بالفيديو| مشاهد وحقائق لعودة أقباط دهشور لا وجود الا للخراب.. بين الخوف من البقاء والحيرة في الرحيل
عربات أمن .. جنود يرابطون أمام المنازل .. زحف بطىء لأقباط القرية بعد 15 يوم من الهجرة، وتردد في البقاء، وتردد في الرحيل أيضًا.. سلاسل حديدية تغلق أبواب منازل قليلة، وتوتر عام.. تلك المشاهد التي تشاهدها أثناء دخولك قرية دهشور مسرح "فتنة القميص"، التى اندلعت فتجاهلها الرأي العام، ثم عاد ليبت الأمر فيها ويعيد الأخوة المسيحين بعد لجنة تهدئة قادها مسؤولون.
لم يكن كل الأقباط مقتنعين، لذا تشاهد عددًا من المنازل ترفع لافتات "للبيع"، بشكل يعكس حالة التوتر التي فرضت نفسها على مناطق كثيرة بقرية "القميص"، فبعد أن خمدت نيران الفتنة لم تبق سوي مشاهد تحطيم منازل بعض الأقباط، وسلب بعض الأجهزة التي تحتويها، فإن لم يتمكن السارق من حمل الغسالة قام بسرقة "الموتور" فقط، أثمن ما فيها، وإن لم يتمكن من سرقة الثلاجة قام بنفس الشىء، رغم أنها لا تشجع على السرقة، فمن المؤلم رؤية مشاهد تحطيم محتويات منازل الأقباط، حتى إذا كانت محتوياتها بسيطة لا تسد حاجة الفرد في المعيشة الهانئة.
لم يتهم سعد بسيوني، أحد أقباط القرية، والذي سرق منزله وتحطمت محتوياته، أهالي دهشور بالتخريب، وقال "من المؤكد بلطجية من القرى المجاورة"، في موقف يؤكد العلاقة الحميمة التي جمعت بين أهالى القرية، ويضيف "من ساعة ما اتولدنا واحنا عايشين مع بعض وبناكل وبنشرب مع بعض لكن الشيطان دخل ما بينا، واحنا ما عملناش حاجة دى كانت خنافة وكبرت".
بينما يقول صبري سعد، أحد الأقباط الذين هجروا القرية قبل اندلاع الأحداث وتلقيه معلومات من الأمن والكنيسة باشتعال الفتنة، إن بيته ومتجر الذهب الذي يمتلكه قد سُرقا، قائلًا "كان عندي محل ذهب وفيه ذهب كتير، ولكنهم سرقوه ومسابوش حاجة، وكسروه كمان، وسرقوا الخزنة من البيت، ولما قالولي ارجع رجعت لقيت كل حاجة مسروقة واللى موجودة متكسرة، وشقى عمرى كله راح في لحظة غضب".
يرد عمر حسب الله شقيق الشهيد معاذ ضحية الفتنة، قائلاً "نحن في قرية فقيرة، وأصحاب محال الذهب لا يمتلكون كمية كبيرة، ولم يتركوا الذهب في محالهم، حيث من السهل سرقته، بل يأخذوه معهم في المنزل نهاية كل يوم، وإذا كان الأخ القبطي قد ترك المنزل أليس من السهل عليه أن يأخذ الذهب معه، بخاصة وأنه خرج قبل اشتعال الأحداث".
على رغم نجاح القيادات والمسؤولين، بمديرة أمن الجيزة والمحافظة بالتعاون مع كبار الأهالي، في عودة الأسر المسيحية، وتهليل الصحف بالأخاء والبهجة التى عمت على المسلمين من أهالي القرية، عقب أيام الدخول التى بدأت صباح أمس، إلا أنه من المفاجىء أن يصرح "عمر" شقيق الضحية، بأنه لم تحدث مصالحة على الإطلاق، بأسلوب يضرب به عرض الحائط للجنة التهدئة التي قادها مسؤولون وكبار عائلات القرية، لكنه يؤكد أن موقفه لا يعارض على الإطلاق كافة المبادرات التى أطلقها المصلحون، والفعاليات التى أقامها المستجيبون، ليقول "القضية لم تنته بعد، فأنا منتظر حكم القضاء وإن لم يكن بالقصاص فسأقتص بيدي، وليس من المتهم سامح فقط بل أسرته".
ويقول شقيق شهيد الفتنة "أمه تبكي كل يوم، ودم معاذ في رقبتي طول العمر، فأنا لم يهدأ لي بال ولم أشعر بالراحة حتى يقتص القضاء لدم أخي، الآن أمر الفتنة والقضية كلها في يد القضاء، فإذا أراد إخماد الفتنة وحسم القضية، أصدر حكمه بالقصاص، أما إذا تلاعب في الحكم، فحينها الفتنة ستمد ذراعيها خارج القرى والنجوع لأني سأقتص بيدي".
وعلى الرغم من الفزع والرعب الذى عاشته القرية الأيام الأولى للفتنة، إلا أنها أتت بوحدة غسيل كلوي، كانت تحتاجها القرية منذ سنين، فمبلغ المليون جنيه الذي رصدته المحافظة لإنشاء مشروع خيري باسم الشهيد معاذ، حدده عدد من مثقفي القرية والمعلمين، بإنشاء وحدة غسيل كلوي، لأن أقرب وحدة غسيل كلوي للقرية، تتواجد فوق مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، فكيف لمريض بالكلى أن يذهب ثلاث مرات أسبوعيًا، فكانت الحاجة ملحة لوحدة غسيل كلوي باسم شهيد القميص "معاذ".
رابط html مباشر:
التعليقات: