|

سلمي قاسم جودة تكتب .. إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة‮ :‬ البلطجة باسم الدين



وأرصد مغالاة مروعة في المشهد العام للكلام في الدين،? ?كل لحظة الأجواء مشحونة بالصراخ،? ?الضجيج،? ?التحريض،? ?الكلام،? ?تليفزيون الدولة أصبح سوقا للدعاة،? ?الميكروفونات تروج للتقوي الصوتية في كل الزوايا والجوامع دون رقيب وأذكر قول الله تعالي?: »?وقل اعملوا فسيري الله عملكم?« ?ولم يقل كلامكم الذي يدغدغ? ?حواس العوام بما هو قصي علي روح الدين وجوهره،? ?فالعقيدة هي تفعيل الضمير الإنساني وليست? »?مكلمة?« ?وكفانا حقبة صناعة? ?الكراهية وتربية الوحوش الضارية وكفانا تفكيكاً? ?للوطن وفتح علبة? »?بندورا للشرور?« ?وأرجح حكمة صينية?: » ?الشجرة أوراقها كثيرة ولكن جذرها واحد?«. ?أما الحكمة العربية فتقول?: »?الجامع الحقيقي هو الذي نشيده في? ?غياهب الروح?«. ?وهو الأصعب فما أيسر الكلام وهوس المظاهر واحتكار الحقيقة واستغلال ماهو نبيل لفعل ماهو قبيح?. ?وأتعجب بل أرفع استغاثتي للمجلس الأعلي للقوات المسلحة فيما يخص البلطجة? ?فلا يجب الكيل بمكيالين فالذين يشعلون الفتنة ويقترفون أبشع الجرائم ولكنها معنونة باسم الدين هم الأخطر وأتساءل لماذا تتم معاقبة البلطجية بسرعة شاهقة من خلال محاكمات عسكرية ولايتم تفعيل القانون الرادع السريع ذاته مع بلطجية التديين؟ فأين عقاب الجناة في جريمة قطع أذن مواطن مصري? ?،? ?قبطي،? ?وأين جناة أطفيح ولماذا حتي الآن لم يحاكم جناة مأساة إمبابة في محاكمات سريعة،? ?عسكرية،? ?ناجزة تردع كل من تسول له نفسه إشعال الوطن لماذا التمييز بين الأخطار وبعضها؟ إن البلطجة التقليدية تنحر وتغتال الحاضر أما البلطجة الدينية فهي تغتال أيضا المستقبل?. ?وعندما نواجه كارثة لايصح أن تلجأ الدولة إلي المشايخ فالقانون هو أيضا فعل وليس كلاما?. ?وكفانا? ?التليفزيون الذي التهمته التيارات التديينية فأصبح النجم الأول الذي يحاور رئيس الوزراء ويحل مشاكل العباد هو عمرو خالد وأصبح مذيع صباح الخير يا مصر يطالب الرعية? ?بالوضوء قبل لقاء د?. ?سليم العوا والوضوء هو لله فقط?!! ?ويبدو أن وصايا الرئيس البائد تتحقق فكما كان يقول إما أنا وعصابتي وإما التيارات المتأسلمة إخواناً? ?وسلفيين?. ?ومن ليسوا إخوانا فهم ليسوا مسلمين? .?
الكثير من الناس الآن يشعرون وكأنهم من كفار قريش بالرغم من أن الرسول? ([) ?كان يعاملهم بتسامح جم والبعض يشعر في خضم تلك الأجواء بأنهم من المجوس،? ?عبدة النار والبقر?. ?أما ما يكتبه الأستاذ بلال فضل فهو? ?غير مقبول خاصة أنه يحظي بشعبية شاهقة فإسرائيل هي صانعة الفتنة الكبري فهي أم الكوارث وهي التي تحرك خيوط اللعبة الجهنمية،? ?فإسرائيل هي مصدر البلاء من أول سمك القرش المفترس وحتي الفتنة،? ?أو ليس هو يا أستاذ بلال المناخ المحمل بالتعصب منذ نيف و30? ?عاما حيث نضحت وتقيأت حواس المصريين بالخرافة الشريرة الحاضة علي إبادة الآخر،? ?الفضائيات التي عادت لفحيحها المسموم،? ?الميكروفونات الصارخة في كل متر،? ?الذين احتكروا الدين ويقتلون القتيل ويمشون في جنازته،? ?يبثون العلقم ثم يهرولون يعرضون في ابتذال وفجاجة الترياق المزيف والحلول المغرضة?.?
ولقد كتب بلال فضل عن جريمة قطع أذن المواطن المصري مدافعا عن السلفيين أو المتسترين وراء العقيدة أنهم لايفعلون أشياء مماثلة وإنما هي مجرد شقاوة مصرية،? ?بيتي صميمة،? ?فولكلور مصري?!! ?وإسرائيل برضه هي المسئولة؟ أما عن فوبيا أو هوس المؤامرة أستدعي رؤية الأستاذ الدكتور عمرو? ?حسان وهو طبيب القلب الأشهر المهموم بأفئدة المصريين ولكن أيضا بأقدارهم وبالنهضة التي نحلم بها ولأنه ينتمي إلي دنيا العلم فهو يشخص الداء ولكنه يعرض أيضا الدواء،? ?فهو يري أننا يجب أن نعتزل نظرية المؤامرة حتي وإن كان? ?بها شيء من الحقيقة فهي تلتهم عقولنا،? ?أجسادنا وأرواحنا وطاقاتنا التي يجب أن تسعي للبناء فلننسلخ عن تلك الأشباح الهدامة والنداهة التي تغيبنا عن الواقع،? ?مؤامرة إسرائيل،? ?نظام مبارك سيعود في ثوب جديد،? ?السعودية تمول التيارات المتوهبنة،? ?الولايات المتحدة تتآمر،? ?القوات المسلحة?. ?موقفها? ?غير مفهوم أحيانا،? ?تلك الهواجس تعوق الحراك المنشود،? ?الخوف وتابعه العجز الرجيم والتواكل ونضوب الفكر والفوضي يجب الانطلاق نحو الغد المشرق،? ?المثمر من خلال العمل أما الدولة فتستطيع المساعدة من خلال مزيد من الشفافية وسرعة الإنجاز?. ?تلك هي رؤية العالم الجليل المسكون بآلام وطنه وهاهو آخر عائش بعيدا عن وطنه ولكن وطنه يعيش فيه فهو الأستاذ أحمد شفيق دكتور في الطاقة الشمسية بالولايات المتحدة يقترح علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة تكوين مؤسسة لملاحقة البلطجية،? ?وأن تتلقي تلك المؤسسة تبرعات من المواطنين لرصد مكافآت مالية مجزية لكل من يرشد عن الذين يهددون أمن الوطن وليصبح بمثابة خطة قومية وبرنامج وطني يبثه الإعلام لتشجيع القضاء علي كل ما يهدد الوطن مع الاحتفاظ بالسرية لمن يقومون بالإبلاغ،? ?وهكذا فكل مصري يسعي لكي لا تحاكي ثورتنا سيمفونية موزار? ?غير المكتملة،? ?فيجب إنجاح ثورة? ?25? ?يناير وتهشيم كل ميراث النظام البائد،? ?والتعويذة الناجزة هي التغيير ليس الأشخاص فحسب ولكن الروح والأسلوب في التعاطي مع المواقف?. ?مزيد من الوعي ويقول بوذا? »?العالم أعمي? .. ?قليل هم من يبصرون?«.?

نريد أن نصبح من القلة المبصرة مصر تستحق هذا وأود أن أحيي المبدع دوما الأديب،? ?الصديق يوسف القعيد فهو ينتمي إلي القلة المبصرة التي تسعي لهيمنة تجليات التنوير لكي ننجو من هذا النفق الحالك الليلي فهو لا يضيع فرصة لكي يثبت أنه ليس ممن يمسكون العصا من الوسط? ?،? ?يتلونون،? ?يهرولون،? ?ينقضون،? ?يحاكون الحرباء،? ?من ثم أرقب بعض الآمال التي أينعت من خلال العدالة وعدم التمييز والقصاص العاجل من آل مبارك وكفانا حوارات وقبلات وطنية بل دستور? ?يليق بمصر? ?يسبق الانتخابات وأخيرا فليس من باب التشفي ولكن في الفلسفات الهندية توجد? (?الكارما?) ?وهي كل فعل بمثابة وديعة ترتد علي صاحبها،? ?وكان الشر وديعة آل مبارك،? ?استثمارهم في سفرة الوجود?. ?أطعموا الشعب القمح المسرطن،? ?الفكر المعطوب والقهر المزمن وتدور الدوائر?.?

أ

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات