عبد المنعم أبوالفتوح لشاب إخوانى: سل ضميرك ولا تعمل لصالح حزب أو جماعة
سأل أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين القيادى الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح الذى أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة مستقلا عن جماعته، «أريد أن أبدأ فى الدعاية الانتخابية لك بمنطقتى، لكننى فى الوقت نفسه لا أريد الخروج عن الجماعة، وأخشى من غضب مكتب الإرشاد.. فماذا أنا فاعل؟».
وقال أبوالفتوح فى رده على الشاب الإخوانى فى الندوة التى عقدتها جمعية الحصرى بمدينة السادس من أكتوبر مساء أمس الأول «الدعوة وسيلة وليست هدفا فى حد ذاتها.. وسيلة للتربية وتعليم الإسلام؛ لذا أرجو أن تستدعى رقابة الله على أفعالك وتصرفاتك، وأنت لا تعمل مع أى حزب أو جماعة لكنك تعمل إرضاء لله، لذا سل نفسك وضميرك والله سيشرح صدرك للخير».
وبلهجة حاسمة ونبرة صوت قوية، قال: سأظل مرشحا لمصر فى حال الترشيح للرئاسة، ولست مرشحا لجماعة الإخوان المسلمين، واستدرك قائلا: «لكن هذا لا ينفى اعتزازى بالمدرسة الإخوانية، وتقديمها لنموذج الإسلام الوسطى، ووفائى سيظل لوطنى ولدعوتى ولأبناء الإخوان».
غير أن أبوالفتوح ألمح إلى إمكانية تراجعه عن الترشيح لصالح الفقيه القانونى محمد سليم العوّا فى حال حسم الأخير موقفه، وقال: إذا وجدت من يستطيع القيام بأداء الواجب الوطنى فهذا سيسعدنى، وسأكون أول المتعاونين معه ولن أتردد فى دعمه إن كان العوا أو غيره، موجها التحية للشباب الذين يعملون فى حملته الانتخابية بلا مقابل بجميع المحافظات.
لكن المشهد فى الندوة بدا عكس ذلك حيث حرص أنصار أبوالفتوح على توزيع منشورات تعريفية بمرشحهم للرئاسة، إلى جانب اللافتات التى غطت أرجاء عديدة بالقاعة المخصصة للندوة.
وحول سبب ترشحه للرئاسة، أكد أبوالفتوح إلى أنه بعد استعراض جميع المرشحين حتى الآن و«مع كامل التقدير لهم»، إلا أنه لم يجد من بينهم من يمثل الحالة المصرية بجميع مكوناتها.
وتحدث أبوالفتوح عن بعض ملامح برنامجه الانتخابى والذى يتمثل فى النهوض بالتعليم والبحث العلمى وهو ما سيكون من أولوياته بعد إرساء نظام ديمقراطى ودولة القانون، وفى هذا الصدد كشف عن أنه سيؤجل الإعلان عن البرنامج الانتخابى بعد أن كان مقررا له الأحد المقبل وهو ما أرجعه إلى حاجته لوقت أطول من أجل وضع خطوط عريضة لحل المشاكل الكلية، «أرفض التمويل من رجال الأعمال، لكننى سأعتمد على أموال المتبرعين المتطوعين بدءا من 5 و10 جنيهات، مع فتح رقم حساب بأحد البنوك وإبلاغ الجهاز المركزى للمحاسبات به» قال أبوالفتوح ردا على تمويل حملته الانتخابية.
وشدد على أنه لن يكون بحاجة لتمويل كبير «لن أعتمد على اللافتات أو بالطول والعرض هنجيب فلان الأرض، لكن سأعتمد على التواصل المباشر مع الجماهير»، ومع مشهد تكرار الأسئلة المتعلقة به كمرشح للرئاسة، قال: جئت إليكم لا للحديث عن الرئيس أو الدعاية لنفسى لكنها زيارة لوجه الله، وحبا لأهلى وناسى دون أن يكون بذهنى مسالة الترشح».
فى شأن آخر، أكد أبوالفتوح وجود تباطؤ فى محاكمة رموز النظام السابق، وقال: كان يجب من اليوم الأول جمع رموز النظام والتحفظ عليهم هم وأملاكهم، وتشكيل لجان تحقيق فورية تكون فنية وحرفية، معربا عن أمنيته أن يتم تدارك التباطؤ سريعا لمحاسبة كل مخطئ أمام القضاء المدنى لنرد الحقوق لأصحابها.
وبسؤاله عن النظام السياسى الأمثل لمصر، قال: النظام الأفضل هو المختلط (برلمانى رئاسى) وهو ما يطبق بفرنسا وتركيا، مشيرا إلى أن النظام الرئاسى يصنع ديكتاتورا وفرعونا.
وكان لحديث العفو عن مبارك ــ والذى «انفردت» «الشروق» بنشره مؤخرا ــ مكان بالندوة، وقال أبوالفتوح كنت أحد ضحايا نظام مبارك لكننى شكوته إلى الله ليحاسبه، ولا أملك لنفسى أو لغيرى العفو حتى نفعل هذا، فالشهداء هم وحدهم من يملكون العفو، مضيفا: «مبارك دمر مصر اجتماعيا واقتصاديا على مدار 30 عاما، ثم نأتى بعد ذلك ونقول العفو».
وشهدت الندوة التى غاب عنها قادة الإخوان بأكتوبر ومنهم حلمى الجزار، مسئول مكتب الإخوان بالمدينة، ورفيق درب أبوالفتوح ــ حضورا لافتا لشباب جماعة الإخوان، وقال أحدهم لـ«الشروق» إن قرار ترشيح أبوالفتوح إذا ترك للأفراد يحددون بأنفسهم لمن يعطون أصواتهم، فإنهم سوف يصوتون لـ«أبوالفتوح»، فى حال عدم ترشيح العوا نفسه.
رابط html مباشر:
التعليقات: