أزمات الكنائس عرض مستمر.. والمبادرات «حبر على ورق»
ربما كانت مذبحة ماسبيرو هى الأعنف، ولكنها بالتأكيد لم تكن هى الأولى وليست الأخيرة، فالأزمات الطائفية فى السنوات الأخيرة باتت علامات مستقرة فى العلاقة بين الأقباط والمسلمين، فكلاهما متوتر، والنتيجة ضحايا، فالأسباب واضحة، إما كنيسة، أو علاقة غير شرعية بين شاب وفتاة، وفى النهاية قتلى هنا وهناك. قد تكون الكنائس هى مفتاح الأزمات الطائفية على مدار السنوات الخمس الأخيرة تحديدا، والسبب أن حكومات الرئيس المخلوع تصر على وضع قانون بناء دور العبادة الموحد فى الأدراج، وفى كل مرة أزمة وقتلى أيضا.
الثورة أيضا جاءت بأزمة، فالإسلاميون فى صعود، ليس الإخوان فقط، بل جماعات وحركات غيّبها النظام السابق مثل السلفيين، وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية، والذين يوصفون بأنهم متشددون، وهو الأمر الذى خلق حساسية أكثر لدى الأقباط من تأثير ذلك على وجودهم فى وطنهم المصرى بتشكيلته الجديدة.
البداية عقب الثورة كانت مع كنيسة الشهيدين فى قرية صول بأطفيح جنوب القاهرة، فى مارس الماضى، إذ قام متشددون بهدم الكنيسة، على خلفية حادثة شرف بين فتاة مسلمة وشاب مسيحى، محاولات للتهدئة قادها شيوخ وقساوسة، وتدخلت معهما القوات المسلحة، وأنهت بناء الكنيسة، فى زمن قياسى، وتشكل حينها أول اعتصام للأقباط أمام ماسبيرو، انتهى بعودة الكنيسة لما كانت عليه.
على خلفية تلك الأزمة تشكل عدد من اللجان، وأطلقت بعض المبادرات لاحتواء الأزمة، وتأكيد وحدة الأمة المصرية، مثل التى قادها الشيخ السلفى محمد حسان، والقريب من الإخوان الدكتور صفوت حجازى، بالإضافة لمبادرة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب بتشكيل «بيت العائلة» الذى جمع ممثلين عن جميع الفرق المسيحية والإسلامية.
لم تدم حالة السكون طويلا، إذ عادت الأزمات مرة أخرى، فى أبريل، ففى الجنوب بمركز أبو قرقاص فى محافظة المنيا بصعيد مصر، أدت الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والأقباط إلى مقتل ثلاثة مسلمين، وإصابة العشرات من الجانبين، تبعتها اشتباكات أخرى تسببت فى مقتل رجل قبطى، واشتباكات أخرى فى مركز مطاى، بذات المحافظة، أدت إلى إصابة عشرة أشخاص.
وفى مايو أحرق متظاهرون كنيستى «مارمينا» و«السيدة العذراء» على خلفية أنباء عن احتجاز مسلمة داخل إحدى البنايات الكنسية، وأسفرت الاشتباكات العنيفة عن مقتل 12 من الطرفين، وإصابة العشرات، وأيضا فى النهاية تحملت القوات المسلحة تكاليف إعادة ترميم الكنيستين المحترقتين.
تلك الأزمة تبعتها مبادرة من مجموعة من طلاب جامعة خاصة، مسلمين وأقباطا، بينهم إخوان وسلفيون، حملت اسم «عيش وملح»، تهدف إلى التعايش الجيد بين المصريين.
فى نهاية سبتمبر الماضى، عادت أزمة كنيسة قرية «المريناب» إلى الواجهة، بسبب خلاف بين المحافظة وإدارة الكنيسة حول ترخيص إحدى البنايات، تبعها احتجاجات قبطية واسعة النطاق فى القاهرة، أمام ماسبيرو، وفض الشرطة العسكرية اعتصاما أمام التليفزيون الثلاثاء 4 أكتوبر، ثم كانت الكارثة فى 9 أكتوبر ومقتل العشرات وإصابة عديد من قوات الجيش والأقباط فى ليلة عرفت بـ«الأحد الدامى».
جماعة الإخوان كانت حاضرة فى المشهد السياسى كالعادة، إذ أعلنت عن مبادرة لدعم المواطنة حملت اسم «هوية، سلوك، تعايش» تبدأ أولى خطواتها التنفيذية بأعمال مشتركة بين الجانبين، يشترك فيها شباب الإخوان وشباب الأقباط.
الداعية الدكتور عمرو خالد هو أيضا أطلق مبادرة «كوباية شاى» لدعم التواصل الإسلامى المسيحى، بالإضافة إلى مطالب المفتى الدكتور على جمعة بإعادة إحياء «كلمة سواء» التى أطلقها منذ 3 سنوات أكثر من 132 عالما من مختلف أنحاء العالم، وتدعو إلى حب الله والجار والبحث عن المشترك من واقع القرآن والكتاب المقدس وتسهم فى حل أى مشكلات للاحتقان الطائفى.
رابط html مباشر:
التعليقات: