رسالة ماجستير تحذِّر من هيمنة إسرائيل على سوق الدواء العالمية
إسرائيل تحتل المركز الأول فى مجال صناعة الدواء فى العالم، وهو ما يحقق لها الهيمنة والتأثير العالمى سياسيا واقتصاديا وعلميا، عبر تصدير الدواء إلى نحو 120 دولة فى العالم، الأمر الذى يؤثر سلبيا على دور مصر والعالم العربى فى مناطق عديدة من العالم سياسيا واقتصاديا»، هذا تحذير حملته رسالة ماجستير فى جامعة الزقازيق تمت مناقشتها منذ أيام.
وكشفت الدراسة ــ التى أجراها الباحث فيكتور المطيعى تحت عنوان «اتفاقيات الملكية الفكرية وأثرها على قطاع الصناعات الدوائية فى إسرائيل» والتى جمع مادتها خلال السفر إلى إسرائيل نحو 4 مرات بصفته مديرا إقليميا لإحدى الشركات متعددة الجنسيات للدواء ــ أن قطاع صناعة الدواء لا يقل أهمية لدى تل أبيب عن إنتاج وتجارة السلاح، فى إطار رغبتها فى الانتشار والهيمنة والسيطرة خارج حدودها، حيث تنفق إسرائيل نحو 25% من إجمالى مبيعات الدواء فى السوق الإسرائيلية على تطوير هذه الصناعة، وهو ما يتجاوز 1.5 مليار دولار أمريكى.
ونوهت الدراسة إلى أن صناعة الدواء فى إسرائيل محل اهتمام المؤسسات السيادية فيها، «حيث يقتصر دور وزارة الصحة على مجال العلاج فقط، وليس لها دور واضح فى صناعة الدواء، وعلى العكس فإن القوى السياسية والسيادية تؤثر فى هذه الصناعة».
وحذرت الدراسة من الانتشار الواسع للعديد من شركات الدواء الإسرائيلى وفروعها بألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وبلجيكا وتركيا وسويسرا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا الجنوبية ومنطقة جنوب إفريقيا وبعض دول آسيا بكثافة كبيرة، لأن ذلك يزيد من السيطرة الاقتصادية والهيمنة والتأثير على اتخاذ القرار فى هذه الدول.
وأشارت الدراسة إلى أن إسرائيل تهتم بدراسة بعض المناطق فى العالم الثالث فى أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا، حيث تقوم بدراسة الأمراض المتوطنة والأوبئة والأمراض المزمنة والخبيثة وأمراض السرطان والإيدز الأكثر انتشارا بهذه الدول وتخصص شركات الدواء التابعة لها فى إنتاج أدوية جديدة لهذه الأمراض وبالتالى تحقق طموحاتها وأهدافها الاقتصادية والسياسية فى هذه المناطق من العالم.
وأكدت الدراسة أن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى فى العالم فى سرقة الأدوية وإنتاجها فى فترة الحماية قبل انتهاء فترة براءة اختراعها التى يحظر على أى شركة إنتاج نفس المستحضر الدوائى، كذلك فإنها تمتلك أكبر شركة فى العالم متخصصة فى صناعة وإنتاج الأدوية الجنيسة (المثيلة) وهى شركة «تيفع» الإسرائيلية والتى نشأت لها فروع فى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما من الدول الأخرى.
وأفادت الدراسة إلى تطور صناعة الدواء فى إسرائيل، حيث زادت قيمة إجمالى مبيعات الأدوية داخل السوق الإسرائيلية من 681 مليون دولار عام 1995 إلى 5 مليارات و703 ملايين دولار عام 2008 أى بفارق يزيد على 5 مليارات دولار أمريكى.
وأشارت الدراسة إلى أن قيمة الصادرات بلغت عام 2000 نحو 340 مليون دولار ارتفعت إلى مليار و474 مليون دولار عام 2004 وهذه القيمة ارتفعت مرة أخرى إلى نحو 4 مليارات و844 مليون دولار عام 2008، وتزيد الصادرات سنويا بنحو 592 مليون دولار سنويا.
وأوضحت الدراسة أن الصادرات فاقت الواردات بنحو 3 مليارات و469 مليون دولار، وذلك فى عام 2008، مما أدى إلى زيادة الصادرات لتكون فى صالح الميزان التجارى الإسرائيلى مما يكون له أثره فى الاقتصاد الإسرائيلى وانتعاشه، كما تقوم بتصدير الدواء لـ120 دولة، مشيرة إلى أن العدد الفعلى للشركات الإسرائيلية يصعب تحديده بسبب دخولها فى الشركات متعددة الجنسيات.
وأوضحت الدراسة أن النتائج العلمية للسيطرة الإسرائيلية توضح أن الإنفاق التكنولوجى وصل إلى 40 مليار دولار عام 2008، بزيادة قدرها 33 مليارا تقريبا خلال تطبيق اتفاقية حقوق الملكية الفكرية، مع انتشار العديد من مراكز الأبحاث ومعاهد بحوث الدواء المتخصصة داخل إسرائيل، إلى جانب انتشار العديد من محطات بحوث الدواء والمراكز البحثية والمختبرات ومحطات التجارب العلمية فى الولايات المتحدة وأوربا واسيا وأفريقيا لتطوير الدواء وتحديثه وإنتاج أدوية جديدة.
مصر تصدر أدوية بـ 240 مليون جنيه.. وتستورد بـ 3 مليارات
رابط html مباشر:
التعليقات: