ضابط المعادى: لم أقصد إطلاق النار على السائق
الضابط صلاح الدين أشرف السجينى وهو يرقد داخل المستشفى
فى الوقت الذى تجرى فيه النيابة تحقيقاتها فى واقعة إطلاق ضابط الشرطة صلاح الدين أشرف السجينى النار على سائق ميكروباص بحى المعادى، أكد عدد من شهود العيان أن الحادث كان من الممكن أن يتوقف عند حدود الاحتكاك المعتاد على أولوية المرور فى الشارع، وهو ما يتكرر يوميا عشرات المرات، دون أن يؤدى انفلات الأعصاب إلى تشابك بالسلاح.
استمعت أجهزة التحقيق إلى الأطراف المختلفة فى الحادث ومنهم عدد من سائقى الميكروباص من زملاء السائق المصاب الذى لم تسمح حالته الصحية بالاستماع لأقواله، كما استمعت لعدد من شهود العيان.
ومن جانبه، قال الملازم أول صلاح الدين أشرف السجينى الذى يرقد حاليا داخل مستشفى الشرطة لتلقى العلاج والإسعافات عما تعرض له، إن السائق رفض السماح له بالمرور بسيارته من خلفه بعدما شاهد باريه الشرطة الخاص به متواجد أعلى تابلوه السيارة، حيث تعمد افتعال أى مشاجرة معه نظرا لكونه ضابط شرطة ليس أكثر.
صلاح الدين السجينى أوضح لـ"اليوم السابع" أنه خرج من منزله وبصحبته شقيقه عبد الرحمن البالغ من العمر 13 عاما بقصد التوجه معه إلى المستشفى، نظرا لأنه مصاب بخلع مضاعف فى كتفه نتيجة الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد، وكونه كان متواجدا لمدة 8 أيام متتالية داخل سجن طره يواجه الخارجين عن القانون ممن كانوا يحاولون تهريب المساجين والسماح لهم بالخروج وذلك فى اشتباكات متواصلة على مدار تواجده داخل السجن.
وأضاف السجينى، أنه فوجئ أثناء سيره بسيارته، بأن سائق الميكروباص أمامه يتوقف بصفة مستمرة لتحميل الركاب فظل يضرب له "الكلاكس" حتى يتجنب الطريق ويسمح له بالمرور، إلا أن السائق ظل يسير فى وسط الطريق، ورفض السير بجانبه، على الرغم من تكرار الضغط على "الكلاكس"، وما أن انتهى الشارع وقبل اقترابهم إلى ميدان الجزائر فوجئ بسائق الميكروباص يخرج "مطواة" من شباك سيارته وظل يضرب بها على باب الميكروباص.
أوضح الضابط أنه فور وصولهم إلى ميدان الجزائر فوجئ بالسائق يتوقف فى وسط الطريق بالقرب من موقف السيارات الخاص بهم، وينزل من سيارته وفى يده المطواة، ومن ثم وجه له السباب، وبدأ الطرفان يتبادلان السباب، حيث قال له الضابط "هو أنت اشتريت الشارع ماشى فيه لوحدك"، وهو ما رد عليه السائق قائلا: "هو أنتم لسه زى ما انتوا خلاص انسى الكلام بتاع زمان ده خلاص"، ومن ثم بدأت الاشتباكات بينهما.
وأشار الضابط إلى أنه فوجئ بعدد كبير من سائقى الميكروباصات الذين حولوا ميدان الجزائر إلى موقف لهم يتجمعون حوله لمناصرة زميلهم السائق دون أن يعرفوا ما الذى حدث وما سبب اختلافهما، وأثناء المشاجرة أخرج سلاحه وأطلق منه عيارا ناريا فى الهواء بقصد فض المتجمعين وإنهاء الخلاف، موضحا أنه فوجئ بسائق الميكروباص يمسك فى يده بشدة ويرغب فى الاستيلاء على السلاح من يده، إلا أنهما دخلا فى عملية شد وجذب فيما بينهما على السلاح وأثناء ذلك خرجت الطلقة الثانية من الطبنجة والتى استقرت فى كتف السائق.
كما أكد صلاح السجينى أن قرب المسافة بينه والسائق تسببت فى اختراق الطلقة لكتف السائق، وهو ما يؤكد أنه لم يتعمد إطلاق النيران على السائق، ولكن الطلقة خرجت بعدما وضع يده على "الزناد" أثناء محاولته الاستيلاء على السلاح، فأسرعت عقب ذلك إلى حمل السائق لوضعه داخل السيارة والإسراع به لأقرب مستشفى لعلاجه، إلا أنه فوجئ بالتفاف عدد كبير من السائقين حوله وظلوا يتعدون عليه بالضرب حتى فقد الوعى، موضحا أنه لم يدر بنفسه سوى وهو متواجد داخل المستشفى.
من ناحية أخرى، أفاد عدد من شهود العيان أن الضابط المتهم بإطلاق النار على سائق الميكروباص استفز السائقين عندما أعلن عن هويته بأنه ضابط شرطة، كما زاد من غضبهم واستعدادهم للشجار معه عندما أخرج سلاحه الميرى مطلقا عيارا فى الهواء، الأمر الذى اعتبره السائقون اعتداء صريحا عليهم وتهديدا من ضابط شرطة، ودفع السائق المصاب إلى محاولة انتزاع السلاح من يد الضابط، وأضافوا بأن الأمور تفاقمت عندما أصيب السائق أمام زملائه، فاندفعوا للانتقام من ضابط الشرطة، ظنا منهم بأن زميلهم فارق الحياة.
رابط html مباشر:
التعليقات: