|

اقوى من الحكومة .. وفوق القانون : حملة «السلفيين» لتأديب الشعب المصري



عندما انتفضت القوي المدنية لمقتل «سيد بلال» بأحد سجون «أمن الدولة» كان أن التزم السلفيون الذين ينتمي إليهم بلال الصمت (!!).. فهم لا يثورون لأنفسهم «يثورون علينا فقط (!!) وعندما طالبت كل القوي السياسية من داخل ميدان التحرير بالحرية في 25 يناير الماضي، لم تستثن منها تيارا دون غيره.. حتي وإن كانت قد عانت في وقت سابق، من هذا التيار وروافده.. كانت تطالب بالحرية للجميع، أملا في فتح صفحة جديدة، تطوي علي أثرها صفحة الماضي «الشائه». لم تكن تتخيل أن «الحرية» سوف تتحول إلي خناجر لقطع الأذن في «قنا».. أو لتأميم مساجد الله «مسجد النور نموذجا» أو لإعلان الجهاد علي مقاهي وسط القاهرة (!!) فما شهده مقهي ريش - المقهي الثقافي الشهير - مساء أمس الأول، جراء مشاجرة بدأت في مقهي «البستان»، المجاور له.. لم يكن إلا تأكيدا جديدا علي أن معركة «التنوير» التي خضناها - ولا نزال نخوضها - أمامها الكثير لتنجزه.. وتفاصيل الحادث وحدها كفيلة بأن تعكس حجم «التربص»، الذي يضمره «السلفيون» للشارع المصري: بدأ الأمر بمشاجرة عادية بين أحد عمال مقهي «البستان» وأحد الشباب الجالسين علي المقهي إذ كان العامل قد استاء من طريقة مصافحة «الشاب» لإحدي صديقاته.. إلا أن «المشاجرة» صادفت وجود بعض المنتمين للتيار السلفي فقرروا استغلال الأمن لإعلان بدء الجهاد علي المقاهي (!!) صاح أحدهم قائلا: «الله أكبر» إيذانا ببدء التراشق بزجاجات «الكولا» الفارغة (!!) وعندما لجأ الشباب للاحتماء بمقهي «ريش» اندفع المعتدون لتحطيم زجاج المقهي وتكسير بعض من محتوياته (!!) حدث هذا دون أدني اكتراث بقيمة المقهي عند القطاع الأغلب من المثقفين ودعاة الحرية.. ودون أدني اهتمام بأن المقهي العتيق علي مشارف جولة سياسية وثقافية جديدة إذ تزامن هذا الاعتداء مع إعلان «ريش» استضافته - غدا - عدداً من الأمسيات ذات الطابع السياسي والثقافي بالتعاون مع مؤسسة «كونراد إديناور». يقينا - لا ظنا - هم الآن يترقبون.. يراقبون ويتمنون.. يحصون علينا شهقاتنا وزفراتنا، ليقولوا لنا في النهاية إننا ناقصو تربية، أدبنا أهلنا، فأساءوا تأديبنا.. وأنهم لمؤدبونا، بعد أن منحناهم الحرية. 
روزاليوسف

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات