"المشهد" تلتقى فتاة قبطية ومديرة مدرسة تطالبها بإرتداء الحجاب
روجت العديد من المواقع الإلكترونية والمنتديات القبطية لمشكلة فريال طالبة المنيا التى رفضت ارتداء غطاء رأس، وحوّلتها إلى فتنة طائفية بالمنيا تسببت فيها مديرة المدرسة. التقت "المشهد" بالطالبة فريال سوريال حبيب ووالدها ومحاميها، كما التقت بمديرة المدرسة وأحد المدرسين من ذوى الصلة بالمشكلة، للوقوف على أبعاد المشكلة ومدى علاقتها بالفتنة الطائفية، وما يطلق عليه الأسلمة الجبرية لمدارس المنيا - كما تردد فى المنتديات القبطية.
وتبدأ فريال بسرد ما حدث لها في المدرسة فتقول "إسمي فريال سوريال حبيب من قرية الشيخ فضل بني مزار في الصف الأول الثانوي ذهبت في بداية العام الدراسي يوم 17/9الماضي مع زميلاتي بدون ارتدائي غطاء رأس وعندما دخلت الطابور قامت الإخصائية الاجتماعية بطردي من المدرسة لعدم ارتدائي غطاء رأس رغم أنني قبطية وهذه حريتي الشخصية، بعدها عدت إلى المنزل في ذهول ثم عاد معي أبي من البيت للمدرسة وتم طردنا من المدرسة مرة أخرى بعدما حدثت بين والدي وإدارة المدرسة مشادة كلامية بسبب رفضي وضع غطاء رأس وإصرارهم على ذلك".
وأشارت إلى منعها في اليوم التالي من الدخول مرة ثانية، وكان آخر يوم دخلت فيه المدرسة هو الثلاثاء الماضي بصحبة أحمد عبد الجواد - مدير الإدارة التعليمية ببني مزار - لتفاجأ ـ على حد قولها ـ باعتصام جميع المدرسين داخل المدرسة مطالبين بعدم دخولها اعتراضًا على كونها الطالبة الوحيدة التي لا تضع غطاء رأس، وأوضحت أنها في المرحلة الإعدادية لم تضع غطاء رأس ملازمًا للزي المدرسي وأنها لا ترغب في ذلك الآن، مضيفة أنه إذا كان هذا القرار وزاريًا فستلتزم به، لكنه قرار يطبق بالمدرسة فقط وهذه حرية شخصية.
كما أوضحت فريال أن زميلاتها القبطيات يرتدين الغطاء خوفًا من إدارة المدرسة، مؤكدة أنها ليست ضد ارتداء الحجاب لعلاقته بالدين الإسلامي، ولكن لعدم رغبتها الشخصية في ارتدائه.
وأشارت إلى أن والدها قد تقدم مع بعض المحامين بعدة بلاغات ضد إدارة المدرسة كان آخرها بلاغ رقم 13أحوال بنقطة شرطة القرية فضلاً عن تقديم مذكرة للنيابة الإدارية ومحضر رقم 6707 إداري لعام 2011 بتاريخ 26 سبتمبر و60 أحوال بنقطة الشرطة بتاريخ 27من نفس الشهر.
وبسؤالها حول سبب تطبيق القرار بالمدرسة على جميع الفتيات بالرغم من عدم تطبيقه في مدارس أخرى، أجابت: "إدارة المدرسة ترى أن في ارتدائنا غطاء الرأس محافظة علينا، حيث إننا في مدرسة مشتركة ويحفظنا من التحرش من الطلبة".
وعن علاقاتها بزميلاتها المسلمات والمسيحيات بالمدرسة، أكدت فريال أن معظم أصدقائها المقربين من المسلمين وأيضًا لها صديقات مسيحيات ومتضامنات معها في موقفها لدرجة أنهن ذهبن لمديرة المدرسة علا عبد الفتاح وأخبرنها بعدم اعتراضهن على عودتي للمدرسة بدون غطاء رأس، وكان رد فعل المديرة رفض الطلب.
ولما كانت فريال تعاني من وجود إنزيمات برأسها تمنعها من غطاء الرأس مما يؤدي إلى تساقط شعرها، فقد جرت عدة مفاوضات الخميس الماضي لدخول فريال المدرسة بدون غطاء للرأس، لكنها باءت بالفشل.
ووجهت الطالبة رسالة للمسؤولين بالتربية والتعليم قائلة: "إذا رضي وزير التربية والتعليم هذا الوضع لابنته ويتم طردها من المدرسة لعدم ارتدائها الحجاب أنا مش هكمل تعليمي".
كما أكد والدها سوريال حبيب حنا أنه تقابل مع محمد خلف - وكيل المدرسة - الذي قال له إن فريال جاءت المدرسة دون أن تضع غطاءً للرأس ولا يمكن قبولها بالمدرسة إلا باكتمال الزي المدرسي بوجود غطاء رأس، وحين سأل الأبُ وكيلَ المدرسة عن وجود قرار وزاري بهذا الشأن، أجابه: لا.. إنه قرار يطبق في المدرسة إجباريًا ولا شأن له في الاطلاع عليه.
واستكمل سوريال أنه تقابل مع مديرة المدرسة علا عبد الفتاح وطالبها بإطلاعه على القرار الخاص بالزي الرسمي، إلا أنها رفضت قائلة "خليك مهذب ومحترم"، واتهمته بالتهجم علي المدرسة، بعدها ذهب لتقديم شكوى لمدير الإدارة التعليمية عبد الجواد أحمد الذي قال له إن مديرة مدرسة الشيخ فضل الثانوية إنسانة فاضلة، وأكد عبد الجواد أنه سيتم فتح تحقيق بالمدرسة.
وأكد أنه ذهب في اليوم التالي للمدرسة ليفاجأ بـربيع بكر فرج ـ أمين المعمل ـ يمنعه من الدخول قائلاً: "إحنا مش بنقابل حد في المدرسة وبنتك مش عاوزينها اتفضل مع السلامة".
واتهم مديرة المدرسة بتحريض التلاميذ من الأولاد على ضرب فريال بعد انتهاء اليوم الدراسي الثلاثاء الماضى، لولا إنقاذ صديقاتها لها وعمل كردون حولها إلى أن وصلت لنقطة الشرطة وتم تحرير محضر بالشرطة يحمل رقم 60 أحوال بني مزار بتاريخ 27/9/2011.
وأكد أنه قام بإرسال شكاوى لوزير التعليم والداخلية والنيابة الإدارية والعامة ومحاضر تعد بالطرد من المدرسة ولم يحدث أي رد على تلك الشكاوى من المسؤولين حتى الآن.
ومن جانبه، أشار أيمن جورج - محامي الفتاة – إلى أنه ذهب للمدرسة يوم الثلاثاء "ثلاثاء الغضب " – كما أطلق عليه – بصحبة مدير الإدارة وجلسا نصف ساعة في غرفة أمن المدرسة بعدها صعد إلى مكتب المديرة، وحاول مدير الإدارة إنهاء الأزمة بتوقيعه وتوقيع مديرة المدرسة على مذكرة تنص على غياب فريال، لافتًا إلى أن المشكلة كانت في طريقها للحل لولا اعتصام المدرسين يوم الثلاثاء.
وفى رد مديرة المدرسة على كلام فريال ووالدها ومحاميها، قالت إن والد الفتاة لم يحضر شهاده صحية تفيد بأن ابنته تعانى من مرض فطرى في شعرها، وأكدت أن الشهادة الصحية المقدمة تثبت أن الطالبة خالية من الأمراض، مشيرة إلى أن والد فريال شتم جميع الحضور ووجه كلمات شديدة اللهجة، مؤكدة أن سوريال وقع على إقرار يفيد بموافقته على ارتداء ابنته الزي المدرسي والذي يشمل إيشارب أبيض اللون، وأكدت أنه بوجود المدرسة في مجتمع ريفي ومشتركة بين البنين والبنات فإنها بهذا تحافظ على الفتيات من التحرش والمشاكل التي قد تحدث من الطلاب، مؤكدة أن القرار الوزاري رقم 113 لسنة 1994 نص على طبيعة الزي المدرسي والذي يتضمن ضرورة التوقيع على إقرار كتابي لولي أمر الفتاة بموافقته علي ارتداء ابنته الزي كليًا أو جزئيًا، وبالفعل وقع سوريال حنا حبيب بموافقته على الزي بالكامل دون تحفظات عند تقديمه لملف ابنته في المدرسة.
وأضافت أنها طلبت من فريال كباقي زميلاتها المخالفات للزي بعد انتهاء الطابور أن يذهبن لارتداء غطاء للرأس أبيض اللون والعودة للمدرسة واستكمال اليوم الدراسي، إلا أنها فوجئت بوالد الفتاة يحضر إلى المدرسة ويتطاول بالألفاظ، وقامت إدارة المدرسة بعمل محضر بالسب والقذف يحمل رقم 113 أحوال نقطة الشيخ فضل بتاريخ 17/9، وقالت المديرة إن العادات والتقاليد توجب ارتداء الغطاء لجميع الطالبات، وأنه منذ دراستها بنفس المدرسة إلى الآن لم يحدث أن اعترضت فتاه قبطية على ارتداء الحجاب، وعند مواجهتها بما قالته فريال وهو أن جميع زميلاتها القبطيات يرتدين الحجاب خوفًا من شدة وقسوة التعامل معهم من قبل إدارة المدرسة إذا ما خالفوا ذلك القرار، أجابت بأن مدير الإدارة توجه بالسؤال للطالبات القبطيات عما إذا كان هناك أي إجبار لهن لارتداء غطاء الرأس، نفوا ذلك وقالوا إن هذا القرار برغبتهم وليس بإجبار من أحد، وعن حديث والد الفتاة أنه ووكيل المدرسة وقعا على إقرار بعد احتساب أيام تغيب الفتاة لوجود عذر للطالبة، نفت ذلك معلنة أنه لا يوجد عذر لتغيب الطالبة ويجب أن يحضر ما يثبت ذلك ليثبت صحة ما قال، وأنه إذا كانت تهمه مصلحة ابنته فلن يلتفت لمثل هذا الأمر البسيط، بل إنه تجاوز بدرجة كبيرة وصلت إلى الشتيمة وسب الأديان.
كما نفت أيضًا ما قاله محامى الطالبة بالتقدم بالاعتذار عن هذا التجاوز، وإن إدارة المدرسة رفضت، موضحة أن ما حدث هو تقدم وكيل الوزارة بالاعتذار عن سب سوريال للمدرسين والمديرة نيابة عن الأب والطالبة ولكن الاستاذ ربيع بكر - أمين معمل ومشرف عام - حقه ألا يقبل الاعتذار عما فعله الأب وما وجه منه من إهانة شديدة للمدرسين، وذكرت أنهم قاموا باجتماع بناءً على طلب مدير الإدارة عبد الجواد طلب فيه من الأب الاعتذار في الطابور على ما حدث ولكنه رفض بالرغم من استمرار المحاولات أكثر من نصف ساعة، وأضافت أن المدرسة بها 74 طالبة مسيحية لم تتعرض واحدة منهن لأى خلاف.
كما أكد ربيع بكر – مشرف عام بالمدرسة – أن مشكلة فريال هي أول مشكلة تشهدها المدرسة منذ عمله بالمدرسة من 1989، وأضاف أنه بالنسبة للزي أخرجنا إقرارًا لمواصفات الزي المدرسي للعام الدراسي الحالي، ومضى عليه سوريال بنفسه ويشهد على هذه الواقعة الأستاذ جرجس حنا - مدرس أول فرنسي بالمدرسة.
وأشار ربيع إلى أن الفتاة حاصلة على مجموع 214 ولم تكن لتقبلها أي مدرسة في المركز لأن المدارس تقبل من 215، ولم تكن فريال من الأوائل كما ردد البعض، وهناك شهادة صحية تفيد بأن الحالة الصحية "جيدة" ولم يرد فيها أي أمراض بالرأس أو غيرها، وإذا كانت هناك شهادة من أحد الأطباء تفيد بما يقوله الأب من وجود مرض في رأس ابنته ولذلك لا تستطيع ارتداء الحجاب، لكان قدمها.
ويكمل: "فوجئنا في اليوم التالي بسوريال يقترب من المدرسة وكنت يومها مشرفًا عامًا على المدرسة، وسألته "رايح فين" وأجاب "طالع لمديرة المدرسة" وقلت له آسف جدا مقابلة أولياء الأمور بعد الساعة 12 ظهرًا، والساعة الآن 9 وبنتك متغيبة عن الحضور، ويمكنك الدخول لمقابلة المديرة بعد 12 ظهرًا"، وبدأ صوته يعلو وأمرت وقتها أحد العاملين بأن يخرج سوريال من المدرسة لعدم الشوشرة على الطلبة أثناء دراستهم.
وفى اليوم الذي أتى فيه هو ومحاميه، دخل على مديرة المدرسة وقال لها "أنا بنتي هتدخل المدرسة سواء رضيتي أو لم ترضي، وغصب عن بوز مدير الإدارة ووكيل الوزارة والوزير والكل تحت الجزمة".
وقدمت إدارة المدرسة بلاغًا بالتهجم على المديرة أثناء تأدية عملها بقسم شرطة الشيخ فضل، وحضر سوريال في اليوم التالي مصاحبًا محاميه وابنته، وقلت له "لن نقبل بحضور الطالبة إلا إذا اعتذرت عن ما قلته بالأمس وأحضرت الشهادة الصحية" وجاءت فريال مرتدية الإيشارب الأبيض".
وحين حضر مدير الإدارة قلت له "أنا آسف جدًا، إذا كنت قابل تتشتم وتتبهدل إحنا مش مسامحين في حقنا، والبنت مش هتدخل المدرسة إلا إذا كرامتنا رجعتلنا"، وفى كلامي معه فوجئت بدخول 50 مدرسًا إلى مدير الإدارة وقالو له "آسفين لن نحضر حصصًا أو ندخل فصلاً إلا إذا حقوقنا رجعت، واعتصموا في فناء المدرسة".
وعرض عبد الجواد على المدرسين أن تعتذر فريال في الطابور وتحضر شهادة مرضية ووقتها تدخل المدرسة، ووافق المدرسو ، وسوريال رد عليه بأسلوب الكبرياء قائلا "لن اعتذر لأي مخلوق في المدرسة"، ورد حنا جرجس "طالبين منه الاعتذار ولم يوافق، وبناء على ذلك فوجئت بابن خالي من أسوان يتصل بي ويسمع القصة فى التليفزيون وشوهوا صورتي أمام أهلي ومعارفي بكلام لم يحدث".
واط?لعت "المشهد" على الإقرار الذي وقع عليه سوريال بموافقته على ارتداء ابنته غطاء الرأس، وشهادة الدرجات التي حصلت عليها فريال فى الشهادة الإعدادية، والشهادة الصحية المستخرجة من المدرسة والقرار الوزاري رقم 113 لسنة 1994 الذي ينص على ارتداء الفتيات في المرحلة الثانوية "بلوزة بيضاء وجونلة بطول مناسب بلون تحدده المديرية التعليمية، يمكن – بناء على طلب مكتوب من ولي الأمر – أن ترتدي التلميذة غطاءً للشعر لا يحجب الوجه باللون الذي تختاره المديرية التعليمية، وحذاءً مدرسيًا وجوربًا بلون مناسب للزي المختار".
وأخيرًا.. حرصًا من "المشهد" على نقل الحقيقة، قمنا بعرض وجهتي النظر بحيادية دون تحيز لأحد ودون تأثر بما تردد على ألسنة الكثيرين.
رابط html مباشر:
التعليقات: