الجهاد القتالي في القرآن وحرية الاعتقاد
حرق كنيسة امبابة |
و بعد هذه الكلمات التي تدعي ان الأسلام لا يكره أحد علي البقاء فيه رغم ارادته قلت فلنأتي اولا الي القرآن ( كتاب الأسلام ) و ثانيا : نأتي الي الأحاديث و ثالثا : الي السنه , لنري اذا كان حقا الأسلام يدعو الناس الي مثل هذه الحياه الكريمه الطيبه العاقله ام يكره الناس علي عكسها , و بدأنا بالقرآن و ذكرنا ما جاء في سوره ( التوبه : 5 ) : "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (التوبة : 5).
وذكرنا ما جاء في تفسير هذا النص لأبن كثير (وهو من أشهر التفاسير عند أهل السنة) وذكرنا ما قاله كل من : ابن عباس (حَبْر الأُمّة) و د. محمد أركون ومحمد بن أحمد بن الجوزي الكلبي , والحسين بن فضل, والإمام أبو عبد الله محمد بن حزم , والحافظ محمد بن أحمد بن محمد بن جزي الكلبي صاحب تفسير التسهيل لعلوم التنزيل والإمام المحقق أبو القاسم هبة الله سلامة و السدي والضحاك و غيرهم . ووجدناها متضاربه ولا تخدم الا مصالح المتكلمين ’ فهم متلونون بكافه الألوان حتي يتمكنون مما يريدون الوصول اليه ’ و ختمنا المقال بقولنا : فهل بعد ذلك يمكننا ان نصدق اقوالهم.
تقول د. بنت الشاطئ (أستاذ التفسير والدراسات العليا بكليات الشريعة): "للإنسان المُكَلَّف بتَبِعات أمانته ورشده ، أن يحمل مسئولية عقيدته بإرادته الكسبية غير مُكرَه عليها. وقد ختمت رسالات الدين وتبين الرشد من الغَيّ..." لأن العقيدة لا تكون عقيدة حتّى تصدر عن اعتقاد حُرّ"
و مره اخري نأتي الي القرآن ربما نجد فيه ما يتفق مع ما يردده الشيوخ الكذبه و الكتاب المنافقين فنقرأ ما جاء في (البقرة: 193) (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) ، أي يكون دين الله ( الأسلام ) هو الظاهر على سائر الأديان،
كما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قول النبي: " مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله". وفي الصحيحين أيضاً : ) أُمِرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلا الله. ( تفسير ابن كثير- (1/329)
وقال الإمامان الجلالان في تفسيرهما: (فتنة)= شِرك.
لذلك يقول د. عبد الآخر حمّاد الغنيمي (من علماء الإسلام) : "وقد يتفهم المسلم الواعي موقف الغرب الكافر من قضية الجهاد في الإسلام؛ فالعارفون من الغربيين يعلمون جيداً أن غاية الجهاد في الإسلام أن لا يبقى في الأرض دين غير الإسلام كما قال تعالى: (وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (الأنفال : 39) والفتنة الشِّرك كما قال ابن عباس وغيره من السلف. وقفات مع د. البوطي.. – ص5، 6- .
وفي موضع آخر يقول: " ولما كان الأمر كذلك كان من أهم ما ينبغي على دعاة الإسلام أن يوقظوا في الأمة روح الجهاد، مبينين لهم فضل قتال أعداء الله عز وجل وأن في الجهاد القتالي عزَّهم وشرفَهم، كما أنه ينبغي أن تبقى فكرة الجهاد مستقرة في ذهن المسلم حتّى في زمن سقوطه عنه لعجزه وعدم قدرته، ليبقى مستعداً للقيام بهذا الواجب عند تحصيله القدرة اللازمة له، وصَحَّ عن النبي (صلعم) أنه قال: "مَن مات ولم يَغزُ، ولم يُحَدِّث به نفسه مات على شعبة من نفاق" (أخرجه مسلم وأبو داود والنّسائي من حديث أبي هريرة)
و يقول د. عبد الآخر : الجهاد في الاصطلاح الشرعي هو قتال الكفار لإعلاء كلمة الله - انظر المصدر السابق- ص27.
يقول د. عبد الآخر في كلامه عن مراحل القتال في القرآن: " وثالثة هذه المراحل مرحلة قتال المشركين كافة: مَن قاتلنا منهم ومَن لم يقاتل، وغزوهم في بلادهم حتّى لا تكون فتنة (شِرك) ويكون الدين كله لله، وهذه المرحلة هي التي استقر عندها حكم الجهاد، ومات عليها رسول الله (صلعم)، وفي هذه المرحلة نزلت آية السيف وهي قوله تعالى: "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ..." (التوبة : 5). وقوله تعالى: "قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة: 29)
وفي الصحيح: "أُمِرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله". (أخرجة البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وأحمد)
وفيه أيضاً قوله (صلعم) : "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا مَن كفر بالله، ...".
وهذه المرحلة ناسخة لِما قبلها من المراحل، قال ابن عطية في تفسيره لآية السيف : "وهذه الآية نسخت (ألغت) كل موادعة في القرآن أو ما جرى مجرى ذلك، وهي على ما ذُكِر مائة وأربع عشرة آية.. ".
وقال الشوكاني: "أما غزو الكفار ومناجزة أهل الكفر وحملهم على الإسلام أو تسليم الجزية أو القتل فهو معلوم من الضرورة الدينية... وما ورد في موادعتهم أو تركهم إذا تركوا المقاتلة فذلك منسوخ بإجماع المسلمين".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فكل مَن بلغته دعوة الرسول (صلعم) إلى دين الله الذي بعثه به فلم يستجب له فإنه يجب قتاله (حتّى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)...
وقال ابن القيم: "وكان محرما (القتال) ثم مأذوناً به ثم مأموراً به لمَن بدأهم بالقتال ثم مأموراً به لجميع المشركين..". (عن زاد المعاد) , فقد ظهر من ذلك كله أن الجهاد في الإسلام قد مَرّ بمراحل كان نهايتها الأمر بقتال المشركين سواء بدأونا بقتال أم لا، وكان ذلك الحكم ناسخاً لِما قبله من الأحكام، .. [. المصدر السابق- ص(42-44).
لذلك يقول الإمام أبو الأعلى المودودي تحت عنوان (الحاجة إلى الجهاد وغايته): والذي أردت تبيينه والكشف عن حقيقته بمناسبة الموضوع الذي نحن بصدده الان، هو أن الإسلام ليس بمجرد مجموعة من العقيدة الكلامية وجملة من المناسك والشعائر، كما يُفهَم من معنى الدين في هذه الأيام، بل الحق أنه نظام كلّي شامل يريد أن يقضي على سائر النُّظُم الباطلة الجائرة في العالم ويقطع دابرها ويستبدل بها نظاماً صالحاً ومنهاجاً معتدلاً يرى أنه خير للإنسانية من النُّظُم الأخرى، وأن فيه نجاة للجنس البشري من أدواء الشر والطغيان وسعادة له وفلاحاً في العاجلة والآجلة معاً.
وتحت عنوان (الانقلاب العالمي الشامل) يقول: "لعلك تبينت مما أسلفنا أنفاً أن غاية "الجهاد في سبيل الإسلام" هو هدم بنيان النظم المناقضة لمبادئه وإقامة حكومة مؤسسة على قواعد الإسلام في مكانها واستبدالها بها. وهذه المهمة، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام، غير منحصرة في قُطر دون قُطر، بل ما يريده الإسلام ويضعه نُصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة... إلخ [ الجهاد للأئمة الثلاثة.. – ص35، 40- المختار الإسلامي للنشر- الفجالة- رقم الإيداع 8642/95- الترقيم الدولي: 4-119-220 -977
ــ في (التوبة : 33) ومكررة في ( الفتح : 28 ) و( الصف : 9):" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ".
قال البيضاوي: أي على سائر الأديان فينسخها، أو على أهلها فيخذلهم.
وقال : هي كالبيان لقوله: "ويأبَى الله إلاّ أن يُتِمَّ نُورَه". تفسير الإمام البيضاوي (3/142) – دار الفكر للنشر- 1416هـ/1996م- تحقيق الشيخ عبد القادر عرفات العشا حسونة- إشراف مكتب البحوث والدراسات- بيروت – لبنان- ص.ب: 7061/11.
وقال ابن كثير : ( ليظهره على الدين كله )، أي: على سائر الأديان، كما ثبت في الصحيح، عن رسول الله (ص) أنه قال: " إن الله زوى ( جمَع ) لي الأرض مشارقها ومغاربها، وسيبلغ مُلك أمّتي ما زوي لي منها" (رواه مسلم). تفسير ابن كثير (7/78) – مصدر سابق.
ويقول صالح الورداني : " للآية دلالة مستقبلية هامة ؛ فهذا الحدث وهو ظهور الدين الحق – الإسلام – على الأديان كلها لم يحدث في أي فترة من فترات التاريخ الإسلامي لا في زمن الرسول ولا في أي زمن من بعده، وهذا الأمر إن دَلّ على شيء فإنما يدل على أن هناك قوة مدعومة من قِبَل الله سبحانه - سوف تظهر لتحقق ظهور الإسلام على أديان الأرض – أي نهاية جميع الأديان عدا الإسلام". الخدعة للورداني- ص183- الطبعة الثالثة 1997م- تريدنكو للنشر- بيروت – لبنان- ص.ب: 5316/14.
وفي (التوبة: 123) : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " .
قال القرطبي: إنه سبحانة عرفهم كيفية الجهاد ، وأن الابتداء بالأقرب فالأقرب من العدو؛ ولهذا بدأ رسول الله (صلعم) بالعرب، فلما فرغ قصد الروم وكانوا بالشام . الجهاد في الإسلام للشيخ محمد متولي الشعراوي- ص137- مركز التراث لخدمة الكتاب والسنة- مكتبة التراث الإسلامي- عابدين- طبعة 1998- رقم الإيداع: 9713/1998م- الترقيم الدولي: X- 230 – 260 – 977.
يقول ابن كثير : وكلما علوا أمّة انتقلوا إلى مَن بعدهم، ثم الذين يلونهم من العتاة الفجار، امتثالاً لقوله تعالى: " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ" ، وقوله تعالى : " وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً " أي وليجد الكفار منكم غلظة عليهم في قتالكم لهم، فإن المؤمن الكامل هو الذي يكون رفيقاً بأخيه المؤمن غليظاً على عدوه الكافر...
وقال تعالى: " يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ". ( التوبة : 73)، وفي الحديث أن رسول الله (ص) قال: " أنا الضحوك القَتّال،"" يعني: أنّه ضحوك في وجه وليّه، قتّال لهامة عدوه. تفسير ابن كثير (4/174، 175).
بقلم/ القمص مرقس عزيز خليل
رابط html مباشر:
التعليقات: