نتائج انتخابات الرئاسة 2012 مصر بين مطرقة الاخوان وسندان العسكر
اليوم ونحن على ابواب إعلان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية 2012 بجولة الاعادة، وبانتظار تلك اللحظات الحاسمة والعناوين البراقة الرنانة التي كان يفترض ان تزين عناوين الاخبار تبشر بخسارة هذا وفوز ذاك من المرشحين، بعدها يخرج علينا من هزم في الانتخابات ليكون اول من يهنئ خصمه بالانتصار، ويتوجه الى ناخبيه قائلاً: “اشكركم السيدات والسادة المواطنين على التصويت لي ومنحي ثقتكم، وارجوكم لا تحزنوا، فلقد ُهزمت انا، وانتصرت مصر”.
ثم يعقبه المرشح الفائز ورئيس جمهورية مصر الحرة الديمقراطية المنتخب عبر انتخابات نزيهة، متوجهاً الى الامة المصرية العظيمة ليقول:” اشكر جميع الناخبين الذين لم يصوتوا لي قبل ان اشكر من منحني صوته وثقته، فلقد كسبنا جميعاً وانتصرت مصر، ومنذ هذه اللحظة لا فرق عندي بين مصري وآخر، وساسعى لتحقيق جميع متطلباتكم التي انتخبتموني لاجلها، كما سأسعى جاهداً لتحقيق تطلعات ومطالب من قام بالتصويت لخصمي السابق، وشريكي الحالي، فكلنا شركاء لبناء هذا الوطن”
انتهى الحلم الذي تبخر تدريجياً ليس اليوم بعد ان وصلنا الى لحظة ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية 2012، ولكن منذ الايام الاولى التي اعقبت انتصار ثورة 25 يناير، فقد حلمت مثلما حلم الكثيرون والكثيرات من اقراني، ان تعبر مصر هذه المرحلة الانتقالية الى بر دولة الحرية والديمقراطية والكرامة والامان وكفاف العيش ورغده، دولة المواطنة، والمساواة، والتقدم، ودولة …. ضعوا مكان النقاط ما تشائون من الكلمات المنمقة الجميلة، فلا فرق، لانها ستبقى مجرد كلمات وشعارات فارغة لا تعني شيئاً، لم ولن نعشها ابداً فهذا هو قدرنا وقدر شعوبنا، ان نعيش بين مطرقة التخلف وسندان الاستبداد حيناً، وبين مطرقة الاستبداد وسندان التخلف حيناً آخر.
هكذا نحن اذن، وبحماس منقطع النظير نعشق هذه المعادلة البسيطة، فنعيش ردحاً من الزمن بظل الاستبداد والطغيان لنستولد التخلف والرجعية من رحم هذا الزمن، لنعيش بظلال التخلف ردحاُ اخر من الزمان، ثم لا نلبث ونستبدله بالاستبداد، بل نسعى اليه سعياً، لنطالب بقبضة قوية ستعيد الاشياء إلى مواضعها.. وهكذا دواليك دوامة عجيبة متعاقبة ما بين تخلف واستبداد.
نحن نوع مختلف من البشر لم يتعلم النظر الى الإمام، وعيوننا تنظر الى الوراء دائماً وابداً ، وحتى احلامنا لا نجدها إلا وراءنا، مخلوقات ما ورائية عجيبة غريبة، يصعب على الاخرين من الامم التقدمية فهمها ..
لن اطيل اكثر من ذلك ولكن بالله عليكم (وبمناسبة انتخابات الرئاسة الحالية والانتخابات البرلمانية التي سبقتها والاستفتاء على التعديلات الدستورية التي جرت بعد ثورتنا المصرية المجيدة) هل سمعتم عن حزب او مرشح برلماني ايطالي يطالب بعودة دولة الامبراطورية الرومانية يحكمها الإسكندر المقدوني الأكبر جديد؟ هل سمعتم عن مرشح رئاسة جمهورية في ايطاليا يتشبه ويسعى لاعادة امجاد الإسكندر المقدوني، رغم ان هذا القائد فتح العالم من مشارقه الى مغاربه وهو من بنى مدينتنا المحببة الجميلة الإسكندرية عام 331 قبل ميلاد المسيح عليه السلام، هل سمعتم وشاهدتم الشعب الايطالي وفي القرن 21 ينام ويحلم بعودة بامجاد هذه الامبراطورية العظمى التي استمرت لاكثر من الف عام.
اخيراً وعودة اخرى من الاحلام الى الواقع جميعنا ننتظر اليوم ونأمل ان تمر انتخابات الرئاسة 2012 بجولتها الختامية هذه على خير وان نتقبل نتيجة الانتخابات مهما كانت بصدر رحب لندشن على الاقل بداية لمرحلة جديدة نتعلم فيها ابجديات النظام الديمقراطي ونخطو فيها اولى خطواتنا نحو دولة ديمقراطية وعسى ولعل ننجح في هذا الامتحان الصعب.
ونتمنى ان لا تنفذ جماعة الاخوان المسلمين التهديدات المبطنة التي اطلقتها على لسان خيرت الشاطر باللجوء للعنف واراقة الدماء بحالة لو جاءت نتائج الانتخابات بالمرشح الخصم احمد شفيق، كما نأمل ان يفي المجلس العسكري بوعوده لتسليم السلطة في 30 يونيو الحالي .. وكل انتخابات وانتم بخير
كتبتها الهام نجيب
رابط html مباشر:
التعليقات: