ماذا فعل لكم الصليب؟
بقلم: سحر غريب
في مستنقع الوهابية والسلفية سقطت "مصر"، تنتظر بصبر من ينتشلها من مستنقعها العميق.. المصيبة الكبرى أنهم اعتبروا الصليب الذي عاهدناه متعانقًا دومًا مع الهلال مؤذيًا ومستفزًا لمشاعر المسلمين!!، رغم أنه رمز ديني لا يختلف أبدًا عن رموزنا الدينية التي فرضناها على العالم أجمع، ولم يرَ هؤلاء فيما يفعلونه تناقضًا غريبًا مع ما يطالبون به العالم من احترام للمسلمين.
عن أي مسلمين يتحدثون؟ أنا مسلمة، والصليب لا يستفز مشاعري، بل على العكس تمامًا، أعشق رؤيته على قباب الكنائس يجاوره هلال فوق قبة جامع.. مشهدهما متجاورين يجعل الدموع تزور عيناي فرحًا، فكلما ارتفعا معًا عاليًا تأكد لي أن "مصر" مازالت بخير، وأن شعبها مازال ذاك الشعب القديم الذي عهدنا فيه تسامحه وطيبته وأصالته.
إن المستفز حقًا هو موقف محافظ "أسوان"، هذا الرجل الذي لم يراع القانون الذي يعمل تحت عباءته، وبرَّر ما حدث لكنيسة "أسوان" على أن الكنيسة تم بنائها بلا تراخيص.. وعلى فرض أن إدعائك سليم يا سيادة المحافظ، وأن الكنيسة بلا تراخيص يا سيدي المحترم، أتقبل أن يذهب مجموعة من الأقباط ليهدوا جامعًا أو زاوية تم بنائها دون تراخيص؟؟- وما أكثرهم على فكرة- أتقبل أن تتحوَّل "مصر" إلى غابة، كل مواطن فيها يسير بفأسه ليهد مالا يرغب فيه وما يتنافى مع معتقداته؟؟ أهذا هو القانون الذي جئت لتحميه؟ أم تراك جئت لتخربها؟؟!!
لماذا تسير "مصر" على نفس الخُطى التي رسمها "مبارك"؟؟ ألا تكفينا مهازل وقوانين مركونة على الرف، وحكومة تقف بلا حراك، باردة برودة الثلوج، أمام مواقف لا تحتمل أكثر من حل؟؟.. الحل الوحيد هو إقالة المحافظ ليكون عبرةً لكل موظف حكومي يتغابى ويتعامى عن أبسط حقوق المواطنة.
رابط html مباشر:
التعليقات: