للإنكار. المصدر السابق- ص50
" وهذه الآية هي أول آية صريحة تنزل على النبي (ص) تنفي الإكراه في الدين، وقد أعقبت آيات سابقة تؤكّد طبيعة دعوة النبي (ص) وعلاقته بهم وأن لا سلطة له عليهم لكن سعيَه وتفانيه في سبيل إرشاد النّاس سيطر عليه وعلى عاطفته، فأنزل الله هذه بأسلوب تربوي فيه الإقناع المُشرب بالعِتاب، وكان في نزول هذه الآية تسلية للنبي (ص) وترويج لِما كان يحمله مِن هَمّ، ولِما كان يضيق به صَدرُه من طلب صلاح الكًل الذي لو كان بالإكراه لم يكُن صلاحاً محققاً بل كان إلى الفساد أقرب." (نقلاً عن البحر المحيط لابن حيان، ونظم الدرر للبقاعي، ولباب التأويل في معاني التنزيل للخازن). المصدر السابق- ص51
يقول عبد الرحمن حللي: "يقرر الله سبحانه في هذه الآية مُتَعَلّق مشيئته بإيمان الناس وأنّه مرتبط بإرادتهم ولذلك خلقهم أحراراً غير مُجبَرين، ولو أراد إجبارَهم عليه لخَلَقَهم طائعين كالملائكة لا استعداد عِندَهُم لغير الإيمان، لكن الله لم يشأ ذلك لأنه يُنافي الحكمة التي بُنِيَ عليها أساس التكوين والتشريع في ابتلاء الناس وتركهم أحراراً في اختيارهم. وإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي لك (يا محمد) أن تجتهد في طلب إيمانهم حتّى تكون كأنك تُكرِهُهم عليه، لأنك لا تقدر على إكراههم وإجبارهم على الإيمان إذ الإيمان الذي تريده منهم هو ما كان عن حُسن اختيار لا ما كان عن إكراه أو إجبار." (نقلاً عن تفسير الرازي). المصدر السابق- ص52
يقول عبد الرحمن حللي أيضاً: يفيد النَّص حُكماً تكليفياً بمنع الإكراه في الإيمان، إذ جاء بأسلوب الاستنكار عقب بيان عِلّة مناسِبة لهذا الحُكم، وهي كَون الإكراه في الدّين يتنافَى مع مشيئة الله التي اقتضت أن يكون النّاس أحراراً مُختارين ، وليس من مُراد الله أن يجعل البشر صِنفاً واحداً بالقَهر، إذ هو قادر على ذلك لكِنّه لم يكرههم لأن الإكراه ينافي التكليف الذي أراده الله (ويُسقِط الثواب والعِقاب)، وقد أكَّدَت آيات كثيرة مشيئة الله هذه منها.
" وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا " (الأنعام : 107) ..
" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً " (هود : 118)
هذا ويتضمّن النّص بيان طبيعة دعوة الرسول (ص) وهي الإرشاد والتبشير والإنذار ثم تركهم إلى عقولهم وضمائرهم من غير إكراه ولا إلحاح ولا تشديد". (نقلاً عن البحر المحيط لابن حيان، والتبيان للطوسي، والتفسير لأبي السعود والمراغي ودروزة). المصدر السابق- ص 51، 52
يقول صالح الورداني: "من هذه النصوص وغيرها يحدد القرآن أن حرية الاعتقاد مَطلَبٌ إنساني وحق من الحقوق التي يجب احترامها في ظِلِّ الحياة الدّنيا التي هي دار اختبار." دفاع عن الرسول للورداني- ص145- الطبعة الأولى 1997- تريدنكو للنشر- بيروت – لبنان- ص.ب: 5316/14
وفي تفسير(الشعراء : 4):"اِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ "
قال ابن كثير :" أي : لو شِئنا لأنزلنا آية تَضْطَرّهم إلى الإيمان قَهراً، ولكننا لا نفعل ذلك، لأننا لا نريد من أحد إلا الإيمان الاختياري، وقال تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (يونس : 99)، وقال : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) ( هود : 118، 119). " تفسير بن كثير (6/144، 145)- طبعة دار الشعب (8 مجلدات) – تحقيق العلماء (عبد العزيز غنيم- محمد أحمد عاشور- محمد إبراهيم البنّا).
وفي تفسير المُنتَخَب (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأزهر) لآية (الشعراء : 4) جاء: " إن في قدرتنا أن نأتيهم بمعجزة تُلجِئهم إلى الإيمان ، فيخضعون لأمرِه، ويتم ما ترجوه، ولم نأتهم بذلك لأن سُنّتنا تكليف الناس بالإيمان دون إِلجاء، كي لا تفوت الحِكمة في الابتلاء، وما وراءه من ثواب وعقاب." المنتخب في تفسير القرآن الكريم (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية)- ص542- الطبعة الثامنة عشر- 1416هـ/1995م- طبعة مؤسسة الأهرام.
و الآن اقول لكل علماء المسلمين : هل تعتقدون ان مثل هذه الكلمات تخدعنا , الا ترون التناقض الواضح بين نصوص قرأنكم , الا ترون انه كتاب يمكن ان تخدعوا به البسطاء و السذج , الا ترونه يتفق مع كل الألوان و الأطياف المتضاربه و المتعارضه
اين هذه الكلمات مما جاء في سوره ( التوبه : 5 ) :"فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (التوبة : 5) .
اين هذه الأكاذيب مما جاء في سوره (البقرة: 193) (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) ، آلا تخجلون؟! (وللموضوع بقايا)
بقلم/ القمص مرقس عزيز خليل
رابط html مباشر:
التعليقات: