شاهد عيان يحكى ما حدث فى ماسبيرو أثناء موقعة الموتوسيكل
كنت موجود وقت واقعة اعتداءات البلطجية على المعتصمين فى ماسبيرو . رأيت سيارة إسعاف، فقلت فى نفسى: أخيراً الدولة عرفت إن فيه ناس معتصمين بعد سبعة أيام !!!!!!! . وبعدها بنحو نصف ساعة شاهدت هرج ومرج هنا وهناك وشباب يجرى ناحية مدخل ميدان التحرير . ترك بعض الشباب الهتافات كمحاولة لمعرفة ما يحدث أو الدفاع . سمعنا إطلاق نار . لم أغادر موقعى فى مقدمة الصفوف قائداً لترديد الهتافات – ولا أنسى إنى كنت أحمس الناس على الهتافات المعقولة وأطلب منهم الصمت أينما تجاوزت الهتافات حدود المعقول أو الإتهامات.
ونعود للواقعة التى أطلقت عليها " واقعة الموتوسيكل " ..أخذت أحمس الناس على اللامبالاة لما يحدث والتقليل من شأن الأعتداءات . حاول أحد المذيعين على المنصة أن يحكى ما حدث ويطلب فض الأعتصام . حمست الناس على ترديد " ينزل ينزل "، وأشتبكت مع باقى المذيعين. وعادت الهتافات إلى سابق عهدها . لكن أمتزجت بشىء من الإبتهالات الدينية - كنوع من الصلاة – مثل "يا رب – دم القبطى مش رخيص – ربنا موجود – ألهنا قوى – السلام السلام –شهيد تحت الطلب .." .
تزايدت طلبات الأطباء للجلوكوز وحقن وسيارات إسعاف . فتأزم الأمر وراحت عدد من السيدات فى غيبوبة . وحاولت عدد من السيدات المسيحيات الفرار فنصحتهم بأن يتواجدوا تحت المنصة كنوع من التأمين . وانسحبت عدد كبير من السيدات المحجبات !!. وشاهدت سيدة مسنة تبكى فقلت لها : أنتم وصلتم الإيمان المسيحى لنا فلماذا تبكين من تجربة بسيطة ستمر دون أذى . سكتت السيدة وابتسمت .
زادت الصلوات والإبتهالات الدينية ورحب الحضور بتواجد مجموعة قليلة من السيدات المحجبات . حمست الناس على التصفيق لهؤلاء السيدات المحترمات . زادت محاولاتى تحميس الناس على الشجاعة وتجاهل ما يحدث، وبسبب الهرج والمرج والرعب تغير مكانى من مقدمة صفوف المعتصمين إلى مؤخرتها . فشكرت الله ، حتى يتسنى لى أن أقوم بعملى وجمع المعلومات.
ذهبت إلى خيمة العلاج . وسألت الطبيب عن عدد الحالات المصابة فقال 23 حالة، أغلبها إصابات خفيفة وثمانى حالات حرجة . كما أن الإصابات نتيجة عن طلق نارى خرطوش. والطلق الخرطوش لا يقتل إلا إذا أصابت الطلقة عن قرب، لكنها تصيب أكبر عدد من الحضور . وهذا ما حدث طلقة واحدة سببت كل هذه الإصابات .
سألت أحد المصابين فقال إنه فى نحو الرابعة عصراً جاء أربعة شباب راكبين موتوسيكلات وحاولوا أختراق حاجز الأعتصام من نقطة تفتيش ميدان التحرير ، بحجة أنهم يسكنون العمارات المطلة على الكورنيش . طلب أعضاء اللجنة الشعبية بأن يتركوا الموتوسيكلات ويخضعوا للتفتيش كباقى الناس . رفض البلطجية المأجورين وحاولوا أختراق حاجز الدرع البشرى ونقطة التفتيش بالقوة . فحمل الشباب القبطى الشباب الأربعة وموتوسيكلاتهم وألقو بهم بعيداً عن مقر الأعتصام . أخرج أحد البلطجية مسدس وضرب طلق نارى سببت إصابات . حاول الشباب القبطى أن يمسكوا بالبلطجية الأربعة ففروا . فطار أحد الشباب على أحد البلطجية وهو يهم بمغادرة موقع الأعتصام . فوقع أرضاً وأخذ الشباب القبطى فى ضربه ضرباً مبرحاً وحملوه إلى الصيدلية . لعلاجه ، وسلمه أبونا فليوباتير أحد المنظمين للأعتصام إلى الجيش .
فى نحو الثامنة مساءً عادوا البلطجية المأجورين ومعهم نحو خمسين أخرين . أخذوا يرمون الطوب . دافع الشباب القبطى باستماتة وتغلبوا على البلطجية وهرعوا خلفهم حتى ميدان التحرير .
فى نحو العاشرة مساءً عاد البلطجية المأجورين وعددهم أكبر ومعهم شيوخ ملتحين !! ومسدسات .وأخذوا يشعلون السيارات فى موقع الإنتظار أمام الأعتصام ويحطمون سيارات أخرى . ويضربون الرصاص الحى والخرطوش . تعامل الأقباط باستماتة دون خوف أو هلع وساعدتهم الحجارة والطوب وهو تنظيم عملوه خلف حاجز الأسلاك الشائكة - ويذكرنا هذا بما تم فى ثورة يناير .
حدثت إصابات أكثر هذه المره نحو أكثر من 60 مصابا من الأقباط . لأن الأقباط أخذوا يجرون خلف المعتدين خارج السياج الذى عملته الشرطة . وزاد وزر ما يحدث على الأطباء وحملت سيارات الإسعاف المصابين إلى المستشفيات ، أو توقيع الكشف الفورى والعلاج الفورى للإصابات الخفيفة . وتدخلت الشرطة وأخذ المنظمين للأعتصام بالمناداه على الأقباط الذين أخذوا يهرولون وراء المعتدين ويصدوا أعتداءاتهم .وتعاملت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع وتدخل الجيش بالمدرعات فى الواحدة صباحاً .
عاد البلطجية المأجورين إلى موقع الأحداث فى الثالثة صباحاً . وهذه المرة فى صورة مجموعة ضخمة من شباب إئتلاف الثورة ، يحاول مؤازرة شباب ماسبيرو فى أعتصاماتهم . رفض الأقباط وطلبوا من الجيش عدم إنضمام هذه المجموعة للمعتصمين . فغادر البلطجية المكان دون عودى . وعاد الهدوء من جديد ، والسبب تأمين الجيش والشرطة المحكم لمخارج ومداخل الأعتصام .
حاول الأباء الكهنة تجميع المعتصمين . وقالوا لهم : تعالوا نصلى لكم صلاة التحليل او الاستشهاد . فنجحوا أن يجمعوا أغلبية المعتصمين . وكان عددهم نحو 10 ألاف مواطن أغلبهم مسيحيون . وقصوا عليهم ما حدث بأنهم استقبلوا فى العاشرة صباحاً معلومة بأن البلطجية سيحاولون الأعتداء على المتظاهرين . فوصلوا المعلومة للشرطة والجيش وقبيل تعدى البلطجية مساء غادرت أفراد الجيش موقع الأعتصام ولم يبق سوى نفر قليل من أفراد الشرطة . وحدث ما حدث. وأضافوا إن الوجود معلوم ومبارك به من القيادة الدينية ولن يحدث شيئاً . وطلبوا من المعتصمين عدم العودة لمنازلهم . كتأمين للمكان وخوفاً عليهم من القبض عليهم أو التنكيل بهم من البلطجية . فأمتثل الجميع لطلب الأباء، وباتوا حتى الصباح فى المزاح والنكات وقص الحكايات البطولية .
رابط html مباشر:
التعليقات: